أ.د فاضل السامرائى
لمسات بيانيه ( سؤال و جواب )
رداً على سؤال الأخ الفاضل / أبو معاذ الناظر
▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬

♦ السؤال :◄ قوله تعالى فى سوره الشورى :◄
• ( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء
يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ
أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ )
ما اللمسه البيانيه فى التقديم والتأخير لكلمتى ( إناثاً و الذكور ) ؟

♦ الجواب :◄
♣ أولاً :◄
لماذا إناثاً نكرة والذكور معرفة ولماذا استعمال ذكراناً وليس ذكوراً ؟
القرآن يستعمل كلمة ( ذُكران ) فيما هو أقل من الذكور من حيث العدد
كما يستعمل كلمه ( العميان ) أقل من حيث العدد من ( العُمي )
• ( صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ )
هذا عموم الكافرين
بينما العميان هو قالها في وصف المؤمنين
• ( وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا )
لأن المؤمنين هم أقل من الكافرين
• ( وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ )
• فلما ذكر المؤمنين قال •←• عمياناً
• ولما يذكر الكافرين يقول •←• عمي .
• الآن فى الآيه :◄
هنا قال يهب لمن يشاء إناثاً وحدهم
أو يهب لمن يشاء الذكور وحدهم
أو يخلطهم ( أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ).
• الآن السؤال :◄
• أيها الأكثر أن تلد المرأة ذكوراً وحدهم .. من حيث عدد الذكور ؟
يعنى :◄ أن تلد ذكوراً فقط أو ذكور و إناث معاً ؟
أن تلد ذكور فقط أكثر من أن تلد ( ذكور و إناث )
• فلما أفردهم قال •←• ذكور ( وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ )
ولما يخلطهم يصبح العدد أقل فقال •←• ذكراناً
• ( أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ) •←• يخلطهم بنين و بنات فيكون البنين أقل .

♣ ثانياً :◄ يبقى التنكير و التعريف
• العرب تحاول أن تستر حتى أعلام الإناث لا تذكرها بينما تذكر الذكور .
حتى عندما تسأل أحدهم تقول له كيف أحمد ؟ كيف فلان ؟
لكن لما تسأله كيف ليلى ؟ ... لا يقبلها،
تسأله عن أبيه .. لكن لما تسأله عن اسم أمه يغضب .
• إذاً :◄
• العرب تذكر الذكور ولا تكاد تذكر الإناث
لذلك عرّف الذكور ولم يعرف الإناث
حتى المرأة في الغرب تُنسب لزوجها ولا تُنسب لأمها.

♣ ثالثاً :◄
• سؤال :◄ ما اللمسة البيانية في استخدام كلمة ( إناثاً ) منكّرة ومقدمة
على كلمة ( الذكور )
قال تعالى:◄
• ( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ
أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ )
• عموماً هي في مستكرهات الأمور أي فيما يشاؤه الله تعالى لا ما يشاؤه الإنسان
• ( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِير )
• ( وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ )

• وعند العرب الإناث مما يُستكره من الأمور كما في قوله تعالى :◄
• ( وإذا بُشّر أحدهم بالأنثى ) وقوله تعالى :◄
• ( ويجعلون لله البنات ولهم ما يشتهون ).
• إذاً :◄
• تنكير الإناث و تقديمهم على الذكور جاء للأسباب التالية :◄
1 ــ الله سبحانه يهب ما يشاء هو لا ما يشاء الناس.
2 ــ التقديم فيه أمر آخر وهو أن الإحسان إليهن ستر من النار.
3 ــ التقديم له دلالة أخرى وهي أن الإناث ألصق بالأبّ من الذكور ،
فالذكر تنتهي رعايته عند البلوغ
إنما البنت فلا بد من وجود قيّم عليها من الذكور
• ( أبوها .. أو أخوها هي في بيت أهلها ثم زوجها بعد أن تتزوج ).
4 ــ تعريف الذكور تنكير الإناث :◄
هناك قاعدة عامة عند العرب سجّلها أهل اللغة مفادها :◄
أن العرب لا يذكرون أسماء الإناث وينكّرونها عن التحدث فنسأل
( كيف الأهل ؟ ولا نقول كيف أختك فلانة .. أو ابنتك فلانة )
أي لا يُصرّح بإسم الإناث .
لأن العرب يصونون بناتهم وإناثهم عن الذكر
بخلاف الذكور حتى في الغرب ينسبون المرأة إلى زوجها.
5 ــ والذكور من المعارف وإناث من التنكير
• ( جاري بحسب طبيعة العرب صوناً للإناث )
وليس من باب الحظوة أو تفضيل الذكور على الإنسان كما يفهمها البعض.
وقد قال الشاعر:◄
وما التأنيث لاسم الشمس عيب وما التذكير فخرٌ للهلال.

♣ رابعاً :◄
أما استخدام كلمة ( ذكرانا ) في قوله تعالى •←• ( أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا )
كما في قوله تعالى •←• ( أَتَأْتُونَ الذّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ )
فهي أى ( الذكران ) •←• تفيد التخصيص
و كلمة ( الذكور ) •←• هي أعمّ وأشمل .
• والله تعالى أعلى وأعلم بمراده

• نقلاً ( Jamila Elalaily )


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي