نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي











مالكوم اكس ..الرجل الذي مات واقفاً
هو الداعية الإسلامي المشهور «مالكوم إكس» أو «مالك شباز» الأمريكي الأصل والجنسية، والذي صحح مسيرة الحركة الإسلامية التي انحرفت بقوة عن الحق في أمريكا، ودعا للعقيدة الصحيحة وصبر على ذلك حتى راح شهيدًا لدعوته ودفاعه عن الحق.
وُلد مالكوم إكس بمدينة ديترويت سنة 1340هـ في أسرة فقيرة قتل عائلها في حادث عنصري، وكانت هذه الفترة في أمريكا شديدة الاضطراب بالتمييز العنصري البغيض بين البيض والسود، فنشأ مالكوم مشحونًا بالكراهية والبغض ضد البيض، وطرد من المدرسة رغم حدة ذكائه، فانتقل إلى مدينة نيويورك حيث عاش حياة اللهو والعبث والتي انتهت به إلى السجن وهو في العشرين، وبالسجن تغيرت حياته، إذ اعتنق الإسلام وأقبل على قراءة الكتب واستفاد من فترة سجنه استفادة كبيرة حيث أتى على كتب كبار لم يتوفر لغيره قراءتها، كما تعلم فن المحاورة والمناظرة مع قساوسة السجن.
وبعد أن خرج من السجن قابل مالكوم إكس أو «مالك شباز» إليجا محمد زعيم حركة أمة الإسلام التي انضم إليها مالكوم إكس والتي حفِلت بالانحرافات العقائدية التي انتهت بإعلان إليجا محمد النبوة!!

توسم إليجا محمد في مالكوم إكس النباهة والثورية والقدرة الإقناعية فضمه لمجلس إدارة الحركة وجعله وزيرًا «أي إمامًا» لمعبد رقم 7 بنيويورك، أبدى مالكوم كفاءة دعوية فائقة وزار الجامعات والحدائق والسجون وأماكن تجمع الناس، وأسلم على يديه الكثيرون، منهم الملاكم العالمي «كلاي» وفتحت له قنوات التلفاز أبوابها وعقد المناظرات على الهواء وذاع صيته بقوة.
حدث تحول جذري في حياة مالكوم إكس، عندما ذهب للحج سنة 1379هـ، وهناك التقى مع العلماء والمشايخ وقابل الملك فيصل والذي قال له: إن حركة أمة الإسلام خارجة عن الإسلام بما تعتقده من ضلالات، فطاف مالكوم بلاد الإسلام للاستزادة فدخل مصر والسودان والحجاز والتقى مع شيخ الأزهر ومع الشيخ حسنين مخلوف مفتي مصر، ثم عاد لأمريكا وأعلن إسلامه من جديد، وبدأ مرحلة جديدة وخطيرة وأخيره من حياته.
عاد «مالك شباز» لأمريكا سنة 1380هـ وأخذ في الدعوة للعقيدة الصحيحة، وحاول إقناع إليجا محمد بالحق والذهاب للحج، ولكن إليجا رفض بشدة وطرده من الحركة، فشكل «مالك» جماعة جديدة سماها «جماعة أهل السنة» وأخذ في الدعوة للدين الصحيح فانضم إليه الكثيرون أولهم والاس بن إليجا محمد نفسه، وأخذ إليجا محمد في تهديد مالك بالقتل، ولكنه لم يخف أو يتوقف فشن عليه إليجا حملة دعائية إعلامية شرسة لصرف الناس عنه، فلم تزد هذه التهديدات مالكًا إلا إصرارًا، واشتركت الصحف الأمريكية في التضييق على مالك، رغم أنها كانت من قبل تفتح له أبوابها لما كان يدعو للدين الباطل والعقيدة الفاسدة.
ظل مالك شباز يدعو للعقيدة الصحيحة غير عابئ بتهديدات إليجا محمد، حتى كان يوم 18 شوال سنة 1381هـ، وهو اليوم الذي أطلق فيه ثلاث من الشبان السود النار على مالك شباز أثناء إلقائه لمحاضرة في جامعة نيويورك فمات على الفور وكان في الأربعين من عمره، وكانت عملية اغتياله نقطة تحول فاصلة في سير حركة أمة الإسلام، حيث تركها الكثير من أتباعها والتحقوا بجماعة أهل السنة وعرفوا الدين الحق، وبعد وفاة إليجا محمد تغيرت أفكار الحركة، وتولى والاس بن إليجا محمد رياسة الحركة وتسمى بوارث الدين محمد وصحح أفكار الحركة، وغير اسمها إلى «البلاليين» نسبة إلا بلال بن رباح رضي الله عنه.
الجدير بالذكر أن أمريكا أنتجت فيلمًا يحكي قصة حياة مالكوم إكس، وصورت في هذا الفيلم المسلمين بصورة بالغة السوء والتخلف، وأوردوا فيه أحاديث مكذوبة على النبي r يضحك من يسمعها من الحاضرين

مفكرة الاسلام