الحركة تبعد عنك مخاطر الذبحة الصدرية

--------------------------------------------------------------------------------

وجد الخبراء في جمعية القلب الأميركية أن للنشاط الحركي فوائد جمة بالنسبة للإصابة بأمراض القلب. فهذه الفوائد تتعدى منع حدوث ذبحة صدرية إلى التخفيف من آثار وعواقب هذه الذبحة، وذلك لأنها تقي من الوفاة نتيجة الذبحة الصدرية وتقلل من فرص الإصابة بذبحة صدرية جديدة.ففي تقرير نشر في (مجلة جمعية القلب الأميركية) أوضح الباحثون أن مزاولة التمارين الرياضية بعد الذبحة الصدرية الأولى تؤثر في فرص النجاة من الموت نتيجة ذبحة صدرية ثانية أو حتى الإصابة به.



فقد وجدت الدراسات أن المرضى الذين اعتادوا مزاولة النشاط الحركي قبل الإصابة بالذبحة الصدرية واستمروا بممارسة المعدل نفسه بعد الإصابة، كانوا أقل عرضة للموت نتيجة ذبحة صدرية ثانية بنسبة 60% أو الإصابة بها بنسبة 70%.



أما إذا زاد المريض من معدل مزاولته للتمارين الرياضية بعد الإصابة بالذبحة الصدرية الأولى فإن فرصة النجاة تزداد بحيث تكون نسبة الوفاة نتيجة الذبحة الصدرية الثانية أقل بنسبة 89% وفرص حدوث الذبحة الجديدة أقل بنسبة 78%. إذن، فممارسة الرياضة تضاعف من فرصة النجاة، وهذا ما أكدته مديرة مركز التأهيل لأمراض القلب باربارة بلمونت في ولاية دالاس الأميركية.



وتؤثر طبيعة الحياة قبل الإصابة بمرض القلب على سرعة التأهيل والتماثل للشفاء بعد الإصابة الذبحة الصدرية.



فالشخص الذي أمضى حياته في الخمول سوف يحتاج لوقت أطول للشفاء من مزارع أمضى حياته في المشي والنشاط الحركي. فالمزارع قد اعتاد جسمه الحركة والنشاط الذي لم يعتده جسم الموظف مثلاً، ولذلك فإن التماثل للشفاء سوف يستغرق وقتاً أقل، ولعل الدراسات التي أجراها الباحثون في جامعة منيسوتا الأميركية وشملت 400 شخص من أصول مختلفة دليل على صدق ذلك.



فقد حددت مستويات النشاط للمشاركين في الدراسة بعد الإصابة بالذبحة الصدرية الأولى، وتمت متابعة كيف يقضون أوقات فراغهم لمدة تتراوح بين سنتين إلى سبع سنوات وقورن ذلك بحدوث الوفاة نتيجة الذبحة الصدرية وقد أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين اعتادوا على مستوى عال من النشاط الحركي حتى وإن قلصوا هذا النشاط بعد الإصابة بالذبحة الصدرية، كانوا أقل عرضة للموت بسبب الذبحة الصدرية بنسبة 51% مقارنة بالذين اعتادوا عدم الحركة، علماً أن نتائج الدراسات لم تتأثر بعرق أو جنس المريض.



ولذلك ينصح أن يكون النشاط البدني الرياضي جزءاً رئيسياً من برامج الوقاية من أمراض القلب للجميع على أن تكون مزاولة النشاط الرياضي تحت الإشراف الطبي.



بعد الإصابة



التخطيط للبرنامج الرياضي عقب الإصابة بالذبحة الصدرية أمر مهم، فيجب الموازنة بين ما يوافق المريض وما تتحمله حالته الصحية. فالأمر يتعلق بموازنة الخطورة بين ضرورة مواصلة الرياضة لمنع الجلطة وعواقبها. فالإسراف في الرياضة إجهاد للقلب الضعيف بما يضره أكثر مما يفيده.





المشي



ولعل من أفضل التمارين الرياضية لمرضى القلب هو المشي أو استخدام الدراجات الثابتة وذلك لأنها تحتاج لبذل جهد معقول موزع على فترة طويلة، وهذا يقوي الجسم دون إجهاد القلب، بالإضافة لفائدته المهمة في خفض معدلات الكولسترول، ومن أنواع الأنشطة الرياضية ذات الفائدة لمرضى القلب نخص بالذكر تمارين الأيروبيك والتمارين الهوائية وهي مهمة لزيادة قوة الجسم، وكذلك التمرينات الخاصة بالجزء العلوي من الجسم (حركة اليدين والجزء العلوي من الجسم) وذلك لأنها ذات تأثير مهم في تدريب عضلة القلب على تحمل زيادة الجهد.





والنشاط البدني هو أحد العوامل المهمة للنجاة من أمراض القلب وليس جميعها، فالالتزام بتناول الدواء خصوصا لدى مرض السكر، والتغذية السليمة والامتناع عن التدخين كلها عوامل مهمة في حماية الجسم من أمراض القلب وعواقبها.



والعجيب أن نسمع البعض يقول: سوف آكل ما يحلو لي ولن أمارس التمارين الرياضية وعندما تأتيني الذبحة الصدرية تكون هي المرة القاتلة وينتهي الأمر. ولكن الذي يحدث هو أن هذه المرة التي تحدث فيها الجلطة القلبية ليست قاتلة بفضل توفر الدواء المطور اليوم الذي قلل من الكثير من الوفيات بسبب الذبحات الصدرية والتي كانت تنتهي بالوفاة قبل عشر سنوات، ولذلك يظل الإنسان على قيد الحياة، ولكنه يكون بحالة قد تجعله طريح الفراش ولا يقوى على الحركة ويعتمد على مساعدة الآخرين لإتمام متطلباته الأساسية للعيش لمدة عام أو عامين، وهذا الوضع ليس هو غاية العاملين في مجال الحماية من أمراض القلب.



«غايتنا من إعادة التأهيل بالتمرينات الرياضية ليس فقط إعادة الموظفين إلى أعمالهم. ولكن أن يظلوا مستقلين قادرين على الاعتماد على أنفسهم إلى أبعد ما يمكن». هذا ما نصحت به بلمونت في تصريحها.ونحن إذ نضع النتائج، ندعو من جديد لإعادة جدولة الحياة لتضمين البرنامج اليومي أو الأسبوعي شيئاً من الرياضة، لأن لها فوائد عظيمة سنجنيها اليوم أو غداً.