غزال شارد....
ربما لا نحسن التوازن وموازاة الشعور مع الحقيقة عندما نكون أبطال المأساة
ويتغير المشهد عندما نكون ننظر من بعيد ونأخذ دور المواسين ....
أو ربما نتمنى بالمقابل أن نجد من يحمل همنا ويحسن مواساتنا
ولكن..
عندما نكون في قلب الحدث..ربما يفقدنا الألم وعينا..
أو ربما لن نستطع رد جميل من حاول أن يراعينا...
***************************
قد وصل الملل منتهاه ...كل صار في عائلتي يغني على ليلاه...
ويوم الجمعة مهرجان عائلي كبير...
نلملم بقايانا...ونستجلب فرصة لقاء جديدة...فرصة بوح...
عزمنا على جمع شمل العائلة الكبيرة في مزرعة...
وحضرنا ما لذ وطاب...
وهبطنا السلم لنفتقد صغيري الذي أنهى مرحلة دراسته الابتدائية...
ساعة ونصف من البحث المتواصل...
سعي في الشوارع...والطرقات...
في كل المحال المتوقعة...
عجوز يتطاير غطاء رأسها..تمشي على غير هدى...
وشاب سكير...يصطدم وهو يسوق برعونة بسيارة واقفة ...ويقذفها للجدار...
وتدور المركبة حتى يدمى وجهه...وتجتمع المارة وخلفها شرطة المرور....
وسيارة زراعية تمشي الهوينى هناك...
يبدو أنها لعروسين ..ويطير شالها الموشى وهو يلمع تحت أشعة الشمس...
ونزاعا بين الزبائن والباعة ..لا ينتهي....يوحي بأمور غير سليمة....
ومعها ازداد قلقنا ...وبدا في تصاعد حتى اختنقنا...
وصل صبرنا منتهاه....
وعدنا للمنزل على أمل تفكير جديد.....
دموعنا الندية تجعلنا نبعد عن شطان الأمان....
قرر زوجي بوجهه المصفر...أن يذهب من جديد..إلى الشرطة ..إلى المشافي....
إلى آخر ما توصله قدماه....
عندما فتح الباب بمفتاحه الصغير....
جمد في مكانه عندما رآنا نتوحد معا لمواجهته.....
وقرأت في عينيه نفسي.....
أم فراس