الرياض: معيض الحارثي

دخل عدد من الوافدين الذين يدّعون حملهم للشهادات الدراسية العليا المنافسة على تقديم الدروس الخصوصية قبيل الامتحانات النهائية في مدارس التعليم العام التي تبدأ بعد أيام قليلة.
ويحاول هؤلاء استغلال موسمهم من خلال تعليق الملصقات في الأماكن العامة يذكرون فيها حملهم لشهادات الماجستير وشهادات خبرة في التربية وطرائق التدريس والمناهج السعودية وغيرها من العبارات لجذب أكبر عدد من الطلاب للالتحاق بهم.
عامل نفسي
ويرى مختصون وطلاب وأولياء أمورهم أن التحاق أبنائهم بالدروس الخصوصية أصبح عاملا نفسيا قبل بدء الامتحانات أكثر منه حاجة للتعلم, ويرى بعضهم أن ضمان نجاح أبنائهم وحصولهم على درجات عالية متوقف على هذه الدروس خاصة عند طلاب الثانوية العامة, وهو ما يضعف الإقبال على الالتحاق بمجاميع التقوية التي تقدمها الوزارة في المدارس.
ويرى تربويون أن هذه الدروس لها سلبيات عديدة على العملية التربوية كترسيخ نظرة خاطئة عن التعليم وتعويد الطلاب على الاتكالية وحفظ
المعلومات من أجل النجاح فقط وبعد ذلك نسيانها, عطفا على تحمّل بعض الأسر ذات الدخل المحدود لأعباء جلب المعلم الخصوصي بمبالغ مكلفة.
وتحولت الكثير من جدران الأماكن العامة في العاصمة إلى ملصقات تروج للدروس الخصوصية, وبالاتصال على العشرات من هذه الأرقام تبين أن جميع أصحابها وافدون في ظاهرة غريبة بررها البعض بالعرف الاجتماعي بعدم تقبل الأسر للمعلم السعودي في منازلهم خاصة عندما تكون هذه الدروس للطالبات وهو أمر عادي عندما يكون المعلم مقيما, إضافة لعزوف المعلمين السعوديين عن هذا النشاط لمخالفته أنظمة وزارة التربية والتعليم واستلامهم لرواتب جيدة تغنيهم عن مثل هذه الأنشطة، ومن بين هذه الملصقات ملصق ذكر صاحبه أنه يحمل شهادة الماجستير في عدد من التخصصات المختلفة, ويبدي استعداده لعمل الأبحاث الجامعية والمذكرات الطلابية وغيرها من الخدمات, وبالاتصال به تبين أنه مقيم، وقال إنه يعمل معلما في مدرسه أهلية, وأضاف أنه باستطاعته شرح منهج كل مادة خلال أسبوع واحد فقط وبعدها يتابع مستويات الطلاب عن طريق التدريبات التي تعطى لهم, ويطلب مبلغ 1500 ريال عن كل مادة في الثانوية العامة, وينخفض السعر إلى النصف تقريبا في مواد المرحلة المتوسطة والابتدائية, كما يطلب 150 ريالا عن كل ساعة يريد الطلاب شرح الدروس فيها, وقال إنه مضطر لرفع السعر أكثر من ذلك كلما اقتربت الامتحانات نتيجة للإقبال الكبير عليه، وبالاتصال بمعلم آخر اتضح أنه مقيم واكتفى بالإشارة لاسمه بـ "أبو محمد" وقال إنه يستطيع توقع أكثر من 85% من أسئلة الوزارة التي سيختبر فيها الطلاب بعد أسابيع قليلة.
الحصول على النجاح
وعن الكيفية التي يستطيع بها توقع الأسئلة أجاب بأنه يحتفظ بجميع أسئلة الأعوام السابقة وعلى ضوئها يستطيع تحديد المواضيع الهامة والأسئلة التي تتضمنها, وبسؤاله عن إمكانية إخفاق الطلاب في الامتحانات وذهاب المبالغ الكبيرة التي دفعوها له هدرا، أجاب بأنه يبذل كل الجهد لحصول الطلاب على النجاح وفي حال أخفقوا يمكنهم استرجاع 50 % من المبالغ التي دفعوها.
ومعلمون مقيمون آخرون بمجرد معرفتهم بأن المتصل هو محرر "الوطن" ارتبكوا ورفضوا الإجابة على بعض استفساراتنا، وقالوا إن الأسر هي التي تبحث عنهم وتطلبهم وتدفع المبالغ المتفق عليها نظير ما يبذلونه من جهد كبير في شرح الدروس وتحمّل الفروق الفردية للطلاب, ورفضوا الإفصاح عن معدل المبالغ التي يحصلون عليها سنويا من وراء هذه الدروس إلا أنهم ألمحوا بأن هذا النشاط مربح جدا وإلا لما قضوا ساعات طويلة من يومهم فيه.
ويشير المعلم نايف النوفلي إلى أنه بالرغم من تدريسه لمادة الرياضيات التي يقبل الطلاب على الالتحاق بالدروس الخصوصية فيها إلا أنه لا يمكن أن يمارس نشاط الدروس الخصوصية لمخالفتها أنظمة وزارة التربية والتعليم, ولقناعته بأن مثل هذه الدروس تؤثر سلبا على العملية التربوية وتلغي جزءا كبيرا من دور المدرسة, وتساهم في الاتكالية لدى الطلاب والبحث عن المعلومات التي تؤهلهم للنجاح دون اهتمام بعملية التعلم.
ويقول الطلاب عبدالعزيز العبدالله ومحمد الزعيبر وعبدالعزيز الهويشل إنه تكرّس لدى بعض الطلاب والأسر مفهوم ضرورة الدروس الخصوصية قبل الامتحانات خاصة في الثانوية العامة للحصول على معدل عال.
معلم متفرغ
وعن أسباب عدم التحاقهم بمجاميع التقوية النظامية أجابوا بأن الكثير من الطلاب يعتقدون بعدم جدواها ويرون أنها لا تختلف عن الدروس التي يتلقونها أثناء اليوم الدراسي في حين يكون المعلم الخصوصي متفرغا لطالب واحد ومهتما بتعليمه, مشيرين إلى أن هناك مواد صعبة تتطلب المعلمين الخصوصيين كالرياضيات والإنجليزي والفيزياء والكيمياء والقواعد.
ويؤكد الطالب معطش الدوسري "طالب متوسط" أن أسرته جلبت له معلما خصوصيا واحدا يقوم بتدريسه جميع المواد الدراسية مقابل 1400 ريال شهريا بحيث يحضر للمنزل 3 أيام في الأسبوع بمعدل ساعتين يوميا, مضيفا أنه استفاد كثيرا من التعليم الخصوصي وأضاف له معلومات لم يستوعبها كثيرا في المدرسة.
ويقول المواطن إبراهيم الجمعة إن التحاق الطلاب بالدروس الخصوصية لا يقتصر على الطبقات الغنية والميسورة بل يضطر بعض ذوي الدخل المحدود لتحمل أعباء مالية لإحضار معلمين خصوصيين لأبنائهم, مضيفا أنه في كل فصل دراسي يدفع ما لا يقل عن 6 آلاف ريال أجرة للمعلمين الخصوصيين من أجل رفع مستوى أبنائه دراسيا وحصولهم على معدلات عالية تضمن لهم القبول في الجامعات.
ويضيف المواطن سعيد الصالح أن بعض هؤلاء المعلمين يعملون في قطاعات أخرى ليس لها علاقة بالتعليم ويستغلون ضعف الرقابة وإقبال الأسر على الدروس الخصوصية فيروجون لأنفسهم على أنهم معلمون ويحملون الشهادات العليا دون أن تكلّف الأسر نفسها التأكد من هذه الشهادات, مضيفا أن لافتاتهم تشوه المرافق العامة وتعكس طمع هؤلاء المعلمين.
"الوطن" طرحت الموضوع على الباحث النفسي حسين الثقفي الذي أكد ارتباط الدروس الخصوصية نفسيا لدى بعض الأسر والطلاب بامتحانات نهاية العام وقال إنه ترسخت لديهم فكرة خاطئة عن وجوب إحضار معلم خصوصي قبل أسابيع من الامتحانات لتلقينهم المعلومات للحصول على النجاح, مشيرا إلى أنه يجب إعادة الثقة للتعليم النظامي بتوعية الطلاب في المدارس وتوعية الأسر عبر وسائل الإعلام بسلبيات هذه الدروس, وأضاف أنه يجب اتخاذ حل جذري لهذه المشكلة التعليمية تشترك فيها عدة جهات تبدأ من حرص المعلمين على تعليم طلابهم وتوصيل المعلومات إليهم, وتكثيف عدد المراكز تربوية لدروس التقوية, وإزالة جميع الملصقات التي تروج للدروس الخصوصية ومحاسبة أصحاب الملصقات الجديدة.
يذكر أن موقف وزارة التربية والتعليم كما أعلنته مرارا هو منع هذه الدروس ومحاسبة المعلمين الذين يثبت قيامهم بها, وقامت الوزارة بمحاولة القضاء عليها باعتماد المراكز التربوية التي تقدم دروس التقوية برسوم محددة بـ 130 ريالا للمادة الواحدة[/QUOTE]

[QUOTE=~! تَآيْهُ حُ ـزُنْ !~;14942]

الرياض: معيض الحارثي

دخل عدد من الوافدين الذين يدّعون حملهم للشهادات الدراسية العليا المنافسة على تقديم الدروس الخصوصية قبيل الامتحانات النهائية في مدارس التعليم العام التي تبدأ بعد أيام قليلة.
ويحاول هؤلاء استغلال موسمهم من خلال تعليق الملصقات في الأماكن العامة يذكرون فيها حملهم لشهادات الماجستير وشهادات خبرة في التربية وطرائق التدريس والمناهج السعودية وغيرها من العبارات لجذب أكبر عدد من الطلاب للالتحاق بهم.
عامل نفسي
ويرى مختصون وطلاب وأولياء أمورهم أن التحاق أبنائهم بالدروس الخصوصية أصبح عاملا نفسيا قبل بدء الامتحانات أكثر منه حاجة للتعلم, ويرى بعضهم أن ضمان نجاح أبنائهم وحصولهم على درجات عالية متوقف على هذه الدروس خاصة عند طلاب الثانوية العامة, وهو ما يضعف الإقبال على الالتحاق بمجاميع التقوية التي تقدمها الوزارة في المدارس.
ويرى تربويون أن هذه الدروس لها سلبيات عديدة على العملية التربوية كترسيخ نظرة خاطئة عن التعليم وتعويد الطلاب على الاتكالية وحفظ
المعلومات من أجل النجاح فقط وبعد ذلك نسيانها, عطفا على تحمّل بعض الأسر ذات الدخل المحدود لأعباء جلب المعلم الخصوصي بمبالغ مكلفة.
وتحولت الكثير من جدران الأماكن العامة في العاصمة إلى ملصقات تروج للدروس الخصوصية, وبالاتصال على العشرات من هذه الأرقام تبين أن جميع أصحابها وافدون في ظاهرة غريبة بررها البعض بالعرف الاجتماعي بعدم تقبل الأسر للمعلم السعودي في منازلهم خاصة عندما تكون هذه الدروس للطالبات وهو أمر عادي عندما يكون المعلم مقيما, إضافة لعزوف المعلمين السعوديين عن هذا النشاط لمخالفته أنظمة وزارة التربية والتعليم واستلامهم لرواتب جيدة تغنيهم عن مثل هذه الأنشطة، ومن بين هذه الملصقات ملصق ذكر صاحبه أنه يحمل شهادة الماجستير في عدد من التخصصات المختلفة, ويبدي استعداده لعمل الأبحاث الجامعية والمذكرات الطلابية وغيرها من الخدمات, وبالاتصال به تبين أنه مقيم، وقال إنه يعمل معلما في مدرسه أهلية, وأضاف أنه باستطاعته شرح منهج كل مادة خلال أسبوع واحد فقط وبعدها يتابع مستويات الطلاب عن طريق التدريبات التي تعطى لهم, ويطلب مبلغ 1500 ريال عن كل مادة في الثانوية العامة, وينخفض السعر إلى النصف تقريبا في مواد المرحلة المتوسطة والابتدائية, كما يطلب 150 ريالا عن كل ساعة يريد الطلاب شرح الدروس فيها, وقال إنه مضطر لرفع السعر أكثر من ذلك كلما اقتربت الامتحانات نتيجة للإقبال الكبير عليه، وبالاتصال بمعلم آخر اتضح أنه مقيم واكتفى بالإشارة لاسمه بـ "أبو محمد" وقال إنه يستطيع توقع أكثر من 85% من أسئلة الوزارة التي سيختبر فيها الطلاب بعد أسابيع قليلة.
الحصول على النجاح
وعن الكيفية التي يستطيع بها توقع الأسئلة أجاب بأنه يحتفظ بجميع أسئلة الأعوام السابقة وعلى ضوئها يستطيع تحديد المواضيع الهامة والأسئلة التي تتضمنها, وبسؤاله عن إمكانية إخفاق الطلاب في الامتحانات وذهاب المبالغ الكبيرة التي دفعوها له هدرا، أجاب بأنه يبذل كل الجهد لحصول الطلاب على النجاح وفي حال أخفقوا يمكنهم استرجاع 50 % من المبالغ التي دفعوها.
ومعلمون مقيمون آخرون بمجرد معرفتهم بأن المتصل هو محرر "الوطن" ارتبكوا ورفضوا الإجابة على بعض استفساراتنا، وقالوا إن الأسر هي التي تبحث عنهم وتطلبهم وتدفع المبالغ المتفق عليها نظير ما يبذلونه من جهد كبير في شرح الدروس وتحمّل الفروق الفردية للطلاب, ورفضوا الإفصاح عن معدل المبالغ التي يحصلون عليها سنويا من وراء هذه الدروس إلا أنهم ألمحوا بأن هذا النشاط مربح جدا وإلا لما قضوا ساعات طويلة من يومهم فيه.
ويشير المعلم نايف النوفلي إلى أنه بالرغم من تدريسه لمادة الرياضيات التي يقبل الطلاب على الالتحاق بالدروس الخصوصية فيها إلا أنه لا يمكن أن يمارس نشاط الدروس الخصوصية لمخالفتها أنظمة وزارة التربية والتعليم, ولقناعته بأن مثل هذه الدروس تؤثر سلبا على العملية التربوية وتلغي جزءا كبيرا من دور المدرسة, وتساهم في الاتكالية لدى الطلاب والبحث عن المعلومات التي تؤهلهم للنجاح دون اهتمام بعملية التعلم.
ويقول الطلاب عبدالعزيز العبدالله ومحمد الزعيبر وعبدالعزيز الهويشل إنه تكرّس لدى بعض الطلاب والأسر مفهوم ضرورة الدروس الخصوصية قبل الامتحانات خاصة في الثانوية العامة للحصول على معدل عال.
معلم متفرغ
وعن أسباب عدم التحاقهم بمجاميع التقوية النظامية أجابوا بأن الكثير من الطلاب يعتقدون بعدم جدواها ويرون أنها لا تختلف عن الدروس التي يتلقونها أثناء اليوم الدراسي في حين يكون المعلم الخصوصي متفرغا لطالب واحد ومهتما بتعليمه, مشيرين إلى أن هناك مواد صعبة تتطلب المعلمين الخصوصيين كالرياضيات والإنجليزي والفيزياء والكيمياء والقواعد.
ويؤكد الطالب معطش الدوسري "طالب متوسط" أن أسرته جلبت له معلما خصوصيا واحدا يقوم بتدريسه جميع المواد الدراسية مقابل 1400 ريال شهريا بحيث يحضر للمنزل 3 أيام في الأسبوع بمعدل ساعتين يوميا, مضيفا أنه استفاد كثيرا من التعليم الخصوصي وأضاف له معلومات لم يستوعبها كثيرا في المدرسة.
ويقول المواطن إبراهيم الجمعة إن التحاق الطلاب بالدروس الخصوصية لا يقتصر على الطبقات الغنية والميسورة بل يضطر بعض ذوي الدخل المحدود لتحمل أعباء مالية لإحضار معلمين خصوصيين لأبنائهم, مضيفا أنه في كل فصل دراسي يدفع ما لا يقل عن 6 آلاف ريال أجرة للمعلمين الخصوصيين من أجل رفع مستوى أبنائه دراسيا وحصولهم على معدلات عالية تضمن لهم القبول في الجامعات.
ويضيف المواطن سعيد الصالح أن بعض هؤلاء المعلمين يعملون في قطاعات أخرى ليس لها علاقة بالتعليم ويستغلون ضعف الرقابة وإقبال الأسر على الدروس الخصوصية فيروجون لأنفسهم على أنهم معلمون ويحملون الشهادات العليا دون أن تكلّف الأسر نفسها التأكد من هذه الشهادات, مضيفا أن لافتاتهم تشوه المرافق العامة وتعكس طمع هؤلاء المعلمين.
"الوطن" طرحت الموضوع على الباحث النفسي حسين الثقفي الذي أكد ارتباط الدروس الخصوصية نفسيا لدى بعض الأسر والطلاب بامتحانات نهاية العام وقال إنه ترسخت لديهم فكرة خاطئة عن وجوب إحضار معلم خصوصي قبل أسابيع من الامتحانات لتلقينهم المعلومات للحصول على النجاح, مشيرا إلى أنه يجب إعادة الثقة للتعليم النظامي بتوعية الطلاب في المدارس وتوعية الأسر عبر وسائل الإعلام بسلبيات هذه الدروس, وأضاف أنه يجب اتخاذ حل جذري لهذه المشكلة التعليمية تشترك فيها عدة جهات تبدأ من حرص المعلمين على تعليم طلابهم وتوصيل المعلومات إليهم, وتكثيف عدد المراكز تربوية لدروس التقوية, وإزالة جميع الملصقات التي تروج للدروس الخصوصية ومحاسبة أصحاب الملصقات الجديدة.
يذكر أن موقف وزارة التربية والتعليم كما أعلنته مرارا هو منع هذه الدروس ومحاسبة المعلمين الذين يثبت قيامهم بها, وقامت الوزارة بمحاولة القضاء عليها باعتماد المراكز التربوية التي تقدم دروس التقوية برسوم محددة بـ 130 ريالا للمادة الواحدة