انحطاط الواقع الاجتماعي في العراق نتيجة مباشرة لانحطاطه السياسي!
بقلم: جمال محمد تقي
انحطاط الواقع السياسي العراقي الموبوء بكل معاني الامراض السارية وغير السارية، سريع العدوى بسبب من شموليته وقدرته الوبائية المدمرة لكل مواقع البنى العراقية الاخرى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والقيمية، وسنتناول هنا بعضا من مظاهر الانحطاط الاجتماعي كنتيجة مباشرة لواقع التخريب الاحتلالي وفوضته الفاسدة والتي لا تنتج غير الفساد الشامل!
"جنس من اجل البقاء". هكذا تصف المفوضية العليا لشؤون الاجئين انتشار حالات البغاء بين الكثير من الفتيات والنساء العراقيات النازحات او المهجرات داخل وخارج العراق. عائلة ليس لديها معيل ولا معين سكنت السيدة زينب واعتمدت على ما يتصدق به عليها فاعلوا الخير ولكن فعل الخير هذا لا يسد رمق خمسة انفار بينهم عجوز مريضة وام اثخنتها الجراح وابنتان صبيتان محرومتان من ابسط شروط الحياة السوية واخر العنقود صبي له من العمر 11 سنة اخذ يعمل صانعا في ورشة حدادة ليساعد اهله بما يحصل عليه من ليرات لا تكفي لشراء وجبة طعام!
انهم يسكنون في زريبة ملحقة ببيت صاحب ورشة الحدادة، ولدى هذا اولاد لا ينفكون عن التحرش الجنسي بالصبيتين ويحاولون النيل منهن مستغلين استخدامهن للمراحيض داخل بيتهم!
بعد مرور اقل من سنة اسقطت البنت البالغة من العمر 17 سنة حملها الاول وتم ترقيع الفضيحة بزواج وطلاق صوري من احد ابناء الحداد الذي قام بدوره بطرد العائلة من الزريبة. عملت البنت في ملهى ليلي بعد ان وجدت الام نفسها مضطرة لاستخدام البنت كمعيل اول. الام تحصل كل اسبوعين وبعد جهد جهيد على مساعدة من مكتب مفوضية الاجئين والمساعدة عينية عبارة عن صندوق كرتون متوسط فيه بعض ما يفيد لكنه لا يكفي!
حكاية هذه العائلة تتكرر كل يوم يحط فيه الرحال مهجرون جدد، وليست الحكايات هذه محصورة بدمشق وحلب والقامشلي وعمان والقاهرة وانما تشمل ايضا مدن الداخل العراقي النجف، كربلاء، بغداد وغيرها وهناك حكايات تقشعر لها الابدان كأن تتزوج فتاة بعمر 16 سنة ثلاث مرات في الشهر زواج متعة لاجل مكتوب واجر معلوم اما بيت الزوجية فهو فندق "خان اجغان"، المقزز في الموضوع ان احدهم تزوج اختين خلال اسبوع واحد وراح هو نفسه يغري اخ لهن مازال طفلا 13 سنة ليضاجعه!
شذوذ وادمان وتسول وترمل وعنوسة وصعلكة ونصب واحتيال وبطالة وفساد ماقبله ولا بعده فساد كلها بثور ودنابل (دمل) تنضح قيحا وصديد، تكتظ بها وجوه وابدان حواف المدن ولبها واريافها في العراق الجديد!
كيف لا يخرج الناس شاهرين سيوفهم، او لا يتوسلون ظهور المهدي المخلص؟
اي مجتمع مدني ستنتجه هذه الاجيال المشوهة، المسحونة بكل اشكال التلوث المرضي والذي يكاد يكون جله مزمنا؟
اما الطبقة السياسية المتحاصصة للنفوذ واللاموال المنقولة وغير المنقولة فانها وابنائها يعيشون حالة فاسدة غير مجبرين عليها، حالة العبث بالاموال المسروقة من العراق والمهربة للخارج، ان اغلب هؤلاء متجنس ومقيم بدول اللجوء الاوروبية وبعضهم صار لا يعرف كيف يتصرف بالملايين المتكاثرة وبعضهم نجح في استثمار ما سرقه اولياء امورهم من المال العام، مال الملايين من ابناء العراق المنكوبين والمهججين!
جريمة منظمة تجري بحق هذا الشعب الذي لا يستحق ما يحصل له، عقابها ليس اقل من القصاص العادل بحق محتليه ومن يحتمي بهم من ابناء الحرام حرامية مايسمى بالعملية السياسية، واصحاب مقاولات المجتمع المدني واعمار العراق، ما فائدة ما يمكن ان تعيدوا اعماره اذا كان انساننا قد فقد نفسه؟
انقذوا المرأة العراقية المهجرة والنازحة والمرابطة من جرائم المحتلين والعصابات الطائفية والعنصرية انقذوا الطفولة من سراق مستقبل العراق!
انقذوا العراق من الاعدام!
لا طريق للانقاذ الا بوحدة الشعب وثورته التي ستطهر الارواح قبل التراب، فالوسائل المتاحة فاسدة والوسائل الرخوية لا صوت ولاصورة لها والشعب لن يخسر بثورته غير قيوده!