منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 15
  1. #1
    طبيب وشاعر من سوريا دير الزور
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    3,402

    لماذا فضل الشرعُ الزوجَ على الأبوين بالنسبة للمتزوحات ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    لماذا فضل الشرعُ الزوجَ على الأبوين بالنسبة للمتزوجات ؟
    د.ضياء الدين الجماس
    برّ الوالدين وطاعتهما (في غير معصية الله تعالى) من أعظم القربات في الشرع الإسلامي ، ولكن الأنثى إذا تزوجت انتقلت أولوية هذه المبرة والطاعة إلى زوجها ، فلماذا ؟
    لو فكرنا في آيات القرآن الحكيم والأحاديث الشريفة لوجدناها تذكرنا ببعض الفضائل والخصال التي تتوفر في الزوج الصالح ولا تتوفر عند الأب ، ولعلها هي السبب في التفضيل بما يوجب اعتراف الزوجة بفضل الزوج ومحبته وبره وطاعته ، أذكر منها ما يلي :
    1 – الإفضاء والإحصان ( العلاقة الجنسية السليمة تسكت الشهوات وتحفظ الفرج وترفع درجة العبادات.) . فالأنثى تحصن بزوجها وليس بأبيها.
    2 – الميثاق الغليظ ( عقد الزواج ) والقوامة على إنشاء الأسرة المستقلة كلبنة أساسية في بناء المجتمع والإنفاق عليها ورعايتها ( الزوج عمود البيت الأساسي).
    3- الزوج سبب في الحمل والولادة فيهب زوجته منزلة الأمومة التي تجعل الجنة تحت قدميها وهذه أكبر نعمة يهديها الزوج لزوجته لا يمكن للأب أن يقدمها.
    4- حسن التبعل للزوج يرفع منزلة الزوجة إلى مرتبة المجاهدين في سبيل الله.
    الأدلة من الآيات الكريمة والحديث الشريف:
    - يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا 1النساء
    - وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا 21 النساء
    - وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ 24 النساء
    - الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ 34 النساء
    - ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة - الروم (21)
    - حديث معاوية بن جماعة أنه جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أردت أن أغزو، وقد جئت أستشيرك. فقال: هل لك أم؟ قال: نعم. قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها. رواه النسائي وغيره كالطبراني وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وأقره المنذري.
    -أخرج الطبراني - في "الكبير" - عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لو تعلم المرأة حق الزوج، لم تقعد ما حضر غداؤه وعشاؤه حتى يفرغ منه))؛ صحيح الجامع
    - عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ الأَنْصَارِيَّةِ ، ثُمَّ مِنْ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ ، أَنَّهَا أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ ، فَقَالَتْ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، أَنَا وَافِدَةُ النِّسَاءِ إِلَيْكَ ، وَاعْلَمْ - نَفْسِي لَكَ الْفِدَاءُ - أَنَّهُ مَا مِنَ امْرَأَةٍ كَائِنَةٍ فِي شَرْقٍ وَلا غَرْبٍ ، سَمِعَتْ بِمَخْرَجِي هَذَا أَوْ لَمْ تَسْمَعْ بِهِ إِلا وَهِيَ عَلَى مِثْلِ رَأْيِي ، إِنَّ اللَّهَ بَعَثَكَ إِلَى الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ ، فَآمَنَّا بِكَ وَبِالْهُدَى الَّذِي بَعَثَكَ اللَّهُ بِهِ ، وَإِنَّا مَعْشَرُ النِّسَاءِ مَقْصُورَاتٌ ، قَوَاعِدُ بُيُوتِكُمْ ، وَمَقْضَى شَهَوَاتِكُمْ ، وَحَامِلاتُ أَوْلادِكُمْ ، وَإِنَّكُمْ مَعْشَرَ الرِّجَالِ فُضِّلْتُمْ عَلَيْنَا بِالْجُمُعَةِ وَالْجَمَاعَاتِ ، وَعِيَادَةِ الْمَرْضَى ، وَشُهُودِ الْجَنَائِزِ وَالْحَجِّ بَعْدَ الْحَجِّ وَأَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ إِذَا أَخْرَجَ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا وَمُرَابِطًا حَفِظْنَا لَكُمْ أَمْوَالَكُمْ وَغَزَلْنَا أَثْوَابَكُمْ وَرَبَّيْنَا لَكُمْ أَوْلادَكُمْ ، فَمَا نُشَارِكُكُمْ فِي الأَجْرِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَصْحَابِهِ بِوَجْهِهِ كُلِّهِ ، ثُمَّ قَالَ : " أَسَمِعْتُمْ مَقَالَةَ امْرَأَةٍ قَطُّ أَحْسَنَ فِي مَسْأَلَتِهَا عَنْ أَمْرِ دِينِهَا مِنْ هَذِهِ ؟ " قَالُوا : وَاللَّهِ مَا ظَنَنَّا أَنَّ امْرَأَةً تَهْتَدِي إِلَى مِثْلِ هَذَا ، فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهَا فَقَالَ : " انْصَرِفِي أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ ، وَأَعْلِمِي مَنْ خَلْفَكِ مِنَ النِّسَاءِ أَنَّ حُسْنَ تَبَعُّلِ إِحْدَاكُنَّ لِزَوْجِهَا وَطَلَبِهَا مَرْضَاتِهِ وَاتِّبَاعِهَا مُوَافَقَتَهُ ، تَعْدِلُ ذَلِكَ كُلَّهُ " . فَأَدْبَرَتِ الْمَرْأَةُ وَهِيَ تُهَلِّلُ وَتُكَبِّرُ اسْتِبْشَارًا.
    واتقوا اللَّه ويعلمكم اللَّه واللَّه بكل شيء عليم

  2. #2
    طبيب وشاعر من سوريا دير الزور
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    3,402
    في مسند الإمام أحمد عن عبدالله بن أبي أَوْفَى، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لغير الله؛ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفس محمد بيده، لا تؤدي المرأة حق ربها؛ حتى تؤدي حق زوجها كله، حتى لو سألها نفسها وهي على قَتَب، لَم تمنعه))؛ صحيح الجامع (5295)

    وفي مسند الإمام أحمد: ((لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صَلَح لبشر أنيسجد لبشر، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عِظَم حقه عليها، والذي نفسي بيده لو كان من قدمه إلى مَفْرق رأسه قرحة، تنبجس بالقيح والصديد، ثم استقبلته تلحسه، ماأدَّت حقه)).
    واتقوا اللَّه ويعلمكم اللَّه واللَّه بكل شيء عليم

  3. #3
    طبيب وشاعر من سوريا دير الزور
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    3,402
    كانت عائشة - رضي الله عنها - تقول: "يا معشر النساء، لو تعلمْنَ بحق أزواجكنَّ عليكن، لجعلت المرأة منكن تَمسح الغبار عن وجه زوجها بنحْر وجهها ))، وفي رواية: "تمسح الغبار عن قدمي زوجها بنحر وجهها"؛ رواه ابن أبي شيبة.
    - أخرج الإمام أحمد من حديث حُصَين بن مِحصَن - رضي الله عنه - قال: حدثتني عمتي، قالت: "أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض الحاجة، فقال: ((أي هذه! أذات بعل؟))، قلت: نعم، قال: ((كيف أنت له؟))، قالت: ما آلوه إلا ما عجَزت عنه ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((فانظري أين أنت منه، فإنما هو جنتك ونارك))؛ صحيح الجامع (1509).
    - أخرج الترمذي وحسنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ، دخلت الجنة)).
    واتقوا اللَّه ويعلمكم اللَّه واللَّه بكل شيء عليم

