الرد على نظرية التحليل النفسي لفرويد

--------------------------------------------------------------------------------

«...العقل أمير على الجسد إذا لجأت إليه و استنهضته و سلمته الزمام.
أما إذا أهملته و أغفلته و لم تسمع لمشورته فأنت بهيمة و جسدك هو الذي يقودك.. وغرائزك هي التي تحكمك, هل يعني هذا أن الغرائز لها سيادة حتمية على السلوك.. أبدا.. غير صحيح.. هذا أمر لا يصدق إلا عند البهائم و عند نظرية فرويد انتهى أمرها.
وليست مصادفة أن فرويد القائل ببهيمية الإنسان و ماركس القائل ببهيمية التاريخ كلاهما من أصل يهودي.. وكلاهما أوقعانا في تبسيط ساذج أحدهما لخص الإنسان في حافز جنسي و الآخر لخص التاريخ في عامل اقتصادي.. وهذا التبسيط المخل لحقائق هي بطبيعتها شديدة التعقيد و التداخل, أضل الفكر ولم يهده.
وإذا كان لابد من قانون عام يهدي الفكر في هذه المتاهات فليس أمامنا إلا القانون الأزلي [الدين] الذي أثبت صدقه المطلق في تفسير الإنسان كفرد وأمة وتاريخ , و الذي فهم الإنسان جسدا و غريزة و عاطفة و عقلا.
«...و فكر فرويد الذي صور الإنسان حيوانا يلهو بأعضائه التناسلية.. و يدور في فلك غريزته الجنسية.. منذ طفولته وهو يرضع ثدي أمه بلذة جنسية إلى شبابه ورجولته وشيخوخته وهو يحلم و يؤلف و يبدع الفنون و الفلسفات وكل هذا في نظر فرويد مجرد إفرازات غريزية أخرى من نوع آخر متسام.. وعادة سرية من نوع رفيع.. حتى الدين هو اعتذار للأب مما يخفيه العقل الباطن من أحقاد عقدة أوديب.. فالابن الذي كان يشتهي أمه ويريد أن يقتل أباه يحاول أن يخفي هذا العار بأن يخلق لنفسه أبا سماويا بديلا يسجد له في خشوع.
﴿وقد نسى فرويد أو تناسى أن الدين كان موجودا من أيام المشاعية الأولى ومن قبل أن يوجد التحريم بين الأم و ابنها ومن قبل أن تظهر العقدة الأوديبية على الإطلاق﴾
وهل يمكن أن يقال إن الطفل يرضع ثدي أمه بلذة جنسية..وهي لا يعرفها إلا بالغ..؟
هل هو العلم الذي يتكلم أم التواطؤ العلمي.. أم التعسف..

مقتطف من كتاب"الماركسية و الإسلام" لمصطفى محمود