يولد الإنسان دون أن يعرف أى شىء مصداق لقوله تعالى بسورة النحل "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا "ومن ثم فأجزاء النفس تبدأ فى العمل بعد الولادة وتتكون البصيرة فى مرحلة الرضاعة عن طريق التالى :
-السماع فالرضيع يسجل ما يسمعه من أصوات فى الذاكرة ثم يتذكرها ويميزها إذا سمعها مرة أخرى .
-الرؤية فالرضيع يسجل الصور التى يراها فى ذاكرته ويتذكرها ويميزها عند رؤيتها مرة أخرى ولذا نجد الوليد إذا تذكر صورة أمه ولم يجدها يبكى حتى تحضر .
-اللمس فالرضيع يسجل فى ذاكرته ما يلمسه من أشياء ساخنة أو باردة ،خشن أو ناعم وغيره ثم يتذكرها مرة أخرى إذا لمسها مرة أخرى.
وأما فيما بعد – وفى أثناء الرضاعة – فتتكون البصيرة عن طريق السماع والرؤية واللمس وتقليد الأخرين والتربية مصداق لقوله بسورة الإسراء "وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا"وبعد مرور مرحلة الصغر تستمر البصيرة فى التكون عن طريق نفس الأشياء وإن كان يزيد عليه التفكير الذى يبدأ فى الصغر بصورة قليلة ثم يتزايد حتى يصل عند بلوغ سن النكاح فى بعض الأفراد إلى ما نسميه الرشد وفى هذا قال تعالى بسورة النساء"وابتلوا اليتامى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم "ويتزايد التفكير السليم حتى يتم فى سن الأربعين وفى هذا قال تعالى بسورة الأحقاف"حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعنى أن أشكر نعمتك "