www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

المقلق والفكاهي – فهمي هويدي

0

 الأربعاء 15 رمضان 1434 – 24 يوليو 2013

 

حين قرأت الخبر الذى نشره الأهرام عن حبس الدكتور محمد مرسي بتهمة التخابر والتحريض على العنف

ثم وقعت على التكذيب الفوري له الذى صدر عن المتحدث باسم القوات المسلحه وعن النائب العام , قلت ان القصه تحتمل قراءتين

الأولى تثير التوجس وتبعث على القلق

والثانيه فكاهيه وتبعث على الضحك

 

 

القصة كلها حدثت قبل منتصف ليلة الثلاثاء 22/7

ذلك أن جريده الاهرام أفردت للخبر الصفحة الأولى كلها

وكان العنوان الرئيسي فوق (الترويسه) تقديرا لأهميته حول أمر أصدره النائب العام بحبس (مرسي) 15 يوما بعدما استمع إلى تسجيلات لأربع مكالمات هاتفيه أجراها الرئيس السابق مع

الرئاسه الامريكيه

ومرشد الاخوان

 وحركة حماس

 اضافة الى ابنه الموجود فى تركيا.

 

وما أثار الانتباه انه بعد دقائق من ظهور الخبر فى الطبعه الاولى من الجريده وبثه على موقعها الالكتروني أصدر المتحدث العسكري باسم القوات المسلحه بيانا سريعا وشديد اللهجة كذب فيه الخبر (جملة وتفصيلا)

 

وقال ان (النشر بهذه الطريقه وفي هذا التوقيت يهدف لاثاره البلبله وتهييج الرأى العام لتحقيق أغراض مشبوهه لخدمة تيارات سياسيه معينه)

 

وحين يدقق المرء في العبارات يجد أن المتحدث باسم القوات المسلحة لم يكذب الخبر بصورة قاطعه فحسب وانما شكك فى دوافع النشر واعتبر أنها تستهدف (تهييج الرأى العام لخدمة أغراض مشبوهه)

 

أى انه اشار بوضوح الى ان وراء النشر سوء قصد متعمد وفي الظروف العاديه فان الامر يمكن احتواؤه باعتذار يعلنه رئيس تحرير الأهرام الذى نشر القصه باسمه وبه تسوى المسأله.

 

لكن ما حدث كان غير ذلك لان رئيس التحرير أعلن على شاشة التلفزيون انه متأكد من صحة الخبر لانه يثق فى مصدره الموجود فى دائرة صناعه القرار.

 

وحين راجعته هاتفيا فانه كرر نفس الكلام وقال انه نقل عن المصدر ذاته في السابق معلومات أخرى غاية فى الاهميه ثبتت صحتها ولم يكذب اى منها.

 

من جانبي تحريت الأمر وتأكد من صحة كلام الزميل عبدالناصر سلامه الذى كان ناقلا للخبر ولم منشئا له.

 

وعلمت أن الخبر خرج من احد الاجهزة السياديه المهمه.

وفهمت من بعض رؤساء تحرير الصحف أن بعض الأخبار المثيره التى تنشر بين الحين والآخر خاصة بالاخوان او بحركة حماس تأتيهم مسربه من عناصر نافذه في ذلك الجهاز.

 

هذا الكلام اذا صح فانه يسلط الضوء على جانب من الصوره لم يكن مرئيا من قبل.

 

اعني ان الحدث بين لنا اننا بازاء جهتين او طرفين فى دائرة صنع القرار

واحده سربت الخبر بكل تفاصيله

وأخرى سارعت الى نفيه جملة وتفصيلا مع التشكيك فى دوافع نشره.

 

ورغم ان الكلام المباح ينبغي ان يسكت عند هذه النقطه الا ان تلك الخلاصه تسرب الينا الشعور بالقلق ازاء ظهور ذلك التباين فى الوقت الراهن وبهذه السرعه.

 

وهو قلق يدعونا الى التساؤل عن طبيعه ووزن كل طرف

وعن حقيقة دوافع أحدهما في اطلاق الفرقعه ومسارعه الثاني الى تكذيب الكلام والتشكيك في براءة نشره الى حد القول بان وراء النشر (دوافع مشبوهه)

 

وفي هذه الحاله فان التحقيق مع رئيس تحرير الاهرام لا يوفي الموضوع حقه ويصبح ذرا للرماد فى العيون لان التحقيق ينبغي أن يتجه صوب الجهه التى سربت الخبر وليس الطرف الذى تورط فى نشره اعتمادا على ثقته فى مكانه ومعارف تلك الجهه.

 

هذا هو المقلق فى الامر

 

أما الفكاهي والمضحك فهو التفاصيل التى تضمنها الخبر والتى ان دلت على شيء فانما تدل على تدهور مستوى التلفيق مع افتراض البلاهه والغباء لدى القارىء والمتلقي.

 

ذلك أن القصه تحدثنا عن رئيس قطعت عنه الاتصالات وطلب منه التنحي فاعطاه الفريق السيسي هاتفه الخاص لكى يتيح له ان يتشاور مع غيره فى القرار.

ولكن الرئيس المغيب عن الوعي يستخدم الهاتف فى الاتصال بواشنطن لطلب التدخل العسكري

وبمرشد الاخوان لاشاعه الفوضى فى البلد

وبحركة حماس لدعم العنف فى سيناء

 

وحين يتم ذلك كله خلال ثلاثين دقيقه يدخل عليه الفريق السيسي لكى يخبره بأن المكالمات سجلت بأمر النيابه

(المقصود أن النائب العام الذى عينه مرسي هو الذى اصدر أمرا مسبقا بتسجيل جريمه لم تقع يستخدم فيها هاتف وزير الدفاع!)

 

وحسب السيناريو الفكاهى فإن هذه المكالمات هى التى بنى عليها اتهام الرئيس بالتخابر والتحريض على العنف ومن ثم حبسه 15 يوما فى القصة.

 

تحشيشه أخرى تحدثت عن اتفاق السفيره الامريكيه وبين نائب المرشد خيرت الشاطر على ان ينتقل الدكتور مرسي بمجرد رفع التحفظ عليه لاداره الدوله بجلالة قدرها من مسجد رابعه العدويه!!

 

التحشيشه الثالثه تحدثت عن تدفق السلاح الى مصر لتنفيذ المخطط الذى دعا اليه الدكتور مرسي واستخدم في ذلك هاتف الفريق السيسي.

 

الى غير ذلك من الافكار التى تكشف عن فقر فى الخيال بان سيناريوهات بعض عناصر الاجهزه السياديه لا تختلف كثيرا عما يتم تداوله فى جلسات الانس والفرفشه.

 

الامر الذى يدعونا الى مطالبتهم (الصنف ) لكى يخرجوا علينا بافكار اكثر رصانه واتقانا وروايات يتوافر لها الحد الادنى من التماسك والاقناع.

……………………

نقلا عن:http://fahmyhoweidy.blogspot.com/2013/07/blog-post_24.html

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.