18/10/2013

حتى لو كانت ايدي اسرائيل مكبلة في شن عدوان جديد على قطاع غزة، وان الولايات المتحدة الامريكية لن تسمح لها بذلك في ظل الاوضاع السائدة في الاقليم خاصة في ما يجري في سورية، والتقارب الامريكي الايراني والتهديدات الاسرائيلية بضرب المفاعلات النووية الايرانية. فالقيادة الاسرائيلية تشعر بغيظ كبير، و ينظرون بخطورة أكبر بعد اكتشاف النفق الذي اقامته المقاومة الفلسطينية بين حدود غزة والداخل الفلسطيني، فهم يطلقون التهديدات والتي ربما ستكون جدية في الفترة المقبلة.إطلاق التهديدات للانتقام وضرب المقاومة والتحريض ضدها، وإدراك اسرائيل ان الهدف من اقامة هذا النفق الاستراتيجي هو لشن عمليات ” ارهابية” ضد المدنيين الاسرائيليين، واختطاف جنود إسرائيليين ومبادلتهم بأسرى فلسطينيين، لذا تمت دعوة السفير الامريكي في اسرائيل دان شابيرو لزيارة النفق المكتشف من أجل التحريض ضد المقاومة و تجنيد الادارة الامريكية لشن عدوان جديد على القطاع، او القيام بعمليات عسكرية محددة وموضعية.
النفق المكتشف ليس الاول الذي تكتشفه اسرائيل، وهي تدرك ان المقاومة تحفر انفاق لإغراض عسكرية مختلفة، فالمقاومة قامت بحفر نفق في العام 2006، ونفذت من خلاله عملية الوهم المتبدد التي اسفرت عن اختطاف الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط، لكن المفاجأة هذه المرة كانت بحجم النفق وطوله وعمقه، والتجهيزات التي تم وضعها به. وفي العلوم العسكرية والأمنية يعتبر ذلك فشلا امنيا واستخباراتياً إسرائيلياً، حيث استغرق حفر نفق من هذا النوع عدة اشهر ولم يتم اكتشافه، وهذا بحد ذاته يعتبر انجاز للمقاومة وتهديد جدي لإسرائيل.
اسرائيل لن تمرر هذا الحدث الذي تعتبره حدثاً جللا ولو انها اكتشفته مؤخراً، وهذا بالنسبة لها فشل امني مع انها تستخدم تكنولوجيا متقدمة في الكشف عن الانفاق، ولكنها لم تعترف رسميا بذلك الفشل، لكن سلوكها وغيظها يعبر عن ذلك.لذا واستكمالا لحملة التحريض، قامت اليوم بإرسال رسائل صوتية على هواتف المواطنين ضد حركة حماس والمقاومة في محاولة منها سلخ المقاومة عن محيطها وحاضنتها الشعبية، وبث رسالة صوتية مسجلة تحذر المواطنين من مساعدة المقاومة.ووفقا لنص الرسالة الاسرائيلية “فهي تنفق ملايين الدولارات على الأنفاق التي تؤدي إلى أعمال عدائية وإرهابية على دولة إسرائيل، ابتعدوا عنهم واعلموا أن هذه الأموال من حقكم وكان يجب أن تنفق في مشاريع البنية التحتية والتعليم والصحة، هذه الأموال من حق سكان قطاع غزة الأبرياء العزل والتي تقودهم حماس إلى المجهول. قيادة جيش الدفاع الإسرائيلي”.هذه السياسة التي تتبعها اسرائيل منذ عدة سنوات، والقائمة على الحرب النفسية و الارهاب والتخويف و الردع للحد من قوة وقدرة المقاومة، خاصة وان المقاومة استطاعت اختراق نظرية الامن الاسرائيلي.
فعلى المقاومة الحذر من ما تقوم به اسرائيل وما تحضر له، فإسرائيل تهدد سورية و حزب الله و ايران وتضرب في غزة، صحيح ان اسرائيل تحتاج الى غطاء امريكي لشن عملية عسكرية ضد غزة، لكنها لن تسكت عن الرد على اكتشاف النفق، فهي ربما تؤجل توجيه ضربات عسكرية محددة وموضعية الان.
وسيستغل الجيش الاسرائيلي الفرصة خاصة خلال هذه الفترة، حيث اننا في شهر اكتوبر/ تشرين اول من نهاية العام 2013، وهو موعد التحضير للموازنة العامة في اسرائيل، وسيكون هناك ضغط من قادة الجيش وبعض السياسيين لزيادة موازنة الجيش من اجل تحصين مدن الجنوب وزيادة القدرات العسكرية للجيش، و شن عمليات عسكرية ضد قطاع غزة.إسرائيل تغير تكتيكاتها حسب مصلحتها، و عودتنا على استغلال الدم الفلسطيني في أي مناسبة، والتهديدات من قبل قادة دولة الاحتلال وتنافسهم والمزايدة والتحريض على الدم الفلسطيني، فالتصريحات والتهديدات النارية من قبل بعض المسؤولين الاسرائيليين يجب ان تؤخذ على محمل الجد والاستعداد لجولات من التصعيد لا يعرف زمانها ومكانها.على حركة حماس و المقاومة الالتصاق بالناس والاستعداد اكثر، فهم الحاضنة للمقاومة، ومن يصطفون معها والدفاع عنها في مواجهة الصلف والغطرسة الاسرائيلية التي لا تعترف بفشلها الامني، وعدم قدرتها على ردع المقاومة وان الحل الامني لن يجلب لهم الامن والاستقرار، فهي تعتقد انها قادرة على الردع وتخويف الفلسطينيين وإرهابهم وارتكاب الجرائم بحقهم.