مخاطر سايكس ــ بيكو2
د. غازي حسين

جرى ترسيم اتفاقية سايكس ــ بيكو 1 من خلال الاتفاق بين دول أوروبا الاستعمارية والصهيونية.
ويجري ترسيم اتفاقية سايكس ـ بيكو 2 من خلال الدول الغربية والصهيونية العالمية وأتباعهم من الأمراء والملوك والرؤساء العرب، ومن خلال ما سُمي بالربيع العربي والفوضى الخلاقة والمجموعات التفكيرية والإرهابية المسلحة، وإشعال الحروب العدوانية على العراق وسورية وفلسطين واليمن، وتصفية قضية فلسطين وإقامة إسرائيل العظمى الاقتصادية من خلال مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي طالب تيودور هرتسل إقامته وغرسه اليهود في صلب الاستراتيجيتين البريطانية والأمريكية في المنطقة.
قادت سايكس ــ بيكو 1 ووعد بلفور المشؤوم واتفاقية الحلفاء في سان ريمو عام 1922 واستغلال معزوفتي اللا سامية والهولوكوست إلى إقامة إسرائيل في فلسطين العربية.
وتهدف سايكس ــ بيكو 2 إلى تخليد وجود دولة إسرائيل، وجعلها المركز والقائد للشرق الأوسط تماماً كما خطط هرتسل والمؤسسون الصهاينة ومؤتمر بلتمور الصهيوني والمستشرق الاستعماري والعنصري برنارد لويس وأبو مفاعل ديمونا الذري ومجرم الحرب وسفاح مجزرة قانا في مقر قوات الأمم المتحدة شمعون بيرس.
وتعمل سايكس بيكو 2 على فرض سيطرة إسرائيل المطلقة على منطقة الشرق الأوسط كدولة لجميع اليهود في العالم واعتراف السلطة الفلسطينية والإمارات والممالك العربية بيهودية الدولة.
وتتضمن سايكس ــ بيكو 2 تفتيت البلدان العربية إلى دويلات طائفية ومذهبية وعرقية تعترف بحق إسرائيل في الوجود كدولة لجميع اليهود في العالم وقيادتها للوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط بأسرها.
إن إعادة ترسيم حدود دويلات سايكس ـ بيكو 2 يتطلب إضعاف أكبر الجيوش العربية الثلاث السوري والعراقي والمصري وإضعاف الدولتين السورية والعراقية وتدمير منجزاتها وتهجير مواطنيها ونهب ثرواتها النفطية.
خطط برنارد لويس على أن تكون إسرائيل الدولة المركزية العظمى والحكم بين الدول العربية، تستقوي بها دولة عربية على دولة عربية أخرى، ولإنهاء دور العرب في العصر الحديث وجعله كدور دول أمريكا اللاتينية.
وتحتوي سايكس ــ بيكو 2 على تفتيت السعودية لاحقاً إلى عدة دويلات والقضاء على حكم آل سعود، كما فعلت بريطانيا بإمبراطور الحبشة هيلاسلاسي وأمريكا بشاة إيران وبزين العابدين بن علي والطاغية المخلوع حسني مبارك. وتالياً سيذهب ملوك آل سعود إلى مزبلة التاريخ نظراً لخدمتهم للمصالح الغربية والصهيونية العالمية، ولبيعهم قضية فلسطين والوحدة العربية والأنظمة الوطنية وحركات المقاومة.
وتتجاوز سايكس ــ بيكو 2 البلدان العربية وتشمل البلدان الإسلامية حتى آسيا الوسطى. فمخاطرها تشمل جميع البلدان العربية والإسلامية وتحقيق خرافة هير مجدو التي يؤمن بها اليهود وأتباع المسيحية الصهيونية كي تتمكن اليهودية العالمية من حكم العالم ألف عام من خلال إشعال الحرب العالمية الثالثة وجعل القدس عاصمة للعالم، تماماً كما أفصح عن ذلك مجرم الحرب شمعون بيرس.