أف .......... !!!
دع الجميع وعش في الكون مبتهجا=وكن كعصفور حب في السما عرجا
وكن كشحرور غاب ليس يشغله=عن ذكر خالقه في عشه درجا
فالناس لا يرتجى منهم سوى طمع=ومن يقع في حبال الناس ما خرجا
فالعنكبوت إذا لفت حبائلها=حول الفريسة إشراق الصباح دجا
ومن تعلق بالدنيا ستهلكه=ومن تعلق في حبل السماء نجا
من يرج إحسان أهل الأرض وحدهم=يفجع ، ويربح إذا الرحمن منه رجا
يا مادح الناس زورا إن مادحهم=بغير حق كمن إفكا أتى وهجا
ذو العقل يشقيه عقل ليس ينفعه=في عالم الجهل أو ينجيه فضل حجى
فالجأ إلى الله لا تركن لغير حمى=رب كريم سيـُنجي من إليه لجا
واسلك من الخير ما ترضي لذي أدب=حتى وإن جار من في ظلمه انتهجا
وقم وناج الذي لا نوم يشغله=ولا يغيب وراء الليل حين سجى
واشرب من الحب من أيد جداولها=نبع الجمال وغادر للعذول شجا
سبح مع الكون تلق الله في حلل=فيها الحرير ، تعلق فيه واندَمِجا
ولا تقل قانطا ما عاد من أمل=سيجعل الله إن ضاقت لها فرجا
ولا تسق لقبيح الفعل من سبب=فلست أقنع مهما سقتها حججا
فالفجر طهر أتى من كل ناحية=بالنور أشرق في الآفاق وانبلجا
ولا تصاحب عديم الأصل إن به=غدر وخنجره في الظهر قد فلجا
وصاحب الذقن كن منه على وجل=من صاحب الذقن لم يأمن له سفجا
كذاك فالذئب لا ترجى مودته=فالغدر أ ُرضـِع لو قد شاهد البذجا
وعانــِق الزهر من آفاقه ألق=فاشرب وغن وعش في الحب مبتهجا
يا زارع الشر هل يوما ستحصد من=أشواك بذرك إلا ما به نتجا
وموجة الوحل لا يُرجى لها صدف=يحوى من الدر إلا الوحل والخمجا
وفرخ أفعى ولو أطعمته عسلا=يأتيك بالسم من أنيابه نفجا
ونافخ الكير لا يرجى له عبق=والكلب لا يرعوي إلا إذا هبجا
والناس ليست تخاف الريح ما عصفت=والناس تفزع إما ريحها معجا
واشرب من الحب عذبا لا يخالطه=من علقم الهجر إن بالهجر قد مُزجا
ولا تعاشر رفيق السوء موجته=بالوحل تأتيك إن أمـّـنتها لُججا
إذا وثقت بموج دلــّـه غـَـنـَج=يا بئس موجا أتاك الغدر لو غنجا
يفري فؤادك معسول الكلام له=وخنجر الغدر يفري العرق والودجا
لا تأمن لمن في الوحل شيمته=يهديك من نصحه يا صاحبي خمجا
فكم تفوق ذئبُ الناس ذئب فــَـلا=فالذئب أطهر من أهل الخنا مُهجا
لا تقصد النذل إن واثقته سترى=ألوان غدر ووجها أغبرا سمجا
إن يسكن البحر فاحذر منه ثورته=يأتيك بالغدر من أمواجَه نَسَجا
فاتركه في وحله قبحا يسيل أذى=واطلب من الله من أبوابه الفرجا
دع الجميع لكي تبقى على ألق=فمعظم الناس يبغي ربّه عِوَجا
فالناس يجمعهم كذْبٌ ومصلحة=أما الوفاء فمن شبّاكهم خرجا
وكن كما الورد أشواك تحيط به=ويرسل الفجر من أغصانه أرجا