  4. #4
    طبيب وشاعر من سوريا دير الزور
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    3,402
    أرجو ألا يفهم من الموضوع إهمال الأبوين بعد الزواج. بل يجب زيادة برهما وطاعتهما ، والقصد من الموضوع أن يكون الزوج هو صاحب الأولوية بالبر والطاعة ، ويظهر ذلك عندما تدعو الحاجة إلى تلبية طلب الأب والزوج مثلاً في آن واحد والطلب شرعي , عندئذ تعمل الزوجة بأمر الزوج دون غيره ، مثلاً لو طلب منها الأبوان الذهاب إلى الحج نفلاً وأعطياها المال الكافي ، ورفض الزوج هذا الطلب فلها أن تحاورالزوج لقبول الطلب فإذا استقر على رفضه وأصر فالقول قوله.
    ويجب التفريق بين البر والطاعة وبين المحبة التي مقرها القلب المتقلب بين أصبعي الرحمن ، فقد تحب الزوجة أولادها وأبواها أكثر من زوجها ولكن يبقى بره وطاعته أولى من الجميع طالما أن أوامره ليس فيها معصية لله تعالى ورسوله.
    واتقوا اللَّه ويعلمكم اللَّه واللَّه بكل شيء عليم

  5. #5
    جزاك الله كل خير كلام رائع
    احسنت وابدعت

  6. #6
    طبيب وشاعر من سوريا دير الزور
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    3,402
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رياض محمد سليم حلايقه مشاهدة المشاركة
    جزاك الله كل خير كلام رائع
    احسنت وابدعت
    احترامي وتقديري لمرورك الطيب أخي رياض
    وهذا من إيمانك وتذوقك لمعاني الكتاب والسنة
    بوركت
    واتقوا اللَّه ويعلمكم اللَّه واللَّه بكل شيء عليم

  7. #7
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور ضياء الدين الجماس مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    لماذا فضل الشرعُ الزوجَ على الأبوين بالنسبة للمتزوجات ؟
    د.ضياء الدين الجماس
    برّ الوالدين وطاعتهما (في غير معصية الله تعالى) من أعظم القربات في الشرع الإسلامي ، ولكن الأنثى إذا تزوجت انتقلت أولوية هذه المبرة والطاعة إلى زوجها ، فلماذا ؟
    لو فكرنا في آيات القرآن الحكيم والأحاديث الشريفة لوجدناها تذكرنا ببعض الفضائل والخصال التي تتوفر في الزوج الصالح ولا تتوفر عند الأب ، ولعلها هي السبب في التفضيل بما يوجب اعتراف الزوجة بفضل الزوج ومحبته وبره وطاعته ، أذكر منها ما يلي :
    1 – الإفضاء والإحصان ( العلاقة الجنسية السليمة تسكت الشهوات وتحفظ الفرج وترفع درجة العبادات.) . فالأنثى تحصن بزوجها وليس بأبيها.
    2 – الميثاق الغليظ ( عقد الزواج ) والقوامة على إنشاء الأسرة المستقلة كلبنة أساسية في بناء المجتمع والإنفاق عليها ورعايتها ( الزوج عمود البيت الأساسي).
    3- الزوج سبب في الحمل والولادة فيهب زوجته منزلة الأمومة التي تجعل الجنة تحت قدميها وهذه أكبر نعمة يهديها الزوج لزوجته لا يمكن للأب أن يقدمها.
    4- حسن التبعل للزوج يرفع منزلة الزوجة إلى مرتبة المجاهدين في سبيل الله.
    الأدلة من الآيات الكريمة والحديث الشريف:
    - يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا 1النساء
    - وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا 21 النساء
    - وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ 24 النساء
    - الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ 34 النساء
    - ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة - الروم (21)
    - حديث معاوية بن جماعة أنه جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أردت أن أغزو، وقد جئت أستشيرك. فقال: هل لك أم؟ قال: نعم. قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها. رواه النسائي وغيره كالطبراني وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وأقره المنذري.
    -أخرج الطبراني - في "الكبير" - عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لو تعلم المرأة حق الزوج، لم تقعد ما حضر غداؤه وعشاؤه حتى يفرغ منه))؛ صحيح الجامع
    - عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ الأَنْصَارِيَّةِ ، ثُمَّ مِنْ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ ، أَنَّهَا أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ ، فَقَالَتْ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، أَنَا وَافِدَةُ النِّسَاءِ إِلَيْكَ ، وَاعْلَمْ - نَفْسِي لَكَ الْفِدَاءُ - أَنَّهُ مَا مِنَ امْرَأَةٍ كَائِنَةٍ فِي شَرْقٍ وَلا غَرْبٍ ، سَمِعَتْ بِمَخْرَجِي هَذَا أَوْ لَمْ تَسْمَعْ بِهِ إِلا وَهِيَ عَلَى مِثْلِ رَأْيِي ، إِنَّ اللَّهَ بَعَثَكَ إِلَى الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ ، فَآمَنَّا بِكَ وَبِالْهُدَى الَّذِي بَعَثَكَ اللَّهُ بِهِ ، وَإِنَّا مَعْشَرُ النِّسَاءِ مَقْصُورَاتٌ ، قَوَاعِدُ بُيُوتِكُمْ ، وَمَقْضَى شَهَوَاتِكُمْ ، وَحَامِلاتُ أَوْلادِكُمْ ، وَإِنَّكُمْ مَعْشَرَ الرِّجَالِ فُضِّلْتُمْ عَلَيْنَا بِالْجُمُعَةِ وَالْجَمَاعَاتِ ، وَعِيَادَةِ الْمَرْضَى ، وَشُهُودِ الْجَنَائِزِ وَالْحَجِّ بَعْدَ الْحَجِّ وَأَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ إِذَا أَخْرَجَ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا وَمُرَابِطًا حَفِظْنَا لَكُمْ أَمْوَالَكُمْ وَغَزَلْنَا أَثْوَابَكُمْ وَرَبَّيْنَا لَكُمْ أَوْلادَكُمْ ، فَمَا نُشَارِكُكُمْ فِي الأَجْرِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَصْحَابِهِ بِوَجْهِهِ كُلِّهِ ، ثُمَّ قَالَ : " أَسَمِعْتُمْ مَقَالَةَ امْرَأَةٍ قَطُّ أَحْسَنَ فِي مَسْأَلَتِهَا عَنْ أَمْرِ دِينِهَا مِنْ هَذِهِ ؟ " قَالُوا : وَاللَّهِ مَا ظَنَنَّا أَنَّ امْرَأَةً تَهْتَدِي إِلَى مِثْلِ هَذَا ، فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهَا فَقَالَ : " انْصَرِفِي أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ ، وَأَعْلِمِي مَنْ خَلْفَكِ مِنَ النِّسَاءِ أَنَّ حُسْنَ تَبَعُّلِ إِحْدَاكُنَّ لِزَوْجِهَا وَطَلَبِهَا مَرْضَاتِهِ وَاتِّبَاعِهَا مُوَافَقَتَهُ ، تَعْدِلُ ذَلِكَ كُلَّهُ " . فَأَدْبَرَتِ الْمَرْأَةُ وَهِيَ تُهَلِّلُ وَتُكَبِّرُ اسْتِبْشَارًا.
    أخي الفاضل
    باحترام لفكرك وجهدك ، وصحة ما قلت عن حقوق الزوج على زوجته ، فالموازنة بين الأب والزوج موازنة لا ينبغي أن تكون فكل له حرمته وكل له فضله ، ولا ينبغي أن نضعهما في كفتي ميزان لنقول من الأفضل ، فالله يقول : وبالوالدين إحسانا . والإحسان نهاية فعل الخير ، ويقول : ولاتقل لهما أف . وأف نهاية صغر المعصية ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : الأب باب الجنة الأوسط (الأفضل ) . ويقول : ليفعل البار ما شاء فلن يدخل النار ، وليفعل العاق ما شاء فلن يدخل الجنة .
    بالتالي أرى وضع الزوج والآباء مجالا للموازنة وعلى طرفي نقيض ، والمفاضلة بينهما ليس من الحق في شيء ، ولك الاحترام اجتهادك يعطيك أجرا .

