قصة " شهادة في زمن الإستشهاد"


« بــــدون حــب وبــدون ليلة بيضاء لن تكون هناك حكايـة"

خذها إلى رياض شوقك واسقها من دنان السكرة بعد ذهاب الفكرة،راح بلاؤك الوردي وحل وصلك الروجاني،أنت الذي بحثت عنهافي سطور صحراء الأرق،لذغتك ثعابين كثيرة في زمن النحاس وتركت الحبل على الغارب.
قلت لي: احتفظ بوصيتها في قاع بئر مهجور،أوقبر منسي،فهي لاتحب أن تبصرأسرارها النور،ولدت في الظلام وعاشت في الظلام وعادت الى الظلام.
خيرتها بين الإلتزام والتفسخ،أعدت على مسامعها قصص المبتلين بالحكي على قرقعة الدنان المعتقة،شربتها في السر،ولما انتشر دبيبها في جسدك النحيل،أخذت القلم وكتبت قصيدة للقمر.
عصفت بك رياحها ورياحينها،فرحت متمسحا بذيول أثوابها لاأرحت ولا استرحت.
قرأت في حضرتها أشعار غزل صاخبة،وحين رحلت عشت خذلانا مريعا،صعب عليك هذا الإمتحان العسير،وأنت في ميزان المنطق لا تستحق منها كل هذا الهجران.
نفضت عنك كل الشكوك في سابق عهدك معها،أنت مثقف وواع،
ومن شدة تعلقك بها أوهمتك تلك الغانية أنك تعني بالنسبة لها الشيء الكثير،أنت الذي بعت من أجلها الطارف والتليد.
بسطت يديك لتعانقها لكنها سلمتك الى حبل المشنقة،قالت لهم بالحرف:
" هذا هو الذي أحرق الكتاب الأعظم،ودنس نهر أم الربيع بحبيبات الكيف،التي تناثرت على جنبات الوادي،وبعد مدة نمت سنابل الكيف وحصدها المارون والعابرون،ومن غباره السحري صنع الممجدون عقاربا سوداء.
وتابعت قولها:" أذكريوما لا ينسى حين قال لي:
خذي نفسا عميقا من فوهة السبسي املئي الشقف(الغليون) وبعد وصلة او وصلتين سترتفعين الى علياء السماء"
أطعته فيما قضى وأمر،ومن شدة طول النفس رأيت خيول سليمان تكر نحوي،رأيت ورودا فوق ظهور الجمال،وشاهدت غلمانا وصبايا يرقصون فوق الماء،من عبق الدخان الممتد عبر فضاء الغرفة حيث أنا وهو،استيقظت بداخلي عبارات التصوف التي قرأتها وحفظتها عن ظهر قلب ،أسدل علي الحلاج برنسه،وقبلني ابن عربي قبلة ما رأيت مثلها.
عاتبني النفري،ولامني الجنيذ،حذرتني رابعة العدوية من أسر الكيف، لم أسمع كلامها،حذبت نفسا آخر تفككت أوصالي وتراخت كل مسام جسدي،رأيت دماء كالتي اريقت في معركة كربلاء وعين جالوت.
راحت السكرة وجاءت بلواه تستفزني وتهيجني.
قال لي:
"تابعي الطريق ولا تتراجعي،أنا اخترت لك هذا المسار،رسمته لك من قبل،انا من خططت لهذا اليوم المبجل،لا تبكي لا تجعلي من الحبة قبة،مكتوب عليك منذ الأزل أن يعبر خياشيمك اكسير الحياة وسر الخلود.
سقاني من مواقف النفري جرعات زائدة،وبين الكأس والكاس تسلل ثعبان الى رأس العين ونفث فيها سمومه القاتلة.
تساقطت أوراق التوت،ومن شدة السقي تناسلت عبارات الشطحات والجذبة والحضور والتوحد،سقاني من أريج الحرف حتى سمعت صبيب الكأس توردت وجنتاي وقال لي:
"هذه جنتك فلا تختاري غيرها،وهذا موسم القطاف فلاتبقي تفاحة ولا رمانة دون دليل، لأنه بالدليل تعرف مساحات الجسد وخرائط اللذة،من بعدي ليس لك هروب،لقد سكنتك سكونا تاما واختلط اللحم بالعظم والدم،هذه حروفي البيضاء قد زرعتها في مملكتك وبسطتها في قبتك المباركة،انا اللام وانت الألف واعلمي " أنه لما آصطحب الألف واللام،صحب كل واحد منهما ميل،وهو الهوى والغرض،والميل لا يكون الا عن حركة عشقية.فحركة اللام حركة ذاتية وحركة الا لف عرضية فظهر سلطان اللام على الألف لإحداث الحركة فيه،فكانت اللام في هذا الباب اقوى من الألف لأنها أعشق فمهمتها أقل تعلقا باللام فلم تستطع أن تقيم أودها"
رحت من نغمته الساحرة متموجة الأفكار،ومن شدة الوجد الصوفي تساقطت أوراق التوت على أرض عطشى بللتها قبلات المواقف ورعشات الرؤيا.
قلت له: ياصاحب الشهادة في زمن الا ستشهاد،هذا زمن الفصل في حادث الوصل،ان وفيت بالوعد فقد منحت وأعطيت،وإن نقضت العهد فقد منعت وباعدت،وان قاومت فصل الحكاية ستيه ظلك بين
اللوح والقلم وما أنت منقد نفسك مما أنت فيه.
عد الى سقف المحبة ترى الرجفة تلو الرجفة،والعشق تلو العشق،فإن نسيت ذكرتك،وإن ملت قومتك بحد البصر،فعد لرشدك والا ضاع منك البصر والبصيرة.
وأجابني: غرقت في بحر أرقك حتى يطمئن قلبي،وسبحت في بحيراتك حتى يزول شكي.ويهدأ خاطري.
في فجر الغياب قال لي"إن كنت تحبني فلم هجرتني"

ابو فراس الفاضل: شكرا لمرورك الكريم وتعليقك الجيد.
لك تحياتي.

نعم سؤال مشروع
ان كنت تحبني فلماذا هجرتني؟
سؤال يمكننا ان نساله عبر مجالات كثيرة
مااصغرنا امام الملمات
زهرة

الى الفاضلة زهرة...لك تحياتي على ايجازك الجميل وفي الا يجاز اعجاز كما يقول اهل البلاغة.
لك تحياتي.