قصيدة صوت صفير البلبل المنحولة

طالبت بعض المواقع أحد الفنانين - كما زعم- بتسجيل لقصيدة (صوت صفير البلبل) المنحولة، فتملكته الثقة وخرج على الناس يحدثهم عن الأصمعي الذي وصفه بأنه (من أذكى الشعراء قاطبة) !!
حبيبنا، ما سمعنا من أشياخنا ولا من أساتذتنا ولا من أحد مأخوذ بكلامه أو غير مأخوذ بكلامه أن الأصمعي قد يُحشَر في زمرة الشعراء، بل هو من العلماء بالشعر، والفرق بين التصنيفين واسع بل شاسع.
عدا أن (صوت صفير البلبل) إنما نسبوها إليه ليثبتوا أن الشعر موهبة وفن لا علم وتحصيل، فالرجل الذي عاش عمره يدرس أشعار العرب ويستقريها، حين جرب أن يقول شعرا، خرج شعره على هذه الصورة الشائهة، وما زالت نسبة القصيدة إلى الأصمعي محل جدال كبير ترجح فيه كفة القائلين بنحلها

الشعر علم وتحصيل كما قلت وليس هبة كما يدعي المدعون والاصمعي هذا الذي عرف الشعراء العظام ودرس ونقد اشعارهم لا يمكن ان يتفوه بقصيدة صوت صفير البلبل كما يدعون لانها لايمكن ان ترتقي الى مصاف الشعر الرزين العميق المعنى والدلالةفضلا عن كونها تحتوي بين طياتها كلاما تافها وتكرارا تاباه اذن المتلقي واختراع انه حمل وزنها الحجري ذهبا يؤكد كذب القصة التي حيكت من اجلها جملة وتفصيلا ولاسيما اذا علمنا ان ابا جعفر المنصور كانحيصا كل الحرص على ما الدولة حتى انه كان يحاسب على الدانق وهومن اقل القطع النقدية قيمة .
مازن محملجي