مع أنني لا ناقة لي ولا جمال . . في هذا الموضوع إلا أنني أقول رحم الله والديّ ورحم الشيخ بكرأبو زيد ...
وسبحان الله هذا الإخواني ( أ.إبراهيم منير) .. على قدح الشيخ ربيع مدخلي فيهم .. إلا أنه لا يخاطبه إلا بـ"فضيلة الشيخ ربيع .. وحفظه الله)!! فسبحان الله
أبو أشرف: محمود الشنقيطي

حول ما نشر في موقع عربي 21 منسوبا إلى فضيلة
الشيخ ربيع المدخلي
إ. ابراهيم منير
نائب المرشد العام لجماعة الإخوان
نشر موقع عربي 21 على الإنترنت بتاريخ 4 شوال 1437 ه – 9 يوليو 2016 م، أخبارا منسوبة إلى فضيلة الشيخ ربيع المدخلي – حفظه الله - جاء فيها أنه يحث إخوانه على القتال تحت راية رجل القذافي السابق اللواء خليقة حفتر والمدعوم حاليا غربيا وأمريكيا ومن بعض الأطراف العربية علاة على دعم جنرال الإنقلاب العسكري في مصر، وكانت المفاجأة فيها إصراره على تناول تراث الشهيد سيد قطب بإسلوب الطعن المرسل بلا أدلة ولا براهين.وعلى الرغم من أن من ثوابت جماعة الإخوان المسلمين عدم مناقشة الخلاف الفكري مع العلماء بشكل علني حفاظا على مكانة العلم والعلماء، ولكن لأن الأمر يخص عقيدة وفكر عالم من رموز الجماعة، نعلم أنه بشر يخطئ ويصيب، وفي إطار عقيدتنا من أن كل إنسان يؤخذ من كلامه ويرد إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم، ونظرا لأن إتهامات فضيلة الشيخ المدخلي حفظه الله قد تجاوزت الحدود، فإننا لا نملك عليها ردا أبغ من كلام عالم جليل في هذا الشأن لم يشك في علمه الشيخ ربيع المدخلي نفسه حينما طلب منه منه تقييم كتابه "أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره" قبل ان يقوم بنشره، وهذا العالم الجليل هو العلامة بكر ابو زيد الذي رد عليه قائلا :
نص خطاب العلامة بكر ابو زيد – حفظه الله-
بتاريخ 20/1/1414
فضيلة الأخ الشيخ / ربيع بن هادي المدخلي.. الموقر
السلام عيكم ورحمة الله وبركاته..
وبعدفأشير إلى رغبتكم قراءة الكتاب المرفق "أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره".. هل من ملاحظات عليه ثم هذه الملاحظات هل تقضي على هذا المشروع فيطوى ولا يروى، أم هي مما يمكن تعديلها فيترشح الكتاب بعد الطبع والنشر ويكون ذخيرة لكم في الأخرى، بصيرة لمن شاء الله من عباده في الدنيا، لهذا أبدي ما يلي..1 - نظرت في أول صفحة من فهرس الموضوعات فوجدتها عناوين قد جمعت في سيد قطب رحمه الله، أصول الكفر والإلحاد والزندقة، القول بوحدة الوجود، القول بخلق القرآن، يجوز لغير الله أن يشرع، غلوه في تعظيم صفات الله تعالى، لا يقبل الأحاديث المتواترة، يشكك في أمور العقيدة التي يجب الجزم بها، يكفر المجتمعات...إلى أخر تلك العناوين التي تقشعر منها جلود المؤمنين.. وأسفت على أحوال علماء المسلمين في الأقطار الذين لم ينبهوا على هذه الموبقات.. وكيف الجمع بين هذا وبين انتشار كتبه في الآفاق انتشار الشمس، وعامتهم يستفيدون منها، حتى أنت في بعض ما كتبت، عند هذا أخذت بالمطابقة بين العنوان والموضوع، فوجدت الخبر يكذبه الخبر، ونهايتها بالجملة عناوين استفزازية تجذب القارئ العادي، إلى الوقيعة في سيد رحمه الله، وإني أكره لي ولكم ولكل مسلم مواطن الإثم والجناح، وإن من الغبن الفاحش إهداء الإنسان حسناته إلى من يعتقد بغضه وعداوته.2 - نظرت فوجدت هذا الكتاب يـفـتـقـد:أصـول البحث العلمي، الحيـدة العلمية، منهـج النقد، أمانـة النقل والعلم، عـدم هضم الحق.