فَوْح الإصْباح

أو

شُجون إنْشاءِ قَناةٍ

كان مما آل إليه التفكير في اختيار اسم هذه القناة: انتظام قصيد حواري بين "كناشة" و"نديم"، يحكي شجون ما وجده الخاطر من عناء الالتفات إلى مناسبتين اثنتين من مناسبات الاختيار:

الأولى: مناسبة التسمية عامة، وذلك لعسرة إبانتها عن تسميات سائدات رائدات.

والثانية: مناسبة الجمع بين المفردتَين المؤلِّفتَين للإطلاق، ليصير لتآلفهما المخترع ما يشبه القصة الداعية للوفاق، والمُحادية – في الآن نفسه – لسمْت أهل الطلب في صيد الفوائد، وتقييد الأوابد والشوارد، وأدبياتهم السائرات في ذلك.

نص القصيد:
كُنّاشَةٌ وَافَتْ نَدِيمَ المَحْفَلِ
تُصْفِيهِ وُدّاً ذَا سَمَاحٍ مُرْسَلِ
*
أَلْقَتْ سَلَاماً سَالَ مِنْهُ شَغَافُهَا
حُبّاً عَجِيبَ المُبْـتَـغَى وَالمَوْصِلِ
*
حَادَتْـهُ بَاسِطَةً سَنَا صَفَحَاتِهَا
فِي مَجْلِسٍ ذِي هَيْبَةٍ وَتَجَمُّلِ
*
تُعْلِيهِ فِي مَرْقَى الكَرَامَةِ حُرَّةً
تُغْرِي الشُّهُودَ بِطَمِحِهِ المُتَوَاصِلِ
*
وَتَلِيهِ بِالنُّصْحِ الفَصِيحِ أَمِينَةً
نِعْمَ الوِدَادُ نَمِيرَ عِزٍّ رَافِلِ
*
قَالَتْ: لَكَ السُّقْيَا تَطُوفُ بِكَأْسِهَا
مَدّاً لِأُنْسِ العَارِفِينَ المُخْضَلِ
*
أَفَلَا تَرَى أَيْضاً مِدَادَ كُؤُوسِهِمْ
صَيْداً شَهِيّاً ذَا غَلَاءٍ أَمْثَلِ؟!*
*
وَيَزِيدُهَا السَّمَرُ اللَّذِيذُ نَفَاسَةً
تَخْتَالُ حَوْلَكَ حُرَّةً بِخَلَاخِلِ
*
وَتَصِيرُ لَوْ قَيَّدْتَهَا لَكَ مَغْنَماً
أَزْهَى مَنَالاً مِنْ عَطَاءِ النَّوْفَلِ
*
قُلْتُ: المَكَاسِبُ جَمَّةٌ وَأَجَلُّهَا
ثَمَرُ المَعَارِفِ تُجْتَنَى بِتَحَمُّلِ
*
كَمْ فَاتَنِي مِنْ حُسْنِهَا وَشِهَادِهَا
وَلَطَائِفُ اسْتَـبَقَتْ طِمَاحَ تَأَمُّلِي
*
مَنْ لِي بِمِثْلِكِ فِي الطِّلَابِ رَفِيقَةً
تُحْيِينَ لُبِّي بَرَّةً بِخَلَائِلِي
*
دُونِي الرِّضَا سَعْداً يَثُورُ وَحَسْرَةً
صَارَتْ سُرُوراً مَائِداً بِشَمَائِلِي
*
أَهْدَتْ لَهُ فِي الجَمْعِ خَيْرَ يَرَاعَةٍ
وَدَوَاتَهَا ذَاتَ الشِّفَاءِ الأَشْمَلِ
*
فَأَقَلَّهَا عَرْشَ المُنَى مِنْ رُوحِهِ
يَفْدِي رِضَاهَا بالوَفَاءِ الأَجِمَلِ
*

عبد الرزاق مرزوق
ضحى الجمعة: (22 صفر 1445هج-08 سبتمبر 2023م)


https://t.me/konnashaalnadim