بسم الله الرحمن الرحيم

الفتنة المسخ
د.ضياء الدين الجماس

هَطَلَتْ بـمُروج مرابعنا ... سُحُب مزجت لهباً بدم

ذهبت بثمار مزارعنا.... قصفت بقنابل منْ حِمَم

نثرت حجراً طردت بشراً.... ولجوا بمجامر من خيم

جَرحوا بكرامة من هجروا ... قطعوا بمراحم للرحم

وبفتنتهم حرقوا أملاً ... مسخوا بمساعدة العجم

قتلوا ولداً بلفافته ... وصَموا الجبَهات بذي التُّهَم

ومساجدنا ومعابدنا ... هُتِكت كمرابض للقيم

بنذالتهم وحقارتهم...رجموا حَمَلاً بلظى السَّخَم

لمساجدنا سنعود غداً... ويعود غداً مطر الديم

والحمد لله رب العالمين

ما البحر في هذه القصيدة ؟

الخبب؟
يارب يكون صح.
وصباح النور.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رغد قصاب

الخبب؟
يارب يكون صح.
وصباح النور.

أشكرك شاعرتنا رغد قصاب على التفاعل والمرور.
لقد ذكرتُ في العنوان أن هناك بحرين ينطبقان على هذا الوزن، والخبب ممكن وصحيح.
فما البحر الآخر؟
بوركت.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غالب الغول

قصيدة جميلة , وأشكرك عليها , وبحر الخبب الثاني هو بحر تسير عليها القصيدة كلها وتفاعيله ( فعِلن ب ب ــ ) ولكن البحر الثاني فهو ( المتدارك ) وتفعيلته الخماسية( فاعلن ) وفي هذا البحر تم ( خبنها ) في جميع القصيدة , ولكن سؤالي الآن :


بأي وسيلة نستطيع التمييز بين البحرين ) هل بالنظر إلى التفاعيل وتقطيعها فقط ؟ أم بالإيقاع الموسيقي ؟ وكيف يتم ذلك ؟ وهل للنبر الشعري فاعلية بتحديد كل بحر على حده ؟

أشكرك أخي غالب الغول على مرورك الطيب والتفاعل المفيد للجميع.
والبحران المحتملان لهذه القصيدة هما المتدارك والخبب.
وأنا هنا في هذه القصيدة أرجح المتدارك لأسباب :
1- انتظام تتالي سبب مزاحف مع وتد يتلوه في كامل القصيدة، كما ذكرتم أصل التفعيلة فاعلن 2 3 زوحف سببها فأصبحت فَعلنْ 1 3 .
2 - هناك كلمات في القصيدة لو شدد الحرف الثاني منها لأخذت وزن فاعلن ، ووجود هذه التفعيلة في القصيدة يرجح بحرها المتدارك وتكون باقي التفعيلات مزاحفة لها.
مثلاً بقراءة واحدة من هذه الكلمات مشددة تكون بوزن فاعلن : نثَّرت - قطَّعوا - قتَّلوا...
3 - إذا كانت مقومات الأوتاد موجودة في جميع التفعيلات كما هو الحال في هذه القصيدة فيرجح وزن البحر الوتدي لأن الوتد أقوى من السبب في النطق.
4- طالما أن التفعيلة هنا صافية بوزن فعِلن ولم يخالطها في القصيدة وزن فعْلن أو فاعلُ فبتأصيلها إلى فاعلن ترجح المتدارك.
5- الإصغاء والإيقاع والألحان لا ترجح بحراً بل ربما تشير إليه، ولكن إذا أثبتت قرائن التأصيل غير ما يشير إليه اللحن فالأصل في قرائن التأصيل.
6- هناك كلمة في هذه القصيدة لو عدل تشكيلها وبقيت القصيدة بدون تشديد الكلمات المذكورة فإنها ترجح الخبب، فكيف يكون ذلك؟
الخلاصة أن القصيدة تحتمل بحري المتدارك والخبب مع رجحان المتدارك مع أن اللحن الإصغائي خببي.
أرجو أن يكون في القصيدة فائدة عروضية قلما تطرح بهذا الشكل.

كنت طرحت هذا الموضوع في (العروض الرقمي) من خلال قصيدة حول مفهوم الكم والهيئة كما يلي :

الكمُّ والهيئةُ
د. ضياء الدين الجماس

نُظِمَتْ قِصَصٌ وبها مَرَجُ ... بمداخلها دخل الهَرجُ

وسمت برتابتها أسفاً .... خبب يتدراكه الفَرجُ

بَحَرُ المتدارك هيئتها .. وبه نظموا وبه ولجوا

حُجج وصلت لنهايتها... فبأيِّ بحاركَ يندرج ؟

أبهيئته وجزالته ؟ .... أبكمِّ مَداه به الحجج؟

مناقشات مفيدة
ولي عودة بإذن الله
بارك الله فيكم