www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

هل أقول : وداعاً يا فلسطين لا لقاء بعده !؟/د . غازي حسين

0

هل أقول : وداعاً يا فلسطين لا لقاء بعده !؟
لا وألف لا : فلسطين وطني ,وطن أجدادي وآبائي
وأولادي وأحفادي … وإلى أبد الآبدين

 يتعرَّض الشَّعب الفلسطيني إلى عمليَّة خداع وتضليل غيرمسبوقة في تاريخ الشُّعوب مِنْ قبل قيادات فلسطينية , وعربيّة ,

وأمريكيّة , وصهيونيّة لشطب حق عودة اللاجئين إلى ديارهم , وبيع فلسطينن لليهود وإنجاح المشروع الصهيوني ,

وإقامة إسرائيل العظمى الاقتصادية من خلال مشروع الشرق الأوسط الجديد .

لقد أعمتْ دولارات الدول المانحة , والبترودولاربصر, وبصيرة بعض القيادات , والنخب السياسيّة , والثقافيّة الفلسطينيّة والعربيّة , ووافقواعلى دعم عملية صناعة التسوية الأمريكية ,والمفاوضات المدمّرة مع المغتصب , والمحتل الإسرائيلي لبيع فسطين وإنهاء الصراع العربي الصهيوني .
أدَّت اتفاقات الإذعان في كمب ديفيد وأوسلو , ووادي عربة ووادي ديفيروكمب ديفيد2,ومفاوضات ليفني مع أحمد قريع وصائب عريقات , ومفاوضات محمود عباس مع أولمرت ونتنياهو إلى تآكل الموقفين الرسميين الفلسطيني والعربي وجامعة الدول العربية لصالح الأكذوبة التي رسَّخها كتبة التوراة والتلمود بأنَّ فلسطين هي أرض الميعاد .
وقَّع محمودعباس في 13أيلول 1993إعلان المبادئ (أي اتفاق اوسلو) مع الجنرال رابين والرئيس الأمريكي بيل كلينتون في البيت الأبيض , ووقَّع مع يوسي بيلين وثيقة تنازل بها عن القدس الشرقية ووافق على ضمِّها إلى القدس الغربية المحتلة عام 1948 .
واعترف بالرواية الصهيونية الكاذبة والمزوّرة , التي زوُّرها كتبة التوراة والتلمود , واعترف بأنَّ فلسطين هي أرض التوراة . وأكَّدن الوثائق التي سُرّبتْ من مكتب صائب عريقات أنَّ المفاوض الفلسطيني وافق حتى على تهويد حي الشيخ جراح في القدس القديمة , أيّ في مدينة الإسراء والمعراج . وصدرت تصريحات عن أحمد قريع وغيره من قيادات السلطة الفلسطينية (سلطة الحكم الذاتي المحدود) أنَّ قرية أبوديس الملاصقة للقدس ستكون القدس وعاصمة دولة فلسطين .
إنَّ سلطة الحكم الذاتي , سلطة أوسلو, التي ابتكرها وأقامها دهاقنة الاستعمارالاستيطاني اليهود قدَّمت وتقدّم التنازل تلوَالتنازل عن الحقوق الوطنية الثابتة غبرالقابلة للتصرّف للشَّعب العربي الفلسطيني . فالتنازل والتفريط هوالدور الذي كلَّفها به المحتل الإسرائيلي والامبريالية الأمريكية . فابتكروا تأسيسها , وطلبوا من ياسرعرفات استحداث منصب رئيس مجلس الوزراء على أنْ يشغله محمود عباس . وسخَّروا التعاون بين أجهزة الأمن الإسرائيلية , والفلسطينية لقمع المقاومة والحركة الوطنية , بل وأبسط أشكال الحراك الشَّعبي .وشارك رئيس سلطة أوسلوورئيس منظمة التحريرالفلسطينية في عملية بيع ,وتصفية قضية فلسطين بموافقته على صياغة التسوية الأمريكية ,والعمل على تمريرها عن طريق مفاوضات الإذعان برعاية يهود الإدارات الأمريكية , وعلى رأسهم دينيس روس, والصهيوني العتيق مارتن أنديك , وتتآمرالسلطة في عملية المفاوضات الكارثية على إيجاد حل لمشكلة إسرائيل ,وليس لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية .
ويشارك قيادة منظمة التحريرفي عملية بيع فلسطين “آل سعود وثاني ونهيان والعائلة الهاشمية وجامعة الدول العربية ” للقضاء على عروبتها ,وعروبة القدس أولى القبلتين ,وثالث الحرمين الشريفين ,ومدينة الإسراء والمعراج .
يقوم رئيس السلطة ببيع فلسطين بعد أنْ ضمنت له إدارة بوش في مؤتمرأنابوليس في تشرين الثاني عام 2007 تغطية , ودعم المملكة السعودية , والأردنية وجامعة الدول العربية لإرضاء الولايات المتحدة ,والمحافظة على كراسيهم وأنظمتهم الظلامية ,والمستبدة والتكفيرية .
وتتآمرالمملكتان مع بقية ملوك ,وأمراء الخليج على بيع فلسطين لليهود أعداء الله , والأنبياء ,والمسيحية ,والإسلام ,والبشرية جمعاء , لإرضاء بريطانية أولاً, والولايات المتحدة ثانياً , والصهيونية العالمية ثالثاً ,وللمحافظة على كراسيهم, وعروشهم المهترئة رابعاً .
جلب بوش وشارون ” محمود عباس ” إلى مناصبه للقيام بالمهمة التي خططت لها الصهيونية ,والإمبريالية وهي بيع فلسطين لليهود ,الدخلاء على فلسطين , والغرباء عنها , والذين جاؤوا من وراء البحار,وبدعم من بريطانية , وأمريكا , وبالتعاون مع ألمانيا النازية ((تطبيقاً لاتفاقية هافارا)) وباستغلال معزوفتي اللاسامية والهولوكوست .
إنَّ مايؤلمني إلى أبعد الحدود هوأنَّ عملية بيع فلسطين تجري في ظل صمت شعبي فلسطيني وعربي وإسلامي منقطع النظيرتجري في سُبات شعبي فلسطيني لم تشهده فلسطين في تاريخها المجيد على الإطلاق , وتجري أيضاً في ظل صمت عربي شعبي وتواطؤعربي رسمي مشبوه .
وهنا أتساءل : أين الحركة الوطنية الفلسطينية , وأين الحراك الشعبي الفلسطيني ؟
 لماذا لاينتفض الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية على سلطته التي أصبحت مطيِّة للاحتلال ؟
 أين الاتحادات المهنية والمنظمات الشعبية الفلسطينية ؟ أين منظمات حق العودة ؟ وأين القيادات وبعض النخب التي أثرت واغتنت وتاجرت بفلسطين ؟
 أين الجاليات الفلسطينية في أوربا والأمريكيتين ؟ أين الحراك الشعبي في المخيمات الفلسطينية في الضفة والقطاع والأردن ولبنان ؟ وأين النضال الشعبي الفلسطيني والعربي والإسلامي لوأد أخطرمؤامرة لتصفية القضية المركزية للعرب والمسلمين ؟ أين العرب والمسلمين لاجتثاث ” إسرائيل” الغدة السرطانية الخبيثة في جسد الأمّة ؟ لماذا يصمت الشَّعب الفلسطيني على استمراررئيس السلطة في اغتصاب مننظمة التحريرومؤسساتها وشعاراتها وأموالها وقراراتها السياسية والإدارية والإعلامية ؟
 نجحت الإمبريالية والصهيونية في تسخيرعبيدهم من آل سعود وثاني وخليفة ونهيان والعائلة الهاشمية لبيع فلسطين لليهود من أجل الحفاظ على عروشهم ونيل رضى إسرائيل واليهودية العالمية .
باع رئيس سلطة أوسلوحق عودة اللاجئين إلى ديارهم , والقدس بشطريها المحتلين , وتجمعات كتل المستعمرات اليهودية الكبيرة في الضفة الغربية للمحتل الإسرائيلي بذريعة تبادل الأراضي , ولم تحرّك الفصائل والقوى والشخصيات الفلسطينية ساكناً ! وغطّى العديد من هذه القوى تنازلاته الخطيرة التي ستصفّي قضية فلسطين .
لقد وضع رئيس السلطة وسلطته وقيادته ولجنته التنفيذية لمنظمة التحرير الشَّعب الفلسطيني في نكبة جديدة أشد وأمروأخطرمن نكبة عام 1948 ,لأنَّها ستؤدي إلى تطبيق الحل الصهيوني لقضية فلسطين عن طريق الراعي الأمريكي المتصيهن والحليف الاستراتيجي للعدوالإسرائيلي .
هل أعمت دولارات الدول المانحة ودولارات النفط والمناصب والامتيازات بصروبصيرة القيادات والنخب والعديد من المثقفين الفلسطينيين ؟ أين أنتم جميعاً من ضياع وبيع وتهويد فلسطين بما فيها القدس والمسجد الأقصى المبارك؟
 إنَّ ماأخذ بالقوة لايسترد إلاَّ بالقوة , والعدوالصهيوني لايفهم إلاَّ لغة القوة , والصراع معه صراع وجود وليس نزاعاً على الحدود , وخيارالمقاومة المسلحة هو الخيارالوحيد لاقتلاع الغدة السرطانية الخبيثة من جسد الأمة العربية ,والإسلامية . فالتناقض بين كيان الاستعمارالاستيطاني العنصري ,والشعب الفلسطيني تناقض أساسي ووجودي , ولايمكن التعايش مع الكيان الصهيوني الإرهابي الذي جاء من وراء البحار.
وبدعم وتأييد كاملين من الدول الاستعمارية وبمساعدة الأمراء والملوك العرب , وأنظمة كمب ديفيد وأسلوووادي عربة.
خلاصة القول : إنَّ الولايات المتحدة بمساعدة الإمبراطوريّة البريطانية العجوزهي التي فتحت أبواب فلسطين على مصراعيها للهجرة اليهودية , وأقامت أمريكا إسرائيل , وعملت على حمايتها وتقويتها , واشتركت في حروبها العدوانية, وحافظت حتى اليوم على الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين بما فيها القدس والجولان ومزارع شبعا وكفرشوبا . وتقف الولايات المتحدة بجانب العدوالإسرائيلي قلباً وقالباً في مفاوضات الإذعان التي يجريها كيرى .
ويعمل أوباما وكيري حالياً على التوصّل لحل لمشكلة إسرائيل وليس لحل قضية فلسطين بتوقيع اتفاق الحل النهائي مع رئيس السلطة الفلسطينية , وتوجيه الصراع في المنطقة ضد حركات المقاومة وسورية ولإيران وداخل كل بلد عربي لفتيت البلدان العربية بإشعال النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية , وباستبدال العدو الصهيوني بإيران الشقيقة والصديقة والحليف الاستراتيجي لقضية فلسطين ولتحرير القدس ولجميع الشعوب في المنطقة .
فالحل الصهيوني الذي يرعى تسويقة الصهيونية المتشددة مارتن أنديك ويهمل اليهودي الأصل جون كيري على حمل رئيس السلطة لتوقيعة سيكون بمثابة الطامة الكبرى والكارثة العظمى على الشعب الفلسطيني , وعلى المقدسات العربية الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس , وعلى جميع الشعوب , والبلدان العربية, والإسلامية في منطقة الشرق الأوسط الكبيرالذي حدّدها المستشرق اليهودي برنارد لويس وتبنّاها الكونغرس الأمريكي .
وتضغط إسرائيل على جون كيري لخداع وتضليل قيادات فلسطينية وعربية وفي الوقت نفسه يضغط كيري على المفاوض الفلسطيني بدعم وتأييد كاملين من ملكي السعودية والأردن وأمراء آل ثاني وخليفة ونهيان , وذلك للحصول على أكبر التنازلات الفلسطينية وزرع اليأس والقنوط والإحباط في نفوس الفلسطينيين والعرب.
وبالتالي تضغط على إسرائيل على أمريكا , وأمريكا تضغط على رئيس السلطة بمساعدة الجامعة العربية .
ويركّزكيري في جولاته المكوكيّة على اعتراف المفاوض الفلسطيني ليهودية الدولة ,وشطب حق عودة اللاجئين , وابتلاع العدو لمدينة الإسراء والمعراج بشطريها المحتلين , والاعتراف العربي الجماعي بالعدوالإسرائيلي , وتطبيع العلاقات معه وتحقيق المطالب الأمنية للمحتل الإسرائيلي , وإبقاء احتلاله لمنطقة الغور, وإقامة دويلة فلسطينية منقوصة السيادة والأرض والسكان والمياه والمعابروالأجواء ؛ ومجردة من السلاح وتابعة للاقتصاد الإسرائيلي تبعية كاملة .
إنَّ حق عودة اللاجئين إلى ديارهم غيرقابل للتنازل لأنَّه ملك للاجئ نفسه وليس لرئيس السلطة , أولقيادة منظمة التحرير,أوحتى لمؤتمرات القمم العربية . ويرفض الشَّعب الفلسطيني رفضاً قاطعاً ضم القدس والتوطين والوطن البديل والكونفدرالية مع الأردن , والاعتراف بيهودية الدولة وتبادل الأراضي ,ويصرُّ على تفكيك جميع المستعمرات اليهودية وكيان الاستعمارالاستيطاني نفسه ككيان استعماري وعنصري وإرهابي .
إنَّ الصراع مع العدوالصهيوني صراع وجود وليس نزاعاً على الحدود , والتنافض بينه وبين الشُّعوب العربية والإسلامية تناقض وجودي ولايمكن التعايش مع كيان الاستعمارالاستيطاني العنصري والإرهابي ,ومصيره إلى الزوال تماماً كما زالت النازية من ألمانيا , والعنصرية من روديسيا , البرتغال , والاستعمار الاستيطاني الفرنسي من الجزائر(بقي 130 سنة هناك) ونظام الأبارتايد في جنوب أفريقيا .
فلنبدأ ببناء الإنسان الفلسطيني الجديد (والمسلح بالإيمان) ومقاومة جديدة بأحدث أنواع الأسلحة الحديثة , والنصردائماً وأبداً للشعوب المناضلة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.