  8. #8
    لكل حقه وماورد من آيات تبسط حق الزوج، ولكن وبما أنه هناك من يستغل القوامة لغايات سلطوية، حتى لدى الأب أحيانا ولاأعمم.
    فأظن أن السؤال المطروح في الموضوع يمكن طرحه بطريقة ثانية،ذلك والله ورسوله أعلم، ولي عودة بارك الله بكم.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  9. #9
    طبيب وشاعر من سوريا دير الزور
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    3,402
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحيم محمود مشاهدة المشاركة
    أخي الفاضل
    باحترام لفكرك وجهدك ، وصحة ما قلت عن حقوق الزوج على زوجته ، فالموازنة بين الأب والزوج موازنة لا ينبغي أن تكون فكل له حرمته وكل له فضله ، ولا ينبغي أن نضعهما في كفتي ميزان لنقول من الأفضل ، فالله يقول : وبالوالدين إحسانا . والإحسان نهاية فعل الخير ، ويقول : ولاتقل لهما أف . وأف نهاية صغر المعصية ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : الأب باب الجنة الأوسط (الأفضل ) . ويقول : ليفعل البار ما شاء فلن يدخل النار ، وليفعل العاق ما شاء فلن يدخل الجنة .
    بالتالي أرى وضع الزوج والآباء مجالا للموازنة وعلى طرفي نقيض ، والمفاضلة بينهما ليس من الحق في شيء ، ولك الاحترام اجتهادك يعطيك أجرا .
    أخي الفاضل عبد الرحيم محمود حفظه الله تعالى
    أنا لم أوازن من حيث القيمة العامة فالأب والأم الأصل ولكنني قارنت بينهما من حيث وجوب أولوية الطاعة بعد الزواج بالنسبة للبنت وهي مطروحة في جميع كتب الفقه ، والزوج أولى بالطاعة إن لم تخالف أوامره حكم الشريعة وقد ذكرت ذلك في المشاركة رقم 4 . حرصاً على الزوجة وطلباً لفقهها حين يأتيها طلبان متعارضان من الأب والزوج فأيهما له الأولوية والزمن لا يستغرق إلا تنفيذ واحد منهما. بلا شك وباتفاق الفقهاء أن أمر الزوج هو الذي ينفذ.
    ثم إن الدخول في جنة الرجل يكون مع أزواجه وليس مع أبيه أو أمه لاكتمال السعادة وإنما هناك تزاور مع الوالدين وباقي الأحباب والأقارب.
    وقد جرت المقارنة بين منزلة الأم والأب في حديث من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك ... ثم أمك... ثم أمك ثم أبوك.
    وهل في ذلك إنكار لفضل الأبوة وهو الأصل وعمود البيت ومورد المعيشة ولكن بالمقارنة مع جهد الحمل وخطورة المخاض كانت الأولوية للأم. ولا يعني ذلك إنكار فضل الأب ( فأعط كل ذي حق حقه).
    إن معرفة الأولوية تبطل الحيرة لو طلب الأبوان أمراً من الإبن في الوقت ذاته وليس لديه وقت إلا لتلبية أحدهما فعليه أن يختار تلبية الأم لأنها الأضعف والأقرب والأكثر عناء في حمله وتربيته. ولا ينقص هذا من قدر الأب.
    لقد حاولت فهم هذه الأولوية بالنسبة للبنت بعد الزواج ، وفي هذه الأولوية للزوج ديمومة البيت الأسري الجديد. بقصد حفظ كيان الأسرة الجديدة .. وهكذا
    الخلاصة :
    الأولوية بالنسبة للأبناء عموماً : الأم قبل الأب
    الأولوية للبنت المتزوجة : الزوج ثم الأم ثم الأب
    ولا ننس أن الزوج هو أب لأولاد هذه الزوجة.
    هي مجرد تدبر الحكمة من هذه الأولوية لتعرف الزوجة حق الزوج عليها ، وقد بينت ذلك في الأحاديث الشريفة.
    وإليك هذا الحديث الشريف :
    عَنْ عَائشَة قَالَتْ: سَأَلْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أَيُّ النَّاس أَعْظَمُ حَقًا عَلَى المَرْأَةِ ؟ قَالَ: «زَوْجُهَا ».
    قُلْتُ: فَأَيُّ النَّاس أَعْظَمُ حَقـًا عَلى الرَّجُلِ ؟ قَالَ: أُمَّهُ .

    شكراً للمشاركة وجزاك الله خيراً
    واتقوا اللَّه ويعلمكم اللَّه واللَّه بكل شيء عليم

  10. #10
    طبيب وشاعر من سوريا دير الزور
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    3,402
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
    لكل حقه وماورد من آيات تبسط حق الزوج، ولكن وبما أنه هناك من يستغل القوامة لغايات سلطوية، حتى لدى الأب أحيانا ولاأعمم.
    فأظن أن السؤال المطروح في الموضوع يمكن طرحه بطريقة ثانية،ذلك والله ورسوله أعلم، ولي عودة بارك الله بكم.
    أديبتنا الفاضلة
    ليست المشكلة في طريقة طرح السؤال ، فهناك حقائق مقررة شرعاً في أحقية الأولوية بالبر والطاعة :
    - عَنْ عَائشَة قَالَتْ: سَأَلْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أَيُّ النَّاس أَعْظَمُ حَقًا عَلَى المَرْأَةِ ؟ قَالَ: «زَوْجُهَا ». قُلْتُ: فَأَيُّ النَّاس أَعْظَمُ حَقـًا عَلى الرَّجُلِ ؟ قَالَ: أُمَّهُ .
    - جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال : أمك . قال ثم من ؟ قال : ثم أمك . قال ثم من؟ قال: ثم أمك. فقال: ثم من ؟ قال : ثم أبوك.
    ترتيب الحقوق على الرجال ، والنساء قبل الزواج : الأم ثم الأب
    ترتيب الحقوق على المتزوجات : الزوج ثم الأم ثم الأب
    وإنما البحث لتحري سبب ترتيب أولوية الزوج بالنسبة للمتزوجات ؟
    على افتراض صحة إسلام الأب والأم والزوج ، فالبحث منصب على الأسرة الإسلامية الصحيحة ، وأما أن يكون هناك خلل في الأخلاق أو صحة الإسلام والإيمان فهذا أمر آخر.
    أرجو أن يكون البحث قد أدى غرضه.
    واتقوا اللَّه ويعلمكم اللَّه واللَّه بكل شيء عليم

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. الفرق بين كلمة (الآبوين ) و ( الوالدين ) في القرآن الكريم.
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان التفاسير
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-25-2016, 12:40 PM
  2. غزة ليست يتيمة الأبوين
    بواسطة د. فايز أبو شمالة في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-30-2014, 10:08 PM
  3. تحذير بالنسبة للعلك
    بواسطة الحلم القاتل في المنتدى فرسان الغذاء والدواء
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-28-2012, 04:27 AM
  4. نائب الملك يدعو لإقامة صلاة الاستسقاء الأثنين القادم
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الفضاء.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-10-2010, 11:49 AM
  5. انحراف الأطفال ومسؤولية الأبوين
    بواسطة فاطمه الصباغ في المنتدى فرسان الأم والطفل.
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 02-05-2007, 02:01 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •