نينوى العاصمة الآشورية
كامبل تومبسون([1])
ترجمة الدكتور حسيب حديد



تقع مدينة نينوى بين اسوار تمثل بأكملها عمل سنحاريب إذ تبعد ثمانية اميال وتتضمن مركزين كبيرين اذ يبلغ ارتفاع قويونجوق([2]) اكثر من نصف ميل أما الثاني فهو مرتفع النبي يونس(عليه السلام) الذي يعدّ اصغر حجماً. اما بالنسبة للجانب الشرقي وهو الجانب المفتوح توجد اسوار فضلا عن سور اكبر خارج السور المحيط بها بيد انه لم يتم اكماله. وفيما إذا كان نهر دجلة يمر من الجانب الجنوبي الغربي في حقب تاريخية يعدّ امراً ربما يكون ممكناً ويعدّ قويونجوق المرتفع الاكبر. والذي يهمنا في دراستنا هذه يرجع تاريخ التنقيبات الاولية إلى اواسط القرن الماضي عندما بدأ بوثه اعمال الحفر الاولى لفترة قصيرة وتم ربط ذلك مباشرة بالمتحف البريطاني. وفي قويونجوق بدأ الاهتمام في الدراسات الآشورية يتشعّب إذ قام بيرد باكتشاف قصر سنحاريب وبعد ذلك اكتشف جورج سميث الذي اللوح الخاص بالطوفان فإن مرتفعاً كهذا بحدود 90 قدماً اعلى من المستوى المحيط بالارض الذي يعود تاريخه إلى سبعة الاف سنة كان نتاجاً عن احتلالات متعاقبة وابرز مايميزه وجود المعابد والقصور وكذلك الاسوار والبنايات الاخرى الا انه تعرض إلى تراكم الاتربة خلال العواصف الترابية بإذ انه تمت تغطيته بصورة كلية .
الاعمال الاولية
لنبدأ مع اول احتلال للمرتفع الكبير إذ انه تم حفر التربة الاصلية عندما قام مالووان مصر باكتشاف خمس فترات رئيسة تعود إلى ماقبل التاريخ والتي تأخذنا عادة إلى الالفية الخامسة قبل الميلاد.ويظهر مالووان الذي كان مسؤولاً عن العمل في مناقشة عامة حول هذا الموضوع عام 1933 م مؤكداً أن اكثر الاكتشافات جرأةً هو العثور على الخزف الموجود في سامراء وتل حلف في المستويات الاولى ويقدم الثاني معلومات جديدة فضلاً عن المعلومات السابقة بخصوص الخزن الملوّن والرسوم التي تعود إلى فترة سامراء.
فقد قدّم ذلك سلسلة طويلة من الفخار الخاص بالوركاء وجمدة نصر . اما بالنسبة للمعادن فقد جاءت على شكل دبابيز من النحاس وفي القسم الثالث الذي يعود إلى 4000 سنة تم العثور على اواني من الخزف مصنوعة باليد ويجب علينا ان نؤرخ القبور التي تحتوي على قباب التي عثرنا عليها في المجمّع الواسع وتم بناؤها من اللّبن إذ يبلغ ارتفاعها 15 قدماً و6 انج مع فتحاتها التي تحمل اقواساً والتي تواجه الجهة الشمالية الشرقية والجنوبية الشرقية وهي مبنية من الطابوق نفسه ولايعدّ الخزف اشارة إلى التاريخ وانما نوع الطابوق واللبن بوصفه متميزاً عن نوع الطابوق البنًي والاصفر الذي يعود لفترات لاحقة وهذا بدوره يشجعنا على ارجاع تاريخ هذه القبور إلى الالفية الرابعة .
الفترة التاريخية
مع نهاية فترات ماقبل التاريخ نصل إلى حقائق مدونة . الحقيقة الأولى أنه يجب أن نذكر بأنه لايوجد أي دليل مدون يشير إلى ان السومريين احتلوا نينوى كما لايوجد أي ملك سومري ترك اسمه على الطابوق هنا. كما اننا لم نجد أي تمثال لملك سومري ولم يتم العثور على اية مواد صغيرة تبيّن اعمالهم اليدوية. ومن الصعوبة بمكان القول بأنه هنالك احتلال لنينوى من السومريين. وان الاشارة الحديثة الاولى إلى نينوى حسب معرفته كانت في لوح كابوجياً يعود تاريخه إلى 2200 قبل الميلاد. ولكن قبل هذا التاريخ نجد ماليشتوشو ابن سرجون العظيم ملك أكّد الذي يرجع تاريخه إلى 2450 قبل الميلاد إذ قدم من الجنوب وبنى معبد ايمينوى الذي يشبه معبد عشتار وقد دوّن اسطوانات حجرية قديمة تمت كتابتها من قبل شامشي أدد الاول في عام 1840 قبل الميلاد. ونجد قطع منها بالقرب من الجانب الجنوبي الشرقي من المعبد وفي المنطقة المجاورة نجد ايضاً بنايتين مستطيلتين من طابوق غير مفخور تعودان إلى فترتين ربما تمثل الفترة الاولى آثار بناية مانيشثوشو اما الثانية يتمثل آثار شامشي أدد وتمثل هذه السجلات الاولية للمدينة المعروفة .
وهنالك بين مانيشتوشو وشامشي أدد معبد أني شمش مثل ما كان يسميه حمورابي في قوانينه المشهورة في حدود (1940 م ) إذ كان الملوك يظهرون بكونهم سادة اشور ونينوى 98 الا ان اثار الرماد على البناية الاولى المذكورة سابقاً تم تدميرها بالحريق فاذا كانت البناية الكبيرة الثانية وهي بناية شامشي أدد فإن ذكر حمورابي لهذا كان عبارة عن تنميق في الكلام .
ويضعنا شامشي أدد الأول في حدود (1840 م ) على ارض صلبة وان اسطواناته تتضمن اشارتين مهمتين إذ هنالك سبعة اجيال بينه وبين ونهاية أكّد التي تفصل بينهما فترة 482 سنة ولذلك فإن هذا الجيل يمكن ان يعود إلى هذه الفترة.اما الاشارة الثانية فقد جاءت في مملكته بعد استيلاء نوريكي ، وهو تاريخ مهم جداً لإنه غير معروف وان البناية التي افترض بأنه بنايته والمشيدة بطابوق غير مفخور تعطي مساحة داخلية تبلغ 78x25 قدم في حين ان الاسوار أو الجدران مبنية على اساس من الحجر يبلغ ارتفاعه بين 10 إلى 11 قدم مع وجود اقواس بالجانب الشمالي الشرقي الذي يعكس اثار الدخان بإذ ان السقوف قد اسود لونها بسبب النيران داخل البناية .وهذا بدوره يعطي تاريخا مثبتاً لكل قوس في شمال بلاد وادي الرافدين.
وهنا مع الاسطوانات القديمة لشامشي أدد لدينا الكتابات الاولى من نينوى ، وقد عثر على بعض الاسطوانات المدونة عام 1927 تعود إلى الملك شامشي أدد ولكن من الان فصاعداً ومن خلال الفترة القاشية ليس لدينا أي شيء معاصر من اللقى المحلية في نينوى حتى القرن الرابع عشر . صحيح ان هنالك ترتيلة إلى عشتار نينوى حول هذه الفترة كتبت باللغة الحورية ونجد ايضاً اوراقاً أو كتابات للآلهة في مصر وذلك من قبل (دوش راتا في متاني) كما فعل والده وأن هذه النقاط سوف يتبين لنا اهتمام الالاهة الذ كان كان واسعاً كما كانت هناك نوع من السياحة تمارس على نينوى. وان هذه الفترة كان فيها القاشيون في الجنوب وعندما بعثت مصر بحملة إلى تلال سنجار غرب نينوى وعندما وصل الحيثيون إلى السلطة كانوا يتوسعون بالاتجاه الشرقي وعندما كان ميتاني قوياً بدرجة يستطيع ان يؤدي هذا الدور في هذه الفترة المهمة فإن الزواج المتبادل كان مألوفاً كما انه تبادل الهدايا على وجود علاقات شخصية .
ومع الملك العظيم أشر اوباليت ( 1380 ) تقريباً تغير الوضع السياسي وفي عصره وصلت اشور إلى السلطة إذ بدأ القاشيون يشعرون بأن هذه الضربة جاءت من الشمال . فقد قاد حملة ضد المعتصمين القاشيين الذين قتلوا ابنه الأكبر واحتلوا عرشه الثاني. ولحسن الحظ وجدنا عام 1928 قصيدتين شعريتين موجودتين في السور ( ومن الممكن ان نضيف ثالثة اليهم 1930 ) إذ ان هذه اثبتت على قطعة ثانية من لوح وجد في اشور ولربما ان الكتابة كانت ناعمة لامثيل لها في كل الكتابات المسمارية التي عثر عليها .
يبدأ هذا اللوح بوصف المعركة القديمة بين الاشوريين تحت ظل اشور ابوباليت والقاشيين التي استمرت حتى فترة ك توكولتي ، نينورتا وهو الملك الاشوري الذي وصف التحدي للفاشيين وملكهم كاشتيلياش وهنا يبدو لنا وصف دقيق للحرب التي قادها الاشوريين ضد اعدائهم وتبين لنا القطعة الاخيرة كيفية معملة توكولتي ، نينورتا لتجار القاشيين الذين جاءوا عبر الحدود بعطف وشفقة.
ويعدّ معبد عشتار العظيم هو من جهود اشور على حد معرفتنا في نينوى ولايوجد هنالك أي سجل أو مدونات معاصرة التينا ولربما ان الزلزال الذي ذكره شلمنصر الاول ( 1280 ) تقريباً قد ابتلع كتابات الملك وتم أكتشاف قطعة على شكل رأس صولجان مكتوب عليها اسم كادشمان ، انليل ملك اشنونة وليس من المؤكد فيما إذا كان الاول في حدود 1400 أو الثاني في حدود 1276 ) بيد ان ذلك يشير إلى احدى الحملات الناجحة ضد القاشيين ، وربما هنالك غنائم من القصور أو من مخلفات المعركة من المحتمل أنها كانت تعود إلى الملك الاخير فلابد انه تم الاستيلاء عليها من قبل توكلتو ، نينورتا عند اسقاطه للقاشيين .
ومع شلمنصر الاول ( في حدود 1280 ) نصل إلى مرحلة جديدة من الابنية المدونة وقبل كل حملة فإن زلزالاً قد سبّب دماراً في المدينة فإنه لم يقم بأصلاح معبد عشتار فقط وانما قام بنفسه ببناء قصر اخر مستعملاً الطابوق المفخور المربع كبير الحجم ولاداعي أن نكرر ماذكره جورج سمث حوله بأن هذا القصر هو أقدم قصر معروف في نينوى واعتقد بأن جورج سميث هو الذي وجد طابوقه لهذا الملك وهو الذي قام بترجمتها مع سجل لعمله في المعبد . وان الملوك الآشوريين كان عليهم ان يتعلموا ما كان سائدا في الشمال ومن ثم يقومون ببناء القصور في نينوى ومن ثم تبادل الثناء والمديح. وإلى الشرق والشمال الشرقي يمكن أن نرى الجبال العظيمة الكردية إذ تغطي الثلوج قممها والتي يجلب منها الثلج في الصيف ليستعملوه لتبريد الخمور في الصيف ولذلك جلب كميات من الخشب للتدفئة في القصر في الشتاء البارد وهذا اخر يجب ان نذكره بأن تجلب المواد من الشمال فهي اقرب وافضل من تجلب الجنوب. وفي الحقيقة فإن الرغبة في الجبال بدأت تنمو وان سرجون بدأ يحرك قصره بالاتجاه الشرقي وذلك بالقرب من مرتفعات مقلوب والتي كانت تحمل الاسم القديم – اكانويه –. ان مثال شلمنصر في اعادة اصلاح المعبد اكمله ابنه اثوكيلني ، نينورتا الا ان زلزالاً آخر حدث في عصر اشور دان ( في حدود 1187 ) . وليس من الضروري ان نذكر ماذكره الباحثون حول وجود الزلزال في سوريا والغرب في مثل هذه الفترات وفي الحقيقة من نينوى خلال المملكة الاخيرة جاءت تقارير عديدة تشير إلى حدوث زلزال في القرن الثامن ومع وجود تعويذات وادعية تشير اليها . وفي الحقيقة عثر في معبد عشتار على رسالة إلى الملك في هذه الفترة بالذات. يشرح فيها آثار الزلزال على البنايات المحلية ويشير جورج سميث في سجل حول كتابات قصر موتاكيل ، نوسكو إلى تاريخ سابق وجده بنفسه ، ثم قام اشور ، ويشي ، أيشي ( 1120 ) بإصلاح البوابة العظيمة برؤس الاسود للفناء الكبير للمعبد بنفسه بناء واعادة القصر. اما بالنسبة لبليزر ( في حدود 1100 ) لم يترك لنا فقط طابوق القصر وانما ترك لنا قطع ثماني بين البازلت وقطع عديدة من الواح الطين تسجل حولياته. اما بالنسبة لتمثال عشتار في المتحف البريطاني قيل انه جاء من نينوى وليست فقط كتاباته تقول ذلك وانما عثرنا على لوح طيني لهذا الملك ومن دون شك قام شامشي أدد الرابع ( 1000 ) بأعادة بناء بيت ناميرو وهو المعبد .
ومن الآن فصاعداً نجد أن نينوى بدأت تتقدم وباستمرار بحيث أنها غدت منتجعاً للاقامة الصيفية للملوك الآشوريين. ومن جهته ترك آداد نيرراري الثاني )( بحدود 911 إلى 980 ) قطعتين اسطوانيتين من البازلت تذكر قصره . اما بالنسبة لتوكلتي ، ننيورتا ( في حدود 890 إلى 884 ) فقد ترك لنا قطعة مدونة تشير ايضاً الى انه اعاد بناء المعبد كما اننا وجدنا قطعة تحمل سجلاً للمعارك والقرارات التي تعزى اليه وتشير إلى انها تعود إلى كار ، توكولتي ننينورتا .
وبعد ذلك جاء الملك العظيم اشور ناصر بال في حدود 883 إلى 859 الذي يعدّ اقدم الحكام الاشوريين واستطيع القول بأن حملاتنا الاربعة القت ضوءاً جديداً على عمله بالشمال على الرغم من ان جورج سميث ذكر بأنه عثر على كتابات عديدة من هذا الملك من نينوى تؤكد عبادة المعبد وهذا هو مقدار معرفتنا حتى صدور الجزء الثالث من تاريخ كيمبرج القديم ولربما ان الاهتمام الكلي لهذا الملك انصب على قصره العظيم الذي عثر عليه لايارد الذي كان يعدّ مقر إقامته الرئيس .
وفي عام 1928 م عندما بدأ الحفر في واجهة معبد نابو اتفق معي السيد هوجين ولأول مرة حول سلسلة من الغرف المبنية من الطابوق ( على عمق في حدود 20 قدم ) والتي تتضمن جدراناً من الطابوق ً بأنها جاءت من قصور اشورناصر بال وشلمنصر بإذ ادى بنا إلى اعتقاد بوجود قصور حقيقة وقد قمنا بالتحضير للموسم اللاحق . وعلى كل حال عندما جئنا لتفحص الجدران اصبح من الواضح انه تم بناؤها باليد وتتضمن طابوقاً مكسوراً من الواح تم لحمها عليها كتابات مسمارية وكذلك لوح من اشور ناصربال. اما بالنسبة للجزء الاعلى من احد الجدران وجدنا ثلاث قطع من السبائك الرومانية التي يعود تاريخها إلى القرن السادس بعد الميلاد. وعلى كل حال فإن هذا التاريخ يمكن من الصعوبة تطبيقه على الغرف الغربية التي تكون على مستوى اوطأ تعود الى فترة ليس من الممكن تحديدها. وعلى كل حال لايوجد أي دليل يبين بأن هذه كانت مابعد التدمير الذي حصل سنة ( 612 ) قبل الميلاد.ويذكر انه تم العثور على منظومة مجاري للمياه تعود الى شلمنصر الأول ان اشور ناصر بانيبال ركز كل اهتمامه على معبد عشتار العظيم ولربما لقرنين من الزمان ( من المحتمل يرجع إلى اشور ريش ، ايشي ) قاعدة واساس المعبد تتضمن اساساً صلباً يبلغ سمكه ستة اقدام مع رقمين من الطابوق غير المفخور ويمتد إلى مسافة تقدر بحدود 300x 150وبزاوايا تشير إلى نقاط رقمية . ويبدو أن الزلزال والامطار وكذلك ماحصل من قبل المحلين للفترة مابعد الآشورية ادت إلى احداث كبيرة جداً تمد هذه الاعمال ولم تدمر الاسوار فقط وانما الاسس نفسها بإذ اننا لانستطيع نقتفي اثر الاساس وكذلك الاسوار إلى القمة. وفي الحقيقة تبين لنا عندما تفحصنا هذه الخريطة بأن البناية اخذت شكلاً معيناً إذ هنالك فناء كبير مبني بالطابوق ومرصف ربما نجده بأنه بني من قبل شامشي مع وجود فناءات صغيرة إلى الشمال الشرقي التي تم رصفها فيما بعد بقطع كبيرة من الطابوق في عهد اشور ناصربال.
وقد وجد اثاراً عديدة لهذا الملك في الموقع وان اقل عمل قام به هو وجود بلاطات من المرمر المنحوت يبلغ طولها 15 قدماً ويستقبل ثلاثة ملوك ولكن من المؤسف حقاً ان الوجه محطم تماماً الا ان الظهر الذي تم حفظه على جدران اللبن فقد تم حفظه . وعندما قام البارتين بأحتلال موقع المعبد كان هذا البلاط لايزال قائماً بيد انهم قاموا بكسره ماعدا القاعدة ولذلك اصبح مئات القطع ويمكن ان نربط ذلك مع الانموذج الموجود في معرض الفن في بيرمنكهام ويمكن ان يدل ذلك على انتصاراته بصورة عامة وبصورة خاصة كيف ذهب إلى بلاد مهرني بـ 50 الف جندي لقطع اشجار لمعبد عشتار وهنالك بلاطات من الحجر لاتزال موجودة وتحمل كتابات للملك نفسه ظهرت في المواقع الموجودة في معبد نابو تم استعمالها من البنائين ما بعد الفترة الآشورية. نجد في معبد نابو قطع من بلاط منحوت يحتوي على مشاهد احدها لإشور بانيبال وهو في عرينه يرمي سهماً ضد اسد هاجمه من الخلف. وتوجد صورة اخرى وهو يمنح التشكرات للرياضيين وموجود مثل هذه المشاهد في النمرود ايضاً تمت كتابتها مع اهداء إلى عشتار .
ولكن يجب أن نضع ضمن البنايات المهمة في مركز مرتفع معبد نابو وكذلك قصر اشور ناصر بال ومعبد عشتار العظيم . ويذكر أن معبد نابو يتضمن كتابات للملك سرجون ( القرن الثامن ) وقديم انشاءه في فترة البوابة الشمالية الجديدة ولكن تاريخها غير معروف بالنسبة لنا اما اعادة اعماله لأول مرة كانت سنة 788 من قبل اداد نيراري .
والمهم ان نلاحظ ماهو موجود من رسوم في منتصف القرن التاسع إذ ان التنقيبات التي اجريناها تمثل صور مرسومة على مسلة اشورناصربال الموجودة في المتحف البريطاني وبذلك نستطيع ان نصف الارض بالشكل الاتي .
في وسط المرتفع هنالك خمس بنايات لمعبد نابو ، معبد عشتار ، موقع قصر اشور ناصر بال ومن ثم القبور ذات القباب : وفي الجزء الشمالي الغربي هنالك معبد نابو وهو عبارة عن اساس غير نظامي من طابوق غير مفخور 190x50 قدم : 120 قدماً بعيداً عن الجنوب الشرقي هنالك معبد عشتار في حين ان الوادي نفسه من الشمال إلى الجنوب يقع موقع قصر آشور ناصر بال والقبور ذات القباب وهي الان مدفونة تحت الارض .
نجد الان اننا امام فترة تتميز بالقصور العظيمة في قوينجوق فإن سنحاريب الذي كان عليه ان يبني لنفسه مقراً امامه معبر وذلك بالاشغال الشاقة التي كانت تفرض على الاسرى قام بزيادة ارتفاع المرتفع بالاتجاه الجنوبي الغربي وفي الموقع القديم اقام قصراً جديداً بأبعاد 650x630قدم وقد اكتشفه لايارد اذ كتب معلقاً على اكتشافه بأنه من أعظم مواقع قوينجوق التي تضم اكبر عدد من الالواح التي اقامها آشور بانيبال والنص الثاني وجد في النصف الشمالي للملك موجودة الان في المتحف البريطاني وتضم (24 الف قطعة ) .
وتضم بنايات سنحاريب الاخرى قصراً صغيراً منه رسوم الثيران في الجانب الشرقي الذي يطل على نهر الخوصر الذي اكنشفه كنج عندما كنت معه عام 1904 وقد اطلق عليه اسم بيت ناكيتي وقام بناء بيت اكيوتر أو معبد وليمة السنة الجديدة . كما يبنى بيتاً على مستوى تحت قوينجوق لابنه آشور ، شوم ، اوشابشتي ولكن فيما إذا كان هذا المجمع من الابنية امر مثير للشك. وعلى كل حال فإن اشور بانيبال هو الذي ترك افضل قصر في قاينجوق في الاتجاه الشمالي الذي تم اكتشافه مع آثار اخرى من قبل هرمز رسام ومن مايثير الدهشة بدرجة كافية سوف نلاحظ بأن اشور بانيبال قال انه كان يخشى على الاماكن المقدسة للإله ولذلك حافظ على عمله ضمن حدود المرتفع ومن غير الضروري ان نصف اعاجيب هذا القصر التي تتضمن شكل منحوتات موجودة الان في المتحف البريطاني ولكن هنالك الكثير من العمل الذي يجب انجازه في هذا الموقع علماً بأن الدكتور كنج اكتشف فناء جديد فيه .
وترك آشور بانيبال سجلات تتحدث عن نفسه في كلا المعبدين واتخذت شكل أرصفة حجرية وعندما تم حضر معبد نابو وصلنا إلى الواجهة وعثرنا على قطع من حجر الكلس مكتوب عليها إهداء إلى نابو ومن القطع التي تم العثور عليها يمكن القول ان هنالك مالايقل على 400 قطعة تحمل كتابات مختلفة .
وقد وجدنا من بينها عدد يتراوح بين 80 -90 قطعة متكاملة وكلها موجودة الان في بغداد وقد ازدادت مكتبة معبد نابو التي زاد عدد قطعها والتي عثرنا عليها يعود تاريخها إلى 100 أو 200 سنة قبل ذلك ولكن من المؤسف حقاً لم يكتشف الكثير ولكنها موزعة في الخارج. كما وضع ايضاً رصيفاً مماثلاً لعشتار وعلى الرغم من اننا وجدنا بعض البلاطات هنا وهناك يظهر بأنها تحركت أو ازيلت أو نقلت من قبل المحتلين مابعد الفترة الآشورية . وترك منشوراً بدون اعادة الاعمار إلى المعابد التي وجدناها بالغرب من البوابة الجنوبية الشرقية لمعبد نابو وقد جمعنا ما يقارب 120 قطعة تتضمن كتابات تدون التفاصيل الجديدة حول حملاته والتي قام بها في معبد عشتار .



([1] (Campbel Thompson : The Buildings on Quyujiq , The Larger Mound of Nineveh , Iraq ,I, 1934 ,pp.95-104


[2]) ) وهو ما يطلق عليه في الموصل بأسم (تل قايونجو او تل قاينجوق) الموجود قرب جسر السويس.(المترجم).