أ.د فاضل السامرائى
لمسات بيانيه ( سؤال و جواب )
رداً على سؤال الأخ الفاضل :
♣ Aamriy Salman ♣
▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬
♦ السؤال :◄
1 ــ ما الفرق بين ( عملوا .. فعلوا .. صنعوا ) ؟
2 ــ قوله تعالى فى سوره الجاثيه :◄
• ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَّن نَّجْعَلَهُمْ
كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ... )
• ( إجترحوا ) •←• هل ورد فى أى موضع آخر ؟
♦ الجواب :◄
• الفرق بين ( يعملون ) و ( يفعلون ) و ( يصنعون )
ودلالتها في القرآن الكريم ؟
1 ــ ♣ أولاً :◄ يفعلون :◄
الفعل قد يكون بغير قصد ويصلح أن يقع من الحيوان أو الجماد.
• ( ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به )
• ( يا أبت افعل ما تؤمر )
♣ ثانياً :◄ يعملون :◄
في الأكثر فيه قصد وهذا مختص بالإنسان.
• ( فأما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر )
♣ ثالثاً :◄ يصنعون :◄
الصنع هو أخص ويحتاج إلى دقة.
• ( صنع الله الذي أتقن كل شيء )
• لأن الفعل •←• عام
• والعمل •←• أخص منه
• والصنع •←• أخص ويحتاج إلى دقة.
2 ــ القرآن الكريم يستخدم ( يصنعون ويفعلون ويعملون )
• اللمسة البيانية في هذه الأفعال؟
♣ الفعل :◄ عام يقع من الإنسان والحيوان والجماد
وهو أعم شيء •←• فعل الماء، فعل الرياح، وهو بقصد أو بغير قصد.
♣ العمل •←• أخص من الفعل ويكون بقصد
ولذلك قلّما يُنسب إلى الحيوان.
العرب لم تقله في الحيوان إلا في البقر العوامل التي تحرث قصد الحرث، إذاً •←• العمل أخص من الفعل وينسب للإنسان
وقلما ينسب إلى الحيوان.
♣ الصنع •←• إجادة الفعل وهو أخص من العمل
لا ينسب إلى حيوان ولا ينسب إلى جماد
وليس كل عمل صنع حتى تحسن العمل
• ( صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ )
إذاً •←• هو أخص من العمل.
• عندما يستخدم القرآن الكريم ( بما يصنعون )
• أي •←• يحاولون ويدبّرون ويتقنون ما يفعلون،
• إذاً •←• الصنع إجادة العمل .
• إذاً •←• كل فعل بحسب الآية التي ورد فيها في القرآن الكريم
لكن بشكل عام ( الفعل ) أعم •←• ويقع بقصد أو بغير قصد
و( العمل ) أخص من الفعل •←• ويكون بقصد ويُنسب للإنسان
و ( الصنع ) •←• إجادة العمل .
• وكل كلمة في القرآن لها مكانها المناسب الذي وضعت فيه
ولا يجوز تبديلها حتى بكلمة تقاربها في الدلالة
♣ مثال :◄
ما الفرق بين آيه سوره النور وآيه سوره النحل :◄
• ( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ
ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) ( النور )
• ( وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا
مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ
بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ) ( النحل )
• قراءة الآيتين يوضح الأمر:◄
• آية النور •←• ( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ )
• وآية النحل •←• ( وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ )
فى آيه سوره النحل •←• هذه قرية قديمة وبائدة كانت تفعل هذا فهو تاريخ أما آية النور •←• فحالة مستمرة إلى قيام الساعة وليست مثل تلك القرية القديمة التي كانت. ل
ا ينفع أن نقف على جزء من الآية وإنما نأخذها في سياقها
هل يتكلم عن أمر ماضي أو مستقبل .
إذاً :◄ ( بما كانوا يصنعون ) •←• في الماضي
والثانية ( خبير بما يصنعون ) •←• في الحال .
إذاً :◄ كل كلمة في القرآن لها مكانها المناسب الذي وضعت فيه
ولا يجوز تبديلها حتى بكلمة تقاربها في الدلالة
♣ السؤال الثانى :◄
1 ــ • هل كلمة جرحتم هي من الجرح أو من الألم
أو ما هو مدلولها في اللغة العربية ؟
• من معاني الجرح •←• الفعل .
• الجرح •←• هو الشقّ بالسيف أو الآلة
• والجوارح •←• هي اليدين والرجلين
• وسميت جوارح لأنه يجرح بهما .
• اجترحوا السيئات •←• أي اكتسبوها، فعلوها،
• وسميت الجوارح لأنه يجرح بهما الخير و الشر يكتسب بهما .
• الجوارح •←• هي الأعضاء العامة .
• ما جرحتم •←• أي ما عملتم، ما كسبتم.
2 ــ • مادة ( جَرَحَ ) وتصريفاتها في القرآن الكريم
• ورد هذا الجذر •←• ( ج ر ح ) في القرآن بأربعة تصريفات هي:◄
• ( جَرَحَ .. اجْتَرحَ .. جُرُوحَ .. جَوَارِحِ )
♣ ( جُرُوح ) :◄ وردت مرة واحدة في القرآن الكريم في قوله تعالى:◄
• ( وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنْفَ بِالأَنْفِ
وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ )
وهي جمع ( جُرح ) وتجمع كذلك على ( جِراحاتٌ )
• جاءت هذه الصيغة ( جُرُوح ) في الآية
تحمل الأصل اللغوي للكلمة وهو •←• ( شَقّ الجِلْد وتمزيقه )
• ويقول ابن منظور:◄ (جرح •←• الجَرْح الفعلُ جَرَحه يَجْرَحُه جَرْحاً )
أَثَّرَ فيه بالسلاح ( لسان العرب )
♣ ( جَوَارِحِ ) :◄ وردت مرة واحدة في القرآن الكريم في قوله تعالى:◄
• ( يَسْأَلونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ
وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )
• فالْجَوَارِح في الآية جمع ( جَارِحَة )
• وهي تطلق على ذواتِ الصيد من الطير و السباع ذكرا كان أم أنثى .
وأطلق عليها هذا الاسم لأنها •←• تجرح الصيد وتشُقّ جِلْدَه لتأكله.
• وقيل لأَنها تَجْرَحُ لأَهلها أَي •←• تَكْسِبُ لهم ( لسان العرب )
• إلا أن المعنى الأول أقرب عندي
♣ ( جَرَحَ ) :◄ وهو الفعل الماضي الثلاثي،
• فريدة من فرائد التعبير القرآني؛
• كونها لم ترد بالصيغة الفعلية إلا مرة واحدة،
• وكان ورودها في سورة الأنعام، قال تعالى :◄
• ( وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمّىً ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )
• فسرها أكثرهم بمعنى الكسب فقط
• وذهب جماعة من المفسرين إلى أن معنى الفعل ( جَرَحَ )
خاص في كسب الإثم
• وإلى هذا التفسير ذهب الزمخشري إذ يقول
• ( وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ •←• الخطاب للكفرة
لكن المعنى عام :◄ ويعلم الله ما عملتم أيها البشر وكسبتم
في النهار من خير و من شر
الفعل جاء بمعنى عام لا خاصٍ، يشمل كَسْب الخير أو الشر
♣ ( اجْتَرحَ ) :◄ فريدة من فرائد التعبير القرآني؛
• لأنها لم ترد في القرآن الكريم إلا مرة واحدة.
وهي فعلٌ ماضٍ مزيد بحرفين على وزن ( افْتَعَل ) ،
• وردت في سورة الجاثية، قال تعالى :◄
• ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْكَالَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ )
• تسمى هذه الآية ( مبكاة العابدين )
• لأن كثيرا من العُبَّاد كانوا يبكون عند تلاوتها
• نزلت هذه الآية ردا على بعض مشركي قريش للمسلمين
• عندما قالوا •←• ( لئن كانت الآخرة كما تزعمون لنفضلن عليكم فيها كما فضلنا في الدنيا ) ( تفسير البغوى )
• فرد الله عليهم بأسلوب الاستفهام الإنكاري وبيّن
• أنه لا يمكن عقلا وشرعا أن يُساوى بين المؤمنين والكافرين يوم الحساب
ويقول البغوي في ( معالم التنزيل )
• الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ •←• اكتسبوا المعاصي والكفر ).
وإلى ذلك ذهب •←• الزمخشري،
• حين ذهب الإمام الراغب الأصفهاني إلى •←• أن الاجتراح خاص بالإثم،
قال رحمه الله •←• ( والاجْتِرَاحُ •←• اكتِسابُ الإثم، وأصله من الجِراحة قال تعالى ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ ) .. السيئات
• القرآن الكريم •←• لم يستعمل الفعل ( اجْتَرَحَ )
• إلا في الشر وكسب الإثم
• ولا ترادف بين فعلي ( جَرَحَ و اجْتَرحَ ) في لغة القرآن؛
♣ الخلاصه :◄
أولاً :◄ ( جَرَحَ ) معناها:◄ كَسَبَ خيراً أو شراً
باستخدام جارحة من جوارحه.
ثانياً :◄ ( اجْتَرحَ ) معناها :◄ اكتسب الشر دون الخير
باستخدام جارحة من جوارحه.
ثالثاً :◄ ( جَرَحَ و اجْتَرحَ ) من أفعال الجوارح ، لا من أفعال القلوب .
وهذا هو الفرق بينهما وبين ( كَسب )
• إذ إن الكسب قد يكون بالهبة أو الميراث أو الهدية
• أما الجرح فلا يكون إلا باستخدام جارحة
• أي أنه يفعل الشيء بجارحة من جوارحه
• المراجع
• التبيان في تفسير غريب القرآن
• المعجم المفهرس لألفاظ القرآن
• لسان العرب
• والله تعالى أعلى وأعلم بمراده
♣ نقلاً ( Jamila Elalaily )
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي