مدونات إلكترونية.. فوق العادة.. إبراهيم فرغلي


بالرغم من الانتشار المتنامي للمدونات، أو الصفحات الشخصية على شبكة الإنترنت، على النطاق العربي، فإن المقارنة بين المدونات العربية بنظائرها الغربية تكشف اختلافات عددية ومنهجية عدة، هي نتاج التباين الثقافي الشاسع بين العالمين العربي والغربي.

فالمدونات العربية في النهاية قد لا يتجاوز عددها بضعة آلاف، بالرغم من تناميها المستمر، لكنها في أوربا وأمريكا تتجاوز الملايين.

أما من حيث الموضوعات، فإن أي متصفح متأن للمدونات شرقا وغربا، لن يعوزه الكثير من الجهد ليدرك البون الشاسع في التناول بين المدونات في الشرق والغرب.

صحيح أن هناك الكثير من المشتركات بين بعض المدونات هنا وهناك، خاصة تلك المدونات الشخصية، المهتمة بتسجيل اليوميات والانطباعات العامة، أو المدونات السياسية المهتمة بنقد الحكومات، لكن حتى على هذا المستوى سنجد فروقا، تعكس الوعي والنضج الذي يتمتع به المدون الغربي مقارنة بنظيره العربي، واختلاف السياق الثقافي الذي ينتمي إليه كل منهما بشكل عام.

فعلى مستوى النقد السياسي مثلا سنجد أن الغالبية العظمى من المدونات العربية ذات الطابع السياسي تتسم بنوع من المراهقة الفكرية، وعدم إدراك لطبيعة الجانب الموضوعي للنقد . وهنا، مثلا، يمكن أن نتأمل الفرق بين المدونة التي حصلت العام الماضي على جائزة «أفضل مدونة»، التي تمنحها هيئة الإذاعة الألمانية، وهي مدونة Sun light foundation المتخصصة في نقد سياسات «الكونجرس» والرئيس الأمريكي، مقارنة بمدونات الشغب السياسي العربي، ونماذجها عديدة في الكثير من الدول العربية، لكنها، في غالبيتها، تميل للشخصنة وطفولية النقد، مما يضعها، غالبا، في دائرة الانتقاد والملاحقة من قبل بعض الحكومات العربية. وهذا لا ينفي أن هذه المدونات نفسها، لا تخلو، في الوقت نفسه، من إيجابيات عدة، ولا يختلف أحد على نبل مقصدها. لكن الوسيلة، مادام مقصدها نبيلاً، ينبغي لها أن تكون في نبل الفكرة، وهي صفة اتسمت بها، مثالا لا حصرا، مدونة عربية تكتب باللغة الإنجليزية وتعرف باسم «بهية»، وإن كان كاتبها غير معروف الهوية، لكنها مدونة تعكس ثقافة ووعيا خاصين.

إلى جوار تلك المدونات، التي يُعجزها عدم النضج عن الاكتمال، توجد مدونات عربية عديدة أخرى يمتلك أصحابها ملكات فكرية ونقدية جلية، وأسلوبًا لغويًا جذابًا، لكنها تظل الاستثناء لا القاعدة.

وفقا لإحصاءات الجهات المهتمة بالمدونات العربية؛ تتسيد المدونات ذات الطابع الأدبي بقية المدونات عدديا، وهذه المدونات الأدبية تعتبر، بالنسبة لمنشئيها، وسيلة للتواصل مع أصحاب المواهب الأدبية، وتوسيع رقعة انتشار النصوص التي يكتبونها، لكن، بقراءة مثيلات هذه المدونات الأدبية في الغرب، يتضح الفارق النوعي الكبير بينهما. إذ عادة ما تأخذ الأخيرة أشكالا أكثر احترافا، ليس فقط من حيث مستوى النصوص الأدبية التي يتم نشرها، وإنما في الطريقة التي يتم بها استخدام المدونة في نشر الموضوعات الأدبية المتعددة، أو تناول أعمال أدبية بالنقد، أو نشر قراءات ثقافية بالغة الأهمية.

مع ذلك فهناك اهتمامات مشتركة كثيرة تجمع المدونات العربية والغربية، أيا كان مستوى التناول في كل منها، مثل المدونات المهتمة بالموسيقى أو السينما، أو الفن التشكيلي، وغيرها.

أما الاستثناء الذي تنفرد به بعض المدونات العربية فيتمثل فيما تتسم به من جرأة، إذ تهتم بتناول عدد من الموضوعات المسكوت عنها في العالم العربي مثل قضايا الجنس والدين، أو نقد ذكورية المجتمعات العربية، أوالمثلية الجنسية وغيرها. فمثل هذه الأمور في الغرب لا تحتاج لمدونات مكرسة لها بسبب الحرية التي تتمتع بها المجتمعات الغربية إجمالا، وإن وجدت فهي تبدو عادية وطبيعية في سياق الثقافة التي ينتمي إليها كتابها. لذلك فمثل هذه المدونات الاستثنائية العربية سيكون لها دور رائد في هز عرش صمت الإعلام العربي الرسمي المحافظ.

وبالرغم من كل تلك الفروق والتشابهات بين المدونات العربية وغير العربية، فإن هناك، في النهاية، مستوى من المدونات لها اهتمامات خاصة جدا، تعد بعيدة تماما عن دائرة «اهتمامات المدونات العربية» الضيقة، إذ تتسع دائرة اهتمامها لموضوعات ليس لها وجود في العالم العربي من الأساس، ومنها مثلا المدونات المهتمة بعلوم الفضاء، وبالاكتشافات الحديثة في مجال الفلك، وبمتابعة رحلات رواد الفضاء في مهامهم العلمية، أو بعض المدونات المختصة بمتابعة الإنجازات العلمية الحديثة.

هناك أيضا مدونات غربية مهتمة بالعلوم بشكل شديد التخصص يصعب وجود نظائر عربية لها(هناك بعض المدونات العربية المهتمة بالعلوم وتعتمد على الترجمة وتكاد تعد على أصابع اليد)، كما تنتشر أيضا في المدونات الغربية مجموعة كبيرة من المدونات الشديدة التخصص في علوم الكمبيوتر وتقنياته ، والإنترنت، وفي البرمجة. بالإضافة إلى مدونات أخرى يغلب عليها الطابع الفني، تهتم مثلا بالقصص المصورة (الكوميكس) وهو إنتاج غربي له سوق واسع جدا ولا يقتصر على القصص المصورة للأطفال كما هو شائع في العالم العربي.

باختصار، بقدر ما تبدو المدونات العربية وسائل جديدة للتعبير بحرية عن الرأي والأفكار، وتكشف الكثير مما كان مسكوتا عنه لعقود عدة في مجتمعاتنا العربية، فإن ضيق المساحة التي تتحرك فيها هذه المدونات يكشف مسألتين أساسيتين: الأولى هي إبراز السلبيات الكارثية الثقافية التي تسبب فيها التضييق والمنع والمصادرة والوصاية على أجيال تبذل كل طاقتها لتنجو بنفسها من ذاك الوأد للشخصية ولنموها الطبيعي نفسيا ومعرفيا. أما الثانية فهي أن المجتمعات العربية، بازدواجيتها، وضيق أفق المعرفة المتاح لها لاتزال بعيدة عن المستقبل علما وثقافة، وتعليما ووعيا.

وبالرغم من كل ذلك فسوف تكون المدونات هي المؤشر الأول لكل خطوة يمكن أن تخطوها المجتمعات العربية للمستقبل بالرغم من كل القائمين على وسائل الوصاية الفكرية في أرجاء العالم العربي!


مدونة كتبت في الفضاء الخارجي!

عندما قررت الأمريكية الإيرانية الأصل «أنوشيه أنصاري» أن تكون أول سائحة للفضاء الخارجي أثارت اهتمام وسائل الإعلام العالمية والجمهور في مناطق واسعة من العالم، خاصة في الولايات المتحدة. لكنها لم تكتف بأن تختبر هذه الخبرة الاستثنائية بمفردها، إنما قررت أن تشرك معها البشر في كل مكان، لذلك قررت أن تنشئ مدونة إلكترونية نشرت عليها يوميات التجربة، منذ الأيام الأولى التي اتخذت فيها القرار، وتأثيره في علاقاتها العائلية وتعاطيهم مع الموضوع، ثم بدء الاستعدادات الطبية والفيزيقية والتدريبات في وكالة ناسا، ثم استمرت في كتابة اليوميات من قلب المركبة الفضائية التي انطلقت بها إلى الفضاء. والآن وبعد مرور عام كامل على انتهاء الرحلة بإمكان القراء في كل مكان قراءة يوميات أنوشيه الاستثنائية في المدونة الخاصة بها.

