من يوقف الهجرات اليهودية إلى فلسطين ؟؟

قلم / غسان مصطفى الشامي

Ghasanp1@hotmail.com

لم تتوقف الهجرات اليهودية إلى أرض فلسطين منذ تأسيس أول مستوطنة صهيونية على أرض فلسطين وهي ( بتاح تكفا ) عام 1878م وإلى يومنا هذا والاستيطان يزداد شراسة من أجل تأمين السكن لما يطلق عليهم ( المهاجرين الجدد)، كما أن جيش الاحتلال يشجع على الهجرات وينفذ خطوات وعد بلفور خطوة بخطوة ويدعم ركائز الوطن القومي لليهود، فقد صدر حديثا تقريرا صهيونيا عن دائرة الإحصاء المركزية ( الإسرائيلية ) يشيرا إلى ارتفاع أعداد اليهود القادمين إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ بداية هذا العام، حيث سجلت الهجرات اليهودية ارتفاعا عن العام الماضي بنسبة( 6.7% )عن الفترة الزمنية السابقة، فقد بلغ عدد اليهود المستقدمين إلى أرض فلسطين خلال شهر يناير الماضي ( 1218) يهوديا جاؤوا للاستيطان في فلسطين حيث ستوفر لهم دولة الكيان الصهيوني الأرض والمسكن والعمال والحياة الاجتماعية المرفهة.

وتنشط المراكز الصهيونية على الدوام في دعوة يهود العالم لزيارة ما يطلقون عليه " أرض الميعاد " وتقدم الكثير من المزايا والهدايا لليهود القادمين، كما تبذل دولة الكيان جهود كبيرة في استجلاب المزيد من اليهود وذلك من أجل قلب موازين المعادلة الديمغرافية وتكثيف تواجد اليهود في فلسطين.

وحديثا قدمت وزيرة الاندماج "الإسرائيلية" (صوفا لاندفر) للكنيست الصهيوني خطة تهدف إلى تشجيع يهود فرنسا على الهجرة إلى "إسرائيل" وتدعو(15 ألف) يهودي فرنسي إلى الهجرة خلال السنوات الثلاث المقبلة، كما وضعت لهذه الخطة ميزانية بمبلغ (3,8 مليون يورو) بهدف إزالة العوائق الإدارية لتسهيل اندماج هؤلاء ومعادلة الشهادات المهنية الفرنسية بتلك الموجودة في الكيان الصهيوني.

وكان للصهاينة سابقا دور كبير وجهود مضنية في جلب الآلاف من ( يهود الفلاشة) في عملية أطلق عليها عملية موسى نفذتها أجهزة المخابرات الصهيونية عام 1984م، كما تواصلت جهود دولة الكيان في تكثيف عمليات تهجير الفلاشا من إثيوبيا إلى الكيان حيث هاجر أكثر من (20 ألفا) من الفلاشا في عام 1985م في عملية أخرى أطلق عليها اسم " عملية سبأ "، و جلبت ( إسرائيل ) منذ عام 2000م مجموعة أخرى من يهود الفلاشا، فيما أبقت باب الهجرة مفتوحا إلى يومنا هذا .

إن ما يجري اليوم من مفاوضات هزلية مع عباس وزمرته، وإصرار صهيوني على الاعتراف بيهودية الدولة، وخطورة الاعتراف ليس فقط على المبادئ والثوابت الفلسطينية؛ بل على الحق التاريخي للشعب الفلسطيني بأرضه، وتأتي جهود الصهاينة في استمرار المفاوضات في إطار تنفيذ خطة الوطن القومي لليهود واستيعاب الآلاف من المهاجرين الصهاينة إلى أرض فلسطين.

إن مخططات الصهاينة الهادفة للضغط على فريق عباس من أجل الاعتراف بيهودية الدولة تهدف إلى محو الرواية الفلسطينية للتاريخ، وتسجيل تنازل فلسطيني تاريخي عن الأرض، فالاعتراف بيهودية الدولة يتجاوز مسألة الحقوق الفلسطينية وتصفية القضية، ويعني القبول بالرواية "الإسرائيلية" وبكل الأساطير التي تقوم عليها، وأن كل أرض فلسطين لليهود، ولا حقوق للعرب والمسلمين فيها.

إن جهاد الفلسطينيون ضد الهجرات اليهودية إلى أرض فلسطين بدأ منذ أواخر القرن التاسع عشر، حيث هاجم الفلاحون الفلسطينيون اليهود، ورفضوا بيعهم الأراضي، إلا أن اليهود ومنذ تأسيس الصندوق القومي اليهودي عام 1901م يواصلون مخططاتهم الدنيئة من أجل شراء الأراضي من الفلسطينيين، وتسكين أكبر عدد من المهاجرين، واستطاع الصهاينة منذ عام 1901م وحتى عام 1948م السيطرة على الكثير من الأراضي واستيطانها وازدياد نسبة وجودهم في فلسطين، كما قامت (إسرائيل) بتنفيذ المخططات الإجرامية لقتل الفلسطينيين الآلاف وتهجيرهم من أراضيهم في نكبة عام 48، والتي أسفرت عن تهجير أكثر من 800 ألف فلسطين وتدمير 531 قرية 11 حيا، وتنفيذ سلسلة مجازر بحق القرى الفلسطينية إلى أن انتهت الخطة الصهيونية بعد 6 أشهر من بدء عمليات القتل والتهجير، وأعلن قيام دولة الكيان الصهيوني المسخ على أرضنا المباركة.

لقد كرست (إسرائيل) جهودها لجلب الآلاف من المهاجرين اليهود إلى أرض فلسطين، بل وأجرت من الاتصالات والمساعي الدولية من أجل تنفيذ خطط التهجير إلى أرض فلسطين مستخدمة كافة الوسائل الدنيئة لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي وبناء المزيد من الكتل الاستيطانية على أرض فلسطين .

الشعب الفلسطيني اليوم أمام الكثير من المآسي منها الأرض و الأسرى واللاجئين وحق العودة والاستيطان المتزايد ومأساة الهجرات اليهودية، فالعدو الصهيوني لم يتوقف عن سرقت الأرض والآثار وتزييف المعالم التاريخية وتهويدها رغم الاستغاثات والنداءات والمفاوضات الهزلية الجارية لوقف هذا الشبح الذي يهدد الأرض والإنسان والتاريخ الفلسطيني خاصة أن الاستيطان الصهيوني يعد من الدعائم الصهيونية لوجودهم على الأرض وتغيير المعادلة الديمغرافية والسكانية وتهجير الفلسطينيين عن أرضهم وبناء الهيكل المزعوم.

إلى الملتقى ،،

قلم / غسان مصطفى الشامي