منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 6 من 6
  1. #1
    أديب ساخر ورسام مبدع
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    الدولة
    عنياك يا شهباء تنـزف وردهـا** وتضـوع سحـرا بكـرة ومسـاء
    المشاركات
    633

    ((محاضرة في أحضان مارينا !!)) بقلم فادي شعار

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    محاضرة في أحضان مارينا !! بقلم فادي شعار
    بعد أنْ تأزمتْ الأحوال في مدينة حلب ، و أصبحت المدينة على شفا حفرة من النار ، بل أصبحت تستعر ولا تهمدُ نيرانها ... قرر الدكتور الحلبي "خيّو أبو حلب" زيارةَ زميلتِه الدكتورة البروفيسورة "مارينا كارسون" المختصة في البرمجة اللغوية العصبية ، و العلوم النفسية في ولاية داكوتا الشمالية ..
    هدف الزيارة الأول رغم زمالة الاختصاص الواحد التي تجمعهما هي زيارة عمل ، و إلقاء محاضرة علمية في ندوة عالمية عن آخر مستجدات البرمجة اللغوية العصبية...
    و في اليوم المحدد لوصول رحلة الدكتور الحلبي مطار الولاية كانت قد أرسلت الدكتورة " مارينا كارسون" سكرتيرها الخاص لإدارة مراسم استقبال الدكتور " خيّو أبو حلب " ذلك المناضل الذي استقرَّت طلقة القنـَّاص في كتفه الأيمن , و تهشـَّمت مفاصل ركبته من شظية عابرة ، نعم لاستقبال ذلك المكافح بعكازه التي تستند إليه ، و لا يستند إليها ، فقدمه بُـتـِرَت يوم اخراجِه سالماً من بين الانقاض بعد استهداف وكر فأر في منزله بصاروخ ...
    المهم كانت عملية الترحيب من قبل السكرتير ، و بعدها صعد الدكتور السيارة للقاء البروفيسورة في مكتبها ..
    و في الطريق بدأ السكرتير حديثه قائلاً : هل تعلم أن الخلايا العصبية للدماغ البشري تصل إلى مائة مليار خلية .. و رغم هذا العدد الهائل فقد تخوننا القدرات في بعض الأوقات... فيحدث الالتباس في التصوير البصري للمتشابهات أو ننسى أسماء المقربين و حروف اللغات و المفردات .. و قد تختلط الأحاسيس و يضيع الوضع الحالي بالذاكرة الماضية فنعجز عن حل المعضلات ، و نتوه بين آهات و آهات...
    فبادره الطبيب " خيّو أبو حلب " قائلاً : معك كل الحق..
    تابع السكرتير : (( كم يحرجني دماغي ، و هذه آخر قصص إحراجه لي... فمنذ يومين رأيت زوجتي في الطريق فتقدمْتُ إليها و سألتـُها ماذا تصنعين هنا ؟
    ...ثم غمزتُها قائلاً ما رأيك بربيعٍ عربي يدغدغنا ؟؟
    فنظرت إليّ باستغراب مع أنها كلمة الربيع كلمة السر التي بيننا !
    فأعدتُ عليها بوضوح أكثر ،، ما رأيك بـ رانديفو أحلى من السكر؟
    فأشارت بسبابتها وسط الشارع و هي تصيح :
    "إنه يطبقني هذا السافل "
    فانهمرت عليّ عشرات اللطمات من الشرفاء و الأبضايات و لكمات من مجلس الأمن وعقوبات .. ، لأنسى سلسفيل اليوم الذي تحدثتُ فيه معها ، ثم اكتشفتُ من "الفيتو" الذي أصدرته بصوتها الحنون بأن التي أمامي ليست بزوجتي فزوجتي صوتها كصوت موتور الطرطيرة ذات الثلاث عجلات!! بل و اكتشفتُ بأنها كانت شبيهة زوجتي ، و شبيهة الديمقراطية ، و شبيهة الحرية ، و شبيهة العدالة و المساواة ، و يخلق من الشبه الأربعين!! ))
    انتعش الطبيب الحلبي من قصة السكرتير الظريف الذي ما زال يتابع حديثه خلف مقود السيارة :
    (( آآآه كم يحرجني دماغي...أليست نبضاته الكهربائية المتولدة في اليوم الواحد تفوق النبضات المتولدة في كل هواتف العالم؟! ))
    فأجاب "أبو حلب" : بلى...
    فتابع السكرتير حديثه ليلج في قصة ثانية : (( تصوَّر أنه بينما كان ينبض دماغي ، و أنا جالس أتحدث بالهاتف إذ يدخل أحدهم و يقطع اتصالي ،، و يسألني عن صحتي و حالي ؟؟ ،، فحاولت و أنا أجيبه عن أسئلته بأن أتذكره بنبضاتي الدماغية ، أو حتى أن أشبِّه تلك الشخصية إلى واحد من سلالات الحرامية الذين نهبوا خيرات البلاد النامية و العربية ... لكن دون جدوى..
    و ما زالتُ و الشخص المجهول ، و كأنه اليد الخفية التي تلعب على أوتار الماسونية يتابع استفساراته ، و أنا أجيبه بحسن النية ،، محتاراً ترى هل هو صديق طفولتي ؟ .. هل هو قريب أقاربي ،، ؟ أم جار من جيراني ؟ أم التقينا في الغوانتانامو أم السجون المحلية.....؟!
    حتى خجلتُ أن أسأله من يكون ,, فقد بدا يعرفني معرفة عميقة .. إلى أن جاء بسؤاله , و طلبه الرنـَّان : أ لك أم للديب؟؟؟
    فأخذته بالحضن : خَسِأَ الديب و الديك أنا الذي سألبيك...
    فقال : زوجتي حبي ...بحاجة إلى دم ، و زمرة دمها O سلبي..
    فقلت : اصمت أوجعت قلبي , ألم أقل لك سألبيك فزوجتك كزوجتي...و سأغلق باب المكتب ، لأكون أول المتبرعين فزمرة دمها من زمرتي...
    فتغير لون صاحبنا الذي لا أعرف من يكون من لون الكمون إلى لون الليمون رافضاً عرض شهامتي بقوله لي : لا أريد أن أعذَّبك ، فقط أعطني خمسمائة دولار ، و أنا سأتصرف ، و إياك أن تظن بأني نصَّاب مُحتال..
    قلت : معقول ...دمي فداء دمها ... يا شيخ النصابين..
    قال : تباً , لقد عطلتني عن مهمتي ، فيكفيني عشر دولارات بعد أن كشفتني..))
    كاد أن يضحك الطبيب "أبو حلب" من قصص السكرتير لكنه أبى ، و مع ذلك لم يخف "أبو حلب" سروره رغم أنه قادم من أزقة مدينته المنهارة من الصمود ، و جدران أبنيته الواقعة من الشموخ ، و ابتسامات الأبرياء الذين ودعوا بعزة هذه الحياة...
    و فجأة يلمح السكرتير البروفيسورة على الطريق بشعرها الكستنائي المتطاير و طقمها الأنيق ، فناداها : (( تفضلي يا بروفيسورة يبدو أن سيارتك كالمعتاد في التصليح..)).
    ساروا سويّاً ، و كان الدكتور "خيّو أبو حلب" مستغرباً من جفاء لقاء " مارينا كارسون" ، و أحس أن هنالك أمراً غريب حتى علـُّلَ السبب بأنها أمريكا التي تغير الطبائع و النفوس...
    ثم أخذا يتجاذبا أطراف الحديث ، فسألها "أبو حلب" عن الأولاد فأجابت بأنهم هاجروا إلى كندا..
    فسألها عن زوجها...فأجابته أنه أيضاً هَجَرَها معهم فتعجب " أبو حلب" أكثر ، فقد كان يعلم أن " مارينا " و زوجها كانا سمنة على عسل...
    فقال في نفسه سأترك الأسئلة العائلية ، و سأسألها فيما يخصّ المحاضرة العلميّة : يا دكتورة بالنسبة للندوة التي سنلقيها معاً عن ديناميكية العقل العربي ، فقد سمعت أنكم جهزتم حفل شاي مع فطائر السجق استراحة للحاضرين كنتُ أقترح..... ، و قبل أن يتابع اقتراحه قاطعته زاجرةً , و كأنــَّها سنفورة غاضبة : لا لا للسجق ، لا ، أكره السجق....
    انبهت أبو حلب ، و قال في نفسه : "لا حول و لا قوة إلا بالله ضاع عقل البروفيسورة , فهي تموت في السجق , و الآن تقول أنها تكره السجق , يبدو أن الأعوام غيرتها ..."
    و لكن الأمر الأغرب نزول البروفسورة من السيارة بعد أن أمرت السكرتير التوقف وهي تبدي انزعاجها من سيرة السجق و تتفل على الأرض ، و تقول : " سجق لا للسجق لا ... أكره السجق "
    فهدَّأ السكرتير الدكتور "أبو حلب" الذي بَدَتْ عليه ملامح الانزعاج , و أخذ السكرتير يبين بأنَّ الذي حدث إنما هي حالة نفسية تسيطر على البروفيسورة من أحاديث السجق , و قال له :
    " لا تهتم دعنا نسبقها و في مكتبها ننتظرها..."
    تابعا السير حتى وصلا ، و حين دخلا المكتب ، و كان الدكتور أبو حلب يحوقل من تصرف البروفسورة حتى ظنّ أن فيوزاتها احترقت ، و لكن فجأة تخرج البروفيسورة من غرفتها فيتفاجأ " أبو حلب" و يسألها : "مارينا" من أين جئتِنا ، و بدَّلتِ بذلتك ،، و صبغتِ شعرك و ضيّعتِ عقلنا و ضيّعتِنا ، أظن أني كنتُ مع شبيهتك و يخلق من الشبه الأربعين فاعذرينا !!
    عندها تحتضن البروفيسورة الدكتور "أبو حلب" احتضان الزمالة البريء من أفكارنا الخسيسة هامسة بأذنه : لقد شربتَ مقلبَ السكرتير الداهية ، كالشعوب العربية التي تشرب المقالب و لا تتعلم من التجارب .. فالعراقي لم يتعلم من تجربة الفلسطيني ، و السوري لم يتعلم من تجربة العراقي ، و المصري لم يتعلم من تجربة السوري ، و كذلك الجزائري و التونسي و السوداني وووو في النهاية تضحك الشعوب على خيبتها ،،، في الحقيقة يا خــــبيبي التي كانت معك هي أختي التوأم بشعرها الكستنائي فلا تؤاخذني ، و أهلاً بك ننهل من محاضراتك ، و أهلاً بك كعقل عربي ينضم إلى أحضان أمريكا !

    بقلم فادي شعار
    الحمد لله رب العالمين

  2. #2
    واهلا بك عندما ,يغشانا غبش فلانرى جيدا سوى غيوم ستمطر لكنها تمطر دما...
    أجدت رغم طول النص,وحسبنا الله ونعم الوكيل.
    رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء
    رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ
    **************
    قال ابن باز رحمه الله
 :

    لباسك على قدر حيائك
    وحياؤك على قدر ايمانك

    كلما زاد ايمانك زاد حياؤك
    وكلما زاد حياؤك زاد لباسك

  3. #3
    أديب ساخر ورسام مبدع
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    الدولة
    عنياك يا شهباء تنـزف وردهـا** وتضـوع سحـرا بكـرة ومسـاء
    المشاركات
    633
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راما مشاهدة المشاركة
    واهلا بك عندما ,يغشانا غبش فلانرى جيدا سوى غيوم ستمطر لكنها تمطر دما...
    أجدت رغم طول النص,وحسبنا الله ونعم الوكيل.
    اختلاط ألوان الحنين بالجنون كامتزاج توابيت الجدران المنهارة على ذاكرة نعشي...
    لم يبقى على قارعة الشتاء سوى غبش الفجر الممتزج بألوان الغروب الملطخة بأشلاء و دماء...
    و لكن الأمل هو من تلك الدماء التي ستشرق يوماً بالحسبلة...
    فلا تقنطوا....
    حفظكِ الله .

    شكراً لقراءتك...
    الحمد لله رب العالمين

  4. #4
    الأمل موجود أخي فادي خاصة بحضورك بعد غياب....أليس هذا هو الأمل؟؟؟
    طمن عن حي الشعار عندكم؟قلوبنا تنزف دما يارجل..حماكم الله.
    تعددت يابني قومي مصائبنا فأقفلت بالنبا المفتوح إقفالا
    كنا نعالج جرحا واحد فغدت جراحنا اليوم ألوانا وأشكالا

  5. #5
    أديب ساخر ورسام مبدع
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    الدولة
    عنياك يا شهباء تنـزف وردهـا** وتضـوع سحـرا بكـرة ومسـاء
    المشاركات
    633
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسامه الحموي مشاهدة المشاركة
    الأمل موجود أخي فادي خاصة بحضورك بعد غياب....أليس هذا هو الأمل؟؟؟
    طمن عن حي الشعار عندكم؟قلوبنا تنزف دما يارجل..حماكم الله.
    أعيش الانقسام في ذاتي و أسرتي و عائلتي و حارتي و مدينتي و أمتي ...
    انقسام فرض علينا فلا مهرب ،،
    فما كتب على الجبين ستراه العين....
    و نتيجة هذا الانقسام
    تفرقنا ,,,و اجتمعنا
    تضعضعنا ,,و تعاضدنا
    هرمنا ,,,ومن جديد ولدنا
    تفككنا,,, تماسكنا
    تباغضنا ,,,فتحاببنا...
    أيها الصديق نعم الأمل فلسفتي ..
    و شعاري:
    "ابتسم ما دام بينك و بين الردى شبر، فإنك بعد لن تتبسم"
    و لكن هي ابتسامتي للردى حين يلقاني و ألقاه
    إلا أنني أبكي الدم حين يلقى أهلي و أبنائي و صحبي و خلاني و يغتال شعبي و حاراتي و ذكرياتي ...
    نعم القلوب تنزف...
    و حي الشعار كسائر الأحياء ...!
    قد كنت فيه منذ شهر تقريباً و هو ما زال ينبض ،..
    صدقني قطعت عشرة ساعات لأصل إلى الحي و عشرة ساعات أخرى لأعود إلى أهلي في مهزلة الانقسام و الذل ...
    و نحن ضمن مدينة واحدة و كما يقال ما بين حارتي و حارة قهوة الشعار شلفة حجر...أسافر و أقطع المسافات "يا جحا أين أذنك؟؟!!"
    و مع ذلك الحمد لله على الطرق و إن دارت ,,, فقد بتنا تخشى أن نترحم على هذ الأيام التي نعيشها
    فنحن الآن نترحم على أيام المعبر و القنص ...
    و نترحم على أيام عبورنا من النهر (نهر قويق)على أزيز الاشتباكات...
    و نترحم على أيام ما قبل الأزمة و التي كنا إن نتأخر فيها على البيت دقائق ,, كنا ننزعج من ازدحام السير,, و لا نحمد الله على وصولنا بالسلامة...
    و نخشى من الأيام أن تجعلنا نترحم على الأمل فإن مات من قلوبنا فلن نحيا بعدها أبداً...
    أشكر متابعتك ..أخي أسامة الغالي
    الحمد لله رب العالمين

  6. #6
    حسبنا الله ونعم الوكيل..وماذا بعد؟...................كان الله في عوننا جميعا..
    تعددت يابني قومي مصائبنا فأقفلت بالنبا المفتوح إقفالا
    كنا نعالج جرحا واحد فغدت جراحنا اليوم ألوانا وأشكالا

المواضيع المتشابهه

  1. ((كاترين تغني..!!)) بقلم فادي شعار
    بواسطة فادي شعار في المنتدى فرسان الأدب الساخر
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 07-06-2013, 10:47 AM
  2. أنياب أم أذناب ؟!! بقلم فادي شعار
    بواسطة فادي شعار في المنتدى فرسان الأدب الساخر
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 12-08-2011, 01:37 PM
  3. (( بدي أتزوج....!!!)) بقلم فادي شعار
    بواسطة فادي شعار في المنتدى فرسان الأدب الساخر
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 05-17-2011, 05:45 PM
  4. ((ربع خطوة في ربع قرن...!!!)) بقلم فادي شعار
    بواسطة فادي شعار في المنتدى فرسان الأدب الساخر
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 06-19-2010, 12:46 PM
  5. (رجل في زمن صعب...) بقلم فادي شعار
    بواسطة فادي شعار في المنتدى فرسان الأدب الساخر
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 01-16-2010, 01:32 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •