يا رِحلةً من مطالعِ القلقِ
حتّى انتهاءِ السُّهادِ والأرقِ

لاقَيْتُ فيها البحورَ جائعةً
تُغري وُصولاً لمُجْهَدٍ فَرِقِ

يمْضُغُنِي مَوْجُهَا وتأكُلُني
حتّى أَراني على حَشا الْغَرَقِ

أَخفيتُ وجهْي فكلُّ ناظرةٍ
تقرأُ فيهِ عذابَ مُنْسحِقِ

كأنَّما الحزنُ جمْرةٌ كُتِبَتْ
وَضَعْتُها ضِمْنَ قبضةِ الوَرَقِ

أخشى على قارئِي تحرِّقُهُ
سطورُ حزنٍ لقلبِ محترِقِ

أنا من الهاربينَ يا قَدَري
أنا من التائهينَ في الأفقِ

قاتلةٌ كُلُّ نَغْمةٍ لمَعَتْ
في مهْجتي في دمي وفي حدقي

أنا الَّذي ساءَلتْهُ قافيةٌ
مباهجًا في القصيدِ ذِي الألَقِ

فَلَمْ يُعِنْهُ القصيدُ في فَرَحٍ
إلّا بحزنِ الظلامِ و الأرقِ

شعر ظميان غدير