www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

محفزات نمو اللغة العربية/ د. ريمه الخاني

0

 

                       

 

ما هذا الإعجاز في عالم اللغة العربية وفي رحابها؟,

هل كانت فعلا لغة سينا آدم ؟, ولغة الوحي؟،

سؤال ربما يخطر في بال باحث مجد يبحث  عن  الحقيقة.

 

 

 

ونقول : إن الباحثين الإسلاميين  يرجحون  تلك المعلومة بناء على الآية الكريمة:

 

بسم الله الرحمن الرحيم:

 

“وعلم آدم الأسماء كلها” البقرة” : ..31

 

لكننا نرجح كونها بدأت إشارية ثم منطوقة غير مكتوبة، تبعا للتطورات المنطقية التي نتخيلها وهناك من كان له نظريات أخرى قد نرتبها لاحقة لا سابقة لتلك النظرية .[1]

 

وهذا ما أيدته كتب‏ (‏ مايكل كورباليس‏)‏ الأستاذ بجامعة برنستون الأمريكية كتاباً بعنوان‏:‏ في نشأة اللغة‏:‏ من إشارة اليد إلي نطق الفم‏.‏

 

فتفرعت بعد ذلك مفرداتها وتوالدت مع الزمن. فكيف تعتبر تلك اللغة عموما  حاملا حضاريا مهما، مادامت تحمل بذور التطور؟.

 

يقول الدكتور “بغداد عبد المنعم” (بتصرف) إن اللغة العربية ليست حامل معنوي أو كائن وظيفي فقط , بل هي نواة الكتلة الحضارية العربية دوما, وبحضورها الجمالي الأدبي وخصوصا الشعري ,كانت أعلاما أيضا, وهي تستثمر في محاور عدة كلغة علمية وعملية خاصة في لغة السياسة وأدبية أيضا, إننا مطالبون إزاء هذا المصطلح القديم الجديد باستخراج الروح منه, لان لغتنا باتت تحمل تعميما خطيرا يفقدنا شخصيتنا اللغوية وهويتنا إعلاميا ,ويعد نمط الخبير والخطابة بمنشاة القوي الأول في عهد الشاعر المتنبي الذي جعل الأخبار والحوادث أمرا هاما في شعره.[2]

 

 اللغة العربية لغة ولّاّدة متطورة متميزة دوما ,العربية أكثر لغات المجموعة السامية شهرة، وإحدى أكثر اللغات انتشارًا في العالم، يتحدث بها , أكثر من 422 مليون نسمة،1 ويتوزع المتكلمين بها ,في المنطقة المعروفة باسم الوطن العربي، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة كالأحواز وتركيا وتشاد ومالي السنغال وإرتيريا. اللغة العربية ذات أهمية قصوى لدى المسلمين، فهي لغة مقدسة (لغة القرآن)، ولا تتم الصلاة (وعبادات أخرى) في الإسلام إلا بإتقان بعض من كلماتها.

 

 العربية هي أيضا لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في الوطن العربي، كما كتبت بها الكثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى. وأثّر انتشار الإسلام، وتأسيسه دولاً، في ارتفاع مكانة اللغة العربية، وأصبحت لغة السياسة والعلم والأدب لقرون طويلة في الأراضي التي حكمها المسلمون، وأثرت العربية، تأثيرًا مباشرًا أو غير مباشر على كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، كالتركية والفارسية والكردية والأوردية والماليزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الإفريقية الأخرى مثل الهاوسا والسواحيلية، وبعض اللغات الأوروبية وخاصةً المتوسطية منها كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية. كما أنها تدرس بشكل رسمي أو غير رسمي في الدول الإسلامية والدول الإفريقية المحاذية للوطن العربي.[3]

 

كلمات اللغة العربية تصل الى 250مليون كلمة المستخدم منها 50ألف كلمة

 

في اقدم قاموس  (لسان العرب لابن منظور القرن ١٣ م)عربي يوجد 80ألف جذر والجذر تتفرع منه ما بين 21-30 كلمة مثلا الجذر (كتب) يتفرع منه

 

كتاب-مكتبة-مكتب-كتبة- مكاتبة- استكتاب-كتاتيب….

 

وعليه فأنّا لو افترضنا أن معدل كلمات الجذر 25×80000=2000000—-وهذا مجهود فرد واحد في كتاب واحد في بلد واحد قبل مئات السنين لم تصل اليه المخترعات والطفرة العلمية والمعرفية والثقافية[4]

 

العربية لغة رسمية في كل دول الوطن العربي إضافة إلى كونها لغة رسمية في تشاد و إريتيريا وإسرائيل. وهي إحدى اللغات الرسمية الست في منظمة الأمم المتحدة. 

 

**************
ورد في كتاب الناقد الكبير  “مارون عبود” وجهة نظر هامة لافتة نظرنا وهي:

 

    اللغة كائن ينمو ويتكاثر , فكلما وجدت الأرض خلقت الألفاظ, وصار العرب دولة بعد الفتح الإسلامي , فكانوا كالبوتقة للغات , فصهروها وطبعوها,

 

    بطابع لغتهم الخاص , وأخذوا منها كل ما احتاجوا إليه, فاتسع نطاق لغتهم أيما اتساع.

 

    1-من أهم أسباب النمو هي:

 

    المجاز-الاشتقاق-الإبدال-النحت, القلب, التعريب, وهاك التفاصيل:

 

    1- المجاز: أو التجوز وهو أوسع أبواب اللغة , فمنه تثري اللغة إلى مالا حد له, ومن شروطه وجود العلاقة بين المعنى والكلمة التي نقلت إليه, ويكون المجاز في المفرد والجملة.

 

    2- الاشتقاق: هو من ميزات اللغة العربية وبه تتناسل إلى حد بعيد, فبنقلك اللفظة من صيغة إلى صيغة تنقلها منن معنى إلى معنى آخر, فتستغني غالبا بكلمة عن جملة كقولك:

 

    استكتبت فلانا, أي طلبت إليه أن يكون كاتبا, الخ..

 

    3-الإبدال: وهو إبدال حرف بحرف من لفظة فتكونان بمعنى واحد.

 

    وللإبدال أثر كبير في اللغة تعثر عليه في أكثر كلماتها , إن لم نقل كلها, وإليك المثل :

 

    أتلمس -أتلمص – أتلمز: أي أتخلص

 

    لصق-لسق-لزق

 

    البصاق-البزاق-البساق الخ..

 

    4- القلب: وهو تقديم حرف او تأخيره في اللفظة بشرط ان لا تتبدل الحروف كقولك :

 

    فطس-طفس

 

    يتسكع-يتكسع

 

    أوباش-أوشاب الخ..

 

    5-ويقصد به الإيجاز -والإيجاز بغية العربي ومطلبه في كل شؤونه حتى اللغة:

 

    لباسه وجيز

 

    وأكله وجيز

 

    وبيته وجيز

 

    وهو أن تصاغ كلمة تدل على كلمات كقولهم : بسمل وكبّر

 

    ويكون النحت بالفعل نحو: سمعل: قال السلام عليكم

 

    وبالوصف: نحو صلدم للحافر الشديد من الصلد والصدم

 

    والاسم: نحو جلمود من جلد وجمد

 

    وبالنسبة نحو مرقي من سلال امرئ القيس

 

    6- والتعريب: وهو نقل الكلمة الأعجمية على نهج العرب وأسلوبهم .

 

    فالحاجة إلى التعريب ماسة دائما في كل مكان وزمان, وقد لجأ إليها العرب في كل أطوارهم ولم يأنفوا من الاتجاء إليها كما نأنف نحن اليوم.

 

    وفي اللغة ألفاظ لا تعد كلها أعجمية معربة, وفي القرآن الكريم مائة كلمة منها.[5]

 

*********

 

 

 

2-المحتوى العربي على الإنترنت

 

من العوامل المساعدة في قضيتنا  :

 

1- النت والمواقع العربية ووجود كوادر تتقن اللغة وتفتح مجال المساعدة.

 

2- التشجيع المؤسساتي الخاص اولا والعام ثانيا.

 

3- العامل المادي وتوفر إمكانية الطباعة ونشر تلك المواد المتناثرة.

 

4- الظروف المحيطة حول الملم والطالب بحيث تساعده أو تؤخره في اللحاق بالركب.

 

5- العمق المعرفي والوعي العام في ضرورة الإلمام ومعرفة أهمية ذلك على المدى البعيد كلفة وطنية وعربية ولغة قرآن.

 

6- حضور الهدف المرافق للإتقان , ومحاولة تصدير المعرفة كما استقبالها, فالحياة عطاء , ومن لم يلزم نفسه بالعطاء كما الأخذ لن يفكر بالتطوير.

 

يطالب بعض فقهاء العربية  وهذا محفز للعمل من جديد ولتدقيق بما وصلنا إليه:
3-تقعيد اللغة العربية

 

إن حافز هام يدفعنا للمضي قدما، أهمية تقعيد اللغة العربية/ نظرية  الدكتور ياسر شرف[6]

 

-مشكلتنا أننا سلمنا بما وصلنا من علوم اللغة العربية و لا نقل فقه ,فمن اجتهد بعلم النحو عموما هم الفرس الذين أرادوا تقريبها للفظ وتسهيل القراءة فمثلا:

 

الخوارزمي اسمه بالفارسية أصلا:  خيورزم, فعربت لخوارزمي فليس لدى الفرس واوا والف في كلماتهم .

 

-وماذا عن الواو في داود؟

 

-لها نفس القصة فهي داود لكنهم كتبوها هكذا لتسهيل اللفظ, وقياسا فلتاء المربوطة تحسينات قدموها للتفريق ما بين الاسم والفعل فاتخذناها اعده, ومن قال أن التنوين يؤدي لحذف آخر المنقوص؟

 

هل نستبدل بالقاعدة قاعدتان الحذف والالف؟!لم يذهبوا….للأسف للتفريق هي ليست من أصل اللغة إنما هم وضعوها لنا…يكفينا ان نكتب ذهبوا والفطرة العربية تفرق.

 

-على هذا يجب غربلة لسان العرب وكتاب الأغاني..

 

-نعم ولو غربلناه لبات كتابا صغيرا جدا وأنا بصدد تقديم صورة جديدة للسان العرب لماذا الشعر والبصمة الأدبية.؟, أنا آخذ المشتقات وأمضي:

 

كف :نهاية العضو إذن منها كف أذاه …

 

حتى كتاب الأصفهاني لو قسنا هذا العمل بعصره ,لقلنا :كانوا كلما نسخوه حصلوا على 1000 ليرة ذهبية ,فلم لا يطيلوا الكتابة وحجم المجلد؟, الأصفهاني  كانوا وراقا وهذا يفسر كل شيء من جمع ماهب ودب..

 

-يبدو أن الثقافة في عصرنا تراجعت حتى لم تعد مصدر عيش..

 

-من قال هذا لكننا لسنا مثقفين جيدين.. ولو أحصينا من نال الشهادة الثانوية لبات 90% من الجمهور مثقف, لكن الثقافة من ثقيف ,وهو المجتهد في مجاله المطور لفكره ,فكم يبلغ هؤلاء؟

 

من كتبي: مستقبل الشعر, النثيرة والقصيدة وهي تفريق بين لغة الرياضيات ولغتنا الادبية ,وعموما ما سلف  قلناه ,يعطي صورة واضحة عن الخلط الذي بات بين اللغة والأدب.

 

والجدير بالذكر يجب قتقعيد اللغة بمعنى:

 

 أن يطابق اللفظ الكتابة بصرف النظر عن الرسم القرآني المستقل, فمثلا أبدع الفرس كلمة قرآن بينما هي قرآن ,ويجب هنا التفريق بين الكتابة العادية والرسم القرآني:

 

الرحمن رسم قرآني, الرحمان كتابة عربية ,فلو قلنا لطفل في الابتدائية :اكتب الرحمن:  لكتب الرحمان. وهذا هو الصواب لأنها لغتنا الأم.

 

لذا يعتبر كتابي: إصلاح اللغة العربية. هو التصويب الحقيقي الذي قد ينسف كل كتبنا في النحو والقواعد.

 

ونضيف:

 

من قال أن اللغة العربية لا تبدأ بساكن :انطلق اعتمد…

 

الألف للتنبيه وليست ألف الوصل لأن الكلمة الأصل/عتمد نطلق

 

-مازلنا لا نجد حاضنا مشروعا لثقافتنا.. من قال أن العواصم العربية عندما حصلت على امتيازها كعاصمة للغة العربية حصل مالم يحصل..

 

-ومن قال أن  هناك قصيدة كاملة؟

 

-صحيح.. مهما حاولت رصد قصيدة فلن تجدي قصيدة منتظمة بلا أخطاء وبلا جوازات…فلم التشدق والفوقية.

 

عندما نقول أن الفينيقين اكثر تحضرا من عرب الداخل ذلك لموقعهم واجتهادهم خارج حدود البلاد. وصلت الفكرة؟

 

-نعم وهذا يفسر بحث الدكتور فاخر عاقل :تحصيل حاصل” حيث قال :
إن أسباب تخلفنا فينا أولا..

 

لنبحث جيدا فالمحفزات كثيرة وهامة واللغة العربية تستحق أن نعمل لأجلها بجد وإخلاص وللموضوع بقية.

 

31-7-2013

 

د.ريمه الخاني

 



[1]انظر الرابط :http://mo5tlfoon.blogspot.com/2014/06/blog-post_8627.html

وقد بين كون سيدنا آدم تعلم كل اللغات، او تعلم اللغة العربية ومنها تفرعت كل اللغات، كما في الاسرائيليات، ونرجح ما قاله :

كتب‏ (‏ مايكل كورباليس‏)‏ الأستاذ بجامعة برنستون الأمريكية كتاباً بعنوان‏:‏ في نشأة اللغة‏:‏ من إشارة اليد إلي نطق الفم‏.‏

 

[2] راجع الدراسة للدكتور  بعنوان : الإعلام مصنع الكلام إشارة من التاريخ, العدد 609 من مجلة المعرفة حزيران 2014

[4] المصدر السابق

[5] كتاب أدب العرب -مارون عبود -ص 23

[6] (محاضر في جامعة دمشق وله برنامج في محطة نور الشام).

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.