أنا مظلومة:- لقد أخطأت، بل أتيت ذنباً عظيماً، وأوقن أن لا شيء إلا إذهابي حياتي يمكن أن يكفّر عن خطيئتي.
قد خشيت العار ، وكلّ منا في هذا المجتمع البائس يخشاه، لكنني على ذلك تماديت، وعمدت إلى الحل الأخرق الأحمق ، فكان جزائي ما أنا فيه.
سامحيني يا أختي، فلا شيء غير جحيم الخلود يأخذ بحقك مني.
رفع رجله اليسرى بتردد، لحظة من شجار الآراء النهائي أطفأها بعزم اليأس، ركل الكرسي الصغير فهوى ليشنقه الحبل.
عند ذلك المساء، سمع ساكنو البستان القديم صوتاً مهمهماً يردد غير ما اعتادوا سماعه ، فعرفوا أن شيئاً ما قد حدث:
قررت ذلك ، قررت أن أملأه ندماً من طريق الخوف، بالخوف تستعيد الأنفس الآثمة بعض قيمها.
.................................................. .................................................. ......
كانوا يتساءلون وهم مجتمعون أمام مشهده الرهيب بعد يومين عما حداه ليشتري عذاباً غير نهائي ببقية حياة.
كانوا يعلمون السبب، لكنهم ليسوا جميعاً موقنين أنه سبب مقنع ليفعل بنفسه ما فعل.
رفع أخوه الأكبر صوته وهو يكلم شخصاً بجانبه ليسمعه من في فناء الدار كلهم:
كثر أولئك الذين يقتلون أخواتهم إن تكلم بعض الخلق في سمعتهن، لكنْ ليست كل الأخوات كأختي صلاحاً وعفافاً يشهد به القريب والبعيد، وليست أرواح المقتولات كلهن يُسمِع صوتها كل من يسكن قريباً من موضع دفنها إذا ما حل العتم مهمهماً بصوت أشد وطئاً من صفير الريح الشتائية: أنا مظلومة ... أنا مظلومة.