نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي










القدرات البشرية المعلومة والمجهولة :
لنطبق التمرين التالي :
مُدَّ يدك إلى الأمام ، وتخيل أنها قطعة واحدة من الفولاذ وليس فيها أي مفصل ، قطعة واحدة من الكتف إلى الرسغ ..
ما عليك إلا أن تتخيل ذلك ، وليأتِ أحد أصدقائك ويحاول أن يثنيها .. ليس مطلوبا منك أن تقاوم ، بل فقط تخيل أنها قطعة من الفولاذ الصلب بدون مفصل ..
ومهما حاول صديقك أن يثنيها فلن ينجح . ولو غيرت في التمرين وسمحت له أن يحاول ثنيها وأنت تبذل قوة مقاومه له ، فسيثنيها إن كان أشدّ منك قوة ..
أما في الحالة الأولى ( وأنت في حالة التخيل ) فلن يستطيع حتى لو كان أشد منك قوة ..
فما الذي حصل في هذا التمرين ؟
ما حصل هو أنك تستطيع فعل الكثير بمجهود قليل لو استعنت بقدراتك الداخلية الكامنة التي تجهلها ( قانون الجهد الأقل ) وهي هنا قوة التخيل .. ولتفعيل هذه القوة يحتاج منك أن تستخدم طاقتك وليس قوتك , حيث هناك فرق بين الطاقة والقوة .. ولهذا حديث آخر في مكانه المناسب ..
فالقدرات البشرية نوعين :
1. نوع معلوم (مستثمر – وغير مستثمر/معطل) ..
2. نوع مجهول , وموجود بداخلك لكن لا تعلم عنه شيئا أي أنه معطل ..
وهدفنا يتلخص في تحويل القدرات المعلومة المعطلة إلى مستثمرة ، والقدرات المجهولة إلى معلومة مستثمرة ..
وهذا جزء من التكليف الإلهي للإنسان ..
وكما قالت الآية : "ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ" (السجدة / 9) ..
"وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (النحل / 78) ..
ومن الأمثلة على القدرات المجهولة :
كان أحد العلماء يعمل ضمن فريق استكشافي في أدغال أفريقيا ، وأثناء مراقبته لأحد الكائنات الدقيقة ، نسي نفسه وهو يسجل ملاحظاته فابتعد عن الفريق الذي يعمل معه ، ثم سمع صوت أحد الحيوانات المفترسة قريباً منه يريد أن يأكله فهرب بسرعة كبيرة وقفز على شجرة بارتفاع عال لم يسبقه إليه أحد ..
هذا يعني أنه عمل ضمن القدرات المجهولة التي تظهر في اللحظات الاستثنائية ..
يقول أبو حامد الغزالي رحمه الله : ( كل إنسان قادر بالميلاد والتربية تجعله قادر بالفعل ) ..
فكل إنسان قادر على السباحة بالميلاد لكن لن يصبح سباحاً إلا حين يتدرب ..
وكل إنسان قادر على النطق بالميلاد ، ولكن لا ينطق حتى يسمع اللغة من بيئته المحيطة ..
فكل قدرات الإنسان كامنة , والبيئة تجعلها فاعلة ، أو خامدة ..
محمد اقبال الخضر