أ.د فاضل السامرائى
لمسات بيانيه حول آيه ( الكرسي ) ( 3 )
بناء على طلب الأخ الفاضل / Abou El Ezz
▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬
قال تعالى ( اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ
لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ
يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء
وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ )
♦ قوله تعالى ( مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ )
دلالة واضحة على تبيان ملكوت الله تعالى وكبريائه
وأن أحداً لا يملك أن يتكلم إلا بإذنه ولا يتقدم إلا بإذنه
مصداقاً لقوله تعالى :◄
• ( لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا )
• لاحظ شئ •←• قوله تعالى
• ( لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ
• ( مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ
هذا الجزء من الآية •←• يدل على مُلكه ومِلكه وحكمه في الدنيا والآخرة
لأنه تعالى لمّا قال
• ( له ما في السموات وما في الأرض ) •←• يشمل ما في الدنيا
وفي قوله تعالى
• ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) •←• هذا في الآخرة
• فدلّ هذا على ملكوته في الدنيا والآخرة
• وأخرجه مخرج الإستفهام الإنكاري
• لأنه أقوى من النفي . فدلّ هذا على أنه حيّ قيّوم .... كيف نفهم ذلك ؟
لأن الذي يَستشفع عنده •←• حيّ
والذي لا يستطيع أحد أن يتقدم إلا بإذنه •←• يجعله قائم بأمر خلقه
• وكلها تؤكد معنى أنه سبحانه الحيّ القيّوم.
♣ من ذا :◄
فيها احتمالين كما يذكر أهل النحو : ◄
• فقد تكون كلمة واحدة بمعنى ( من ) استفهامية
لكن ( من ذا ) أقوى من ( من ) •←• لزيادة مبناها
• ( يُقال في النحو •←• زيادة المبنى يعنى زيادة في المعنى )
• فقد نقول •←• من حضر ، و من ذا حضر ؟
•( من ذا ) •←• قد تكون كلمتان
• ( من ) مع اسم الإشارة ( ذا) •←• (من هذا)
• يُقال •←• من ذا الواقف ؟ من الواقف ؟ ومن هذا الواقف ؟
• فـ ( من ذا الذي ) •←• تأتي بالمعنيين
• ( من الذي ) و ( من هذا الذي ) •←• باعتبار ( ذا ) اسم إشارة فجمع المعنيين معاً.
في سورة الملك قوله تعالى
• ( أمّن هذا الذي هو جند لكم )
• هذا مكون من ( هـ ) •←• للتنبيه والتوكيد
و( ذا ) •←• اسم الإشارة
وكذلك ( هؤلاء ) هي عبارة عن •←• ( هـ ) و ( أولاء ) .
• فالهاء تفيد التنبيه والتوكيد
• فإذا كان الأمر لا يدعو إليها لا يأتي بها
فلنستعرض سياق الآيات في سورة الملك مقابل آية الكرسي : ◄
1 ــ آيات سورة الملك •←• في مقام تحدّي فهو أشد وأقوى من سياق آية الكرسي
• لأن آية سورة الملك هي في خطاب الكافرين
• أما آية الكرسي فهي في سياق المؤمنين ومقامها في الشفاعة
• والشفيع هو طالب حاجة يرجو قضاءها ويعلم أن الأمر ليس بيده وإنما بيد من هو أعلى منه.
• أما آية سورة الملك فهي في مقام النِدّ وليس مقام شفاعة
ولذلك جاء بـ ( هـ ) التنبيه •←• للإستخفاف بالشخص الذي ينصر من دون الرحمن
• من هو الذي ينصر من دون الرحمن ... وهذا ليس مقام آية الكرسي.
• والأمر الآخر :◄
2 ــ أن التعبير في آية الكرسي اكتسب معنيين :◄
• قوة الإستفهام والإشارة بينما
آية الملك دلت على الإشارة فقط
ولو قال من الذي لفاتت قوة الإشارة.
ولا يوجد تعبير آخر أقوى من ( من ذا )
لكسب المعنيين قوة الإستفهام والإشارة معاً
بمعنى •←• ( من الذي يشفع ومن هذا الذي يشفع ).
• والله تعالى أعلى وأعلم بمراده
• تابعوا إن شاء الله تعالى

♣ نقلاً ( Jamila Elalaily )