أما أدب الحوار وسمو الأسلوب ورصانة العرض فلا تمت إلى الكتاب بهاجس.. وإليك الدليل…أولاً: رأيت الاعتماد في النقل من كتب سيد رحمه الله تعالى من طبعات سابقة مثل الظلال والعدالة الاجتماعية مع علمكم كما في حاشية ص 29 وغيرها، أن لها طبعات معدلة لاحقة، والواجب حسب أصول النقد والأمانة العلمية، تسليط النقد إن كان على النص من الطبعة الأخيرة لكل كتاب، لأن ما فيها من تعديل ينسخ ما في سابقتها وهذا غير خاف إن شاء الله تعالى على معلوماتكم الأولية، لكن لعلها غلطة طالب حضر لكم المعلومات ولما يعرف هذا ؟؟، وغير خاف لما لهذا من نظائر لدى أهل اعلم، فمثلاً كتاب الروح لابن القيم لما رأى بعضهم فيما رأى قال: لعله في أول حياته وهكذا في مواطن لغيره، وكتاب العدالة الاجتماعية هو أول ما ألفه في الإسلاميات والله المستعان.ثانيًا: لقد اقشعر جلدي حينما قرأت في فهرس هذا الكتاب قولكم (سيد قطب يجوز لغير الله أن يشرع)، فهرعت إليها قبل كل شيء فرأيت الكلام بمجموعه نقلاً واحدًا لسطور عديدة من كتابه العدالة الاجتماعية) وكلامه لا يفيد هذا العنوان الاستفزازي، ولنفرض أن فيه عبارة موهمة أو مطلقة، فكيف نحولها إلى مؤاخذة مكفرة، تنسف ما بنى عليه سيد رحمه الله حياته ووظف له قلمه من الدعوة إلى توحيد الله تعالى (في الحكم والتشريع) ورفض سن القوانين الوضعية والوقوف في وجوه الفعلة لذلك، إن الله يحب العدل والإنصاف في كل شيء ولا أراك إن شاء الله تعالى إلا في أوبة إلى العدل والإنصاف.ثالثًا: ومن العناوين الاستـفـزازيـــة قولكم (قول سيد قطب بوحدة الوجود).إن سيدًا رحمه الله قال كلامًا متشابهًا حلق فيه بالأسلوب في تفسير سورتي الحديد والإخلاص وقد اعتمد عليه بنسبة القول بوحدة الوجود إليه، وأحسنتم حينما نقلتم قوله في تفسير سورة البقرة من رده الواضح الصريح لفكرة وحدة الوجود، ومنه قوله: (( ومن هنا تنتفي من التفكير الإسلامي الصحيح فكرة وحدة الوجود)) وأزيدكم أن في كتابه (مقومات التصور الإسلامي) ردًا شافيًا على القائلين بوحدة الوجود، لهذا فنحن نقول غفر الله لسيد كلامه المتشابه الذي جنح فيه بأسلوب وسع فيه العبارة.. والمتشابه لا يقاوم النص الصريح القاطع من كلامه، لهذا أرجو المبادرة إلى شطب هذا التكفير الضمني لسيد رحمه الله تعالى وإني مشفق عليكم.رابعًا: وهنا أقول لجنابكم الكريم بكل وضوح إنك تحت هذه العناوين (مخالفته في تفسير لا إله إلا الله للعلماء وأهل اللغة وعدم وضوح الربوبية والألوهية عند سيد).أقول أيها المحب الحبيب، لقد نسفت بلا تثبت جميع ما قرره سيد رحمه الله تعالى من معالم التوحيد ومقتضياته، ولوازمه التي تحتل السمة البارزة في حياته الطويلة فجميع ما ذكرته يلغيه كلمة واحدة، وهي أن توحيد الله في الحكم والتشريع من مقتضيات كلمة التوحيد، وسيد رحمه الله تعالى ركز على هذا كثيرًا لما رأى من هذه الجرأة الفاجرة على إلغاء تحكيم شرع الله من القضاء وغيره وحلال القوانين الوضعية بدلاً عنها ولا شك أن هذه جرأة عظيمة ما عاهدتها الأمة الإسلامية في مشوارها الطويل قبل عام (1342هـ ).خامسًا: ومن عناوين الفهرس (قول سيد بخلق القرآن وأن كلام الله عبارة عن الإرادة).. لما رجعت إلى الصفحات المذكورة لم أجد حرفًا واحدًا يصرح فيه سيد رحمه الله تعالى بهذا اللفظ (القرآن مخلوق) كيف يكون هذا الاستسهال للرمي بهذه المكفرات، إن نهاية ما رأيت له تمدد في الأسلوب كقوله (ولكنهم لا يملكون أن يؤلفوا منها ـ أي الحروف المقطعة ـ مثل هذا الكتاب لأنه من صنع الله لا من صنع الناس)..وهي عبارة لا شك في خطأها ولكن هل نحكم من خلالها أن سيدًا يقول بهذه المقولة الكفرية (خلق القرآن) اللهم إني لا أستطيع تحمل عهدة ذلك.. لقد ذكرني هذا بقول نحوه للشيخ محمد عبد الخالق عظيمة رحمه الله في مقدمة كتابه دراسات في أسلوب القرآن الكريم والذي طبعته مشكورة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فهل نرمي الجميع بالقول بخلق القرآن اللهم لا، واكتفي بهذا من الناحية الموضوعية وهي المهمة.ومن جهات أخرى أبدي ما يلي:1 - مسودة هذا الكتاب تقع في 161 صفحة بقلم اليد، وهي خطوط مختلفة، ولا أعرف منه صفحة واحدة بقلمكم حسب المعتاد، إلا أن يكون اختلف خطكم، أو اختلط علي، أم أنه عُهد بكتب سيد قطب رحمه الله لعدد من الطلاب فاستخرج كل طالب ما بدا له تحت إشرافكم، أو بإملائكم. لهذا فلا أتحقق من نسبته إليكم إلا ما كتبته على طرته أنه من تأليفكم، وهذا عندي كاف في التوثيق بالنسبة لشخصكم الكريم.2 - مع اختلاف الخطوط إلا أن الكتاب من أوله إلى أخره يجري على وتيرة واحدة وهي: أنه بنفس متوترة وتهيج مستمر، ووثبة تضغط على النص حتى يتولد منه الأخطاء الكبار، وتجعل محل الاحتمال ومشتبه الكلام محل قطع لا يقبل الجدال… وهذا نكث لمنهج النقد: الحيدة العلمية.3 - من حيث الصيغة إذا كان قارنًا بينه وبين أسلوب سيد رحمه الله، فهو في نزول، سيد قد سَمَا، وإن اعتبرناه من جانبكم الكريم فهو أسلوب "إعدادي" لا يناسب إبرازه من طالب علم حاز على العالمية العالية، لا بد من تكافؤ القدرات في الذوق الأدبي، والقدرة على البلاغة والبيان، وحسن العرض، وإلا فليكسر القلم.4 - لقد طغى أسلوب التهيج والفزع على المنهج العلمي النقدي…. ولهذا افتقد الرد أدب الحوار.5 - في الكتاب من أوله إلى آخره تهجم وضيق عطن وتشنج في العبارات فلماذا هذا…؟6 - هذا الكتاب ينشط الحزبية الجديدة التي أنشئت في نفوس الشبيبة جنوح الفكر بالتحريم تارة، والنقض تارة وأن هذا بدعة وذاك مبتدع، وهذا ضلال وذاك ضال... ولا بينة كافية للإثبات،وولدت غرور التدين والاستعلاء حتى كأنما الواحد عند فعلته هذه يلقي حملاً عن ظهره قد استراح من عناء حمله، وأنه يأخذ بحجز الأمة عن الهاوية، وأنه في اعتبار الآخرين قد حلق في الورع والغيرة على حرمات الشرع المطهر، وهذا من غير تحقيق هو في الحقيقة هدم، وإن اعتبر بناء عالي الشرفات، فهو إلى التساقط، ثم التبرد في أدراج الرياح العاتية.هذه سمات ست تمتع بها هذا الكتاب فآل غـيـر مـمـتـع، هذا ما بدا إلي حسب رغبتكم، وأعتذر عن تأخر الجواب، لأنني من قبل ليس لي عناية بقراءة كتب هذا الرجل وإن تداولها الناس، لكن هول ما ذكرتم دفعني إلى قراءات متعددة في عامة كتبه، فوجدت في كتبه خيرًا كثيرًا وإيمانًا مشرفًا وحقًا أبلج، وتشريحًا فاضحًا لمخططات العداء للإسلام، على عثرات في سياقاته واسترسال بعبرات ليته لم يفه بها، وكثير منها ينقضها قوله الحق في مكان أخر والكمال عزيز، والرجل كان أديبًا نقادة، ثم اتجه إلى خدمة الإسلام من خلال القرآن العظيم والسنة المشرفة، والسيرة النبوية العطرة، فكان ما كان من مواقف في قضايا عصره، وأصر على موقفه في سبيل الله تعالى، وكشف عن سالفته، وطلب منه أن يسطر بقلمه كلمات اعتذار وقال كلمته الإيمانية المشهورة، إن أصبعًا أرفعه للشهادة لن أكتب به كلمة تضارها... أو كلمة نحو ذلك،فالواجب على الجميع … الدعاء له بالمغفرة … والاستفادة من علمه، وبيان ما تحققنا خطأه فيه، وأن خطأه لا يوجب حرماننا من علمه ولا هجر كتبه.. اعتبر رعاك الله حاله بحال أسلاف مضوا أمثال أبي إسماعيل الهروي والجيلاني كيف دافع عنهما شيخ الإسلام ابن تيمية مع ما لديهما من الطوا م لأن الأصل في مسلكهما نصرة الإسلام والسنة، وانظر منازل السائرين للهروي رحمه الله تعالى، ترى عجائب لا يمكن قبولها ومع ذلك فابن القيم رحمه الله يعتذر عنه أشد الاعتذار ولا يجرمه فيها، وذلك في شرحه مدارج السالكين، وقد بسطت في كتاب "تصنيف الناس بين الظن واليقين" ما تيسر لي من قواعد ضابطة في ذلك.وفي الختام فأني أنصح فضيلة الأخ في الله بالعدول عن طبع هذا الكتاب "أضواء إسلامية" وأنه لا يجوز نشره ولا طبعه لما فيه من التحامل الشديد والتدريب القوي لشباب الأمة على الوقيعة في العلماء، وتشذيبهم، والحط من أقدارهم والانصراف عن فضائلهم..واسمح لي بارك الله فيك إن كنت قسوت في العبارة، فإنه بسبب ما رأيته من تحاملكم الشديد وشفقتي عليكم ورغبتكم الملحة بمعرفة ما لدي نحوه… جرى القلم بما تقدم سدد الله خطى الجميع..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
انتهي خطاب العلامة أبو بكر زيد
ملخص رسالة دكتوراه حول
منهج سيد قطب في العقيدة
(مقتبس من رسالة علمية)
نشرت بتاريخ : 08/01/1431 - 24/12/2009
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
وبعد:قبل بضعة أشهر تم مناقشة رسالة الدكتوراه، التي تقدم بها الطالب/ ماجد شباله، والمدرس (المحاضر) بجامعة إب، إلى قسم الدراسات الإسلامية بجامعة صنعاء، وأشرف على الرسالة أ. د. حسن الأهدل، مشرفا رئيسا، وصالح صواب، مشرفا مشاركا.وقد كانت لجنة المناقشة مكونة من الأستاذ المشرف، والأستاذ الدكتور/ عبدالوهاب الديلمي، والأستاذ الدكتور/ خليل الكبيسي.
