كلٌ إلى شمس الرضا يتطلــــــــعُ = شـوقـــاً لآثـار الهـدى يتـسـمــعُ
الكون يُضنيه الظلام ويَرتجــــــي = مـن ربه بدر الـهـدايـة يـطـلــــعُ
يتحنثُ الرهبان في خلواتهــــــــم = ويفتـش الأحبـار أيـن سيسـطــعُ
وتحيرَ الرومان مَن هــذا الــــذي= يعلـو لـه نـجـم عـظيـم أرفــعُ؟
وبكى "بُحيرا" فرحــةًً بقدومـــه= لما رأى وجـه الغمامة يـخشـــعُ
تهفـــو إليــه تُظلــــه بِمحبـــــــة = وكـــأنــها أمٌ تَـحِـن وتُـرضـــــــعُ
ورأى سجودُ حجارةٍ وخشوعهــا =وشذي الورود بعطـرِه يتضــــوعُ
ورأى الشجيرة لم يكن يهفو لها =إلا نـبـــيٌّ أَمَّــها يـتـهـجــــــــــــــعُ
ترنوا إليه تكاد تنطِق بهجــــــــة = أَقْبِل حبيبَ اللـه إنـي أَضــــــــــرعُ
ومضى يُسائله عن النور الـــــذي=يأتيـــه مـن أمــرِ النبـــوة يَسمـعُ
يُحصـِي علامــات النبــوة عنـــده= ويريــــه خاتمــها يشــع ويـلمـــعُ
يخشى عليه من اليهود ومكرهــم=يَخشى على الفجر الوليد ويَفــزعُ
هـذا محمـد حــين هـبَّ نـسيمُــــه =سَعِدت بـــه كل الخـلائق أجمـــــعُ
وتنفــس الصُعَــداءَ منــه معـــذبٌ= ومكبـــلُ ومهجـــرٌ ومــــــــــروعُ
شمس الهداية حين لاح شعاعـها= كشف الظـــلام إذا بــه يتقشــــعُ
إيـوان كسرى راح ينعـي مجـــده = ومضـــى بغمٍ صرحـــه يتصــــدعُ
والنــار يُطفــى حـرُها ولـهيبـهـا=لم يبـق مـن تقديســـها مـا ينفــــعُ
والعرشُ يَبكي تحت قيصرَ خائفـاً=ويهــزه فــي شــدةٍ ويُضعضـــــعُ
يا شمس طـه لاحظَتْـكِ عنـايـــــــةٌ=قبـل الشروقِ فَجَلَّ ربٌ مُبـــدعُ
اليتـــمُ كــان مبـكـــــراً لـكنـــــــــه=لتُصاغ بالعينِ التــي لا تَهجــــعُ
الثـوبُ كــان مُـرقــعــاً لـكنـــــــــه= قـــد حــاز قلبـاً سالماً لا يُرقــــعُ
سَـلْ عـنه آمنة التي سَعـدتْ بـــــه=مـن فضـــــلِ ربٍ للسريرةِ يَسمـــعُ
عن ذلك الــــــرِّي الذي حملته فــي= وسْـــطَ القِفـار فصار نهراً ينبـــعُ
آيـــاتـه فـاضـت عـلـيـها رحـمـــةً= تنســـي فراق حبيبـــها وتًمتـــــعُ
واسأل حليمةَ كيف حلَّ بأرضِـــها= خـيرٌ بمقدمــهِ فزان البلقـــــــــــعُ
سَلْ عنه عدَّاساً وكيف أكب فــــي = شوقٍ يقبلـــه وســـالت أدمــــــعُ
واسأله كيف أحسَّ بالنورِ الـــــذي=من قولِ بسم الله راح يُشعشــــعُ
واسأل عقولَ الجنِ كيف هدا هُمُوا= إذ أنصتوا للوحي حين تجمعــوا
بل وادَّكِرْ سلمانَ في ترحالــــهِ=بحثاً عن الحبلِ الذي لا يُقطـــــعُ
واسأله يا سلمانُ كيف عرفتــه=بعد الوقوف بكل بابٍ تقــــــــرعُ
بِسِمَاتِهِ العُليا بُهرْتُ وكيف لا؟=والحسن من أجل الحبيب يُجْمعُ
أخلاقـه الـقرآن ليـس بجـاهـــلٍ =عن كل بغــيٍ نفسـُـــه تَترفـــــعُ
هذا رسول الله فالزم غرســـــه=يا من يريد المجدُ صَرحـاً يُرفــعُ
وانهل من النهر الذي لا ينتهي= عذبــاً فـراتــاً كـل حـين يُتــــرعُ
في كل أنحـاء الحياة لـه هــدىً =عـــمّ البريـــةِ ثابتـــاً لا يُنـــــزعُ
أنىَّ نزلت دنت عليك ظِـلالـــُـه=وأتـاكَ من خــير الثمـارِ الأينـــعُ
فاصدع بدعوتِهِ وعانـقْ رايـةً= بالعـــزِ في عليــائِــها تـَـتربَـــــعُ