كلنا كذابون ...!
إن جعجعوا ليست تفيد الجعجعه
فالأرض ضاعت والمواطن إمّـعه
والقدس هادت لم تعد بوابة
في أيد من كان المفاتيح معه
والشعب لاهٍ كي يدبِّر خبزه
والراتب المدفوع كسّر إصبعه
والنّاس ما عادت سوى كوم حصى
يرمي بها الفرّان نارا مفزعه
يا أمّة باعت عقال بعيرها
لبست على ظهر تحودب برذعه
وغدت تجعجع أنها من أمة
هي خير من شرب الحليب وأرضعه
نامت فلم يوقظ ثقيل جفونها
إن أطلق المحتل فيها مدفعه
أو ساق ذئب مرّة قطعانها
ما هبّ عنترة إذا كي يرجعه
والشام أنّت لم يفق لأنينها
شهم يقطـّب جرحها أو يرقعه
بغداد بيعت في الخاسة عرضها
بئس الذي قد باعها ما أبشعه
يا سقطة التاريخ من عين القضا
قلب توجّع عاشق من وجّعه
فليهنأ الأعداء باتت أرضنا
نهب القطيع كما السحاب مقطعه
ولينهأ الشعب المشرذم صفّه
لو جاء طالوت غدا لن يجمعه
والشعب كسّر عزّة وكرامة
وحبا ولكن سار فوق الأربعه
إعلامنا قد صار خير منافق
في كل كارثة يساوي قـَرْقَعَه
إن استمعت له ظننت بأننا
وطن تحرر عند أول فـَرْقـَعَه
خوف المواطن من تسلـّط ظالم
جعل المواطن ينطوي في قوقعه
نار الجيوش على الشعوب يصبها
صبّا وعند الحرب فرّت مسرعه
حكامنا لشعوبهم في عزّة
وإذا دعا كيري أتته مهطعه
كلّ أصم وعن مطالب شعبه
أغضى ويرفض مرّة أن يسمعه
نحو العدو سعى يصافح قاتلا
ويسير نحو الشعب سير القـُرْقـَعَه
يا حرب تشرين التي قد ألـَّهوا
كانت بفنجان الأعادي زوبعه
ضحكوا علينا ثمّ صدّقنا ولم
نعلم بأنّا حقنا من ضيّعِه
مات الألوف بجهل حمق قيادة
والشعب صاح لجاهل ما أشجعه
كنّا رعاعا سوف نبقى هكذا
خلف الزعيم نسير دربا بلقعه
لو قد أضاع مصيرنا نرضى به
خير القيادة من تضيع الأشرعه
لنكون في رسن الحماقة أمة
أبوابنا للأجنبيّ مشرّعه