بسم الله الرحمن الرحيم

إلى متى يستخف الزعماء بعقول المسلمين بما يسمى بـ القمم
قمم بلا قيم
بعقد قمة دمشق الحالية المفترض عقدها في 28/3/2008 ، والبدء الفعلي بمراسمها ، يكون عدد القمم العربية مع هذه القمة ، هو 31 قمة ، 19 قمة منها عادية ، و12 قمة استثنائية وطارئة .
تنعقد قمة دمشق هذه الأخيرة - بحضور جزء من رؤساء الدول العربية وتغيب جزء منهم ، نتيجة لخلافات على مصالح واعتبارات شخصية –
- تنعقد متزامنة مع توجيه الإساءة إلى رسول البشرية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، برسم صور كاريكاتيرية ، وعرض فلم متحرك يظهر مشاهد تسيء للرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم .
- تنعقد متزامنة مع استمرار القتل والتنكيل والحصار على أهل فلسطين عامة ، وعلى أهل غزة هاشم خاصة .
- تنعقد متزامنة مع استمرار الحرب الضروس في العراق ووقوع القتلى بالمئات ، حيث بلغ عدد الضحايا منذ بداية الهجوم على العراق حتى الآن أكثر من مليون ضحية .
- تنعقد متزامنة مع استمرار الصراع الدموي ومسلسل الاغتيالات في لبنان.
- تنعقد متزامنة مع تفاقم أزمة الخبز في مصر ، ووقوع العديد من القتلى في التزاحم أمام المخابز ، وتزايد عدد المشردين دون مأوى ، ينامون بين المقابر ، حيث بلغ عددهم حسب آخر إحصائيات 12 مليون نسمه ، وانتشار الفاحشة نتيجة الفقر ، وتزايد العنوسة .
- تنعقد هذه القمة وقد سقط شهيد مصري وجرح آخران ، قبل أيام ، في حادث إطلاق النار عليهم من قبل قوات المارينز الأمريكية التي أدعت أنها اشتبهت بهم ، قتلته وجرحت الآخرين فوق مياه قناة السويس التي حفرها المصريون بعرق جبينهم ، وأفنوا أرواحهم وأموالهم بها ، وتوفى الله منهم العدد الكبير فيها ، ها هم اليوم يقتلون فوق مياهها ، بسبب أن قوات المارينز الأمريكية التي جاءت من أقصى الأرض اشتبهت بالمصريين فوق مياه المصريين .
- تنعقد متزامنة مع تفاقم أزمة دارفور السودانية ، وتناحر أمريكا وبريطانيا للسيطرة عليها ، وهي أرض المسلمين والعرب ، يتناحر عليها الكفار .
- تنعقد هذه القمة ومازال النفط العربي يُضخُ باتجاه دول الغرب رغما عن الدول العربية كلها ، ثم يعاد تكريره ويُباع للدول العربية رغما عنها ، وتتحكم الدول الغربية بالأسعار في كلا الحالتين ( شراءً وبيعا ) .
- تنعقد هذه القمة ونسبة البطالة بين الشباب في الوطن العربي بلغت مع حلول عام 2005 م 30% ، حسب إحصائيات مؤتمر دافوس الاقتصادي العالمي . يعني أن 30 شابا من كل 100 شاب لا يجدون عملا .
القمة الـ 31 منذ عام 1946 ، حيث عقدت أول قمة عربية وهي قمة أنشاص لمناصرة القضية الفلسطينية ، حيث تقرر في تلك القمة دعم الانتفاضة الفلسطينية ، ومناصرتها ، وأخذت الدول العربية على عاتقها تحرير فلسطين .
وكما نرى ، ففلسطين تزداد أحوالها سوءاً يوما بعد يوم ، فكل يوم يزداد عدد الشهداء فيها ، وكل يوم يزداد عدد المعتقلين في سجون الاحتلال ، وكل يوم تقتطع إسرائيل جزءاً من الأراضي الفلسطينية وتضمها للمستوطنات ، وكل يوم يزداد عدد الحواجز الإسرائيلية بين مدن الضفة ، مدن الضفة وليس مدن الـ 48 .
ما انفكت هذه القمم تنعقد بعد كل طامة وخزي وعار يصيب هذه الأمة ، فكلما وقعت مصيبة في الأمة ، سارع رؤساء الدول العربية إلى عقد قمة ، والمميز لهذه القمم :
- هو الاختلاف الذي ينشأ دائما قبل عقدها : أين سنعقد القمة ؟ !
- الخلافات وتراشق التهم أثناء القمة ، وتبادل الشتائم النابية التي لا تليق بأبناء الشوارع كما حدث في معظمها .
- فض القمة طبعا في كل مرة تنعقد فيها دون التوصل لحل أو اتفاق ، ولو تم التوصل لا يُطبق ، مثل قمة الجزائر التي خرجت بـ اللاءات الثلاث ، وها نحن نرى أن اختلافا طفيفا حدث للاء لتتحول إلى نعم .
أما عن نتائج هذه القمم ، فإننا نرى أن لا نتائج لهذه القمم تفيد المسلمين أو العرب ، بل هي فقط تفيد الغرب الكافر المحتل المستعمر .
فكانت نتائج هذه القمم متميزة متشابهة في كل مرة تعقد بها ، هذا إن لم يحصل الخلاف وانفضاض القمة دون التوصل لحل كما قلما ، وفي حال تمخض نتائج فإنها دائما : امتصاص نقمة الشعوب ، والتنفيس عنها ، ووضع برنامج لتفريع الضغوط ، وترويضهم للهوان ، فمن يهن يسهل الهوان عليه فما لجرح بميت إيلام . يعني بكلمات بسيطة : هي اجتماعات للتباحث بكيفية الاستمرار في كفاح الشعوب ، والمحافظة على الكيانات والعروش والأنظمة التي تشكل خط الدفاع الأول عن الغرب ، واختراع أساليب جديدة لمراوغة الأمة ، والاستمرار في خداعها وامتصاص نقمتها .

أما واجب الأمة تجاه هذه القمم ، فهو يتمثل في خروج المسلمين في مظاهرات ومسيرات منددة بما يجري في القصور الملكية والجمهورية ، والمطالبة بإنهاء مسلسل الخداع والتضليل ، ومطالبة الجيوش العربية بالتحرك وعتق أنفسهم من سيطرة الحكومات الخائنة ، والتبرؤ من هذه الحكومات ، وإعطاء الولاء لمن يستحقه ، والإسراع لنصرة البلاد المحتلة بتحريرها من المغتصبين .
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=3796