بسم الله الرحمن الرحيم



شهْدُ الأمومة



ترنو إليكِ نجومٌ مالها عَدَدٌ = تُروى بدمعتِها واللّيل يبتعدُ
أمّاهُ ، ضلعُكِ يَبْكي في منازلهِ = تَعْرى الملامحُ والأوصالُ تَرْتعدُ
أمّاهُ ، لغزُكِ يشكو ماءَ وافِدِهِ = أشكو الفرائدَ والأملاحُ تفتقدُ
هذا الذي وَهَبَ الأجفانَ جنَّتها =أغنى المدامعَ والأسماءُ تَتَّقِدُ
فالكلُّ في غرقٍ لا يعرفون لِمَا = صاغوا المعابرَ والأيامُ تتئِدُ ؟!
تحنو الجراحُ على زهراتها تعباً = تشدو الكواكبُ والشّهباءُ تنفردُ
تجثو الجِنانُ على أعقابها أملاً= تعلو الجداولُ والبرهانُ يَسْتندُ
تقسو الشمس على أوصالها خجلاً = من صدقِها وترٌ بالنورِ يتّحدُ
الخلدُ في قمر الليلاء مكتحلٌ = والغيدُ تعجنُ دمعَ القمحِ إنْ جحدوا
الطينُ أقْربُ غصناً في تحسِّسِهِ ِ = والقلْبُ أصدقُ والأزهارُ تَجْتهِدُ
ظلُّ الرّياحِ خيالٌ جامحٌ أبداً = بيت الرياحِ على أطلالِهِ احتشدواٍ
تدعو فيزهرُ مصباحُ السماءِ لهُ= أمُّ الكتابِ لهُ ، والواحدُ الأحدُ
عندَ الكرومِ تجلَّى جودها عنباً= صمْتُ التساؤلِ في ريحانِها الأبدُ
إنَّ العيونَ لها عطرٌ وأعظمها = منْ غيرِ حَدِّ لِمَا مدّوا وما رمَدوا
زهرُ الأمومةِ في الدارَيْن حين جنا = نحلُ المشاهدِ في أسرارها العَدَدُ
شهْدُ الورودِ وكفّي لا يضيقُ بها =فاحتْ بدمعتها الأفرادُ والعُمُدُ
رَنْدُ الأطايبُ والإيفاءُ منزلُها = شادتْ بنفحتِها الألبابُ والبَلَدُ
إنَّ النجومَ لها بيتٌ وأعطَرُها= تكسو الخمائلَ حين الضّوءُ يغْتَمِدُ
يا للعيونِ نصيراتِ الهُدَى سجدَتْ = مهْدُ الضُّحى فعلى أعتابِها اتحدوا
إنّي أرى وشموس القلبِ في بَلَدي = بالعيدِ لي أملٌ فكيفَ لا ألِدُ
تبقى الحياةُ لئنْ ندّى الكريمُ بها = سبحانه وتعالى الواحدُ الصّمدُ
3/3/2007
البحــــــــــ جلنار ( أحلام غانم ) ــــــــر

كل عام وأنتم بخير