جنود الطابور الطائفي الإسرائيلي




كاظم فنجان الحمامي

إذا أردت أن تعرف أعداء العرب وأعداء الإنسانية فانظر إلى وجوه الأشرار الذين اشتغلوا في مهنة التحريض الطائفي وبرعوا فيها, فالسياسيون والفقهاء الذين يرفعون اليوم عقيرتهم بالمهاترات الطائفية, ويؤججون الفتن الداخلية, ويحشدون الناس ضد بعضهم البعض, ينفذون حرفياً ما تريده منهم إسرائيل, ويمثلون الصف الأمامي لجنود الطابور الطائفي, الذين جندتهم تل أبيب لضمان أمنها واستقرارها, بعدما أيقنت أن أمنها مرهون بانهيار الكيانات العربية وضعفها وتفتتها.نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيلقد تحولت إسرائيل الآن إلى قوة عالمية لا يستهان بها عن طريق إحرازها الانتصارات الميدانية ونجاحها في تمويل وتوجيه جنود الطابور الطائفي المكلف بنشر الفوضى في المدن العربية, والمكلف بإحداث الانقسامات الداخلية.يتحدث المفكر (زبغنيو برزيزنسكي Zbigniew Brzezinski) في كتابه (بين عصرين Between two ages), يتحدث بالتفصيل الممل عن الدور الأمريكي الخبيث في تعزيز قوة الكيانات الدينية المتطرفة, وفي فرض هيمنتها في البلدان العربية, ومن ثم توظيفها في زرع الخلافات الدينية, وإشعال الحروب والمعارك الطائفية, تمهيداً لإعادة ترسيم الحدود الجديدة الفاصلة بين المجاميع الطائفية المتناحرة, فاللعب على أوتار الدين هو المدخل المتاح الآن لإسرائيل لتنفيذ مشاريعها ومخططاتها التوسعية على حساب جهلنا وغفلتنا.نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيلقد اتخذت الأوكار الخبيثة من العراق منطلقاً لتنفيذ عمليات جنود الطابور الطائفي, لأسباب متعددة ربما تقف الألوان الطائفية المتباينة في مقدمتها, وربما يعزا تحركها نحو العراق إلى الانقسامات المذهبية والعرقية الكامنة هناك, والتي لا تحتاج إلى الكثير من الجهد لتأجيجها وإثارتها, ثم أن نجاح جنود الطابور في تنفيذ مشاريع التناحر الطائفي في العراق يعني ضمان تحقيق النجاح في بقية الأقطار العربية الأقل شأناً من العراق.صار واضحا اليوم سماع دعوات التحريض والتنبابز من المنابر, التي انضمت طواعية إلى طابور الجيوش الطائفية, حتى تحول الوطن العربي كله إلى بؤر وخنادق مدججة بالمعاول الطائفية الهدامة, والتي باتت تتلقى الدعم والمدد من الكيان الصهيوني, وجاء اليوم الذي وقف فيه شيخ مشايخ الطابور ليطالب البنتاغون بإسقاط عروش بعض الأقطار العربية, ثم انضمت الجامعة العربية إلى تشكيلات الطابور الطائفي لتعلن الولاء المطلق للبنتاغون, وصار القتل على الهوية هو السمة الفاضحة, فلم تعد للدين حرمة, ولا للإنسان حرمة, ولا للأمانات حرمة, فانتهكوا الأعراض, وأزهقوا الأرواح البريئة, واستباحوا المحرمات في خضم الفوضى الطائفية المتفجرة بالأحقاد. .وهكذا وقعت الطوائف العربية في فخ التناحر المميت, وتأثرت الغالبية العظمى منها بسموم التضليل الديني الذي تنفثه الفضائيات المليونية المجندة لهذا الغرض, فانساقوا وراء دعوات التحريض على الاقتتال, بينما وقفت تل أبيب فوق تلال الشماتة لتعبر عن سرورها وسعادتها وفرحتها الغامرة بانتصاراتها الساحقة علينا من دون أن تضطر إلى إطلاق رصاصة واحدة على مضاربنا الممزقة بخناجر الحقد الطائفي الموروث, وعادت بنا عقارب الزمن من حيث ندري أو لا ندري إلى القرن الهجري الأول. .والله يستر من الجايات


هل نتحدث عن أحفاد سايكس بيكو والرؤساء العرب الذي تولوا الخلافات على العروش والكراسي كما لم يفعله حتى ألأنبياء
ولو فعلوها فكان من بعد نبوة .ووحي ورساله من السماء