الغارديان: عن جورج مونبيوت.. لماذا لا نقصف العالم الإسلامي كله تحت حجة إنقاذهم وماذا عن السعودية التي قطعت في هذا العام رؤوس 59 شخصا باتهامات تتراوح بين الزنا والسحر والشعوذة!
لندن ـ قال المعلق المعروف جون مونبيوت ساخرا “دعونا نقصف العالم الإسلامي- كله من أجل إنقاذ حياة الناس، وبالتأكيد فهذا هو الخيار الأخلاقي الصحيح، وتساءل “لماذا نتوقف عند تنظيم الدولة عندما ذبحت وعذبت حكومة النظام السوري الكثيرين؟ وكان هذا الواجب الأخلاقي – ضرب النظام السوري- في العام الماضي، وما الذي تغير؟
وأضاف “لنقصف العالم الإسلامي بأكمله، من أجل إنقاذ حياة مواطنيه. لماذا نتوقف عند تنظيم الدولة الإسلامية والنظام السوري أيضا قصف شعبه ؟ ألم يكن هذا رأينا في الماضي القريب؟ فما الذي تغير الآن؟ وماذا لو ضربنا الميليشيات الشيعية في العراق أيضا؟ إحداها اختارت 40 شخصا في شوارع بغداد وقتلتهم لمجرد أنهم سنة، بينما ابادت أخرى 68 شخصا في أحد المساجد في شهر أغسطس/آب الماضي. وهم الآن يتحدثون بصراحة عن التطهير بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، حتى أن أحد الزعماء الشيعة حذر من قيام تنظيم شيعي مشابه لتنظيم القاعدة السني”.
ثم ينتقل الكاتب إلى غزة، حيث قتل 2100 فلسطيني في الحرب الأخيرة، ويتساءل: ألا يبرر هذا قصف إسرائيل ؟ وما هو المبرر الأخلاقي لعدم تصفية إيران التي أعدم فيها شخص الأسبوع الماضي بسبب فهمه العصري للدين .
وينتقل الكاتب إلى السعودية، ويتابع بأسلوبه الساخر تعرية التناقضات المنطقية في “المنطلقات الإنسانية” لقصف تنظيم الدولة الإسلامية، ويعرض العبث الذي ستنتهي إليه الحملة الإنسانية لو لم تطبق المبادئ القائمة عليها بشكل انتقائي.
ويمضي الكاتب “ألا توجد هناك حاجة/ واجب طارئ كي نقصف السعودية؟ البلد الذي قطع في هذا العام رؤوس 59 شخصا باتهامات تتراوح بين الزنا والسحر والشعوذة. وتمثل السعودية تهديدا دائما على الغرب، أكثر مما يمثله (داعش) اليوم. وفي مذكرة سرية أعدتها هيلاري كلينتون عام 2009 قالت فيها (ما تزال السعودية ممولا مهما للقاعدة وطالبان وغيرهما من الجماعات الإرهابية). وفي تموز/ يوليو كشف المدير السابق للاستخبارات البريطانية (أم أي 6) ريتشارد ديرلاف، ما قاله الأمير بندر بن سلطان، الذي كانت آخر مناصبه مدير الاستخبارات السعودية (الوقت ليس بعيدا، ريتشارد، الله يساعد الشيعة، عندما يضج أكثر من مليار سني منهم). ويلقي الكثيرون اللوم في صعود (داعش) على دعم السعوديين للميليشيات السنية أثناء فترة الأمير بندر، فلماذا نضرب المؤسسات التابعة ونترك المقرات الرئيسية؟”.
ويشير الكاتب للنقاش الذي دار في البرلمان البريطاني الأسبوع الماضي “النقاش الإنساني يمكن تطبيقه لتسوية كل الشرق الأوسط وغرب آسيا، وبهذا نعني أننا سننهي كل المعاناة الإنسانية، ونحرر الناس في هذه المناطق من وادي الدموع الذي يعيشون فيه” .
ويقول “قد تكون هذه هي الخطة، فالرئيس باراك أوباما قصف سبع دول إسلامية، وفي كل دولة تحدث عن الواجب الأخلاقي، والنتائح كما تراها في ليبيا والعراق وباكستان وأفغانستان واليمن والصومال وسوريا، تدمير الجماعات الجهادية والتخلص من النزاع والفوضى والقتل والاضطهاد والتعذيب. فقد قام ملائكة الغرب بتخليص الأرض من الشرور”.
ويواصل مونبيوت “اليوم لدينا هدف وسبب لإنزال الرحمة من السماء وبمنظور مشابه للنجاح، نعم، أجندة وممارسات (داعش) مثيرة للقرف، فهو يقتل ويعذب ويرهب ويهدد. وكما يقول أوباما فهو (شبكة موت) لكنه واحد من شبكات الموت، والأسوأ من هذا أن ما يريده (داعش) هو حرب صليبية”.
ويلفت الكاتب البريطاني إلى أنه “إذا نجحت عمليات القصف – وهي “إذا” كبيرة- فستؤدي لحرف ميزان الحرب ضد (داعش)؟، وعندها سنبدأ بالاستماع عن فرق الموت الشيعية والواجب الأخلاقي لتدميرها أيضا، مع أي مدني يجد نفسه في وسط الحرب. فالأهداف تتغيير ولكن السياسة لا. ليس مهما السؤال ولكن الجواب هو القصف. فباسم السلام وحماية الحياة تقوم حكوماتنا بشن حرب أبدية”.
الغارديان: جورج مونبيوت.. لماذا لا نقصف العالم الاسلامي كله تحت حجة انقاذهم وماذا عن السعودية التي قطعت في هذا العام رؤوس 59 شخصا باتهامات تتراوح بين الزنا والسحر والشعوذة