كيف تهنا عن معين .. لا ينضب ..

لستُ في حاجة إلى ذكر ذلك "المعين"فهو أعرف من أن يُعرف ..
كنت أتجول في"كناشتي"حين وقفت على هذه الأسطر ..
(وأرشيف كلية الطب بباريس مليئ برسائل الدكتوراه من القرنين العاشر والحادي عشر الميلاديين ،والتي تؤكد دور الرجل الأوحد في عملية الإنجاب. وهناك أبحاث تعود إلى نفس التاريخ تتحدث عن كيفية إنجاب الذكور أو الإناث وتقول أن العصارة الذكرية إذا كانت قادمة من الخصية اليسرى فإن المولود يكون أنثى،وإذا كانت من الخصية اليمنى يكون المولود ذكرا. أما مسألة العقم فكانت من نصيب المرأة فقط حيث كانوا يؤمنون بأن عدم الإنجاب يعود أساسا إلى عيب في استقبال المرأة للعصارة الذكرية){ مقالة "وماذا عن أطفال الأنابيب ) / د.شفيق السيد صالح / مجلة العربي الكويتية العدد 436 / مارس 1995}
ونحن نجد في "معيننا" قول الحق سبحانه وتعالى،عن تكوين الجنين ..
(فلينظر الإنسان ممن خلق * خلق من ماء دافق * يخرج من بين الصلب والترائب ) الطارق 5،6،7
وفي تفسير ابن كثير – توفي 1373م - : (يخرج من بين الصلب والترائب) الطارق 7 :
(يعني صلب الرجل و ترائب المرأة وهو صدرها. وقال شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس "يخرج من بين الصلب والترائب"صلب الرجل و ترائب المرأة أصفر رقيق لا يكون الولد إلا منهما)
وبعد قرون توصل العلم "التجريبي" .. إلى حقيقة "علمية"موجودة في القرآن الكريم .. كم كلف ذلك الوصول من الأخطاء والأبحاث؟ وكم قصرنا في مد يد العون؟!
وأي يد عونٍ .. ونحن بدل أن نقرأ "صحيح البخاري" للتعلم .. أصبحنا نقرؤه للتبرك!!
وفي المعين نفسه .. تلفت نظري،دائما آية "الأدلة الجنائية" – إن صح التعبير .. في سورة "يوسف" :
(إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) وَإِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27): يوسف
في مكان ما من الذاكرة .. أن سيدنا يعقوب – عليه وعلى نبينا السلام – حين رأى القميص .. قال ما أشد رأفة هذا الذئب .. أكل يوسف ولم يمزق قميصه!!
وفي الذاكرة .. المتعبة .. من أيام الصبا .. رفقا بالمملوك ولو حبلا!!
ولا أعرف ما هذا.
ولكنني ،في فترة ما،وبعد القراءة عن "أسبقية" الغرب .. وتكرار الحديث عن"حقوق الإنسان" و"حقوق الحيوان" .. حينها تذكرتُ هذه المقولة .. المجهولة .. وفكرتُ .. ربما أقوم بتشكيل "لجنة حقوق الجماد" !! قبل أن يسبقنا "زرق العيون" إلى ذلك .. كما سبقونا إلى "حقوق الحيوان" مع أن في "معيننا" : دخلت امرأة النار في هرة .. وغفر لبغي سقت كلبا ...
والآن أعتقد أن"الرفق بالحيوان" .. هو نفسه "حماية البيئة" .. رفقا في استهلاكها .. رفقا في تلويثها ..
و"برضه"سبقونا زرق العيون!!
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني