أما أيام الأسبوع فيوم الأحد بمعنى الواحد سمي بذلك لأنه أول أيام الأسبوع . وقد كانت العرب تسميه قديما : أول لأجل أنه أول أيام الأسبوع .
وأما الإثنين فلأنه ثاني أيام الأسبوع قال الجوهري ولا يثنى لأنه مثنى فإن أحببت أن تجمعه قلت اثانين . وقد كان يسمى قديما عند العرب بأهون وأوهد ويسمى بيوم الثُنى بضم الثاء ، وأهون من الهون وهو السكون وأهود من الوهدة وهي الانخفاض فكأن الأول هو الأعلى ثم انخفضوا في العدد .
وأما الثلاثاء : بفتح الثاء أو ضمها ويتبع ذلك أمور نعرض عنها ، فسمي بذلك لأنه ثالث أيام الأسبوع ، وكانت العرب قديما تسمي هذا اليوم بجبار وذلك لأن العدد قد جبر به وقيل غير ذلك والله أعلم لم سمي بذلك .
وأما الأربعاء بكسر الباء وحكي الفتح والضم ويتبع ذلك أمور نعرض عنها أيضا من الجمع والتثنية وغيرها ، فسمي بذلك لأنه رابع أيام الأسبوع ولا يخفى ، وكان عند العرب قديما يسمى بدبار وذلك لأنه آخر العدد عندهم ، ودبر الشيء آخره ، ولذا فإن الخميس والجمعة قديما لم تسم بالعدد وإنما سميت عندهم بأمور تحصل وتقع فيها ، فمن هذا الباب سمي الأربعاء بدبار .
الخميس : سمي بذلك لأنه خامس أيام الأسبوع ، كما سمي الجيش خميسا لأنه مكون من خمسة أقسام معروفة ، وكان قديما عند العرب يسمى بمؤنس لأنهم كانوا يميلون فيه إلى الملذات ويأنسون بذلك ، وقال بعضهم : بل يؤنس به لبركته ولقربه من يوم الجمعة الذي يتأهبون فيه للاجتماع فيه .
وأما يوم الجمعة فسمي بذلك لاجتماع الناس فيه للصلاة وقيل غيره وما ذكرته أولى وأقرب ، وكان يسمى عند العرب قديما بالعروبة بالألف واللام وقد يقال عروبة سميت بذلك لبيانها عن سائر الأيّام ، أو أنه قد بان لهم من الرأي ما كان في غيره خافيا ، والإعراب في اللغة: الإبانة والإفصاح . أو من العروبة : وهي المتحببة إلى زوجها وذلك والله أعلم لتعظيمهم وتقديسهم وحبهم له .
وقد سبق بيان أن الأحد أول أيام الأسبوع من جهة تسميته عند العرب الأوائل ، ولكن ما هو أول أيام الأسبوع شرعا ؟ الراجح والله أعلم أنه يوم الجمعة كما قرره غير واحد وليس هو موضوع بحثنا .
وأما السبت : فلانقطاع الأيام عنده ، ومادته تدل على الانقطاع ، وقد كان يسمى عند العرب قديما بشيار من شُرت الشّيء إذا أظهرته وبيّنته ، أو قد يكون محرفاً عن العبرية "شبات" أي يوم الراحة والسكون ، لأنهم في يوم السبت يخلدون إلى الراحة ويقفلون دكاكينهم ويعطلون أعمالهم ، وفعله عند المسلمين في يوم الجمعة تقليد ذميم .
قال الشاعر الجاهلي :
أُؤَمّل أن أَعِيشَ وإنَّ يَوْمِي ** بأوّلَ أو بأهونَ أو جُبارِ
أَوِ التَّالِي دُبارَ ، فإن أَفُتْهُ ** فمؤنِسَ أو عَرُوبةَ أو شِيارِ
هِيَ الأَيَّامُ دُنيانا عَلَيها ** ممَرُّ اللَّيلِ دَأباً والنَّهارِ .
ويرى البعض أن تسمية أيام الأسبوع مرت بثلاث مراحل عند العرب :
المرحلة الأولى :
لم تكن تسمي هذه الأيام بأسماء مفردة ، وإنما كانت تجعل لكل ثلاثة أيام اسما معينا مستخرجا من أطوار القمر وأحواله .
فالليالي الثلاثة الأولى تسمى بالغرر .
والثانية تسمى بالنفل
والثالثة تسمى بالتسع
والرابعة بالعشر
والخامسة بالبيض
والسادسة بالدرع
والسابعة بالظلم
والثامنة بالحنادس
والتاسعة بالدآديء
والعاشرة بالمحاق
ولعلي أبين معانيها واشتقاقاتها لاحقا .
المرحلة الثانية : أول وأهون وجبار .... وقد بينتها سابقا .
المرحلة الثالثة : الجمعة السبت الأحد ....
ولي عودة لبيان أمور أخرى . والله الموفق .

__________________
أبو يحيى التركي .

معاني أسماء الأشهر والأيام

الشهر هو الزمن أو الوقت الذي يستغرقه القمر للدوران دورة كاملة حول الأرض، ولهذا أسمته العرب شهراً لأنه يشهر بالقمر. ويتراوح عدد أيام الشهور بين 28 يوم (29 يوم في السنة الكبيسة) و31 يوم. أما مصدر كلمة أسبوع فهو الرقم سبعة وهو عدد أيامه.

الأشهر العربية:

يقال أن أسماء الأشهر العربية وضعت في مطلع القرن الخامس الميلادي. أما معانيها فهي كما يلي:

محرم: هو أول الأشهر العربية. وسمي بهذا الاسم لأنه أحد الأشهر الحرم التي حرم القتال فيها.

صفر: قيل أن ديار العرب كانت تصفر أي تخلو من أهلها للحرب. وقيل لأن العرب كانت تُغير فيه على بلاد يقال لها الصفرية. وقيل لترك العرب أعداءهم صفراً من الأمتعة، وقيل لاصفرار مكة من أهلها.

ربيع الأول وربيع الآخر: سميا بهذا الاسم في فصل الربيع وظهور العشب.

جمادى الأولى: جميع الأشهر العربية مذكرة إلا جمادى الأولى والآخرة. وكان جمادى الأولى يسمى قبل الإسلام باسم جمادى خمسة، وسمي جمادى لوقوعه في الشتاء وقت التسمية حيث جمد الماء.

جمادى الآخرة: كان يسمى قبل الإسلام باسم جمادى ستة أما اسمه الحالي فكما ورد سابقا.

رجب: كان العرب في الجاهلية يعظمون هذا الشهر بترك القتال، ولا يستحلونه فيه. واسمه من رجب الشيء أي هابه وعظمه وقيل رجب أي توقف عن القتال.

شعبان: تشعبت القبائل في هذا الشهر ـ وقت التسمية ـ للإغارة بعد قعودها عنها في رجب. وقيل يتفرق الناس فيه ويتشعبون طلبا للماء.

رمضان: كان يسمى قديما (ناتق) ولما غير الاسم وافق زمن الحر والرمض، والرمضاء هي شدة الحر، ويقال رمضت الحجارة إذا سخنت بتأثير أشعة الشمس.

شوال: قيل إن الإبل كانت تشول بأذنابها أي ترفعها وقت التسمية طلبا للإخصاب وقيل لتشويل ألبان الإبل، أي نقصانها وجفافها، وقيل شوال لارتفاع درجة الحرارة وادبارها.

الأيام باللغة العربية:

السبت: السبت بالعربية البرهة من الدهر، والسبت هو الراحة، ويقال سبت يسبت سبتا أي استراح وسكن. وقيل إن السبت هو معرب شبت العبرية، وتعني الراحة والسكون وكان يسمى في الجاهلية شبار.

الأحد: بمعنى الواحد، وأول العدد، واليوم الأول من الأسبوع وكان يسمى في الجاهلية أول.

الاثنين: يعني اليوم الثاني من الأسبوع وكان يسمى في الجاهلية (أهون).

الثلاثاء: يعني اليوم الثالث من الأسبوع وكان يسمى في الجاهلية (جبار)

الأربعاء: يعني اليوم الرابع من الأسبوع وكان يسمى في الجاهلة (دبار)

الخميس: يعني اليوم الخامس من الأسبوع وكان يسمى في الجاهلية (مؤنس)

الجمعة: الجمعة من الاجتماع وربما أطلقت الجمعة على الأسبوع بأسره من باب تسمية الكل باسم الجزء وكان يسمى في الجاهلية (عروبة )


ذو القعدة: قيل إن العرب كانوا يقعدون فيه عن الأسفار، وقيل قعودهم عن القتال لأنه من الأشهر الحرم.

ذو الحجة: هو شهر الحج. وكان العرب قديما يقيمون فيه حجهم إلى الكعبة.
عن ملتقى الحديث.