أ.د فاضل السامرائى
لمسات بيانيه ( سؤال و جواب )
رداً على سؤال الأخ الفاضل :
سليمان السهيان
▬▬▬▬▬▬▬▬

♦ السؤال :◄
ما دلالة استخدام إسم الإشارة ( ذلك ) في الآية :◄
• ( ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ) بدل إسم الإشارة هذا ؟

♦ الجواب :◄
إسم الإشارة .. نفس الإسم أحياناً يستعمل في التعظيم .. وأحياناً يستعمل في الذم
والذي يبين الفرق بينهما هو السياق .
• كلمة :◄ ( هذا ) .←. تستعمل في المدح والثناء
• مثال :◄ هذا الذي للمتقين إمام
ويستعمل في الذم
• مثال :◄ ( أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا .. الفرقان)
• ( كذلك ) .←. تستعمل في المدح
• مثال :◄ أولئك آبائي فجئني بمثلهم
• ( أولئك ) جمع ( ذلك )
• و ( هؤلاء ) جمع ( هذا )
• ( ذلك ) و ( تلك ) .←. من أسماء الإشارة
• ( قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ .. يوسف ) تعظيم ،
وأحياناً يكون في الذم
تقول :◄ هذا البعيد :•: لا تريد أن تذكره
• فهنا الذي يميز بين ذلك هو .←. الاستعمال و السياق .
قال تعالى :◄ (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ )
• هنا إشارة إلى .←. علوه وبُعد رتبته وبُعده عن الريب
• وأنه بعيد المنال لا يستطيع أن يؤتى بمثله
• ( ذلك ) .←. دلالة على البعيد
والله تعالى قال في نفس السورة
• ( وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ
وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ )
• إذاً : ◄
هذا الأمر بعيد عن المنال أن يؤتى بمثله .
• إذاً :◄
• ذلك الكتاب .←. إشارة إلى بعده وعلو مرتبته .
• والقرآن الكريم يستعمل ( هذا )

لكن في مواطن .←. ( إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ .. الإسراء )
أى :◄ عندما قال .← . ( يهدي ) للتي هي أقوم ... فما الفرق ؟
( لمّا يهدى للتى هى أقوم ) . ←. يجب أن يكون قريباً حتى نهتدي به
• لكن لما قال :◄ ذلك الكتاب .←. هو عالي بعيد لا يستطاع أن يؤتى بمثله .
• ثم لاحظ شئ :◄
• إنه لم يذكر القرآن الكريم أى لفظه ( القرآن ) إلا بـ ( هذا )
ولم يقل ( ذلك ) كلما يشير إلى القرآن يشير بـ ( هذا ) ... لِما ؟
• لأن القرآن من القراءة وهو مصدر فعل ( قرأ ) وكلمة ( قرآن ) أصلاً مصدر ،
• ( قرأ ) .←. له مصدرين :◄
1 ــ قراءة
2 ــ قرآناً
• لما تقرأ .←. تقرأ القريب
• إذاً :◄ هذا هو القرآن .
• الكتاب .←. بعيد ليس قراءة وإنما قد يكون في مكان آخر
وهو في اللوح المحفوظ يسمى كتاباً .
• إذاً :◄ هناك فرق بين الكتاب والقرآن
• فالكتاب فيه بعد متصور .. أما القرآن فيكون قريباً حتى يُقرأ .
• حتى في كلمة الكتاب لما يقول أنزلنا يقول كتاباً
• ( وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ .. الأنعام).
لو قال هنا في آية البقرة :◄ هذا الكتاب لا ريب فيه .. لكن كونه بعيد أن يؤتى بمثله
لأنه في السورة نفسه قال :◄( فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا ) يعني بعيد عليكم
• فإسم الإشارة ( ذلك ) دل على علوِّ منزلة.
• والله تعالى أعلى وأعلم بمراده
• لله تعالى الفضل والمِنّه

• نقلاً ( Jamila Elalaily )
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي