ما بالُ غَزَّةَ ما تزالُ محاصَرَهْ = والقُدْسُ بَلْ بَيْسانُ بَلْ و النَّاصِرَةْ
بلها فِلِسْطينٌ سوارٌ مِنْ خَنَا =نَصَبَتْ لها كُلُّ الوُجُوْهِ الماكِرَةْ
بَلْ شِعْبُ مَكَّةَ آلَ هاشِمَ فاصْبِروا= وَعلى الذينَ بَغَواْ تَدُوْرُ الدَّائِرَةْ
بَلْ كُلُّ أُمٍ كَيْ تَكُوْنَ عَقِيْمَةٌ = لا تَعْرِفُ الإخْصابَ إلا عاهِرَةْ
تَباً أبا لَهَبٍ كأنكَ لَمْ تَزَلْ = تَمْتاحُ مِنْ غَيِّ القُرُوْنِ الغابِرَةْ
وَكَأَنَّ شَخْصَ أبي جَهالَةَ لَمْ يَزَلْ =في كُلِّ قِطْرٍ ماثِلاً وَبِحاضِرَةْ
رَشَدَتْ قُرَيْشُ " فلا تُقِرُّ ظَلامَةً " =وَغَوَتْ وَأَعْضَلَتْ الفُضُوْلَ مُجَاهِرَهْ
ثُمَّ انْثَنَتْ عِنْدَ الحُجُونِ مُرُوْءَةً =فَغَدَتْ مِثالاً في الدُّهُورِ مُسافِرَةْ
أمْرٌ قَضَواْ في الليْلِ نَسْفَ ظَلامَهُ =فَمَضَى الصَّباحُ يُزيحُ عَنْهُ السَّاتِرَهْ
لكِنْ أبو جَهْلِ الحَداثَةِ لَمْ يأنْ =فَجْرٌ وإصباحٌ لَهُ لِيُعاقِرَهْ
عَصْرُ القِماقِمِ كُلَّ عامٍ قِمَّةٌ = مبتورةٌ وَعَصا (الخواجا) زاجِرَةْ
شَدَقاكَ إنْ فَتَرا فَلا تَدَعْ الرَّحَى =تَمْضِيْ لِهديٍ غَيْرِ هَدْيِكَ سائِرَةْ
قُلْ ما تَشاءُ سِياسَةً كَذِباً وَلـ=ـكِنْ لا تَجُزْ بِخُطاكَ حَدَّ الدائِرَةْ
سُتُّوْنَ عاماً والمُرُوْءَةُ مَيْتَةٌ = غَشِيَتْ وُجُوْهَ القَوْمِ مِسْحَةُ فاْقِرَهْ
إنْ حَكَّ ظِفْرُكَ وَجْهَ طاغِيَةٍ بدا =تَحْتَ القِناعِ تَرَبُّصٌ وَمُؤامَرَةْ
لولا أبو جَهْلٍ لَمَا كانَ الحِصا=رُ وَلَمْ يَكُنْ لولاهُ جَرْحُ الخاصِرَةْ
جَعَلَ العُرُوْبَةَ مُوْمِساً للعابِرِيْـ=ـنَ رِياضَها وعراقها ... والقاهِرَةْ
الوَجْهُ وَجْهُ أبي جَهَالَةَ إنَّمَا =يَنْسَلُّ في الشِّرْيانِ نبضُ أصاغرةْ
لَمْ يَكْفِهِ هُبَلاً وَلَمْ يَكْفِ إسا=فُ فَزَادَ في الأوثانِ عِجْلَ السَّامِرَةْ
ماذا جَنَتْ حَتَّى تُحَرَّقَ غَزَةٌ = وتُقَطِّعَ الأطفالَ مِدْيَةُ فاجِرَةْ؟
هَلْ أصبَحَ الإرهابُ جَيْشَ طُفولَةٍ =يا كونداليزا تَقْطَعِينَ أواصِرَهْ؟!
في كُلِّ رَحْمٍ طاهِرٍ بَطَلٌ سَتُنْـ=ـجِبُهُ وَتُرْضِعُهُ البُطُولةَ طاهِرَةْ
وَيُخَبِّئُ الزَّيْتونُ بَينَ جُذُوْعِهِ =غَضَباً فَيُنْشِبُ في الإسارِ أظافِرَهْ
لَمْ تَأتِ غَزَّةُ مِنْ شَتاتِ السَّادِرِيـ=ـنَ وَلَمْ تَكُنْ أصقاعَ اَرْضٍ سادِرَهْ
لم يغصبوا وطنا ولكن سفَّهوا = هُبَلاً ونائِلَةً وَعِجْلَ السامرة