[size=5][align=center]
قرأت هذه الليلة ماكان من حبيبنا الهزاعي من مناوشات شعرية مع الجميع
وبالذات مع شيخنا الأنصاري الحبيب في قصيدته
أسرفت في صدي
وكان كلٌ من شعرائنا المبدعين الحريري والأيوبية والهزاع قد أدلى بدلوه شعراً
فما كان مني في ليلتي هذه إلا أن كتبت قصيدتي هذه لأهديها إلى أروقتنا الرائعة
عجباًً لعمرِ المرءِ يمضي للورا !! = نحيـا نَعُبُّ وإذْ بِنا للقَهْقَرى ؟!
عجباً وأيُّ النَّاس يهنأُ بالُهُ= فيها ليلقى من هَوَاهُ تَحَسُّرا؟؟!
فالطِّفل يُبْصِرُ في الحياةِ طعامَهُ= والدُّميةَالحسناءَ أجملَ مايَرَى!!
أما الفتى فالهمُّ يكبــُرُ عنــــدَهُ = مرمى الرِّجالِ سبيلُه كي يَعبُرا
وتصارعُ االفتيان ديدنُ حِسِّهم= والعُنْفُوانُ لدى الشَّبَابِ تصدَّرا
تاجُ الرُّجولةِ عفَّةٌ وكَرَامَةٌ = ومكارمُ الأخلاقِ تُبْلِغهُ الذُّرا
والجودُ ماأحلاهُ من كفِّ النَّدى=والودُّ بالرَّاحاتِ باتَ مُعَطَّرا
والعودُ أصلبُ ماتكونُ قناتُه= والصَّوْلَجَانُ بعمرهِ قد أُُحْضِرَا
والسَّعْدُ يرقُصُ والنَّشيدُ حفاوةٌ= من معدن الأيام يجلو الجَوْهَرَا
تمضي السُّنُونُ رماحُها في نَحْرِنا=وتكادُ تفتكُ بالجسومُ تجَسُّرا
حيثُ الكهولةُ والمشيبُ ببابنا =والعُمْرُ يُغْمِدُ في المقاتلِ خِنْجَراً
ويغورُ فينا والنَّصيحةُ كالسَّنا = تجلو الرُّؤى والأمنياتُ تَبَعْثُرَا
لكنَّ عُمْرَ القَلْبِ ليسَ يضيرُهُ = ماكان في عَجَلِ الزَّمانِ تكوَّرا
فالقلبُ غضٌ والحَنَايا زورقٌ= والحبُّ فينا لايزالُ الأبْهَرا
والرُّوحُ ظمأى للجَمَال تعبُّهُ= والنَّفْسُ تهفو للسَّناء مُنوِّرَا
لنراهُ أجملَ مايزينُ حياتنا= والفرحة الكبرى به والأكبرا
ياسعدَ قلب المرءِ ينبضُ بالهوى= يبدو الشُّعورُ بهِ بساطاً أخضرا
وكذا الحنايا كالجِنَانِ رياضُها= والرُّوحُ بّلْهَ نسيجُهُا قد أزهرا
د.محمد إياد العكاري
26/11/1428هـ
ليلة 6/12/1957
[/B]