وقد كانت الرسالة قيمة، وبلغت 1236
صفحة..
ونظرا لأهمية هذا الموضوع، فقد أحببت طرح بعض معالم الرسالة، بمقتطفات من المقدمة والخاتمة، علما أن الرسالة – حاليا – تحت الطبع، وسوف تصدر بإذن الله تعالى في كتاب..ومما ورد في المقدمة من منهج البحث التي اتخذه الطالب، حيث سار على المنهج الآتي (أنقل بعضها):1 - جمع مؤلفات (سيد قطب )- رحمه الله - وقد استطعت بتوفيق الله الحصول على جميع كتبه المطبوعة.2 - قراءة جميع كتبه قراءة فاحصة.3 - حصر المسائل المتعلقة بالعقيدة التي اشتملت عليها كتبه.4 - تقسيم وتصنيف المسائل على أبواب العقيدة ومباحثها وفق ما رسمه السلف في كتبهم ومؤلفاتهم.5 - جمع كلام سيد المتفرق عن كل مسألة من مواضعه المختلفة، للتوصل إلى معرفة منهجه في تلك المسألة.6 - حرصت على نقل كلامه بالنص في كل مسألة، ليقف القارئ على عباراته بدون تصرف فيها، ما لم تدع الحاجة إلى نقل كلامه بالمعنى، من أجل تلخيصه إذا كان طويلاً بحيث يصعب نقله بالنص، وما لم تدع الحاجة إلى سوق كلامه المفرق مساقاً واحداً لإعطاء القارئ صورة متكاملة عن رأي سيد في المسألة إذا كان بعض كلامه يكمل بعضا، وإذا تكرر كلامه على مسألة في أكثر من موضع وكان متقارباً نقلته من أحدها وأحلت على الأخرى.7 - أصدر كل مسألة من مسائل البحث بالنصوص الشرعية المتعلقة بها ثم أنقل كلام سيد قطب- رحمة الله - وأبيِّن في نهاية كل مسألة ما إذا كان رأيه موافقاً لرأي أهل السنة والجماعة أو مخالفاً له.8 - قد أكرر كلام سيد قطب في أكثر من موضع وذلك لاشتماله أحياناً على أكثر من مسألة من مسائل العقيدة.أما الخاتمة فقد أورد فيها الباحث عددا من النتائج أنقل هنا بعضها، كما أوردها الباحث نصا، حيث قال ضمن الخاتمة:1 - فيما يتعلق بمنهجه في تقرير العقيدة :أ- كان سيد قطب موافقاً لما عليه أهل السنة في الاعتماد على مصادر تلقي تقرير العقيدة، والمتمثلة في الكتاب والسنة والفطرة والعقل، ومخالفته لمنهج الفلاسفة وعلماء الكلام في تقرير العقيدة، حيث بين مخالفتهم لمنهج القرآن في هذا الباب ونقد ما عندهم من أخطاء في هذا الباب، مع وقوعه في خطأ فيما يتعلق بالأخذ بحديث الآحاد في العقيدة،ب- فيما يتعلق بموقفه من العقل وفطرية المعرفة يقرر ما عليه أهل السنة وينتقد المخالفين، وكذا فيما يتعلق بقضية تطور العقيدة ومقارنة الأديان، حيث يرى سيد بطلان نظرية تطور العقيدة وبطلان منهج علماء مقارنة الأديان الغربيين ومن تأثر بهم في هذا الباب ومخالفتهم لنمهج القرآن الكريم.2 - اهتم سيد قطب – رحمه الله – كثيراً ببيان أهمية العقيدة الإسلامية و خصائصها ومميزاتها، وتقرير منهج القرآن في عرضها والدعوة إليها، كما حذر كثيراً من وسائل الأعداء في محاربتها وصرف الناس عنها،3 - فيما يتعلق بموقف سيد قطب – رحمه الله – من المخالفين عقدياً نجد أنه :أ - يقرر ما جاء في القرآن والسنة حول الموقف من أهل الكتاب والمشركين والوثنيين والملاحدة عموماً والمتمثل في اعتقاد كفرهم ووجوب بغضهم والتميز عنهم، كما عمل على فضح أهدافهم ومخططاتهم ضد الإسلام وحذر من المذاهب والنظريات الإلحادية والمادية كالشيوعية والوجودية والداروينية والعلمانية والقومية وغيرها، وبين فسادها وضلالها.ب - المخالفون لمنهج السلف من المتكلمين والفلاسفة والصوفية وأهل الأهواء "العصرانيين" وغيرهم،بيـَّن سيد قطب المأخذ عليهم، ونقد ما عندهم من أخطاء في باب العقيدة.4 - فيما يتعلق بمنهجه في باب مسائل الإيمان :أ - يقرر سيد قطب ما عليه أهل السنة والجماعة من تعريف الإيمان لغةً واصطلاحاً، وعلاقته بالعمل، وكذا العلاقة بين الإيمان والإسلام، وزيادة الإيمان ونقصانه، وكذا حكم مرتكب الكبيرة.ب - فيما يتعلق بقضية التكفير وما ثار حولها من جدل تبيَّن لنا من خلال جمع النصوص المتعلقة بهذه القضية أن سيد قطب يفرق بين الحكم على الأنظمة والأوضاع وبين الحكم على الأفراد، وأن الذين اعتمدوا على بعض النصوص دون بعضها الآخر، أو على فقرات مجتزأة من سياقها، أو اغفلوا الضوابط التي ذكرت في سياق بعض النصوص فهموا كلامه على غير ما أراد.5 - فيما يتعلق بمنهجه في باب التوحيد:أ - يوافق سيد قطب ما عليه أهل السنة والجماعة في حقيقة التوحيد وشموله للألوهية والربوبية والأسماء والصفات، وإن كان له رأي في بيان معنى الألوهية والربوبية غير ما عليه السلف لكنه خلاف لفظي.ب - في باب توحيد الربوبية يقرر سيد منهج القرآن في الاستدلال على الربوبية وينتقد المناهج المخالفة في تقرير وجود الله ووحدانيته.كما انتقد نظرية قِدم العالم، وكذا وحدة الوجود والحلول والإتحاد، فيما يتعلق بالقدر يقرر ما عليه أهل السنة في مسائل القدر عموماً ويخالف ما عند المتكلمين والفلاسفة.ج- في باب توحيد الأسماء والصفات : يثبت الأسماء الحسنى بمعانيها التي دلت عليها.ويثبت الصفات الإلهية إجمالاً ويرد على النفاة والمؤولين وإن وقع في بعض الأحيان في التأويل باعترافه نفسه وتراجعه عن التأويل.أما موقفه من الصفات تفصيلاً فقد كان في الغالب موافقاً لما عليه أهل السنة والجماعة إلا في قضايا قليلة محدده كما سبق.د- في باب توحيد الألوهية اهتم سيد قطب كثيراً ببيان منهج القرآن الكريم في تقرير توحيد الألوهية حيث بيـَّن أن للألوهية ثلاثة مجالات :(أ) مجال الاعتقاد وهو : معنى لا إله إلا الله.(ب) مجال العبادة والشعائر.(ج) مجال الحاكمية والتشريع.6 - في باب نواقض التوحيد والإيمان ذكر سيد –رحمه الله- النواقض المتمثلة بالشرك وأنواعه، والكفر وأنواعه، والنفاق وهو في ذلك يقرر ما جاء في القرآن الكريم والسنة الشريفة، مع اهتمامه كثيراً ببيان شرك الحاكمية وما تفرع عنه باعتباره أبرز أنواع الكفر في هذا العصر، وعنه ينتج ما سواه.7 - فيما يتعلق بمنهجه في باب الملائكة والجن والشياطين يقرر ما عليه السلف من وجودهم وصفاتهم وأعمالهم ويرد على المخالفين في هذا الباب.8 - فيما يتعلق بالأنبياء والرسل يقرر أيضاً ما عليه السلف في هذا الباب من حقيقة النبوة وصفات الأنبياء ووظائفهم وعصمتهم وغير ذلك، ويرد على المخالفين في هذا الباب، وما يتعلق بكلام سيد حول موسى عليه السلام في بعض كتبه السابقة نجد أن له كلاماً مختلفاً في كتبه الإسلامية الأخيرة فيه تعظيم لموسى عليه السلام مما يدل على أن كلامه في التصوير الفني كان في مرحلة لها حكمها.9 - فيما يتعلق بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم يقرر سيد أهمية بعثته عليه الصلاة والسلام وحاجة العالم إليها وأثرها على البشرية، وكذا دلائل نبوته وصفاته وخصائصه ومعجزاته وبيناته، حيث يرى أن معجزة النبي صلى الله عليه وسلم هي القرآن الكريم وما سواه من الخوارق فإنما كان إكراماً أو تثبيتاً له، ولم يكن خارقة على سبيل التحدي بها.10 - فيما يتعلق بالصحابة – رضوان الله عليهم – تحدث سيد قطب عن عظمة جيل الصحابة، وبين مميزات هذا الجيل الفريد وخصائصه والواجب نحوهم، أما كلامه حول بعض الصحابة فقد تبَّين لنا أنه كان قبل التزامه أو في بداية تحوله نحو الإسلام، وأنه عدل ما جاء في كتابه" العدالة الاجتماعية" في الطبعة المنقحة قبل موته بسنتين، بالإضافة إلى أن في كتبه الأخيرة ما ينقضه.11- فيما يتعلق بالخلافة يقرر سيد قطب أهمية الخلافة الصالحة ويستعرض خصائص نظام الحكم في الإسلام، وكذا مكانة الحاكم المسلم وحقوقه وواجباته، ونظام الشورى وما يتعلق به، ونظرته للأنظمة المعاصرة ووسائل التغيير،حيث يقرر أهمية بناء القاعدة الإسلامية في المجتمع كأساس للتغيير.12- فيما يتعلق بالمعاد واليوم الآخر يبين سيد قطب – رحمه الله - أهمية اليوم الآخر وأثره في الحياة، كما تناول مقدمات اليوم الآخر من التوبة والموت وحياة البرزخ وأشراط الساعة وكذا أحداث القيامة وما فيها حتى الاستقرار في الجنة أو النار، وله بعض الآراء التي خالف فيها القول الراجح عند أهل السنة والجماعة في هذا الباب مثل: رأيه في خروج يأجوج ومأجوج، والميزان.والخلاصة : نستطيع القول بأن سيد قطب – رحمه الله – كان إجمالاً في باب العقيدة موافقاً لما عند أهل السنة والجماعة مخالفاً للفرق المخالفة لهم، وأن الأخطاء التي وقع فيها سيد قطب في باب العقيدة تتمثل في الآتي :أ- إما قضايا علمية خلافية كالموقف من حديث الآحاد، وقضية سحر النبي صلى الله عليه وسلم.ب- أخطاء في كتبه الأدبية السابقة لالتزامه، أو في الكتب التي ألفها في بداية تحوله نحو الفكر الإسلامي وقبل تعمقه في الدراسات الإسلامية، في الطبعات المنقحة منها وكذا كتبه المتأخرة ما يخالفها أو ينقضها.ج- إما كلام موهم أدبي حول بعض القضايا استنتج بعضهم منه أن سيد قطب يقرر خلاف ما عليه أهل السنة والجماعة، ولكن يوجد له كلام آخرأكثر وضوحاً حول تلك القضايا، من أمثلة ذلك: القول بخلق القرآن، ووحدة الوجود، وتأويل الصفات ونحوها.