كتاب مهم
---

الجنس والمرأة عبر العصور
--------------

كتاب جريء يقتحم أخطر أنواع الكتابة
(الدين ـ السياسة ـ الجنس)=

للباحث د. عبد اللطيف ياسين
----------------

قراءة---
محمد عيد الخربوطلي
عودنا الباحث د. عبد اللطيف ياسين في أبحاثه الجريئة وكتبه العلمية أن يقتحم أخطر أنواع الكتابة أو ما يسمى بالتابوهات الثلاثة (الدين والسياسة والجنس) الذي ما أن يقترب كاتب من إحداها حتى تنطلق صفارات إنذار الرقابة، وتتفتح عيون العسس وآذان المخبرين لترقب الفتنة التي سيحدثها اختراق المناطق المحرمة 0
من المعروف عن د. ياسين همه الدؤوب في تنظيم الأسرة العربية من خلال تثقيفها ثقافة جنسية تكشف الغطاء عن الوهم الذي يدمر أمنها وسعادتها، ونشر الحقيقة العلمية التي تمكن عماديها (الزوج والزوجة) من حياة سعيدة، وقدم في هذا المضمار مؤلفات كثيرة ومهمة مثل كتاب (تنظيم الأسرة) في ثلاثة أجزاء، و(الذكر والأنثى) أربعة أجزاء، و(تنظيم أسرة أم تحديد نسل) جزآن، والمرأة، والرجل وغيرها من العناوين المهمة والكتب الجريئة.
ولم يكن د. ياسين مبتدعاً في عمله هذا.. فقد اقتحم الأقدمون هذه العناوين ولم يجدوا حرجاً من الكتابة في مثل هذه المواضيع، فربط الثقافة الدينية والسياسية بالثقافة الجنسية، وقد بين في كتابه الأخير (الجنس والمرأة عبر العصور) أن هناك فرقاً فاصلاً بين الكتابة عن الجنس بأسلوب يثير الغرائز ويداعب الشهوات وبين الكتابة عن الجنس بأسلوب يهدف إلى توعية الناس ويرتقي بفهمهم لأمر من أعمق شؤونهم خصوصية وحاجة وقابلية للشذوذ والانحراف، ويؤكد أنه يكتب عن الجنس لربطه ممارسة الجنس بمنظومة القيم الإنسانية للإرتقاء بهذه العملية الغريزية بين الذكر والأنثى إلى الأبعاد السامية التي أرادها الخالق لمخلوقاته حين جعلها زوجين اثنين، ذكراً وأنثى.
عرض د. ياسين في كتابه هذا علاقة الرجل بالمرأة تاريخياً وعند معظم الشعوب فقال (إن قصة المرأة بالرجل عبر التاريخ أخذت مسارين، أولهما قديم آلت فيه الغلبة تارة للرجل وأخرى للمرأة، وإن كانت الفترة الزمنية الأطول لمصلحة الرجل، حيث كانت المرأة تعتبر مخلوقاً نجساً لا يحق لها دخول المعابد أو امتهان مهنة الكهنة بعكس الرجال..
وثانيهما حديث يتراوح بين الاحترام والتساوي في علاقة الرجل والمرأة، وأحياناً الاضطهاد المتبادل، وأحياناً تفوق المرأة على الرجل.
ونتيجة بحث د. ياسين الدؤوب ينقل للقارئ صوراً عما كانت عليه المرأة قديماً، فمثلاً يذكر تحت عنوان (المرأة زوجة لكل رجال القبيلة) أن المرأة ملك لكل الرجال والعكس صحيح، كما أن البابليين والإفريقيين يعتقدون أن احتكار الرجل للمرأة ينافي الطبيعة ويجافي الأخلاق، وعليه فإن المرأة يمكن لها أن تجامع كل رجال القبيلة، وهذا ما كان يحدث أيضاً عند قبيلة أورانج في ملقا، وفي قبيلة داماترا، ثم تطور أمر شيوعية الاتصال الجنسي المطلق للمرأة إلى التحديد أكثر، فبعد أن كان مسموحاً بكافة صوره صار ممنوعاً في حالة الإنجاب... ثم يذكر الباحث أن الشيوعية الجنسية ولاسيما المغلقة منها كثيراً ما قادت إلى وجود علاقة جنسية أو زواج دائم بين الأخ وأخته كما كان الأمر في أمريكا الوسطى قبل كولمبوس، وحضارة المصريين القدماء، ونجد ذلك واضحاً في طبقة الملوك حفاظاً على العرق الملكي، الملك يتزوج أخته بل كان يتزوج ابنته أحياناً ليحتفظ بالدم الملكي نقياً خالصاً من الشوائب، حتى أن لفظ أخت أو أخ في المجتمع المصري القديم كان يقصد به الحبيبة أو الحبيب بمفهوم اليوم، هذه الصور أدانتها معظم شعوب الأرض بوصفها غشياناً للمحارم.
الجنس المقدس:================
وتحت عنوان عاهرات المعابد أو الجنس المقدس يذكر الباحث أن المعابد قديماً لم تكن للعبادة فقط.. لأن الكهنة ورجال الدين أسقطوا صفة القداسة على النساء اللاتي يمتهن الدعارة ويهبن أنفسهن للمعبد والكهنة، كما أطلق السومريون لقب سراري الآلهة على نساء المعبد اللاتي يهبن أنفسهن للكهنة ليروجوا عن أنفسهم وليذهبوا عنهم الملل والسآمة، ففي مصر يختارون أجمل بنات الأسر الشريفة وتنذر لآمون ليلعبن دور العاهرات والخادمات للقائمين على المعبد، ولم يلغ مفهوم العهر المقدس في مصر إلا في عهد إخناتون حيث هاجم رجال الدين والكهنة الذين يبيعون الموعظة والحسنات بالدعارة لتأمين ملذاتهم.
يعرض الباحث بعد ذلك وضع المرأة عند البابليين والفينيقيين فيخلص إلى أن معابد بابل وآشور وآثينا وروما ومصر كلها كان يمارس فيها البغاء بدافع ديني وهدف جمع المال لإدامة العمل في المعابد وتعميرها، وكان يطلق على هذه المرأة (مقاديشة) وتفي المقدسة أو المضحية أو مانحة الخصوبة للأرض.
ثم يعرض الباحث وضع المرأة عند كثير من الشعوب، فتوسع في عرض حالها عند بني إسرائيل والإغريق اليونان، ثم ذكر من جعلها آلهة ومن جعلها عاهرة، ينتقل بعد ذلك إلى دراسة الجنس عند الشعوب مثل شعوب شبه القارة الهندية والرومان وقدماء الصينيين وهكذا إلى أن يصل إلى الجنس والمرأة في الديانة المسيحية والإسلام، ثم يتحدث عن ذلك في بدايات القرون الوسطى وأواخرها وأمريكا، ويخصص فصلاً مستقلاً عن مكانة المرأة في أوروبا وأمريكا في عصرنا الحالي، وينهي كتابه بعنوان (العبث العلمي والأخلاقي والإنساني ونهاية القطب الواحد أمريكا).
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي