منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 6 من 6
  1. #1

    مقاربة لغوية بين انتفاضتين،القصدية اللغوية

    مقاربة لغوية بين انتفاضتين،القصدية اللغوية
    بقلم:عماد موسى
    الانتفاضة مصطلح أنتجه التحرك والاحتجاج الشعبي الفلسطيني في عام 1989 في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، والذي تداولته وسائل الإعلام العربية والدولية المكتوبة والمسموعة والمرئية،والذي جاء للتعبير عن حركة الاحتجاج السلمي والتي اتخذت من تعني الحجر اداتها في مواجهة الدباب،ة والعين في مواجهة المخرز) وسنأتي على تحليل إقصاء مصطلح الانتفاضة واستبداله بالربيع في اللغة الإعلامية العربية والدولية.
    وبعد انتهاء انتفاضة الأقصى برز في اللغة الإعلامية (الفلتان الأمني ، التحريض)وهي مصطلحات شاع استعمالها في اللغة الاعلامية الفلسطينية بامتياز. وكما شاع استعمال مصطلحات اخرى في اللغة الإعلامية مثل( التهدئة) عند الاشتباك المسلح مع الاحتلال في قطاع غزة ،ومفردات مثل(إنهاء الانقسام وحدة وطنية، والقوى الظلامية.. العمليات التفجيرية، والانتحارية ، والاستشهادية)ثم ظهر قاموس لغوي جديد للمجتمع المدني يحمل معان ودلالات مختلفة وكذلك مصطلحات ومفاهيم جديدة انسجاما مع الوضع الناشئ وتلبية للاحتياجات الجديدة، ويمكننا تقسيمها على النحو الآتي:

    دخول القاموس القانوني إلى اللغة الإعلامية
    فرضت اتفاقات اوسولو على منتجي الخطابات الاعلامية والسياسية معاجم لغوية جديدة حتى تتمكن من ايصال رسالتها للراي العام ،فاقتضت الضرورة تضمين مفردات وجمل ومصطلحات قانونية وحقوقية في البنى اللغوية للخطاب ،فكانت اللغة القانونية في مجال حقوق الإنسان( حقوق الإنسان الفلسطيني، حقوق الطفل ،وحقوق المرأة،.. والحق في الانتخاب، وحرية الرأي والتعبير،حرية الصحافة,,, والعدالة الجنائية... وانتهاكات حقوق الإنسان واحترام حقوق الإنسان ، الديمقراطية، مجتمع ديمقراطي وثقافة ديمقراطية، ، وثقافة الاستهلاك، وثقافة الأسرلة، وثقافة الصورة، وثقافة التطبيع، ...الخ.
    والانتخابات، الحق الانتخابي، والشفافية، والكتل البرلمانية، والرقابة البرلمانية والرقابة على الانتخابات...وغيرها من المفردات والجمل)وهذه اللغة يرتبط استعمالها عند كل مرحلة سياسية تتطلب الحديث عن الديمقراطية والانتخابات.بالإضافة إلى المفردات والجمل القادمة من المؤسسات البيئية والصحية، والتربوية والتعليمية والعمل،وأمثلة ذلك: إلزامية تعليم المرأة ،والتسرب من المدارس،...) .





    وغيرها من المفردات والجمل ذات الدلالة القانونية، والتي شاع استعمالها في اللغة الإعلامية بداية في الصحافة المكتوبة لمؤسسات حقوق الإنسان ومن ثم انتقلت تدريجيا إلى الصحافة المكتوبة (صحف ،مجلات)والى الوسائل الإعلامية الأخرى



    أ‌- دخول مفردات من القاموس اللغوي المرأوي إلى اللغة الإعلامية مثل: مع التوسع في بناء مؤسسات المجتمع المدني،والذي كان للمرأة الحظ الاوفر، تتطلب الامر ايضاء ادخال معجم لغوي يحتوي على عدد من المفردات والمصطلحات الخاصة بالمرأة ومن امثلة ذلك:

    ( الجندر او النوع الاجتماعي، المساواة بين الجنسين، التمييز ضد المرأة ، والعنف ضد المرأة تمكين المرأة ، والكوتا النسوية، والزواج المبكر، والصحة الإنجابية قتل النساء،الكتابة النسائية، والكتابة النسوية، والجنسوية،والجنسانية)وقد انتقل هذا المعجم الى اللغة في الخطاب الاعلامي في اللغة الإعلامية للصحافة النسوية المكتوبة، ثم انتقلت هي الأخرى إلى الصحافة المكتوبة اليومية وغيرها.


    الصراع بين سلطة الخطاب الاعلامي وسلطة اللغة
    لاحظنا كيف تراجع الإعلام العربي في لغته الإعلامية عن استعمال (ثورة الياسمين) نزولا عند رغبة شباب الثورة التونسية، والاستعمال يشير إلى تعلق التونسيين بالياسمين ويستعملونه للزينة الشخصية، وهي محاولة لاختزال الثورة في هذه الزهرة الجميلة مما يقصي كل التضحيات والآلام وعذابات الشعب التونسي، ما بين غمضة عين والتفاتتها يتم إسقاط لغوي على اللغة الإعلامية العربية والدولية وهي (الربيع) فيحدث اندغاما لثورة الياسمين في الربيع العربي، فما هي دلالة الربيع في الثقافة العربية الرسمية و الشعبية وفي التجارب العالمية.
    الربيع في الدلالة الاصطلاحية هو فصل من الفصول الأربعة ومعروف باخضراره وتفتح أزهاره ...الخ والربيع تعبير ذو دلالة مذكرة ومؤنثه ربيعة،
    وأما الربيع في حكاية (عناة الكنعانية)وهي تتحدث عن (عيد يحتفل به شعبها اسمه (عيد الربيع) فيه يقدم الرجال أهم ما في رجولتهم فيقومون بعملية الخصي ومن ثم ارتداء ثياب النساء والتحلي بزينتهن)(1)
    وأما الربيع في الغرب فهو تلك التسمية التي أطلقت على حركة الاحتجاج بعد الحرب العالمية الثانية فيما عرف بربيع براغ" وهي مرحلة من تاريخ الجمهورية الاشتراكية التشيكوسلوفاكية، حاول خلالها الحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي أن ينهج اتجاها إصلاحيا و أقرب للبيرالية، عرف بتسمية "الاشتراكية ذات الوجه الإنساني". انطلقت المرحلة في 5 يناير 1968، بوصول الإصلاحي ألكسندر دوبتشيك للسلطة، وانتهت في 21 أغسطس 1968، باجتياح عسكري للبلاد من طرف قوات حلف وارسو، بقيادة الاتحاد السوفييتي."(2)

    وننتقل الى البحث الحفري لمعرفة العلاقة الدلالية بين الربيع الفصل من الفصول الاربعة وبين عيد الربيع الذي يحمل المعنى الذكوري، وبين ربيع براغ والربيع العربي.
    والسؤال هنا أي معنى من هذه المعاني تريد اللغة الإعلامية تسويقها في خضم الثورات العربية على الرغم من إقصاء كلمة (ثورة )أيضا،
    المعنى الأول القريب بدلالته الانطولوجية ويعرفه الجميع وتعرفه جميع الثقافات في العالم، أما المعنى الثاني بدلالته المختزنة في الحكايات الشعبية ذات النهايات الصادمة والمفجعة نتيجة عملية التحول في الأعضاء الجنسية حيث يستاوي التأنيث الطبيعي بالمصطنعي على اعتبار أن الحكاية لم تمس العقل و:ان الرجولة والبطولة والتضحية محصورة بالفحولة.
    هل يشي استعمال الربيع إلى هذا المعنى ( الخصاء الجنسي ووقف عملية التوالد والتناسل) أم أن معنى الاستعمال يشير هنا إلى الخصاء السياسي بالمعنى البلاغي، أي الحكم على هذه الثورات بالفشل لعدم امتلاكها القدرة على التغيير، لذا فإن استعمال الربيع في اللغة الإعلامية العربية لا يأتي بدعا في الفعل وفي التصور انه يشير إلى صورة ذهنية راسخة في الثقافة البشرية والمختزنة في الذاكرة الطويلة والتي لا تسترجع إلا بإعادة النبش والحفر عنها، فهي بعيدة وغير متداولة اليوم في الثقافة الشعبية.من هنا (يحدث تشابك دلالي بين تسمية الأشياء من حيث تمثلاتها في الثقافات الشعبية) فالربيع العربي وعيد الربيع في حكاية عناة الكنعانية( إشارتان متصاحبتان في بلاغة الثقافة وفي فطنتها وعلامة هذه الفطنة البلاغية هو هذا الربط الجذري بين الربيع العربي وبين عيد الربيع في حكاية عناة،)(3)
    فالأولى تشير إلى الانتفاضات العربية والثانية تشير الفعل الأخصائي في الاحتفالية الجمعية في عيد الربيع الكنعاني، وبقبول الشعب بهذه النهاية.
    أما الربيع الجميل بوروده وخضرته الذي يبعث في النفس مشاعر رومانسية حالمة ويحلق بها فوق السحب، وما أن يستفيق الشعب من حلمه الرومانسي حتى يصطدم بالحقيقة الواقعة، وهي المراوحة الخاسرة في المكان المستحدث للتعبير، فتختزل الجغرافيا ببقعة محددة الأبعاد وبالطاقة الاستيعابية للناس والافتقار للخدمات، أي ربيع هذا غير القادر على الإزهار والإيراق في ربوع الوطن فيتحول دفيئة في ميدان أو يغدو حوض صغير ، مما يوفر الفرصة إلى من يريد الامتلاك ويمتلك القدرة على التحكم بالمكان ومن عليه،يكون قد تحكم بنمو الظاهرة وتكاثرها وتوزيع أشتالها او تشتيتيه او احتوائها . فيتحول بذلك الربيع إلى واقع افتراضي، في مجتمع افتراضي، في عالم افتراضي.
    هل الربيع محاولة تجريبية يتم تطبيقها على الشعوب العربية لمعرفة مديات التأثير والتأثر بطرق الاتصال الجديدة على النت ودراسة سلوك الجماهير وإيجاد نظرية في علم نفس الجماهير، وفي اعلام الجموع بهدف تطويره وامتلاك القدرة على التحكم بالشعوب من الداخل.
    إن المتتبع للغة الإعلامية في الإعلام العربي والغربي، سيكتشف بسهولة مدى إصرار هذا الإعلام على استعمال مصطلح "الربيع" للتعبير عن انتفاضات الشعوب العربية، فهل هذا الإصرار مدروس وممنهج أم أنه قد جاء صدفة طرحه للاستعمال أحد المتحذلقين والمتفذلكين الذي يمارسون الثقافة بشكل متعال ومترفع على الجماهير. إن هذا يقودنا أيضا إلى سؤال نظن أنه جوهري إذا ما سلمنا ببراءة الاختراع لمفردة الربيع تلك التي أصبحت مصطلحا ذائع الصيت والاستعمال في اللغة الإعلامية العربية والدولية،لماذا تم إقصاء استعمال مصطلح الانتفاضة هذا المنتج الفلسطيني المحض عن الاستعمال في اللغة الإعلامية العربية والدولية؟
    ويفرض السؤال نفسه علينا، وهو هل هناك قصدية تهدف إلى التلاعب في اللغة الإعلامية؟ بقصد التلاعب في العقول من خلال خلق أساطير جديدة مؤسسة للانتفاضات الشعبية العربية مثل أسطورة "الفيس بوك" موقع التوصل الاحتماعي على الشبكة العنكبوتية، على الرغم من إقرار المختصين بمحدودية التأثير على مجريات هذه الانتفاضات، وإن كانوا يعترفون بأهمية التواصل باستخدام "الفيس بوك" وفي هذا السياق يقول الأستاذ حسين أمين أستاذ الاتصالات العامة في الجامعة الأمريكية لوكالة فرانس برس(أن الشبكات الاجتماعية أعطت الناشطين للمرة الأولى فرصة لنشر المعلومات بسرعة وفي الوقت نفسه تجاوز حدود الحكومات”(4)

    أما مارك زاكر برغ 27 عاما فقد قال خلال تجمع" أي جي" لمسؤولي المواقع الإلكترونية في باريس في مايو أيار الماضي أن( فيس بوك لم تكن ضرورية ولا كافية لتحقيق تلك الأمور".(5)
    ويؤكد من جهته إيهاب السكوت مستشار "أوفسكام للشرق الأوسط" على
    ( المساهمة الأساسية للشبكات الاجتماعية في الثورات العربية كانت توفير هذا الفضاء الافتراضي حيث يجد الناس العاديون وليس فقط الناشطين المخضرمين المجال والجرأة للتعبير عن رفضهم ولاختبار مدى قدرتهم على تحدي السلطات)(6)
    واللافت للنظر في قول إياب السكوت هو استعماله كلمة الثورة ولم ينسبها إلى الفيس بوك وأكد على منحى جديد في التواصل الاجتماعي لأن مكن بعض العامة من استخدامه.
    لماذا تم إقصاء مصطلح الانتفاضة الشعبية من اللغة الإعلامية؟
    حسب تقديرنا المتواضع يعود السبب إلى أن مصطلح الانتفاضة يعد النموذج ذو الفضاءات المتعددة وهي الفضاء الجغرافي والبصري والتاريخي والمعرفي ضد الظلم التاريخي والاضطهاد الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي ، وهنا نتوقف تحليل هذه الفضاءات لنكشف دقة هذه الفرضية من عدمها:
    أولا:
    الفضاء الجغرافي:
    وهو الأراضي الفلسطينية المحتلة بما القدس الشريف عام 1967، هذا الفضاء الذي يرشح بكل دلالات المكان وبكل المعاني وظلالها والمدركة من لدن أكثر من ثلاثة أجيال واكبوا هذا الفضاء وما يجري عليه وما يمارسه الاحتلال الإسرائيلي على شعبه.


    ثانيا:
    الفضاء البصري:
    والمتمثل بصور الاحتجاجات الشعبية السلمية ضد الاحتلال، ومشاهد بطولات أطفال الحجارة، ومشاهد النساء اللواتي شكلن دروعا بشرية لحماية الشباب والأطفال الغاضبين والثائرين ضد عسف الاحتلال وقمعه وصور فئات الشعب الفلسطيني وخصوصا أطفاله وهم يواجهون الدبابة بالحجر والفضاء البصري ممتلئ بالمشاهد والصور اليومية والمختزنة في الفضاء الذهني.
    ثالثا: الفضاء التاريخي
    وهو فضاء هام يحمله أيضا مصطلح الانتفاضة والذي يشير مباشرة دون مواربة إلى الاحتلال الإسرائيلي الرافض لكل أشكال المبادرات السليمة الفلسطينية والعربية والدولية وما يزال يفرض حصارا على غزة ويواصل قضمه للأرض الفلسطينية ويواصل تهوده للقدس بما تعنيه المدينة المقدسة بالنسبة للعرب والمسلمين.
    رابعا:
    الفضاء المعرفي: لقد رسم الإعلام العربي والدولي جغرافية هذا الفضاء في تغطيته اليومية لوقائع الانتفاضة الفلسطينية الشعبية السلمية، فانتقل هذا الفضاء تدريجيا إلى الفضاء الذهني وخزنته الاجيال في ذكرتها الطويلة وكل ما تحتاج إليه هو الاستدعاء واستلهام التجربة واستخدامها ضد الطغاة من الحكام العرب
    خامسا: الفضاء الدلالي:

    يحمل مصطلح (الانتفاضة )دلالات ثرة، لذلك فهو مدرك من الشعوب العربية نظرا لمواكبته الانتفاضة كما سبق واسلنا ذكره، وهو يختلف تماما عن الفضاء الدلالي لمصطلح (الربيع)وبالتالي لا يشكل مرتكزا في دلاليا عند الشعوب، لأنه مبهم الهوية وغير قادر على إعادة الصور الحسية المحمولة في الفضاء البصري والتي يحتقبها مصطلح (الانتفاضة)، ولهذا تجدر إلى الإشارة إلى مبدأ هام وهو علاقة اللغة بالمجتمع وهذا المبدأ يقوم على أساس التعلق الاجتماعي العام مع دلالة محددة غالبا ما يمثل في نفوس منتجي اللغة موقفا فسيحا ورحبا، لذا نقول إن إقصاء مصطلح (الانتفاضة) يهدف إلى إقصاء الاهتمام ومن ثم وأد التعلق الشعبي العربي من جديد بفلسطين شعبا وقضية حتى لا يتم استحضار الاحتلال الإسرائيلي، فترفع شعارات شعبية عربية ضده ولتبقى العلاقة مع الحاكم الجدي مثل أسلافه. بالإضافة إلى أن المخيال العربي نظرا للنقص المعرفي والتاريخي للشعوب المنتفضة عن مصطلح (الربيع) فلا يستطيع إحداث مقاربة بينه وبين انتفاضته لعدم وجود مشتركات واضحة ومحددة.
    من هنا تم إقصاء مصطلح (الانتفاضة) من الاستعمال اليومي في اللغة الإعلامية العربية والدولية حتى يتم الربط بين جرى ويجري في فلسطين وبين ما يجري في بلدانهم ، خصوصا أن هذه الشعوب تدرك حجم التواطؤ العربي وحجم عجزه وكذلك الدولي ولأن استنتاج هذه الشعوب المنتفضة سوف ينحصر في الظلم والاضطهاد والقهر والفقر والبطالة وهي قضايا مشتركة وألم مشترك ومأساة واحدة.
    وهنا يكمن الإصرار على إقصاء مصطلح الانتفاضة من اللغة الإعلامية من أجل إنجاز مشروع القطيعة الابستمولوجية(المعرفية) وغيرها من الفضاءات السالفة الذكر بين الشعب الفلسطيني والشعوب العربية من أن يتمكن الإعلام من خلال التحايل والإقصاء اللغوي إلى فرض لغة جديدة محمولة بفضاءات قطرية لا رابط بينها سوى الاحتجاج.
    (1) عبدالله محمد الغذامي، المرأة واللغة، ثقافة الوهم،المركز الثقافي العربي الطبعة الأولى 1998 ص109
    2- www.d1g.com|forum|show|5045590
    3- مرجع سبق ذكره ،عبدالله الغذامي،ص71
    4-www.assdae.com/10690-html
    5- المرجع نفسه
    6- المرجع نفسه

  2. #2
    موضوع جميل حقيقة أضاف لي معلومة مهمة وهي:
    معنى الربيع عند الكنعانيين 0الإخصاء وعدم الإخصاب وعكس الذكورية) وكأن هيلاري كلينتون والإدارة الأمريكية عندما أطلقت ذلك المصطلح على ما حدث في بعض الأقطار العربية كأنها كانت تشير إلى ما آلت إليه الآن!
    أما استبعاد مصطلح الانتفاضة لأنه كما أشرت أنت لأنه ارتبط بظروف فلسطينية ومقاومة ضد الاحتلال وقد لا يكون مناسباً استخدامه في مثل ما حدث في تلك الأقطار
    أما المصطلحات التي ذكرتها في بداية مقالتك فهي كلها تشير إلى تغير المرحلة والزمن وإلى الأولويات القادمة، فلا حركات تحرر ولا مقاومة ولا حقوق وطنية و لا حق تقرير المصير ولا ... إنها مصطلحات خاصة بزمن العولمة وأولويات النشطاء المأجورين وغير المأجورين، وهذا حالنا شغلتنا تلك المصطلحات وأحدثت فجوات واسعة بين أبناء الوطن الواحد وأفسحت المجال لأعداء الأمة كي يسرحوا ويمرحوا ضدها وهم مطمئين ومحميون من الداخل نفسه...
    تحياتي

  3. #3
    دراسة مشبعة ولافتة وهامة بذات الوقت، والجدير بالذكر ان مصطلح الربيع الآن اتخذ معنى جديدا، وهو التحطيم والإفناء ...لإبراز الأقليات على حساب الأكثرية الخ من الأهداف المبطنة.
    وشكرا لتلك المعارف التي نقلتها لنا.(وشكرا لذكر المصادر):
    مااقتطفته من هام:
    ( الجندر او النوع الاجتماعي، المساواة بين الجنسين، التمييز ضد المرأة ، والعنف ضد المرأة تمكين المرأة ، والكوتا النسوية، والزواج المبكر، والصحة الإنجابية قتل النساء،الكتابة النسائية، والكتابة النسوية، والجنسوية،والجنسانية)وقد انتقل هذا المعجم الى اللغة في الخطاب الاعلامي في اللغة الإعلامية للصحافة النسوية المكتوبة، ثم انتقلت هي الأخرى إلى الصحافة المكتوبة اليومية وغيرها.












    وننتقل الى البحث الحفري لمعرفة العلاقة الدلالية بين الربيع الفصل من الفصول الاربعة وبين عيد الربيع الذي يحمل المعنى الذكوري، وبين ربيع براغ والربيع العربي.
    والسؤال هنا أي معنى من هذه المعاني تريد اللغة الإعلامية تسويقها في خضم الثورات العربية على الرغم من إقصاء كلمة (ثورة )أيضا،
    المعنى الأول القريب بدلالته الانطولوجية ويعرفه الجميع وتعرفه جميع الثقافات في العالم، أما المعنى الثاني بدلالته المختزنة في الحكايات الشعبية ذات النهايات الصادمة والمفجعة نتيجة عملية التحول في الأعضاء الجنسية حيث يستاوي التأنيث الطبيعي بالمصطنعي على اعتبار أن الحكاية لم تمس العقل و:ان الرجولة والبطولة والتضحية محصورة بالفحولة.
    هل يشي استعمال الربيع إلى هذا المعنى ( الخصاء الجنسي ووقف عملية التوالد والتناسل) أم أن معنى الاستعمال يشير هنا إلى الخصاء السياسي بالمعنى البلاغي، أي الحكم على هذه الثورات بالفشل لعدم امتلاكها القدرة على التغيير، لذا فإن استعمال الربيع في اللغة الإعلامية العربية لا يأتي بدعا في الفعل وفي التصور انه يشير إلى صورة ذهنية راسخة في الثقافة البشرية والمختزنة في الذاكرة الطويلة والتي لا تسترجع إلا بإعادة النبش والحفر عنها، فهي بعيدة وغير متداولة اليوم في الثقافة الشعبية.من هنا (يحدث تشابك دلالي بين تسمية الأشياء من حيث تمثلاتها في الثقافات الشعبية) فالربيع العربي وعيد الربيع في حكاية عناة الكنعانية( إشارتان متصاحبتان في بلاغة الثقافة وفي فطنتها وعلامة هذه الفطنة البلاغية هو هذا الربط الجذري بين الربيع العربي وبين عيد الربيع في حكاية عناة،)(3)




    فالأولى تشير إلى الانتفاضات العربية والثانية تشير الفعل الأخصائي في الاحتفالية الجمعية في عيد الربيع الكنعاني، وبقبول الشعب بهذه النهاية.
    أما الربيع الجميل بوروده وخضرته الذي يبعث في النفس مشاعر رومانسية حالمة ويحلق بها فوق السحب، وما أن يستفيق الشعب من حلمه الرومانسي حتى يصطدم بالحقيقة الواقعة، وهي المراوحة الخاسرة في المكان المستحدث للتعبير، فتختزل الجغرافيا ببقعة محددة الأبعاد وبالطاقة الاستيعابية للناس والافتقار للخدمات، أي ربيع هذا غير القادر على الإزهار والإيراق في ربوع الوطن فيتحول دفيئة في ميدان أو يغدو حوض صغير ، مما يوفر الفرصة إلى من يريد الامتلاك ويمتلك القدرة على التحكم بالمكان ومن عليه،يكون قد تحكم بنمو الظاهرة وتكاثرها وتوزيع أشتالها او تشتيتيه او احتوائها . فيتحول بذلك الربيع إلى واقع افتراضي، في مجتمع افتراضي، في عالم افتراضي.


    واللافت للنظر في قول إياب السكوت هو استعماله كلمة الثورة ولم ينسبها إلى الفيس بوك وأكد على منحى جديد في التواصل الاجتماعي لأن مكن بعض العامة من استخدامه.
    لماذا تم إقصاء مصطلح الانتفاضة الشعبية من اللغة الإعلامية؟




    من هنا تم إقصاء مصطلح (الانتفاضة) من الاستعمال اليومي في اللغة الإعلامية العربية والدولية حتى يتم الربط بين جرى ويجري في فلسطين وبين ما يجري في بلدانهم ، خصوصا أن هذه الشعوب تدرك حجم التواطؤ العربي وحجم عجزه وكذلك الدولي ولأن استنتاج هذه الشعوب المنتفضة سوف ينحصر في الظلم والاضطهاد والقهر والفقر والبطالة وهي قضايا مشتركة وألم مشترك ومأساة واحدة.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #4
    نشر الموضوع في مجلة الفرسان ولكم الشكر.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  5. #5
    اسعد الله اوقاتكم استاذ مصطفى وانا سعيد جدا بقراءتك الثاقبة واشكر اهتمامك وان شاء الله سوف نتواصل في البحث في اللغة ولدي مشروع هذا جزء منه ونشرت اللغة في الخاب الاعلامي الفلسطيني وها انا شارفت على الانتهاء من دراسة اللغة في الخطاب الاعلامي الاسرائيلي لك مني الشكر والعرفان

  6. #6
    حضرة الاستاذة ريمة الخاني المبجلة
    تحية طيبة وبعد
    بالقراءة والبحث توصلت الى نتيجة هامة حسب اعتقادي المتواضع وهي : ان الكولونيالية شقت طرقها الينا من خلال افراف اللغة العربية من جمالياتها وبالتالي ضرب الحضارة والثقافة العربية، ومن ثم تعزيز الالسن واللجات وكتبت دراسة في ذلك بعنوان استعمال العامية في الخطاب الاعلامي العربي، وركز الغرب على اذكاء القومية العربية على اساس عرقي وليس على اساس حضاري ثقافي فاخرجو كل القوميات من الحضارة والثقافة العهربية،من هنا جاء اهتمامي باللغة العربية والثقافة العربية وباتلراسات الانثرويولوجية شكرا لك استاتي الكريمة وشكرا لمتابعتك لي على مواقع اخرى

المواضيع المتشابهه

  1. الدّعاءُُ بين انتفاضتين
    بواسطة د. عيد دحادحة في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-10-2015, 04:59 AM
  2. مقاربة سلوكية بين داعش والنازية
    بواسطة عماد موسى في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 04-06-2015, 04:07 PM
  3. القصيدة الثالثة/
    بواسطة خالد جابر في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 01-12-2013, 01:12 PM
  4. مقاربة .... بقلم :ملكة احمد الشريف
    بواسطة ملكة الشريف في المنتدى فرسان النثر
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 10-11-2011, 01:37 AM
  5. التحرش الجنسي/مقاربة سسيوثقافية
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الطب النفسي .
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 07-19-2010, 01:36 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •