أيها الكذابون،
د. فايز أبو شمالة
آخر كذبة للسيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أطلقها أثناء انعقاد المجلس المركزي في رام الله قبل أيام، حين قال: إن التخلص من الرئيس المصري محمد مرسي ومن الإخوان المسلمون قد أحبط أكبر مؤامرة على القضية الفلسطينية، وكانت تتمثل في اتفاق الإخوان المسلمين مع أمريكا على إقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة تمتد حتى مساحة 1600 كيلو متر مربع داخل الأراضي المصرية في سيناء.
أكذوبة السيد عباس التقطتها جوقة الإعلام القابض والمنتفع ، والمنتقم من شعب فلسطين، فراحوا يضخمون الكذبة، ويكتبون حولها، ويؤكدونها، ويحشدون الأدلة على صدقها، ومن هؤلاء الكاذبون كانت صحيفة العرب التي تصدر في لندن، والتي أفادت أن تحقيقات أجراها الأمن المصري مؤخرا مع قيادات نافذة في الإخوان عن أن الجماعة عرضت على الأمريكيين ما أسمته خطة تدريجية لتوطين الفلسطينيين في سيناء.
ونقلت الصحيفة عن مصادر اطّلعت على التحقيقات ، أن خطة الإخوان تم تقديمها للأمريكيين خلال زيارة وفد إخواني إلى واشنطن في سياق سعي الجماعة لإقناع واشنطن أنها حركة معتدلة لا تعادي إسرائيل وأنها تتمسك بعملية السلام، وان الوفد الإخواني دعا الأمريكيين إلى إقناع إسرائيل بدعم حماس في حكم غزة كمقدمة ضرورية لإنجاح الخطة.
ولتأكيد مصداقية الخبر، استشهدت صحيفة العرب بما قاله الناطق الرسمي باسم حركة فتح أحمد عساف عن وجود مخطط إسرائيلي بدعم من حركة حماس، لإقامة وطن بديل للفلسطينيين في قطاع غزة وسيناء.
لن أفند الكذبة السابقة، لأن تفنيدها قائم في أحشائها، ويدركه كل عاقل حكيم غير منتفع غير متكسب من قضية فلسطين، ولكنني سأفند كذبة ثانية أطلقها الرئيس الفلسطيني السيد محمود عباس، وفي تفنيد الثانية تحقير للأولى.
فقد تباكي السيد محمود عباس على غزة، وأشفق على سكانها، وأدعى أنه سيعمل على فك الحصار عن المسكينة، ومن ثم العمل توفير فرص العمل لسكانها، وتحليه مياها المالحة، وفتح معابرها، وتعميرها وتطويرها وتوفير سبل الحياة الكريمة لسكانها.
ما أجمل هذا الكلام لمن يعيش بعيداً عن غزة! وما أكذب هذا الكلام لمن يسكن في الوجع النابض في غزة!
إذ يكفي أن تعرف أيها العربي الفلسطيني أن الرئيس محمود عباس يتقاضى خمسة شيكل إسرائيل ضريبة عن كل لتر وقود يدخل إلى سكان قطاع غزة.
ارفع يا سيادة الرئيس محمود عباس ضريبة الوقود عن سكان قطاع غزة، فقط ارفع ضريبة الوقود كي يتلمس الناس حرارة دموعك وقوداً رخيصاً في محركات سيارات الأجرة.
فهل أدركتم الكذبة أيها الناس؟