مهرجان (الخليف)
قبل أيام رأيت تغريدة – عبر تويتر أهل الحجاز – عن مهرجان (الخليف) ... فتذكرتُ أنني كتبت شيئا عن الموضوع في كراس (استقالة) .. فعدت إليه ..
حقيقة لا يمكن للحديث عن ذلك المهرجان التنكري ... والأغاني المثبتة عنه أن تكون من فراغ .. ومع ذلك فأنا عاجز عن تصوره .. عاجز عن تصور مكة المكرمة – شرفها الله – خالية تماما من الرجال .. رغم أن المجتمع لا يخلوا من رجل مريض ... أو مسن .. لا يستطيع الذهاب إلى الحج .. بينما التصور المقدم أن مكة المكرمة تكون خالية تماما من الرجال .. وليس بها سوى النساء ... إضافة إلى ذلك من الصعب عليّ أن أتصور تحول مكة المشرفة و في أفضل أيام السنة إلى مكان للرقص والغناء!!!
المرة الأولى التي سمعت فيها عن (مهرجان الخاليف) كانت عبر كتاب الدكتور الغذامي .. وذلك حين ذكر أن للدكتور أبو بكر باقادر بحثا باسم :
(( القيس مهرجان نسائي غنائي تنكري في مكة " بحث مخطوط" ..)) { المرأة واللغة / د. عبد الله الغذامي / هامش الصفحة 116}.
والقيس هو نفسه الخليف،ثم وجدت مؤلفة كتاب : ( الفراعن : شعر نساء الحجاز) تقول عن المهرجان :
(( أغاني الخليف عبارة عن حكومة لمدة ثلاثة أيام في مكة،تمثلها النساء من يوم الوقفة (بعرفات) إلى يوم العيد{طبعا من يوم الوقفة "عرفة"إلى يوم العيد،لا توجد ثلاثة أيام!!! - محمود}وتبدأ السيدات قبل الحج بعدة أشهر اختيار من التي تقوم بدور الشريف حاكم مكة،واختيار من يقوم بدور الضباط والجيش وشيخ الحارة،ويكون لهم {هكذا لهم ولس لهن- محمود} حرية الخروج إلى بعد منتصف لليل،ويتنكرن بملابس الرجال الذين يقومون بدورهم،وتكون الثلاثة أيام مهرجان غنائي وتنكري.)) { ص 39 ( الفراعن : شعر نساء الحجاز)) لمؤلفته الأستاذة / طاهرة عبد الحفيظ السباعي،ومن نشرها - سنة 1986م – وتوزيع شركة الربيعان،بالكويت)}.
أغني القيس :
(( وعندما يبدأ دق الطبول،ينقسم الحاضرون إلى مجموعتين،المجموعة الأولى،والمجموعة الثانية،ثم يبدأ الإنشاد،المجموعتان تغني ويصفقون بأيدهم :
يا قيسنا يا قيسنا هيا معانا بيتنا
نسقيك من شربيتنا ونطلعك في بيتنا
ونرخي الستاير عليه
أسمر ولد جارية
محلى المشالي عليه
شيخ الحارة،شيبش يا الحربي حامي ديرته
المجموعة الأولى :
وإن جا يهرجين ما أبغى أهرجه
المجموعة الثانية :
وإن جا يكلمني ما أبغى أكلمه
المجموعة الأولى،تغني للشريف :
أبو الصومادا والعقال من يوم شفته عقلي طار
المجموعة الثانية، تغني للعسا،وإذا كان نائم على كرسي شريط يرفعوه أربع نساء على رؤوسهم ويغنوا هذه الأغنية :
يا قيس يا قيس يا شخص يا تيس
الناس حجوا وأنت قاعد ليش
قوم روح بيتك قوم أخبز العيش
{ رواية الغذامي،نقلا عن باقادر :
يا قيس يا قيس يا دقن التيس
الناس حجوا وأنت قاعد ليش { المرأة واللغة ص 117}
المجموعتان ترحب بالقادمين :
حبا حبا باللي جا
يا مرحبا باللي جا
شيخ الحارة وقد انتصف الليل :
هيا هيا على البيت
هيا هيا زي الطير { ص 41}
والليلة غلقت
والسنة الجية بخير
المجموعتان :
والليلة والله ما نروح
والليلة عند أبو صلوح
الليلة ندبح الخروف
والليلة عند أبو علي
والليلة ندبح الطلي
وقد وقف شيخ الحارة أمام الشريف يرقصون معا
والليلة يا الخيزرانة
في منى ميلوكي
ويلو إن ميلوكي
ما لت الروح معاكي
وزمام سيدي
طاح في يمة البير
ويلو وزعقت زعقة
خليت الما يظهر من البير
ريحانة دوري ديرة
ريحانة يا صغيرة
ريحانة من بيت الشريف
ريحانة عودك ظريف
وعند الفجر في آخر ليلة من ليالي العيد :
شيخ الحارة :
هيا هيا على البيت
القيس غلق هيا على البيت
المجموعتان :
وبعودة يا محلى الصفا
وبعودة ومن العايدين.
ويتفرق بعدها الجميع)) { ص 42}.
وبعد .. كتبتُ إلى إحدى الفاضلات من أهل مكة المكرمة مستفسرا عما تعرفه عن المهجران المذكور .. وحتى الآن لم يصلني ردها!!
كل عام وأنتم – ومن تحبون – إلى الله أقرب
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني