الضزز، ما الضزز، وما أدراك ما الضزز؟

"ليس لدي ضزز" هذا كان جوابي للصديق العزيز طبيب الأسنان المخضرم سامر جرجس عندما قال لي ضاحكاً : "لديك ضزز"

"ليس لدي ضزز، وكيف يكون لدي ضزز ، والضزز مرتبط بحالات الشدة النفسية حيث تتجلى بتكزز في عضلات الفكين أثناء النوم مما يؤدي إلى تهشم تدريجي في الأسنان، وكيف يكون لدي ضزز وصلب عملي هو تعليم الناس كيف يحيون حياة خالية من الضغوط النفسية (Stress-Free). مستحيل يا سامر...ليس لدي ضزز"

وأعود إلى بيتي وأنا أشكك بخبرة سامر، وأضع رأسي لأنام لأفاجأ للمرة الأولى في حياتي بأنني بمجرد أن استرخيت وتجهزت للنوم بدأ فكي الأسفل بالانقضاض على فكي الأعلى وكأنني أريد أن أعض أحداً بقوة. وبسرعة فتحت فمي ثم استرخيت ثانية وإذا بفكي يهجم مرة أخرى بقوة أكبر ، فحاولت وضع لساني بين أسناني وإذا به يوجعني من أثر العض الشديد.

منذ ذلك اليوم بدأت أنتبه إلى قوة الضزز الذي لدي ورجعت إلى سامر وأخبرته فابتسم وقال كلمته المعهودة-التي يقولها كثيراً- : "طبيعي" وأخبرني أنني بحاجة لجهاز خاص أضعه عند النوم. وصنع لي الجهاز وعلمني كيفية استعماله.

ولكنني فوجئت بأنني لم أحب الجهاز وأنني بدأت أفضل الضزز بكل مشاكله عن الجهاز. والآن أنا أملك الخيار إما أن أستمتع بضززي وتهشيمي لأسناني بقية عمري-إن كان ما زال هناك بقية- أو أدفع ثمن معالجة الضزز وأتحمل الجهاز.

الحقيقة، لقد تعلمت كثيراً من ضززي.

تعلمت أنه من السهل علينا أن نشعر بضزز الآخرين وننكر ضززنا.
تعلمت أنني بحاجة للآخرين ليكشفوا لي ضززي.
تعلمت أنه علي أن أتواضع لأعترف بضززي.
تعلمت أن الواحد منا قد يتمسك بضززه ويرفض التخلص منه، بل ربما يبدأ بالدفاع عن الضزز ويعتبره من نعم الحياة عليه.
تعلمت أنني حتى أستطيع مساعدة الآخرين للتخلص من ضززهم فإن على أولاً معالجة ضززي.
تعلمت أن كلمة "الضزز" التي حسبتها مزعجة بادئ ذي بدء قد أصبحت الآن كلمة مهضومة ولطيفة ويمكنها أن تعطي جواً من الدعابة والمرح.
تعلمت أنني يمكن أن أتعلم من أمور كثيرة في هذه الحياة منها ضززي.

شكراً سامر.

شكراً ضززي.

شكراً لكم إن تابعتم القراءة ووصلتم إلى هنا.

(مع تحيات مسلم تسابحجي وضززه)
with Samer Georges


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي