يسند رجل مسن عكازه بعناية شديدة على الجدار، ولكنها تهوي على الارض. يحاول مرة اخرى، فتهوي على الارض مرة اخرى. وعندما تهوي للمرة الثالثة، يفقد الرجل هدوءه ويشتم العصا بالفاظ غاضبة. هنا تقوم اللغة بمهمة تخليصنا من توتر عصبي نشعر به عندما يضيق بنا الحال لسبب من الاسباب. ونستعمل اللغة لتحقيق هذا الهدف سواء كنا وحدنا او في صحبة اخرين. ويستعمل الكثيرون كلمات غاضبة في اوضاع بشعرون فيها بالاحباط والفشل. ومن ناحية اخرى نستعمل اللغة للتعبير عن نشوة عندما نرى منظرا جميلا كأن نقول: (ما اجمل هذا الجبل!) او للتعبير عن عاطفة جميلة (ما اكرم هذا المرأة!)، وان كان احد لا يسمعنا. فاللغة هنا تفتح نافذة للتعبير عن حالة نفسية نرتاح عندما نعبر عنها.ونستعمل اللغة في عبارات كثيرة للتواصل مع الاخرين وليس لتبادل معلومات وافكار: من هذه العبارات "صباح الخير" و "ارجو ان تكون بخير" وما شابه. اللغة هنا تفيد في خلق جو من الود الاجتماعي الذي يجعل التعامل بين الناس اكثر سهولة ويسرا. لنتخيل وضعا نمتنع فيه عن استعمال عبارات مجاملة عندما تبدو هذه العبارات ضرورية ومتوقعة. الا يخلق الاحجام عن استعمالها وضعا فيه جفاء؟
من مقالة لي عن استعمالات اللغة.