يومٌ من أيام الحريث

--------------------------------------------------------------------------------


البو بطين هم أبناء ذهب من الحريث الطائية

ولقبوا (البوبطين) لرفضهم دفع الأتاوات التي تفرضها

الدولة العثمانية والخوة التي تطلبها القبائل الموالية للدولة

وكانوا يحترزون ببطين الجبال التي يجاورونها

استعداداً للمواجهة مع الغزاة

ولازال هذا اللقب منتشراً بين قبيلة طيء في سورية

وقد أنجب ( ذهب) أربعة أبناء هم

(عمر+ مازن+ أسود+ جخيدم)

وفي حقبة معينة عظم شأن قبيلة عَبادة بدعم من العثمانيين

فكانت لها السيطرة على المنطقة الواقعة

مابين جبال ( طوروس و سنجار )

وقد اشتهر من بين طغاة تلك القبيلة شخصين هما

( قِريش و مِقن )

فكانا يفرضان على قبيلة الشرابيين المتواجدة في المنطة الأتاوة

وأضافا على ذلك وجوب تقديم الغداء لهما يومياً

حيث تحمل صينية الطعام إحدى بنات قبيلة الشرابيين على رأسها

وتبقى واقفة حتى يتناولا الغداء وهما على ظهور ( الشهارى )

والشهري حمار أبيض اللون كبير الحجم شديد التحمل

يستخدمونه في رحلات الصيد في الأودية والجبال والغابات

وقد صادف أن جاورهما أحد أبناء قبيلةالحريث

وهو جخيدم ابن ذهب الملقّب ( حلقوم )

وذلك لكبر حجم جنجرته وبروزها الشديد

فكانا يتعمدا إهانته كلما التقياها

إذ أنهما كانا بعد الانتهاء من تناول الغداء

يأمروا بوضع الصينية لـ(السلق) كلاب الصيد

ثم يناديا حلقوم ويأمراه بالأكل مع السلق

مع الاعتذار تندراً بأنهما نسيا دعوته للأكل معهما

عاد حلقوم إلى مضارب أهله متكدر الخاطر

وقصّ لهم ماجرى عليه من قِِريش و مِقن

وما يجري على الشرابيين الزبيديين من جورهم وعدوانهم

تجهزّ أربعون فارساً من الحريث لحرب عَبادة

ولتخليص الناس من ظلم قِريش و مِقن

لم يصدق الناس أن ينتصر هؤلاء الفرسان

على تلك القبيلة المدعومة من قبل الدولة

وهي قبيلة كثيرة العدد معروفة بشجاعة فرسانها

وكيف أن كل من سعى لمبارزة قِريش و مِقن

خسر الجولة بخسارة حياته

حتى أن ابنة شيخ الشرابيين أقسمت

أن تهب نفسها لمن يقتل قِريش و مِقن

وأن تنصب خيمتها له فوق أعلى تلال المنطقة

وصل الفرسان إلى هدفهم يرشدهم حلقوم إلى مضارب القوم

ودارت المعركة ولم ينكشف غبارها

إلا بعد أن قتل قِريش و مِقن

حيث عرف فرسان الحريث أنهما كانا يلبسان دروعاً خاصةً

لاتنفذ منها السهام ولا تجدي معها ضربات السيوف والرماح

ولم يكن أمام المبارزين سوى مطارتهما التحاماً

ثم يقفز الفارس خلف خصمه فيرفع رأسه بيد ويجز عنقه باليد الأخرى

ولما رأت عَبادة ما حدث للبطلين الكبيرين تضعضع أمرها

فقتل منها جمع كبير مما اظطرها إلى ترك ديارها و النزوح شرقاً

عاد الفرسان المنتصرون

ولاحظوا خيمةً فوق أعلى التلال وقد سمي من يومها

( تل عروس )

وبغيرة طائية يعربية مشهودة

عرّج الفرسان على الخيمة ليهنئوا الأميرة الزبيدية

بيوم النصر وأقسموا على أنها أختٌ لهم جميعاً

وأن كل شرابيّة أختٌ لكل حريثي

وقد بقي هذا العهد محترماً ولا زال كذلك عند الكثيرين 0


منقول من مجلس القبائل