نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
حاملاً القضية العربية والقومية، ومبادئ الوحدة والحرية التي زرعتها بداخله سورية، سافر عبد الوهاب إلى الإمارات..
وخلال سنوات غربته الخمس والثلاثين حارب بفكره وقلمه لنيل استقلالها من الاحتلال الأجنبي، كما شجع على وحدتها، وكافح دفاعاً عن عروبتها..
وهكذا حظي الإعلامي عبد الوهاب السمّان بمحبة وتقدير كل من عرفه أو قرأ واستمع له، فنال شهرة كبيرة عبر توليه عدة مناصب هامة في وسائل إعلامية، ساهم في تأسيسها ، مقروءة ومسموعة ومرئية.
وكان لبرنامجه الحواري المتلفز الذي عرض حوارات ساخنة وجريئة مع مفكرين وسياسيين ومسؤولين، حضوره الشعبي والفكري في محطة من أهم محطات حياته المهنية الحافلة بالإبداع والتفوق والتميّز.
المغترب السمان الذي لم يفوت فرصة لخدمة بلده إلا واغتنمها يعود كما طائر السنونو ليحط الرحال في بلده الأم سورية، لتكون محطته الأخيرة ومسك الختام..
وفي لقائه مع «البعث» يرجع الإعلامي عبد الوهاب بذاكرته إلى أكثر من ثلاثين عاماً مضت ويقول:
-درست الأدب العربي في جامعة دمشق عام 1964 ومنذ أن كنت طالباً في الجامعة بدأت العمل في الصحافة وبقيت كذلك لعدة سنوات بعدها سافرت إلى دبي وكان ذلك عام 1969 وكانت إمارة فعملت فيها صحفياً مراسلاً لدار الصيّاد ولدار الرأي العام الكويتية، وآنذاك كان الانكليز يحكمون منطقة الخليج فبدأنا نناضل فكرياً من أجل مناصرة أبناء المنطقة للحصول على استقلالهم، وعلى إثر ذلك أُبعدت عن الامارات من قبل الانكليز، لكنني عدت إليها بجواز سفر خليجي نظراً للمحبة والثقة التي نلتها من شيوخ الإمارات الذين أرادوا أن يكون إلى جانبهم إعلامي يدافع عن حقوقهم ويعبر عن مواقفهم، وبذلك استطعت تأسيس جريدة الخليج عام 1971 وعملت فيها سكرتيراً للتحرير، وكانت جريدة محلية خاصة تُعنى بشؤون المواطنين وقضاياهم، إضافة إلى أن منطلقاتها كانت قومية، فاستطاعت تزكية الشعور القــــــومي في منطقـــــة الخليج مما شجع على صــــدور عدة صحف بعدها في المنطـــــقة.
وفي نفس العام 1971 ساهمت في تأسيس إذاعة دبي، وكنّا مجموعة صغيرة من العرب العاملين فيها ونعمل لساعات طويلة، ومن خلال عملي فيها أصدرت مجلة «إذاعة دبي» المنوعة وكنت رئيس تحريرها.
وعملت لسنوات في الإذاعة بصفتي رئيس قسم الأخبار ومن كثرة الأخبار التي أُوردها عن سورية ضمن النشرة كانوا يطلقون عليها اسم إذاعة دمشق، بعدها أسسنا محطة تلفزيون دبي.
ويتابع السمان: أيضاً أسهمت في المساعي التي بُذلت لتأسيس اتحاد الإمارات وتثبيت دعائمه من خلال مرافقة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الذي يرجع له الفضل الأول في تأسيس الاتحاد في وقت حاول فيه الانكليز إبطاله وتفكيكه.
وهكذا وخلال سنوات الغربة الثلاثين الأخيرة أسست عدة أعمال إعلامية وتبوأت مناصب قيادية مختلفة منها مدير مكتب رئيس المجلس الوطني الاتحادي في الامارات «مايعادل مجلس الشعب»، وكنت صلة وصل بين سورية والامارات، حيث استقطبت شخصيات قيادية فاعلة في كلا البلدين ما اسهم في تمتين العلاقات الاقتصادية والثقافية والفنية بينهما، وتمخض عنها عدة اتفاقيات عادت بالخير على البلدين.
الوطن في القلب
ويقول عبد الوهاب: منذ سفري إلى الخليج وأنا أزور سورية سنوياً وفي كل مناسبة، وكنت أحرص دائماً أن أكون في مقدمة الذين يصافحون وجه هذا البلد من خلال تقديم شيء له وليس زيارته فقط، فساهمت باستقطاب رجال أعمال ومستثمرين لإقامة مشاريع فيها بمليارات الليرات.
ولم أترك مجالاً استطيع من خلاله جذب الاخوة في الخليج للمساهمة في دعم الشركات السورية إلا وسلكته ومنها مشاريع خاصة بشركات الطيران والسياحة.. لأنني كنت أشعر بواجبي تجاه وطني وأردت خدمته بجهدي وفكري وعلاقاتي لعلي أُوفيه بعضاً من حقه عليّ. من هذا المنطلق كنت واحداً من مؤسسي نادي السوريين في الشارقة وعملنا عدة لقاءات هامة خلاله وندوات ومحاضرات، وقمنا باستضافة الضيوف السوريين، كما ساهمنا في الحصول على قطعة أرض في دبي لبناء السفارة السورية هناك، إضافة إلى قيامنا بجمع التبرعات لمساعدة الأسر المحتاجة.
المحطة الأخيرة
يتابع عبد الوهاب السمان حديثه ويقول: اليوم أعود إلى سورية حاملاً أحلامي وطموحاتي التي أرغب في تحقيقها في بلدي الأم، وأتمنى على كل مغترب أن يفكر في العودة إلى بلده لخدمته، وليكون محطته الأخيرة، لاسيما إذا كان في جعبته رصيداً يمكنّه من المساهمة في بناء ولو حجر في هذا الوطن الغالي.
وبالنسبة لي سأتابع في سورية مسيرتي الإعلامية، إضافة إلى المقهى الثقافي الأدبي الذي أنشأته في دمشق والذي سينطلق مع انطلاق دمشق كعاصمة للثقافة العربية، وفيه توخيت أن يكون ملجأً للصحفيين والأدباء والمثقفين والمفكرين، تتفاعل فيه نشاطاتهم وأفكارهم وشخصياتهم.
أيضاً أقوم حالياً بكتابة مذكراتي عن السنوات الخمس والثلاثين التي قضيتها في الخليج والتي تحفل بالمفاجآت، وهي توثيق لنهضة دولة الإمارات والمراحل التي شهدتها.
لقاء: ليزا الياس

[web]http://albaath.news.sy/user/?id=203&a=17757[/web]