تتراوح اليوميات بين وصف المشاعر العاطفية الجياشة وهي تتأمل الأرض من أعلى في السماء، وتصف جمالها وزرقتها الخيالية كما تبدو من الفضاء الخارجي، ومشاعرها وهي ترى هذه الصورة، كما تصف حركة المكوك الفضائي بسرعة تتجاوز سرعة الأرض 20 مرة، والإعياء الذي شعرت به خلال الأيام الأولى للرحلة، والمتاعب التي اضطرتها للتداوي بعقاقير خاصة لتتجاوزها. ثم مشاعر انعدام الإحساس بالجاذبية الأرضية ووصفها الدقيق لحركتها داخل المركبة الفضائية، كما تصف الكهوف الصغيرة المجاورة للنوافذ التي توضع بها حقائب النوم، وتصف إحساسها وهي تستعد للنوم كأنها تطفو على بحيرة. كما تتضمن يومياتها وصف «رائحة الفضاء»، وتفاصيل شكل الفضاء بعد اختفاء الشمس خلف الأرض، ثم بعد ظهورها مرة أخرى. والألوان التي تشاهدها في تلك الحالة.

إضافة لفيض من المشاعر والأحاسيس التي كانت تسبب بكاء وضحك مئات من القراء الذين كانوا يتابعون مدونتها بشكل يومي ويعلقون عليها. هذه تجربة جديرة بالقراءة، ومدونة فريدة لا يمكن أن يكون لها نظير في المدونات العربية.

عنوان المدونة هو:
http://spaceblog.xprize.org/by-anousheh/

الموسيقى الهندية التقليدية

هناك عدد كبير من المواقع المهتمة بالموسيقى الهندية، أغلبها ذات طابع تجاري.إلا أن هناك عددًا من المواقع التي تهتم بهذه الموسيقى بشكل معلوماتي، وتحليلي عميق من بينها هذا الموقع الذي أسسه الزوجان شاندراكانثا ودافيد كورتني. يهتم الموقع بتأصيل جذور الموسيقى الهندية التي تعود بإيقاعاتها وألحانها المميزة إلى العصور القديمة. ويعتمد هذا التأصيل على مجموعة الفنون القديمة المعروفة باسم «سانجيت».

يتضمن الموقع عددا من المقالات التي تتناول تاريخ الفن الموسيقي الهندي وآلات العزف والإيقاع. كما يقدم مقالات نظرية تشرح أصول كل مقام موسيقي، باستخدام السلم الموسيقي. كما يتناول الموقع أيضا الآلات الموسيقية الهندية مثل السيتار والرباب والساروت والطنبورة وغيرها؛ شارحا اختلاف الآلات حسب نوع الموسيقى.. من مزايا هذا الموقع بساطة تصميمه وسهولة التصفح الذي يتيحه، بالإضافة إلى تضمنه الإشارة ووجود روابط لمواقع تحتوي عددا من الكتب المهمة التي صدرت عن فنون الموسيقى الهندية، وإشارة لأهم الفنانين والموسيقيين الهنود. وهو متاح باللغتين الإنجليزية والألمانية. في المقابل، يعاني الموقع فقرًا شديدًا في المادة البصرية والتصميم. كما أنه يركز على الموسيقى الخاصة بمناطق شمال الهند فقط، ولا يتعرض لموسيقى المناطق الجنوبية، لكنه، بشكل عام، يتيح فرصة جيدة للتعرف على أصول واحدة من الموسيقى ذات التأثير في العالم.

عنوان الموقع هو
www.chandrakantha.com

ما المدونة؟

مدونة هي التعريب الأكثر قبولا لكلمة blog الإنجليزية التي هي نحت من كلمتي Web log بمعنى سجل الشبكة. هو تطبيق من تطبيقات الإنترنت، يعمل من خلال نظام لإدارة المحتوى، وهو في أبسط صوره عبارة عن صفحة ويب تظهر عليها تدوينات (مدخلات) مؤرخة ومرتبة ترتيبا زمنيا تصاعديا، تصاحبها آلية لأرشفة المدخلات القديمة، ويكون لكل مدخل منها عنوان دائم لا يتغير منذ لحظة نشره . هذه الآلية للنشر على الويب تعزل المستخدم عن التعقيدات التقنية المرتبطة عادة بهذا النوع من النشر، تتيح لكل شخص أن ينشر كتابته بسهولة بالغة. ويتيح موفرو الخدمة آليات أشبه بواجهات بريد إلكتروني على الويب تتيح لأي شخص أن يحتفظ بمدونة ينشر من خلالها ما يريد فور ملء نماذج. والأهم من ذلك كله هو التفاعل بين المدونين والقراء من خلال التعليق على مدخلات المدونة. من وجهة نظر علم اجتماع إنترنت، ينظر إلى التدوين باعتباره وسيلة النشر للعامة التي أدت إلى زيادة دور الويب باعتبارها وسيلة للتعبير والتواصل أكثر من أي وقت مضى، بالإضافة إلى كونه وسيلة للنشر والدعاية والترويج للمشروعات والحملات المختلفة.


إبراهيم فرغلي