منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 8 من 8
  1. #1

    ( فقه ) نظرية المؤامرة ( ح١ ) صلاح المختار

    الراكب والمركوب والكامخ /بينمها (فقه)نظرية المؤامره ح1


    الراكب والمركوب والكامخ بينهما : ( فقه ) نظرية المؤامرة ( ح١ )

    شبكة ذي قار
    صلاح المختار


    في كبرنا نكتب بقلم رصاص لاننا تعلمنا ان الكتابة بالحبر ليس سهلا محوها
    حكمة من يريد تجنب الخطأ

    في العام الثالث لبدء الانتفاضة العربية مازال هناك من يقول انها ثورات قامت بها الجماهير لكن القوى الاستعمارية والمشبوهة ركبت موجتها وحرفتها عن وطنيتها ومبدأيتها ونقاوتها !!؟؟ رغم ان كل الشواهد تؤكد بالقطع بان ما حصل كان عبارة عن قيام المخابرات الامريكية ومن تعاون معها باستغلال الغضب الجماهيري المتراكم والمتفاقم ضد الانظمة الفاشية والمستبدة والفاسدة وتسخيره لاسقاط الانظمة وتدشين مرحلة الفوضى الهلاكة بدل اقامة بدائل وطنية تقدمية تنهي معاناة واستغلال الجماهير ! السؤال الاجباري هو : هل ما حصل ثورة ام اجهاض مشروع الثورة الاصلي ؟


    بما ان من خطط وقاد وسير هو المخابرات الامريكية فان الحصيلة الفعلية والواقعية ل ( الثورات العربية ) العتيدة هو الاجهاض المتعمد والمخطط لمشاريع الثورات العربية الاصيلة والجذرية والتي تختمر منذ عقود فجاءت امريكا ونغولها لتجهضها وتولد لنا مخلوقا متوحشا وهجينا تارة يسمونه ( التكفيري ) وتارة اخرى ( الشبيح ) اخذ يدمر كل ما ينته الامة خلال قرن من الزمان تحت اسم وغطاء مزور هو الثورة ، وهي بهذا الواقع احداث لا صلة لها لا بالثورة ولا بالاصلاح .


    ما نراه اليوم فوضى هلاكة ضربتنا ومازالت تضربنا في الصميم وتدمر مجتمعاتنا ودولنا وبنانا التحتية والفوقية ، ومنها روابطنا الاجتماعية ، ولم تبقي شيئا لم تنوشه بالخراب والتشويه ، وهذا ما نراه الان بلا غموض في مصر وتونس واليمن وسوريا ولبنان والعراق وغيره ! فهل نحن بأزاء حالة التحدث بلغات مختلفة ويجهل كل مثقف وسياسي لغة الاخر فلا نتفق ولا نلتقي حتى على بديهيات التفكير والفهم ؟ ام اننا بأزاء ( عناد ) محسوب عاطفيا او لاسباب اخرى يجعل البعض يتعمد عدم رؤية الواقع كما هو فيتخيله كما يرغب ؟


    ما جعلني اكتب هذا التحليل تحديدا هو الشعور العميق الذي يترسخ لدي بان عددا من المثقفين والساسة تغربوا بلغتهم ونمط تفكيرهم وطلقوا اي صلة لهم بالواقع وبالامة ، وتلك من اكبر كوارث الثقافة والمثقفين لان هؤلاء في كل العالم وفي كل الازمان هم مشاعل التنوير التي تجعل ، بما تكتبه او تقوله او تمارسه ، الجماهير في حالة توحد قوي نتيجة فهم هذه الطليعة الصحيح لما يجري فتبعد الجماهير عن الفهم الخاطئ الذي يؤدي الى تمزيق صفوف الجماهير بين هذا وذاك نتيجة غموض الوضع المترتب على تحليل المثقف او السياسي .


    اما منذ تضاعفت كوارثنا في عام 2011 فان البعض من مثقفينا وساستنا يلعبون دورا لا يمكن بأي حال من الاحوال ان يكون دور مثقف ثوري ، او حتى مثقف عادي ، لانه دور ابتعد كثيرا عن الواقع وصوره بغير حالته الفعلية وادى ذلك عمليا وبغض النظر عن الدوافع الى زيادة تمزيق صفوف الحركة الوطنية العربية وسمح بخلق ثغرات استغلها العدو لمواصلة تأمره تحت غطاء ان كشف خططه مجرد هاجس من هواجس نظرية المؤامرة وليس حقيقة عيانية ، وهذا ما يروج له البعض من المثقفين الوطنيين !


    وهذه الحقيقة المثيرة لاشد انواع الاسى والاستغراب تفرض طرح اسئلة لم يعد ممكنا التهرب منها : هل ما نواجهه ثورات حقيقية شعبية نقية ولكنها حرفت ؟ ام انها خطط نفذت وجرّت الجماهير والنخب الوطنية اليها جرا بقوة العواطف وضياع بوصلة الوعي ؟ كل ما نراه الان ، وبعد اكثر من عامين ونصف ، يكفي للقول بلا تردد اننا نعيش فعلا وبلا مبالغة افظع كوابيسنا واخطر مراحل حياة العرب منذ الاف السنين ، لاننا نذبح انفسنا بيدنا وندمر مابنيناه بايدينا ومالنا ، ونهدم كل صروح القيم الاخلاقية والدينية التي تبلورت عبر الاف السنين ، ونقطع كل اواصرنا بطلقات بنادق صنعناها لتوجه الى اسرائيل وامريكا وايران ، لكنها استدارت فجأة واخذت تطلق النار علينا ، على فلذات اكبادنا ، شبابنا ونساءنا واطفالنا ! نرى الرؤوس تتطاير نتيجة استخدام مناشير كهربائية او فؤس لا ترحم !


    فماذا يجري ايها السادة ؟ هل هذا هو هو الربيع الموعود ؟ هل هذه هي الثورة التي تحرر الشعب من ظلم الانظمة لنقع في ظلم متعدد الاطراف واول طرف يظلمنا نخب معينة ركبت رأسها وهي تقول : ارقصوا وغنوا فهذا هو الربيع المنتظر رغم انها ترى تلال الجثث يوميا وجنبها جبال الركامات التي كانت تسمى بالامس مساكننا وقرانا ومدننا واحياءنا ومعاملنا ومدراسنا وملاعبنا ؟ لم نعرف حالة ثورة كهذه ابدا ، الثورة لا تتقاتل فيها الملايين من نفس الناس ونفس الطبقات ، الثورة يتقاتل فيها ابناء الشعب مع نظام مستغل او محتل ، ولم يحصل ان تقاتلت الملايين مع ملايين من الشعب ووصفت بانها ثورة ، بل وصفت احداث مثل هذه باتفاق الكل بانها حرب اهلية ، فهل مانراه في مصر منذ عام 2011 ثورة ؟ ام حرب اهلية بين ملايين تؤيد هذا الفريق وملايين اخرى تؤيد الطرف الاخر ؟ هل كارثة فلسطين بكل مأسيها ولوعتها شيء سوى جزء يسير مما يطحننا الان فنقدم في يوم واحد شهداء او ضحايا بقدر شهداءنا في كل حرب مع اسرائيل ؟


    الحق مع من : هل مع من تدعمه ملايين ؟ ام مع الاخر المناقض الذي تدعمه ملايين اخرى ايضا ؟ هل نراقب موقف امريكا ؟ الحقيقة التي يراها حتى الاعمى هي ان امريكا تشجع وتدعم الطرفين في كل قطر عربي على مواصلة القتال وعلى الحسم وبلا مساومات ، امريكا الان تقود ( جبهة ) رفض كل الحلول الوسط حتى تلك التي تقترحها هي لاخفاء دورها وتشجع الطرفين على رفض كل حل وسط لانهاء الصراع خصوصا اذا كان دمويا ، واسرائيل تصرخ بمن يدلي رأيه من مسؤوليها في قضايانا : ( اصمت ايها الاحمق دع العرب يذبحون بعضهم البعض الاخر ولا تتدخل فينتبهون لدورنا وربما يتوحدون مرة اخرى ضدنا ) . فيصمت الاسرائيلي الذي اراد ابداء الرأي فيما يحدث !


    هل نستوعب معنى انتشار الفتن الدموية في الاقطار العربية في زمن واحد تقريبا ، سواء بالتعاقب المخطط او بالتزامن المبرمج ؟ هل الصدفة تتكرر بهذا الالحاح الاكثر من غريب ؟ ام انه الهدف الموضوع سلفا ؟ هل نقرأ معنى كل هذا ؟ هل نفهم لم تفعل امريكا كل ذلك التحريض لكل الاطراف ولم تدعم امريكا ومعها اوساط اوربية كل الاطراف بالمال والسلاح والدعاية او القنوات الدبلوماسية ؟ اذا استبعدنا الناس البسطاء فان المتعلم الغبي وحده هو الذي يقول لا افهم ما يجري ، ومن لديه ذرة وعي يعرف الان وبيقين ان ما يحدث هو المؤامرة الاشد خطورة في تاريخنا العربي كله قديما وحديثا ، فلم نواجه خطرا مميتا كالذي نواجهه الان ، واذا كان هناك من يعترض فليتفضل ويقول لنا متى واجهنا مثل هذا الخطر منذ عهد الفتوحات الاسلامية وحتى الان .


    ايها السادة : يقتل الان كل يوم في سوريا على الاقل مائة عربي ، ويقتل كل يوم عشرات الليبيين ، وتجري عمليات منظمة لتصفية الكوادر التي اعدتها دولنا بمالنا ودمنا من طيارين وعسكريين وعلماء ومهندسين نراهم الان يذبحون يوميا امام نواظرنا ! وفي مصر كر وفر وفقدان للامن واستشراء للفوضى الهلاكة ، ومصر الان تتجه لكارثة عظمى نتيجة تواصل الفوضى وعدم وضع حد لها تحت غطاء ( حرية التظاهر ) ! اي حرية هذه التي تمهد لشرذمة مصر اكثر مما حصل حتى الان ؟ حرية التظاهر لا يمكن ترجمتها الا على انها تكتيك اكثر من واضح لتقسيم مصر ومنع توقف نزيفها ! وفي اليمن تترسخ عوامل التقسيم وتزداد العداوة بين ابناء اليمن ويعود اليمن لعهد اسوأ بمراحل من عهد ما قبل الثورة التي اطاحت بالملكية ، ففي اليمن الان من يطالب بالفدرالية والتقسيم واصبح جيشها الوطني جيوش شيوخ قبليين او سياسيين او عسكر يستعد كل منها لمقاتلة الاخر بحماس لا نظير له ! هل نسينا انه يقتل يوميا عشرات العراقيين ووصل عدد شهداءنا ثلاثة ملايين عراقي منذ الغزو فقط ؟ هل ترون الدم من اي جسد نزف وينزف ؟ انه ليس الدم الاسرائيلي ولا الدم الايراني ولا الدم الامريكي انه فقط الدم العربي !


    اذا وضعنا العراق جانبا ، لان من دمره ويدمره هو امريكا وايران وادواتهما ، برب كل عاقل فيكم هل خسرنا هذه الدماء في كل حروبنا مع اسرائيل ؟ برب كل عاقل فيكم هل دمرت مدننا في سوريا وبدأ في مصر تدمير مدننا بيد العدو ام بيدنا ؟ الحقيقة المفزعة والمفجعة هي ان القتل العشوائي والدمار يتم بيد شبابنا المنتفض وجنودنا وشرطتنا وليس بيد صهاينة او امريكيين او ايرانيين ! نعم من خطط هي امريكا والصهيونية دون شك ، نعم من شارك بالابادة والتدمير بصورة رئيسة ايران بدون شك ، ولكن من ينفذ هم ابطالنا ساسة وشباب ، حكاما ونخبا تريد التغيير بلا بوصلة ! فهل ترون نتائج انتفاضة بلا بوصلة هادية لتجنب الالغام ؟


    دمرت سوريا وبدأ تدمير مصر كما دمر العراق وليبيا وقسم السودان في خطوة اولى ستعقبها خطوات تقسيم اخرى ، واعدت اليمن والبحرين وتونس ولبنان للتدمير لاحقا ، وتطبخ الجزائر على نار هادئة لحين وصول قافلة الموت اليها لا سامح الله ، وهذا ما يحصل للسعودية ايضا ، اما الاردن فان نتنياهو ينتظر الفرصة لاعلان دولة فلسطينية فيه لانهاء مشكلة اللاجئين ، وفي الانبار ( يناضل ) الحزب الاسلامي بلا هوادة لجعله اقليما مستقلا تنفيذا للمخطط الاسرائيلي القائم على توطين اربعة ملايين لاجئ فلسطيني فيه واقامة دولة كونفدرالية فلسطينية – اسرائيلية بعد زاول الاردن من الخارطة ! هذه ابرز حقائق ونتائج موضة ( عصر الجماهير المقدس ) !


    هل خسرنا في كل حروبنا مع اسرائيل بشرا ومالا وعمارة بقدر ما نخسر الان ؟ كل عاقل لديه وعي يعرف ان خسائرنا بشرا ومالا وعمرانا في كل حروبنا مع اسرائيل لا تصل الى 1 بالالف من خسائرنا الحالية ! الا يكفي هذا وحده ليقول اي ساذج وغبي بان ما يحصل ليس سوى خدمة مجانية لامريكا واسرائيل وايران ؟


    اسألوا اي ماجدة عربية اغتصبت على يد شبيحة النظام او التكفيريين او البلطجية او ( ثوار ) النيتو : هل تتمتعين بربيع عربي رغم ان اكثر من ذئب سربله الجرب اعتلى جسدك ولهث فوقك وسال لعابه فوق وجهك بينما تفجرت جراثيمه كلها في احشاءك ؟ اسألوا ملايين العراقيين والسوريين الذين شردوا : هل ادت كارثة احتلال فلسطين الى تشريد عدد بقدر من شرد من العراق وحده والذين بلغ عددهم سبعة ملايين مهجر ومشرد ؟ وهل من شرد من سوريا اقل ممن شرد من فلسطين عام 1948 ؟ أسألوا كل هؤلاء : هل تتمتعون بهذا الربيع ؟ وهل هو ربيع حقا ؟


    كلنا نعرف ان من شرد من فلسطين وقتها كان اقل من مليون فلسطيني ، اما الان فنحن نتحدث عن سبعة ملايين عراقي مشرد ومهجر من الديار او الوطن ! ونتحدث عن مليوني سوري مهجرين ايضا ! هؤلاء بغالبتهم الساحقة بلا مورد لذلك حصل كل ما يدمي القلب للنساء والاطفال والشباب ! والان تعد العدة لتهجير عشرين مليون مصري على الاقل تحت ضغط صراع الحزبين المناضلين الجزيراوي والعربياوي والذي يتخذ شكل تظاهرات تشل الحياة وتجر مصر جرا للخراب ! اما لبنان فانه دخل نفق حرب اهلية لم يشهد لها مثيل بفضل ( مقاومة ) حسن نصرالله وتطلعات ايران الاستعمارية والتي تغذيها الاجهزة الامريكية والاسرائيلية ، وسنرى غدا عشرات الالاف من اللبنانيين الذين يبحثون عن مأوى خارج لبنان !


    اذن اين الثورات ؟ هل سرقت ؟ هل كانت ثورات خططت لها الجماهير او طلائعها لكن امريكا ( الشيطانة ) ركبت موجتها وحولتها الى فوضى بواسطة من دربته واعدته مسبقا ؟ ام انها اصلا خطة مدبرة مسبقا وبالتفاصيل الدقيقة ؟ من الذي ركب الموجة اذن ؟ من الراكب ومن المركوب ؟ لنعيد توضيح الامر وسوف نخصص بدقة لكي لانتهم بالتعميم :


    1 – حينما قلنا منذ بدأت انتفاضة تونس وقبل ان تقع انتفاضة مصر ان ما يجري ليس ثورة وانما انتفاضة لان الانتفاضة بداية ثورة ومشروعها القائم على عناصر حتمية لاثورة حقيقية بدونها لانها بوصلة الهداية في طريق العواصف العاتية اهمها التنظيم الشعبي الجماهيري القوي المنسجم ايديولوجيا ( في حالة حزب ) او المتوافق ايديولوجيا ( في حالة جبهة وطنية ) ، والستراتيجية الواضحة التي تتحكم بخطة الثورة وتعاقب مراحلها ، فاذا انتقلت من اسقاط النظام الى بناء البديل بيد من قام بالانتفاضة وليس بيد سراقها فانها تدخل مرحلة الثورة ، لان الثورة بالمفهوم الثوري المبسط هي التغيير الجدري نحو الافضل ولخدمة ملايين الناس . ولكي ندرك قيمة البوصلة انظروا لمن انتفض بدون بوصلة في تونس ومصر وكيف انه اوصل القطرين الى حافة كارثة الحرب الاهلية بدل حل مشاكل الجماهير ! الم نحذر من ذلك منذ الاسبوع الاول لانتفاضة تونس ؟


    ولكي يتوقف من يزور كلامنا وينتقي منه مايشاء يجب ان نؤكد على ان ما حصل هو ان الجماهير التي انهكتها الديكتاتوريات والفساد والظلم الاجتماعي والاقتصادي كانت تحلم بالثورة بلا جدوى ، وكانت يائسة نتيجة قمع الانتفاضات السابقة بفضل بوليسية النظم والدعم الامريكي لها بلا تحفظ ، لذلك فان الجماهير ما ان رات بوادر تغيير مشجعة حتى التحقت بالالاف وبالملايين بمسيرة التغيير دون ان تكون عارفة بالخطوة التالية لاسقاط النظام وبلا معرفة هوية قادة الانتفاضة ، لان الاهم بالنسبة لها كان التخلص من انظمة اذلتها وقهرتها وافقرتها .


    هنا لدينا جماهير لا صلة لها باي تخطيط للانتفاضة ونخب درب قسم كبير منها على كيفية تفجير انتفاضة وتطويرها وتصعيدها دون تدريبها على ما بعد اسقاط النظام ، لذلك فوعي النخب التي قادت كان وعيا مرحليا قاصرا ، اما القسم الاخر الوطني النظيف فانه اندفع ليساهم في احداث موجة ( وليس في قيادتها ) سبق وان اطلقت بدون مشاركته في التخطيط لها فوجد فيها تحقيقا لاحلامه بالتغيير دون ان يملك القدرة على تحديد مسار الانتفاضة وكان مسيرا وفقا لالياتها المقررة سلفا ، اما المتحكمون بالميادين فهم من دربوا قبل سنوات ويخضعون لتوجيه السيد الجالس في مقر المخابرات الامريكية !!! من الراكب اذن ومن المركوب أيها السادة ؟


    2 – نكرر ما قلناه قبل اكثر من عامين : فقط شرارة اشعال الحريق كانت عفوية وهي انتحار محمد البوعزيزي في تونس ، انطلقت الجماهير بعفوية لاشك فيها لكن هذه العفوية سرعان ما اغتيلت ، اولا بتدخل الجيش ، وثانيا باعادة تصدير رجالات الغرب وفي مقدمتهم السلفي راشد الغنوشي والليبرالي المنصف المرزوقي ، عاد هؤلاء الى تونس بعد ان تم اختيارهم بدقة ولاغراض محددة وهي نشر الفوضى الهلاكة في تونس ، اما بوعي منهم او بحكم طبيعتهم السياسية او النفسية ، فتولوا المسؤولية بعد انتخابات تمت في بيئة ملغومة ، فماذا حصل ؟ بدأت لعبة تدمير تونس عبر النشر المخطط للفوضى الهلاكة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ، وادخل السلاح من ليبيا الى تونس كما ادخل الى مصر بكميات رهيبة ليس لمقاومة احتلال بل لذبح ابناء تونس ومصر وغيرهما .


    ويعرف كل تونسي الان ان مايحصل لم يكن ثورة ابدا وانما انتفاضة ارادت الجماهير تحويلها الى اسقاط لنظام فاسد وديكتاتوري واقامة بديل وطني يدفع تونس نحو حالة افضل مما سبق بكثير ولكن ما يحصل هو العكس تماما فقد فقدت تونس استقرارها وامنها وامانها واصبحت غابة قتل واضطرابات وفقدت تقريبا اهم مواردها وهو السياحة ! اين وصلت الثورة ؟ هل ركبت الجماهير والنخب الوطنية موجة تغيير لم تخطط له ؟ ام امريكا ركبت موجة انتفاضة وحرفتها وفقا للاتجاه الذي تريد ؟ من الراكب ومن المركوب أيها (القضاة ) ؟ ماذا عن مصر ؟ يتبــــــــــــــــــــع ..
    ليس بدعا أن يكتب الشعر حرّ** قد أرته الأيام نار لظاها
    وأطاحت به صريع الأماني**يمضغ العود كي يبل صداه
    شاعر عارك الحياة بعزم ** كي ينال العلا فنال رداها
    ****
    قد أذاع الأثير آهات نفس ** داميات مجرحات الهموم
    لم يكن طبعها نسيما صبوحا**أنما شواظ قلب كليم
    قد شدى باسما بوجه المآسي **ذائدا عن حياضه كالغريمِ
    لم تمت جذوة الحياة بنفس**كمنت ذاتها بسر عظيمِ

    يعقوب الحمداني

  2. #2
    نظريه //3





    في كبرنا نكتب بقلم رصاص لاننا تعلمنا ان الكتابة بالحبر ليس سهلا محوها
    حكمة من يريد تجنب الخطأ

    ولكي نكمل ملاحظاتنا حول ليبيا فقد حمل الينا يوم 1-11-2013 اخبارا تقول بانه تم اعلان فدرالية برقة المستقلة عن العاصمة وانها سوف تسخر مواردها لخدمة ابناء الفدرالية ! واكد الخبر بان بقية اجزاء ليبيا تستعد لاعلان نظامها الفدرالي مثل برقة وان الثروة الليبية سوف توزع على هذه الفدراليات ! وكي تكون الصورة متكاملة ونرى حجم وخطورة المؤامرة الاكبر على الامة العربية بكافة اقطارها التي تنفذ امام عيوننا الان ، لابد من التذكير بحادثة مرت مرور الكرام بدون فهم هدفها الحقيقي وهي اغتيال اللواء عبدالفتاح يونس رئيس الاركان الليبي الذي انشق عن القذافي وتعاون مع الاستعمار الممثل بالنيتو لاسقاطه ، واصبح رئيس اركان القوات التي تخوض القتال ضد القذافي ، فقد قتل بخديعة دبرتها نفس العناصر التابعة للنيتو وهي عناصر اسلاموية وعندما القي القبض عليها بعد ضغوط قبلية شديدة واجري التحقيق اغتيل القاضي الذي عرف ملابسات الاغتيال لدفن القضية ومفاتيحها !


    الا يذكركم اعلان برقة كيانا فدراليا واغتيال يونس باحداث اخرى مشابهة ولكن في العراق ؟
    في العراق وضع دستور صهيوني كتبه صهيوني امريكي هو نوح فيلدمان ، تنفيذا لخطة مسبقة وضعت قبل غزو العراق من قبل (المحافظون الجدد )، وفي ذلك الدستور الذي مازال معمولا به حتى الان فقرة تنص على ان الثروة لمن يعيش فوقها وليس للدولة كلها ولا لابناء الوطن كلهم ، فمثلا نفط البصرة لاهل البصرة والجنوب وليس لاهل الانبار او الموصل ، والهدف كان تقديم رشا للناس البسطاء الذين جوعهم الاحتلال عمدا في محافظة ما ولو لفترة قصيرة لجرهم الى قبول تقسيم العراق طمعا في المال الذي سيحصلون عليه وحدهم نتيجة حصر الثروة بهم وحرمان العاصمة وبقية العراق منها . وكان اول المطالبين بتطبيق تلك الفقرة عبدالعزيز الحكيم الايراني الاصل وزعيم المجلس الاعلى الذي اسسته المخابرات الايرانية ، اليس ما يحصل الان في ليبيا مطابق لما حصل في العراق من زاوية لمن تعود الثروة والدور الخطير لذلك في اغراء البعض بقبول التقسيم وانهاء الوطن الواحد ؟ نعم انه تطابق وليس تشابه فقط ، ولهذا الطابق في زمن واحد او متقارب مغزى كبير وواضح جدا وهو انه جزء من خطة عامة تطبق على كافة الاقطار العربية .


    اما ما يذكرنا به موضوع اغتيال عبدالفتاح يونس فهو حل الجيش العراقي فور نجاح الغزو بقرار مركزي من ادارة بوش الاحمق ، فلقد حل الجيش وقوات الامن والشرطة وحلت محلهم قوات الاحتلال والميليشيات المتعددة . فماذا حصل ؟ فقد الامن كليا وتحول العراق الى اسوأ من غابة القتل والنهب والفساد والتلوث والجوع فيها حول الحياة الى جحيم لا يطاق ! وكان ذلك الوضع هو ما خططت له امريكا لان الاصل هو تقسيم الاقطار العربية بعد اهلاك الناس وابادة الملايين وتشويه نفوس وحياة من يبقى حيا . فنظام يقوم على حكم الميليشيات والعصابات وفرق الموت والنهب والاغتصاب هو خير اداة لتقسيم اي قطر او بلد .


    لكن ما حصل في العراق اجبر امريكا من ناحية ونبهها من ناحية ثانية ، فلقد اجبرت امريكا على تغيير خطتها لان هزيمتها امام المقاومة العراقية الباسلة وتحملها خسارة مالية تقدر بحوالي 3 ترليون دولار اي اضعاف مضاعفة لخسائرها في كل حروبها الاستعمارية بما في ذلك حرب فيتنام ، اما الخسارة الكارثية الاخرى لامريكا فكانت قتلاها وجرحاها والمعوقين فقد بلغ عدد القتلى اكثر من خمسين الف قتيل امريكي حسب منهم فقط اكثر من 4000 قتيل هم قتلى الجيش الرسميين ولم يحسب المرتزقة وجنود الشركات الامنية ولا اولئك الذين زجوا في الحرب قبل حصولهم على الجنسية الامريكية وكشرط للحصول عليها ، اما الجرحى والمعوقين فقد تجاوز عددهم المليون معوق نفسيا او جسديا طبقا لاحصاءات امريكية ، لان القوات كانت تستبدل دوريا فوصل عدد من خدم في العراق الى اكثر من مليون بكثير ، فهل تكرر امريكا في ليبيا او سوريا وغيرهما ( كارثتها الستراتيجية الاعظم في التاريخ الامريكي ) كما وصفت حرفيا مادلين اولبرايت ، وزيرة خارجية امريكا السابقة ، هزيمة امريكا في العراق ؟ ام تتعض وتبحث عن طريقة اخرى للوصول الى نفس اهداف غزو العراق ؟


    كما ان ما حصل في العراق نبه العصابة الاجرامية التي تحكم امريكا لمسألة مهمة فقد حمّلت امريكا والعصابة بشكل خاص مسؤولية ما حدث ويحدث في العراق من كوارث نتيجة الانفلات الامني وسيطرة العصابات والحرامية والذي ماكان سيحصل لولا حل الجيش وقوات الامن والغاء الوزارات العراقية بعد الغزو ، ، لذلك تصاعد النقد في الاعلام الامريكي والكونغرس لهذه الحالة وحمل الجمهوريون مسؤولية كل تلك الكوارث ، لذلك تعلمت امريكا الدرس وقررت في عهد الديمقراطي باراك اوباما ان لا تحل الجيش الليبي – وكذلك الجيشين السوري واليمني كما سنرى - بنفس الطريقة التي حلت بها الجيش العراقي لتجنب النقد وتحميلها مسؤولية الكوارث بل لابد من تفكيك الجيوش العربية تدريجيا بطريقة مختلفة وغير رسمية وتبدو كأنها من فعل العرب انفسهم وليس الاستعمار !


    ولكن الفوضى الهلاكة ، والتي اسمتها كونداليزا رايس (الفوضى الخلاقة ) وهي تعني خلق وز ع وفرض كل عناصر الهلاك للبشر والعمران ، كانت احد اركان خطة المحافظون الجدد وبدونها لن تنجح خطة تقسيم الاقطار العربية ، فما العمل للوصول الى نفس الهدف وهو نشر الفوضى في ليبيا دون حل الجيش رسميا ؟ ، تفتقت عبقرية الشر في امريكا عن بديل خطير وهو تفكيك الجيش الليبي تدريجيا ودون اعلان حله رسميا واحلال العصابات المسلحة محله . ومما ساعد على ذلك هو ان غزو ليبيا تم بطريقة مختلفة عن غزو العراق ، فقد اعتمد النيتو على قوات نخبة قليلة العدد ادخلت ليبيا واخذت تقوم بعمليات نوعية جدا ضد قوات ليبيا الوطنية ومنها اسر واغتيال القذافي ، ولم يحصل غزو ارضي كثيف كما حصل في العراق ، واعتمد اساسا على القوة الجوية والصاروخية فدمرت الكثير من القوات الليبية ومن تبقى منها تشرذم ما بين القذافي وخصومه ، لذلك لم تكن هناك اي ضرورة لاعلان حل الجيش وقوات الامن بعد ان تفككت عمليا وتشرذمت وحلت محلها عصابات استولت على السلاح والمال واصبحت هي الحاكمة .


    والان نعرف بان اغتيال عبالفتاح يونس كان هدفه الاساس منع بقاء الجيش الليبي حتى ولو منقسما بل كان مطلوبا تصفيته واول الخطوات كانت اغتيال القائد العسكري الاقوى القادر على ابقاء الجيش او قسما كبيرا منه موحدا وفاعلا ، كما انه كان المرشح الاقوى للحلول محل القذافي فيفرض الامن والاستقرار بقوة الجيش بعد اسقاط القذافي فتبقى ليبيا واحدة ولا تحدث عمليات تدمير منظم للدولة والنسيج الاجتماعي الليبي ولا تهدر كل الثروة الليبية ، وهذا ليس هو هدف الاصلي والفعلي للنيتو وامريكا والذي يقوم على التدمير الشامل للدولة والمجتمع وشرذمة الناس قبائلا واحزابا وكتلا وجعلهم عبارة عن كتل صغيرة عاجزة حتى عن التفاهم على قاسم مشترك ، فاغتيل يونس لمنع استمرار وجود قوة عسكرية تستطيع ابقاء ليبيا موحدة ومركزية ، ولفسح المجال لتشرذم القوة الليبية وسيطرة العصابات وهو ما نراه اليوم .


    بشرذمة القوات المسلحة وانهاءها واحلال العصابات محلها وبجعل الثروة لمن يعيش فوقها يمكن وضع اسس تقسيم الاقطار العربية بدون تدخل عسكري مباشر مكلف ماديا وبشريا لامريكا وللنيتو . وهذه الحالة تنطبق على اليمن الان وانطبقت على سوريا كما سترون ، ونرى خطة مشابهة تطبق الان في مصر تقوم على انهاك الجيش المصري وتجريده من عنصر الردع الفعال بتواصل المظاهرات مما سيؤدي الى زوال سمة الردع فيه فيصبح تحديه عملا سهلا من جهة ، ويدمر معنويات الجيش عندما يرى الناس العاديين يهينونه وهو عاجز عن الردع بطريقة فعالة ، لان امريكا طلبت عدم استخدام القوة ضد التظاهرات السلمية كما اكد سامي عنان رئيس الاركان المصري السابق من ناحية ثانية ، وهكذا سيأتي يوم يبدأ فيه الجيش بالتفكك والانهيار التلقائي ، وهذا هو تكتيك المخابرات الامريكية المستخدم خصوصا لانهاء الجيش المصري .


    اذن نحن بأزاء مخطط مرسوم بدقة وبعد دراسات معمقة مبنية على معلومات وفهم لحالتنا هدفها هو تدمير الدولة بكافة مؤسساتها والمجتمع بكافة مكوناته وبناه الفوقية وليس النظام فقط كي تزول كل عوامل قوتنا وتماسك هويتنا القومية والوطنية ، وفي هذا المخطط تنتظم الاحداث التي تجري في كل الاقطار بخيط فولاذي واضح جدا يضمن التحطيم المتزامن او المتعاقب لكافة عوامل وحدتنا الوطنية ومصادر قوتنا . ليقل لنا اي منصف وعاقل : هل هذا صدفة ام انه تخطيط مسبق ؟


    من الراكب ومن المركوب في ليبيا ؟ المركوب هو الشعب الليبي الذي يعاني من كل اشكال كارثة التدخل الاستعماري المكشوف ، اما المركوب الاخر فهو عناصر (وطنية) رقصت للغزو الاستعماري لليبيا نكاية بالقذافي في تعبير غريب عن التخلف الكارثي في فهم ما يجري ! والراكب هو الصهيوني المعتق والاصيل برنار هنري ليفي منظر وقائد انتفاضات ( الربيع العربي ) الذي ابى الا ان يقود بنفسه معركة غزو ليبيا .


    4– سوريا من الانتفاضة الوطنية الى الحرب الاهلية : بسبب فساد النظام السوري حتى العظم وتركيز الثروة في ايادي عائلة الاسد وشركاءها وحرمان الناس من العيش الكريم ، وطائفيته العلنية ، وعمله المنظم لالغاء عروبة سوريا عبر تحوله الى اخطر اداة لنشر النفوذ الايراني الصريح في سوريا والاقطار العربية ، مع كل ما يحمله ذلك النفوذ من فايروسات عنصرية وطائفية وافساد مالي واخلاقي (زواج المتعة ) ، واقدامه على ارتكاب خيانات وطنية وقومية عظمى منها تسليم الجولان لاسرائيل والاعتراف بها ( بقبول القرارين 242 و338 ) ، ووضع الجيش السوري تحت امرة امريكا ، اولا بدخوله لبنان بقرار امريكي صريح في منتصف السبعينيات لمنع المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية من فرض سيطرتها على لبنان ، ثم امرته امريكا مرة اخرى بالمشاركة في شن العدوان الثلاثيني على العراق في عام 1991 فرأينا الجيش السوري - ويا للعار - يقتل ابناء العراق وجيشه الذي انقذ دمشق من السقوط في عام 1973 ، واخيرا وليس اخرا نتيجة ظلم النظام واذلاله الشعب العربي السوري طوال اكثر من اربعة عقود ، بكل ذلك وغيره من جرائم النظام السوري الصفوي توفرت عوامل الانتفاضة بصورة كاملة في سوريا وكانت تنتظر اللحظة المناسبة لتفجرها .


    وبدأت الانتفاضة شعبية وطنية مشروعة وحقيقية في درعا في اذار عام 2011 وكانت سلمية لمدة ستة اشهر وكانت واضحة الاهداف وفي مقدمتها اسقاط النظام ، وهب ابناء سوريا الابطال ضد النظام وكسروا حاجز الخوف وتحرروا من كابوس القمع الدموي للنظام الصفوي الفاشي واخذ الشهداء يتساقطون نتيجة لجوء النظام الى اسلوب القمع الدموي وبسبب ذلك كانت الانتفاضة تتسع وتتعمق . ولكن كانت هناك حسابات اخرى غير حسابات الجماهير وقواها الوطنية ، فمن خطط للتغيير على المستوى العربي كله وهو المخابرات الامريكية والصهيونية ، كان يريد التحاق سوريا بمسيرة الفوضى الهلاكة وليس التغيير الثوري والوطني ، فتدخلت عدة اطراف دولية واقليمية وعربية في سوريا ليس لانجاح الانتفاضة بل لتحويلها الى حرب اهلية تدمر سوريا وليس النظام ، تقضي على كل ما بناه الشعب السوري خلال مئات السنين ، وتحول سوريا العربية الى امارات طائفية متعاركة حتى الموت والفناء لا صلح بينها .


    الان نواجه هذا الواقع المرعب فبعد ان تصاعدت الانتفاضة واصبحت قوية بما يكفي لاسقاط النظام بوصولها الى دمشق واقترابها من قصر الرئاسة وسحقها لاركان النظام حصل ما عده البعص مفاجئة ولكنه كان تطورا متوقعا فقد سحبت امريكا تبنيها لهدف اسقاط النظام وتراجعت عن وعودها بتسليح اطراف في المعارضة باسلحة نوعية تكفي لحسم الصراع ، كما وعد اوباما وغيره مرارا ، وتبنت نفس ادارة اوباما خطة مكملة قامت على حل سلمي للازمة السورية وعدم تسليح المعارضة (خوفا) من القاعدة كما ادعت امريكا مع انها هي وليس غيرها من ادخل القاعدة الى سوريا ، تماما كما فعلت في العراق !


    مقابل ذلك وعلى النقيض منه وفي خطوات تكاملية مع الخطوة الامريكية قامت روسيا وايران برمي ثقلهما كله خلف النظام لتمكينه من البقاء ، وهكذا وبعد تصاعد الامال باسقاط النظام لدى المنتفضين وانهيار كامل في معنويات انصار النظام وصل الى درجة ان بشار قدم تنازلات مهينة ، انعكست الاية فهبطت هذه الامال لدى المنتفضين وتصاعدت معنويات النظام ومكنت امريكا وروسيا وايران بشار من تحقيق تقدم عسكري في اماكن معينة ! هذه الحقيقة المعاشة صدمت من لا يعرف العاب امريكا وعدها تناقضات غير مفهومة مع انها واضحة جدا لمن لديه وعي بالحد الادنى بتاريخ التدخلات الامريكية في العالم . لذلك طرحت الملايين سؤالا منطقيا هو : لماذا تراجعت امريكا والنيتو عن تشددها المتطرف والذي كان يصر على ان شرعية نظام بشار انتهت وعليه الرحيل فورا وان اصراره على البقاء سوف يؤدي الى اسقاطه بعمل عسكري خارجي ؟


    الجواب في لعبة معروفة : اضعاف النظام وايصاله حافة الانهيار وتقوية المعارضة حتى تصل بوابة النصر ثم تغيير قواعد اللعبة فيقوى النظام وتضعف المعارضة ! كان ذلك هو جوهر لعبة امريكا التي هندست لدفع سوريا الشعب والمجتمع والدولة للتفكك التدريجي تمهيدا لتقسيمها عبر الطحن القاسي للبشر والعمران وبصورة متواصلة حتى الانهيار . ذلك هو التكتيك التقليدي لامريكا في التعامل مع ازمات معينة لا تستطيع التدخل العسكري فيها فتمارس لعبة تدمير طرفي الصراع بقوتهما وليس بقوة امريكا . الان نواجه في سوريا معركة التدمير المنظم للكل ، للنظام وللمعارضة وللدولة وللمجتمع ، تماما مثلما حصل في العراق ولكن على يد ابناء سوريا في حين كان تدمير العراق ومازال على يد امريكا وايران وتوابعهما . لمن يخدم ذلك ؟ بالتأكيد اسرائيل بالدرجة الاولى ، لذلك نراها تلعب لعبتها بذكاء ، فهي تصدر مقالات وتصريحات تدعم بشار ولكنها وعبر اطراف اسرائيلية اخرى تصدر مقالات وتصريحات ضد بشار ، وهذا ما تفعله امريكا عبر اعلامها وبعض مسؤوليها ، والهدف هو تشجيع بشار والمعارضة على مواصلة القتال وامتلاك ادلة على ان اسرائيل وامريكا مع وضد الطرفين !


    ان اهم سؤال يكشف حقيقة ان المطلوب في سوريا ليس تغيير النظام بل تدمير وتقسيم سوريا هو التالي : الم يكن بامكان امريكا التخلص من النظام السوري بانقلاب عسكري كان ومازال اسهل من شرب الماء ؟ نعم كانت امريكا تستطيع اسقاط نظام بشار بابسط من البساطة ذاتها لسبب معروف وهو ان النظام غارق في الفساد وهو حكم عصابة سرقت الشعب واثرت على حسابه وباعت الوطن لاسرائيل وامريكا وايران ودول الخليج العربي ، ولذلك كان ممكنا بقرار امريكي سريع التقاط بشار وزمرته بهدوء تام او شبه تام والقاءهم في السجن او دفنهم في مقبرة جماعية . فمن يعيش على الفساد والافساد يموت نتيجة له ومن اثبت امام الناس انه نظام حرامية نهبوا الناس وثرواتهم لن يجد من يدافع عنه الا الحرامية والمستفيدين منه ، وهذا ما ظهر واضحا حينما تقدمت المعارضة وسيطرت على اغلب دمشق وقصفت القصر الجمهوري واوشكت على احتلاله لولا تراجع امريكا والنيتو وتدخل رسمي من قبل حزب الله وايران ودعم روسي مفتوح ، بعد ان تفككت عصابات النظام وهربت تماما ولم يعد الان من يقاتل بصورة جوهرية الا ايران وقواتها وحزب الله تحت واجهة النظام وهو ما اعترف به عضو بارز في مجلس الشورى الايراني يوم 4-11-2013 .


    اذن امريكا استخدمت اسقاط النظام كمعبر لهدف اخطر بكثير وهو التدمير الشامل لسوريا دولة ومجتمعا وهوية قومية وتركيبا نفسيا وثقافيا بصورة متزامنة او متتابعة ، وبما ان تقسيم سوريا لم تكتمل متطلباته بعد فان النظام يجب ان يبقى كي يواصل توفير مسوغات تدمير ما تبقى من عناصر القوة المادية والعسكرية والتوحد والشد داخل ابناء سوريا من جهة ، ولاجل اكمال هدف جعل سوريا عاجزة عن استرجاع عافيتها وقوتها لمدة لا تقل عن ربع قرن وهي الفترة التي تحتاجها اسرائيل لاكمال ضمانات بقاءها خارج نطاق التهديدات العربية من جهة ثانية .


    كيف تحقق امريكا الهدف الصهيوامريكي هذا ؟ مالم يبقى بشار في الحكم هو وزمرة الفساد التي لابد ان تدافع عن ثرواتها المنهوبة من الشعب لن تكون هناك حربا اهلية ، فلكي تقوم الحرب الاهلية يجب ان يبقى بشار متمتعا بقوة تكفي لمنع اسقاطه مقابل ذلك يجب ان يكون اعداءه قادرين على البقاء مهما تبدلت التوازنات على الارض كي تستمر المعركة ويتساقط يوميا المئات من القتلى من النظام ومن الشعب ، وكي تتحول مدن سوريا الى خراب تنعق فيه الغربان ويحصد فيه منجل الموت كل مظاهر الحياة .


    المطلوب هو اعادة سوريا لما قبل الف عام زائدا عدم السماح لعلاقات ما قبل الالف عام بالعودة وهي علاقات رحمية قوية تعزز التاخي ، لذلك فاعادة سوريا للخلف مثلما حصل في العراق بعد الغزو تقترن بوجود نزعات عصرية غير مسبوقة من الانانية وتدمير الاخر بلا رحمة والتي تبلورت عبر حروب دموية في افغانستان وفيتنام وافريقيا واسيا والشرق العربي وتحت ضغط التجويع والتعذيب المنظمين للشعوب ، وانصهرت وتبلورت تلك النزعات الاجرامية المتطرفة في افران البؤس الاجتماعي والاستغلال الطبقي المجرم . وفقا لهذا الهدف الكبير كان يجب ان يبقى بشار وان لا يسقط وان تدعمه ايران وحزب الله وان لا تقوم امريكا بقصفه هي والنيتو كما اعلن كذبا ، وان لا تقدم للمعارضة الاسلحة النوعية التي وعدت بها كي تكمل مسيرة اسقاط بشار ، فبقي بشار بعد ان تيقن انه انتهى ، بينما صدمت المعارضة بملاحظة أنها تبتعد عن هدف اسقاط النظام بعد ان تيقنت انها على وشك تحقيق النصر الحاسم .


    نتيجة معارك سوريا حتى الان هي الاهم : فالدمار في العمران في سوريا اكبر واخطر من الدمار الذي حل بالعمران في العراق فمدن سوريا دمرت بغالبيتها اما باسلحة النظام او بعض اطراف المعارضة ، ولم تعد سوريا التي نعرفها قائمة كواحة جميلة يحج اليها الناس صيفا من كل قطر عربي ، بل اصبحت خرائب لم تكن توجد الا في اكثر مناطق العالم تخلفا وفقرا . اما الانسان في سوريا فانه فقد اكثر من 150 الف شهيد سوري حتى الان ومئات الالاف من الجرحى ، واكثر من مليوني مشرد ومهجر ، والمطلوب هو رفع رقم المهجرين ، ولذلك لم تتوقف الحرب الاهلية السورية ويتواصل نزيف الدم السوري والاخطر تتواصل عملية نزع الكرامة السورية تعمدا وتخطيطا لاذلال السوريين ، كما اذلت امريكا وايران العراقيين . ولكن اخطر ما في الكارثة السورية كما في الكارثة العراقية وكما يخطط للكارثة اليمنية والليبية ، هو الجرح النفسي العميق الذي يؤرق الروح كل لحظة وينزف قيحا وليس دما وستكون له عواقب اكثر خطورة مما حصل حتى الان .


    بعد كل الخراب الرهيب الذي حل بسوريا وبعد كل العذابات والقتلى نرى الان لعبة اعادة الاعتبار لبشار ونظامه واعتبار ان تسليم الكيمياوي السوري كان الهدف من كل الكارثة ! رغم ان تسليم الكيمياوي ليس سوى هدنة والكارثة السورية لن تتوقف الا في حالتين : اما الوصول لتقسيم سوريا او هداية الله لاطراف وطنية في المعارضة السورية كي تتوحد وتتفق على برنامج وطني لاسقاط النظام بالاعتماد على النفس والرفض المطلق لاي دعم اجنبي وبذلك يعود الامن والاستقرار الى سوريا الحبيبة .


    في ضوء كارثة سوريا نسأل مجددا : من الراكب ومن المركوب ؟ هل ركبت الجماهير امريكا واستغلتها في احباط المخططات المعادية للامة العربية ؟ ام ان امريكا هي التي ركبت الجماهير واستغلت عذاباتها وسخرتها لتحقيق الخراب الشامل ؟ يتبـــــــــــع
    ليس بدعا أن يكتب الشعر حرّ** قد أرته الأيام نار لظاها
    وأطاحت به صريع الأماني**يمضغ العود كي يبل صداه
    شاعر عارك الحياة بعزم ** كي ينال العلا فنال رداها
    ****
    قد أذاع الأثير آهات نفس ** داميات مجرحات الهموم
    لم يكن طبعها نسيما صبوحا**أنما شواظ قلب كليم
    قد شدى باسما بوجه المآسي **ذائدا عن حياضه كالغريمِ
    لم تمت جذوة الحياة بنفس**كمنت ذاتها بسر عظيمِ

    يعقوب الحمداني

  3. #3
    أخي الحمداني شكراً لهذا المقال المفصل تفصيلاً واقعياً عن مأساتنا وضعفنا وهزيمتنا وعدم قدرتنا على لملمة أحوالنا , لنترك المجال للمستعمر البغيض يلعب بنا وبمصيرنا كيفما يشاء , ولكن ما الحل , هل أنا وأنت وهو وكل الشعب العربي الذي يفقد السيطرة , هل بإمكاننا تغيير المسار ؟ والله إنها مأساة زرعها حكامنا الأوائل الذين تهاونوا بمصيرنا , لنا الله , لك التحية

  4. #4
    شكر أستاذ غالب للمطالعه وشكرا للرد الرائع والكبير لانحتاج الا لتجمع وأتفاق فالكل متفق على جب وطنه ووحدته السبيل لتكوين نواة أنسانيه ثقافيه يقودها أناس طاهره قلوبهم موزعه على هموم أبنائها
    لاتجرهم كل صور الأغراء والصمود النفسي والثبات الفكري قوة الشخصيه ورغبتها في حب الأنسان والوطن ..لابد من من أن تجد هذة العقول أنقاذ وحل لشعوبها التي تقتل

    تحياتي لكم استاذ
    ليس بدعا أن يكتب الشعر حرّ** قد أرته الأيام نار لظاها
    وأطاحت به صريع الأماني**يمضغ العود كي يبل صداه
    شاعر عارك الحياة بعزم ** كي ينال العلا فنال رداها
    ****
    قد أذاع الأثير آهات نفس ** داميات مجرحات الهموم
    لم يكن طبعها نسيما صبوحا**أنما شواظ قلب كليم
    قد شدى باسما بوجه المآسي **ذائدا عن حياضه كالغريمِ
    لم تمت جذوة الحياة بنفس**كمنت ذاتها بسر عظيمِ

    يعقوب الحمداني

  5. #5

    حرب أكتوبر ماهي صلة خميني بالسادات وأسد والزمر
    شبكة ذي قـار
    صلاح المختار




    مابين الحق والباطل ٤ أصابع الحق ان تقول مارايت والباطل ان تقول ما سمعت
    الإمام علي ( ر )


    مهم فهم الاحداث ولكن الاهم توقعها
    بعد صدور كتابي ( الاعتراف باسرائيل ومستقبل الثورة العربية ) باعوام كثيرة والذي توقعت فيه وقوع حرب قبل وقوعها بعام اكد عدد كبير من المسؤولين والخبراء والكتاب العرب والاجانب ان حرب
    اكتوبر كانت مدبرة مسبقا ، بناء على ما حصلوا عليه من معلومات لاحقا ، في تأكيد شامل وحاسم لما قلته وحددته ككاتب ومحلل . ومن بين هؤلاء خبير ومفكر مصري معروف هو د.عاصم الدسوقي الذي كان اوضح وادق من كتب عن تلك الحرب ، وفيما يلي بعضا مما قاله بعد تلك الحرب بحوالي ثلاثة عقود :
    س: قلت بأن حرب أكتوبر مدبرة بين السادات وأمريكا , ما هي الأدلة التي استندت إليها ؟ .


    ج : من بين أدلة هذا الاتفاق بين السادات وأمريكا هو مذكرات عبدالمنعم واصل قائد الجيش الثاني , وأشرف غربال القائم بالأعمال المصرية في أمريكا , وإبراهيم كامل في كتابه "السلام الضائع في كامب ديفيد" , ووالتر بوين الضابط في سلاح الجو الأمريكي والذي نشر كتاب في سبتمبر 2002 بعنوان "حرب الساعة الثانية" وكتاب هيكل "أكتوبر.. السلاح والسياسة". وعندما تقرأ كل تلك المراجع تدرك أن الحرب كانت من أجل التفاوض .


    س : إذا كانت حرب أكتوبر متفق عليها بين السادات وأمريكا .. هل كانت إسرائيل لا تعلم بهذا ؟ .
    ج : عرفت إسرائيل بقرار الحرب فجر يوم 6 أكتوبر ليس من السادات , لكن من الملك حسين ملك الأردن. وجمعت جولدا مائير مجلس الحرب فجرا وقالت أن مصر ستشن حربا , واقترح أحدهم شن هجوم وقائي مثلما حدث في 1967, فقالت: نتصل بأمريكا أولا رغم أنها تدرك أن المعلومة مؤكدة. وطلب منها الرئيس الأمريكي نيكسون عدم اتخاذ أي إجراء ضد مصر , بحجة أن أمريكا لن تقف مع من يبدأ العدوان , أي أمريكا أرادت توريط إسرائيل في الحرب . يواصل د. الدسوقي كلامه قائلا : فالسادات قال للأمريكان قبل الحرب بأنه يريد أن يتخلص من ميراث عبدالناصر من اشتراكية وفلسطين وقومية عربية مقابل الاعتراف بإسرائيل , لكنه لا يستطيع أن يوقع سلاما مع إسرائيل وهو منهزم , وبالتالي لابد من عمل شئ بعدها يمكن أن يبدأ التفاوض ويوقع اتفاقية سلام ويعترف بإسرائيل . .


    س : ولكن اعتقادك بتدبير حرب أكتوبر ينقص من الدور العسكري المصري في النصر؟ .
    ج : نحن لا نشكك في ذلك , هي حرب عظيمة , وضرب فيها الجنود أروع آيات الشجاعة , نحن نعترض فقط على التسوية السياسية التي تمت بعد الحرب. عبدالمنعم واصل يقول بأننا عبرنا القناة ثم جاءت إلينا الأوامر بالوقوف , والعساكر تريد أن تتقدم , وكلما اتصلنا القاهرة يقولوا: لا توجد تعليمات جديدة , وفي يوم 12 أكتوبر هددنا بتطوير الهجوم وسحبنا الجيش الثاني والثالث , فحدثت الثغرة. برأيك: هل يوجد أحد يعري الجبهة بهذا الشكل بحجة تطوير الهجوم؟!


    يواصل الدسوقي كلامه : وحينما جاء هيكل في فبراير 1974 ونشر مقال في الأهرام بعنوان "اللانصر واللاهزيمة" رسم خلاله خريطة شرح بها الموقف العسكري بأن الإسرائيليين عبروا قناة السويس كما عبر المصريون إلى سيناء , وفضح حقيقة الموقف , فأقاله السادات من الأهرام في يوم 4 فبراير . وفي 17 أكتوبر وقف السادات في مجلس الشعب يقول بان جنرالات المقاهي لا يعلمون أن أمريكا هددت بمد جسر جوي منها إلى إسرائيل..لكن "والتر بوين" يقول بأن فكرة دعم إسرائيل بجسر جوي بدأت منذ 10 أكتوبر , ولكي يتم إرسال سلاح لإسرائيل لابد من وجود محطات في الطريق , وكل دول حلف الأطلنطي خشت من انقطاع إمدادات النفط عنها ، والدولة الوحيدة التي وافقت هي البرتغال لأنها كانت تأخذ بترولها من أنجولا . .


    ويقول : وبالفعل نزلت الطائرات الأمريكية في جزر الأزور وعبرت منها على موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر ولم يعترض أحد الجسر الجوي رغم أن الطائرات العسكرية تسير على ارتفاع منخفض حتى وصلت الإمدادات يوم 14 أكتوبر .. لماذا لم تفعل شئ طوال هذه الأيام ؟ لأن السادات كان يريد حرب تحريك وليس حرب تحرير وهذا ما جعله يستغني عن الفريق محمد صادق , والذي رفض لذلك. يقول الدسوقي ايضا : لكن الشئ الغريب أن السادات أرسل رسالة إلي كيسنجر يوم 7 أكتوبر بأن مصر لا تريد أن توسع جبهة القتال مع إسرائيل , حينها أصدرت جولدا مائير أوامر للطائرات الإسرائيلية بالتفرغ للجبهة السورية.


    س : وهل كانت ثغرة الدفرسوار بالاتفاق أيضا؟ .
    ج : وهل من الذكاء أن تسحب الجيش الثاني والثالث من الضفة الغربية لتطوير الهجوم وتترك الجبهة الشرقية مكشوفة تماما؟! .


    س: المشير الجمسي قال أن الثغرة انتهت إلي استنزاف إسرائيل بعد أن أصبحت محاصرة بالقوات المصرية ؟
    ج : هذا صحيح . لكن السادات رفض ضربها.. لماذا ؟ حتى تنتهي الحرب بالتعادل واحد لواحد.


    س: لماذا انتظر السادات حتى عام 1979 ليوقع اتفاقية السلام مع إسرائيل؟

    ج : هذا أيضا كان بالاتفاق , البداية كانت في مايو 1974 حينما زار الرئيس الأمريكي نيكسون مصر ومعه وزير المالية الذي تقابل مع عبدالعزيز حجازي, رئيس وزراء مصر وقتها , وفي اللقاء طلب حجازي مساعدة أمريكا, فرد عليه الوزير الأمريكي بأنه لا يستطيع أن يساعد الاقتصاد المصري وهو تحت القطاع العام , والحل هو تحرير الاقتصاد. ومع ذلك لم تأت الاستثمارات، فاشتكت مصر، فقالت أمريكا إن المستثمر الأمريكي لن يأتي إلى مصر طالما انه لا يوجد سلام مع إسرائيل, فاتفاقيات فك الاشتباك مثل الهدنة يمكن أن تنهار في أي وقت. قبل ذلك في نوفمبر 1973 زار مصر وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر وتقابل السادات في قصر القبة , ثم انفرد مع السادات , وهذا الاجتماع ظل مغلقا لأنه لم يسجل على غير العادة , فأي شئ في مكتب الرئيس يسجل ؛ حتى المكالمات التليفونية . لكن هذا الحديث بالذات لم يسجل ولم يحضره ثالث .


    يضيف الدسوقي : بعد الاجتماع تقابل كيسنجر مع صحفي اسمه "ريتشارد كالب" , وقال له سأقص عليك ما حدث بشرط عدم النشر ؛ وبالطبع كان كيسنجر يعلم أن الصحفي سينشر حديثه ؛ قال كيسنجر للصحفي: إن السادات أكد رغبته في التخلص من ميراث عبدالناصر , لكنه يدرك أن العرب لن يساعدوه ولهذا يحتاج إلي مساعدة أمريكا. وبالفعل نشر الصحفي ما قاله كيسنجر, وتضايق السادات , فطمأنه كيسنجر ضاحكا بان الصحفي هو المخطئ , كما أن له نصيب من اللغة العربية , فاسمه ريتشارد كالب وهو "كلب". نصدق من؟ نصدق الفعل.. والسياسات التي تم تطبيقها بعد الاجتماع تؤكد صدق ما قاله الصحفي.


    ويربط الدسوقي بين ما اتقف عليه السادات مع اسرائيل كثمرة لتلك الحرب فيقول : شئ آخر حيث نجد المادة السادسة من المعاهدة تنص على أنه إذا تعارضت التزامات أحد الطرفين مع أطراف أخرى فإنه يتم ترجيح مصلحة الطرف الآخر , وهذه المادة نسفت اتفاقية الدفاع العربي المشترك والجامعة العربية. ولنأخذ أمثلة عملية : في 1980 ضربت إسرائيل المفاعل النووي العراقي ولم يفعل السادات شيئا , وفي سبتمبر 1982 دخلت إسرائيل جنوب لبنان ولم نتحرك أيضا , وفي 1999 ضربت إسرائيل محطة كهرباء جنوب لبنان؛ وسافر الرئيس مبارك إل لبنان وتعهد بإصلاح المحطة , بعدها بأسبوع تقدم "توم لنتوس" عضو مجلس الكونجرس عن نيويورك وقتها - وكان صهيونيا - بمشروع يقضي بتخفيض المعونة العسكرية لمصر بمقدار النصف لأنها لم تعد تحارب، أي أنه كان يريد معاقبة مصر على وقوفها بجوار لبنان.( المصدر شبكة المحيط 12 - 6 – 2010)


    وفي مقابلة اخرى للدكتور الدسوقي مع شبكة الفكر القومي العربي في 24 مايو 2010 قال د.عاصم الدسوقي :
    1 - ويروي اشرف غربال رئيس مكتب رعاية المصالح المصرية بأمريكا في مذكراته أنه جاء من أمريكا برسالة واجتمع
    بالسادات يوم 23 سبتمبر قبل الحرب بأسبوعين وأوصى غربال بأن تكون الحرب محدودة (وهذا مسجل في المضبطة التي كتبها أشرف غربال عن الجلسة ) وكان ذلك من أجل أن يقنع السادات الشارع المصري والجيش بالسلام مع إسرائيل؛ لأن هناك فرقا بين أن نعقد سلام ونحن مهزومون في 67 وبين أن نعقد سلام بعد انتصار عسكري ولو بسيط، وهو ما حدث، والدليل على ذلك أن السادات اتصل بهنري كسينجر ثاني أيام حرب أكتوبر والجيش المصري في قمة انتصاره وأمريكا لم تكن قد تدخلت، وأخبر كسينجر بأنه لن يطور الهجوم وان القوات المسلحة ستتوقف عند نقاط بسيطة بعد العبور فبلغ كسينجر الرسالة لإسرائيل وبناء عليه خففت إسرائيل هجومها عن الجبهة المصرية وركزت على سوريا !



    وأضاف دكتور الدسوقي : تنص الاتفاقية على أنها ملزِمة للطرفين، ولها الأولوية في التطبيق لكلا الطرفين عن أي اتفاق مع أي أطراف أخرى، أي أن كامب ديفيد مقدمة على كل الاتفاقيات العربية .....
    س : وطالما الأمر كذلك فلماذا قبل السادات بها ؟
    ج: السادات قال قبل ذلك إنه لا يحتمل هزيمة أمام شعبه؛ لأن عبد الناصر هزم في 67 وتمسك به الشعب، أما السادات فلا يملك أي رصيد، فكان الحل أن يكتسب شرعيته عن طريق الغرب الذي يسمح للسادات بانتصار صغير أمام إسرائيل لحفظ ماء الوجه أمام شعبه، وهذا النصر يكون تحت الشروط الأمريكية الإسرائيلية، وذلك كله من أجل الحفاظ على الكرسي .( انتهى الاقتباس .)
    ليس بدعا أن يكتب الشعر حرّ** قد أرته الأيام نار لظاها
    وأطاحت به صريع الأماني**يمضغ العود كي يبل صداه
    شاعر عارك الحياة بعزم ** كي ينال العلا فنال رداها
    ****
    قد أذاع الأثير آهات نفس ** داميات مجرحات الهموم
    لم يكن طبعها نسيما صبوحا**أنما شواظ قلب كليم
    قد شدى باسما بوجه المآسي **ذائدا عن حياضه كالغريمِ
    لم تمت جذوة الحياة بنفس**كمنت ذاتها بسر عظيمِ

    يعقوب الحمداني

  6. #6

    Post رؤيا في لحظات الموت !////الأستاذ جواد دوش

    رؤيا في لحظات الموت !


    March 15, 2013 at 4:22pm
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    كان هناك بعيداً ، وحيداً كطير مسافر عبر المحيطات الغارقة بالعتمة ، هناك وحيداً يتأمل جبال وسهول وطنه البعيدة تلك الجبال المطرزة بالذهب الأبيض وتلك سهول القمح الخضراء الندية و حنين يشطره نصفين الى بغداد كما يشطرها النهران الخالدان دجـلـة والـفـرات وهـذا الفرات الأبدي الأزرق المتدفق بـالـمـيـاه الـمـضطربـة والـجـاريـة منذ الأزل نحو الحرية ، والثورة الحمراء ، وأتساؤل مع نفسي إين أختفت فينسيا العراق الأهوار ؟ وأين هي ثروات البلاد النفطية والغازية ؟ و إين ضاعت حضارة العراق التاريخية ومن المسؤول عنها ؟ لا أحد يجيب هنا على قائمة الـمسـروقـات في بلدي فهي طويلة ! من هو المسؤول عن أزمتنا الراهنة ؟ إنها حكومات " المنطقة الخضراء ببغداد " المتناسلة عن الإحتلال الأميركي ــ الإيراني المدجج بالسلاح ، وهدفه تدمير البلاد والعباد . وها هو نوري المالكي يشعل فتيل الحرب الأهلية والطائفية المسمومة في العراق ، ولم يكتف بطوفان الدم الغاضب المسفوك على أرض الله الحرام ومزق البلاد والعباد بين فرقتين غالبة ومغلوبة تقاتل بعضها بالشر والعدوان ، وفي سوريا العربية تقاتل مجوعاته الجاهلة والمارقة ضد أشقائنا العرب وضد الجماهير الثائرة ضد الظلم والطغيان والجرائم البشرية ومواصلة كفاحها في سبيل التحرر والحرية والعدل والكرامة الإنسانية بظل إختلال الموازين العربية والدولية المخادعة ... كفاكم صراخاً وعويلاً يا نظم الرجعية العربية ! في الخليج والجزيرة ــ هنا وهناك ــ الممالئة للغرب والضامنة لأمن الكيان الصهيوني الغاصب لا تدعموا فريقاً مشاركاً فيما يسمى جزافاً بـ " العملية السياسية " في العراق الجريح فكلهم أوباش مخادعون وتجار سياسة ودين ! باعوا وطنهم وشعبهم للإحتلال الأميركي الغاشم . وخضعت حكومات بغداد المتعاقبة لثيوقراطية إيران الحاكمة بإسم ولاية الفقيه للشعوب الإيرانية المكافحة من أجل حق تقرير المصير للشعوب العربية والكوردية والتركمانية الخ . . . و أن حكومة نوري المالكي عليها واجب مطلوب ملح يتمثل بإطلاق سراح المعتفلين والمعتقلات من السجون العراقية السرية والعلنية ، وإنهاء سياسة التهميش للفرقة المغلوبة ، وتغيير دستور الإحتلال الأميركي " بريمر " ، وإنهاء المحاصصة الطائفية والعنصرية الطامعة وإرساء قواعد العدل والمساواة الكاملة بين الناس جميعاً وبين الحاكم والمحكوم ليكون قانون المواطنة الحرة الخالية من الإستبداد والطغيان والألتفات لحقوق الجماهير العراقية وحل مشاكلها الإقتصادية والمعيشية ومعالجة قضايا البنية التحية ، وإلغاء القوانين التعسفية وؤد الفته الطائفية ، ووقف الشعارات التجزيئية المشوهة لأرض العراق ، وألغاء الإتفاقيات النفطية غير المنكافئة ، وإطلاق الحريات العامة ، وممارسة سياسة أمنية حازمة ضد الجماعات المتطرفة والتكفرية وفلول القتل والإرهاب ..
    ليس بدعا أن يكتب الشعر حرّ** قد أرته الأيام نار لظاها
    وأطاحت به صريع الأماني**يمضغ العود كي يبل صداه
    شاعر عارك الحياة بعزم ** كي ينال العلا فنال رداها
    ****
    قد أذاع الأثير آهات نفس ** داميات مجرحات الهموم
    لم يكن طبعها نسيما صبوحا**أنما شواظ قلب كليم
    قد شدى باسما بوجه المآسي **ذائدا عن حياضه كالغريمِ
    لم تمت جذوة الحياة بنفس**كمنت ذاتها بسر عظيمِ

    يعقوب الحمداني

  7. #7
    الكاتب فراس الغضبان الحمداني


    دولة موزة

    فراس الغضبان الحمداني

    لا يغرنكم حجمها الصغير لان أفعال دولة موزة التي تحتاج إلى مجهر لإيجاد موقعها على خارطة العالم تلعب الآن ادوار الدول الكبرى لإعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط ومن خلاله العالم ....

    إن ما يجري على الساحة الدولية من فعاليات لا يقاس على أساس حجم الدولة وإنما على أساس حجم فعالياتها السياسية ولعل قطر اليوم تلعب دور الكيان الصهيوني في كل تفاصيله وتسعى لتحقيق هدف بروتوكولات حكماء صهيون المتمثلة بتفتيت الإسلام وإعادة الدول العربية بما فيها الخليجية إلتى سيأتيها الدور لاحقا إلى دويلات صغيرة أو قبائل متصارعة تشابه تلك التي كانت في عصر ما قبل اكتشاف النفط .

    هذه دولة موزة التي كان لها الدور الأساس في تدمير إمبراطورية صدام حسين بعد إن تحولت قاعدة السيلية إلى رأس حربة للولايات المتحدة الأمريكية في الخليج العربي ومعها طبعا وسيلة إعلام خطيرة نجحت في خداع وتضليل الجماهير العربية كونها تمثل الحقيقة وتقف إلى جانب جبهة الصمود المعادية لإسرائيل مثل سوريا وإيران وظهر إن قناة الجزيرة هي إسرائيلية بل ماسونية بامتياز استخدمت بن لادن لتدمير اغلب البلدان العربية من خلال نشر الإرهاب ثم قادت هذه الخفافيش السلفية المقنعة بلحى الإسلام وعمائمه لسرقة ثورات الربيع العربي فسرقوا ثورة مصر ولكنهم فشلوا وغيروا اتجاهات الثورة الليبية والتونسية أيضا وستليها الثورة اليمنية وغيرها من الثورات المقبلة التي ستكون سلفية متطرفة ستساهم في جعل الصراعات مستمرة وللأبد في كل الأقطار العربية .

    وبهذا تكون إسرائيل ومن خلال الدور القطري السعودي قد حققت شعارها من النيل إلى الفرات وامتدت من منابع النيل إلى مصب الفرات وهي اليوم تسعى لإسقاط سوريا تمهيدا لتدمير إيران العدو الأول للدولة الصهيونية لكنها أصبحت للأجندة القطرية العدو البديل عن إسرائيل وحين تنتهي المهمة في سوريا سيحترق العالم عندما تحاول أمريكا ضرب إيران وتصفية حزب الله والعمل على إقامة الاتحاد السلفي السني المتطرف لضرب المذهب الشيعي في المنطقة ويساعدهم في هذه المهمة اوردكان الذي تناسى فضل الازدهار الاقتصادي التركي بسبب التبادل التجاري مع العراق وسوريا .

    إن هؤلاء جميعا يعملون لتحقيق حلم الدولة اليهودية وقد نجحوا إلى حد كبير في تحقيق أهدافهم ولكن الأدوات القطرية والسعودية الخبيثة لم تجد منفذا لأوهامهما لان احتراق الخليج ربما سيحرقهم جميعا حتى لو توفرت المؤامرة فان إسرائيل لن تطمئن لملوك وأمراء خانوا أبناء جلدتهم لهذا فإنها ستخطط للانقلاب عليهم من خلال تصميم ثورات ربيعية خليجية من طراز خاص .

    ونحن بانتظار ذلك اليوم الذي نرى فيه امراء موزة والعاهر السعودي في قفص الاتهام مثل صدام ومبارك أو مثل مصير القذافي الذي فقد كل شيء قبل إن يفقد حياته وكان عاجزا للدفاع عن ذاته .

    firashamdani@yahoo.comSee More

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




    ليس بدعا أن يكتب الشعر حرّ** قد أرته الأيام نار لظاها
    وأطاحت به صريع الأماني**يمضغ العود كي يبل صداه
    شاعر عارك الحياة بعزم ** كي ينال العلا فنال رداها
    ****
    قد أذاع الأثير آهات نفس ** داميات مجرحات الهموم
    لم يكن طبعها نسيما صبوحا**أنما شواظ قلب كليم
    قد شدى باسما بوجه المآسي **ذائدا عن حياضه كالغريمِ
    لم تمت جذوة الحياة بنفس**كمنت ذاتها بسر عظيمِ

    يعقوب الحمداني

  8. #8
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    Unlike · · Share
    ليس بدعا أن يكتب الشعر حرّ** قد أرته الأيام نار لظاها
    وأطاحت به صريع الأماني**يمضغ العود كي يبل صداه
    شاعر عارك الحياة بعزم ** كي ينال العلا فنال رداها
    ****
    قد أذاع الأثير آهات نفس ** داميات مجرحات الهموم
    لم يكن طبعها نسيما صبوحا**أنما شواظ قلب كليم
    قد شدى باسما بوجه المآسي **ذائدا عن حياضه كالغريمِ
    لم تمت جذوة الحياة بنفس**كمنت ذاتها بسر عظيمِ

    يعقوب الحمداني

المواضيع المتشابهه

  1. كتب صلاح المختار //القتال بالسكين جهاد مقدس يغسل عار المستسلمين
    بواسطة الحمداني في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-09-2015, 08:07 AM
  2. ‏وِلْيَم_ويلكوكس‬ [١٨٥٢ – ١٩٣۲]
    بواسطة عبد الله راتب نفاخ في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-26-2015, 09:13 AM
  3. ما شاهده ديفيد سيتون في رحلته من مسقط الى البحرين عام ١٨٠١
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-12-2014, 01:49 AM
  4. أصحاب نظرية المؤامرة
    بواسطة عبدالكريم شكوكاني في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-02-2011, 01:21 PM
  5. فائض ميزانية السعودية ٩٥ مليار ريال في عام ٢٠١١
    بواسطة الحلم القاتل في المنتدى مال وأعمال
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-31-2011, 01:52 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •