كثيرا مانند
كثيرا مانندم لابتعادنا عن أولادنا ، في مرحلة من عمر
هم أحوج فيها إلينا، وفي مرحلة من حياتنا حرجة..
نندم لأننا لم نملك الوقت الكافي لحوارهم والاقتراب من عقلهم الغض…
وأوطائهم مايلزمهم .
حتى والعمل على تطوير فكرهم ..ومتابعته.
وتستغرق كل حواسنا وإمكانياتنا ، هذا الهدف الحياتي لجلب الرزق فقط، وكأنه كل شيئ في هذا المشوار القصير.
ولعل إثبات وجودنا في هذه الحياة بات هوس اللاهث وراء ذاتية مضيّعة أحيانا…
فتتشعب أعمالنا ونغرق في تشتت حقيقي يفقدنا التركيز على أمور هامة جدا في عائلاتنا.
لكن مؤكد هناك مايمكن استدراكه، في مراحل متأخرة أيضا…
و هذا لايعفينا من أن نكون معهم في البداية بقوة، دون وصاية كبيرة،فالأمل دوما ينادي ويجذبنا للأفضل:
ما يهمنا في هذا المقام بشكل خاص ، أحوال الهجرة ، والخوف عليهم فكريا وعقديا، وليس للوصول للقمة العيش فقط…هذا حال الهجرة فعلا وآلامها،
والتي نجدها منتشرة ليس في البلاد الجريحة فقط، بل في عموم بلاد المسلمين ..
والتي دُفعنا إليها دفعا…
الأهم أن نتذكر مايلي لاتقاء اختلال ميزانه الداخلي :
1- عدم تلقي الدروس الشرعية الأصل من مصادر هامة، قبل الهجرة، فهو أمر هاما في عصر صعب.
2- و كذلك عدم تلقي علوم رافدة تغذي مادرسه الفتى في جامعته، أو دراسته ككل، كاللغة العربية، أو علوم عامة وهامة ، تدفعه لمهارات داعمة لها مثلا.
3- خبرة عملية تساعده في حياته الميدانية، وفي الخوض بعمل حقيقي، مثل تقبل النقد، فن الحوار…
4- عدم تأخره في علاقاته الاجتماعية الصحيحة.
5- أهمية متابعته دراسيا في الخارج ، بطريقة ما،حتى لايتبعد عن الجذور الأًصل.
6- بر الوالدين دوما مهما ابتعد عنها وابتعدت عنه…فالبر لايتقيد بالتواجد الجغرافي دوما ، خاصة في عصرنا.
قد يؤثر هذا في كيفية دخوله لمعترك الحياة بقوة، لكن بالطبع أن نصل متأخرا خيرا من ألا تصل أبدا…
خاصة أن الحياة تعلم من لم يتعلم بعد..ولكن ماذا نريد أن يتعلم؟
قد يقول أحدهم: اتركوه الفتى يسبح في الحياة وحده…
نعم هذا حق، ولكن أن تراقب من بعيد، عين العناية الحقيقية بعد الإلهية.
إنهم سيربون من بعدهم…
وتبقى وجهة نظر مربٍ.
د. ريمه الخاني 12-12-2015